يرقان الوليد – صفار الوليد: الأسباب والعلاج والوقاية

يرقان الوليد هو حالة شائعة الحدوث، ولا يتم تصنيفه على أنه مرض، وهو عبارة عن اصفرار يصيب الجلد، هذا الاصفرار هو صبغة تنتج من تكسير كرات الدم الحمراء (البيليروبين)، هذا الاصفرار الذي يحدث من الصعب التعرف عليه في الأطفال ذوي البشرة السوداء أو السمراء لكن يمكن ملاحظته في كف اليد. وفي الغالب يختفي دون الحاجة إلى علاج، أما في حالة إصابة البالغين به فإنه يعتبر إشارة للإصابة بمرض في الكبد وضرورة علاجه، ولكن هل هو يحدث لجميع المواليد؟ أم يحدث لفئة معينة، وهذا ما سوف نتناوله بالتفصيل.
أعراض يرقان الوليد
الأعراض التالية عادة ما تظهر بعد يومين من الولادة وتتحسن تدريجيًا حتى تختفي في غضون أسبوعين من الولادة دون الحاجة إلى علاج في معظم الأحيان وهذه الأعراض هي:
- اصفرار لون البشرة واصفرار بياض العين وهي من أهم أعراض الإصابة بيرقان الوليد، والتي تحدث بين اليوم الثاني والرابع من الولادة. وهذا اختبار بسيط يمكنك القيام به لمعرفة ما إذا كان الطفل مصاب بيرقان الوليد أم لا. قم بالضغط بلطف على مقدمة الرأس أو الأنف، إذا ظهر مكان ضغط إصبعك لون أصفر فإن طفلك غالبًا مصاب بيرقان الوليد، أما إذا ظهر مكان إصبعك لون أفتح من لون جلد الطفل الطبيعي فإنه طبيعي. ومن الجيد القيام بهذا الاختبار في ضوء النهار العادي.
- تغير لون بول الطفل إلى الأصفر، وهو في الوضع الطبيعي يكون بلا لون.
- لون البراز يكون باهت (من الطبيعي أن يكون لون البراز أصفر).
أعراض تشير إلى مرحلة خطيرة من يرقان الوليد
هذه الأعراض تستدعي زيارة الطبيب فورًا؛ لأنها قد تكون بسبب ارتفاع نسبة البيليروبين في الدم والذي يشكل خطورة على مخ الطفل ومنها:
- جلد الطفل يصبح أكثر اصفرارًا.
- جلد الذراعين أو الساقين أو البطن يصبح أكثر اصفرارًا.
- اصفرار لون بياض العين.
- يصبح الطفل مريض ويجد صعوبة في الاستيقاظ.
- إذا أصبح الطفل لا يتغذي جيدًا أو لا يزداد في الوزن مثل الاطفال الطبيعية في عمره.
- اصدار طفلك صرخات عالية النبرة.
أسباب صفار الوليد
هناك أسباب عدة لإصابة الطفل بيرقان الوليد ومنها:
- يحدث يرقان الوليد بسبب ظهور البيلروبين في الدم، وذلك يحدث نتيجة تكسير كرات الدم الحمراء، وهو شائع الحدوث في الأطفال؛ لأن الأطفال تحدث عندهم عملية تكسير كرات الدم الحمراء وإنتاج كرات دم حمراء جديدة باستمرار. بالإضافة إلى أن كبد الطفل يكون في هذه المرحلة غير مكتمل وبالتالي يكون غير قادر على إزالة البيليروبين من الدم.
- قد تؤدي الرضاعة الطبيعية للطفل إلى زيادة احتمالية إصابة الطفل باليرقان، ولكن في حالة ظهوره على الطفل لا داعي لإيقاف الرضاعة الطبيعية؛ لأن الأعراض تختفي تلقائيًا في غضون أسابيع قليلة، كما أن موازنة فوائد الرضاعة الطبيعية مع ما قد ينتج بسببها مثل اليرقان، نجد أن استمرار الرضاعة الطبيعية أفضل من إيقافها. بعض الأطفال الذين يتم تغذيتهم بالرضاعة الطبيعية قد يستمر معهم أعراض يرقان الوليد إلى حوالي 12 أسبوعًا، في هذه الحالة من الأفضل زيارة الطبيب لتحديد ما إذا كان الطفل بحاجة للعلاج أم لا.
- سبب آخر لحدوث يرقان الوليد وهو صحة الطفل الأساسية، أحيانًا يكون هناك أسباب أخرى ليرقان الوليد وفي هذه الحالة نطلق عليه اسم اليرقان المرضي ومن أسبابه:
- قصور الغدة الدرقية وفي هذه الحالة لا تستطيع الغدة إنتاج هرمونات كافية.
- فصيلة الدم غير متوافقة عند الأم والطفل.
- مرض ريسوس وهذه الحالة تحدث إذا كانت الأم سالبة في عامل ريسوس والطفل موجب عامل ريسوس.
- التهاب المسالك البولية.
- مشكلة أو انسداد في المرارة أو القناة الصفراوية.
تشخيص يرقان الوليد
في معظم الحالات يتم تشخيص الطفل عن طريق مظهره الخارجي، ولكن قياس مستوى البيليروبين في الدم ضروري أيضًا والذي يحدد مسار العلاج، ويشمل تشخيصه الآتي:
- فحص جسدي.
- فحص الدم.
- اختبار الجلد بجهاز لقياس مستوى البيليروبين عبر الجلد.
عوامل خطورة صفار الوليد
هناك عوامل خطورة ليرقان الوليد قد تؤدي إلى حدوث مضاعفات كثيرة وتشمل:
- الولادة المبكرة
نجد أن الطفل المولود قبل الأسبوع 38 من الحمل يكون غير قادرًا على التخلص من البيليروبين مثل باقي الأطفال، كمان أن هؤلاء الأطفال تكون حركة الأمعاء لديهم أقل بسبب قلة الغذاء وبالتالي ضعف القدرة على التخلص من البيليروبين.
- فصيلة الدم
في حالة اختلاف فصيلة الدم لهذا الطفل عن الأم، فإن من المحتمل انتقال أجسام مضادة من الأم إلى الجنين عبر المشيمة، وهو ما يسبب زيادة معدل تكسير كرات الدم الحمراء عن المعدل الطبيعي.
- السلالة أو العرق
حيث أثبتت الدراسات أن الأطفال من الأصول الشرق آسيوية يكون لديهم احتمالية أكبر للإصابة بيرقان الوليد.
- الكدمات الشديدة أثناء الولادة
يعاني الطفل حديث الولادة الذي قد يتعرض لكدمات أثناء عملية الولادة، قد يحتوي دمه على مستوى أعلى من البيليروبين والذي ينتج من تكسير كرات الدم الحمراء.
مضاعفات يرقان الوليد
زيادة نسبة البيليروبين في الدم تؤدي إلى حالة اليرقان الحاد والتي تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم علاجها ومنها:
- اعتلال دماغي البيليروبين الحاد
البيليروبين يعد من المواد السامة للمخ، وفي حالة إصابة الطفل باليرقان الحاد فمن المحتمل وصول البيليروبين إلى المخ ويسبب هذا الاعتلال الدماغي، والعلاج المناسب لهذه الحالة قد يمنع الأضرار الجسيمة التي قد تحدث، ومن أعراض الاعتلال الدماغي:
- الخمول.
- صعوبة في المشي.
- صعوبة في الرضاعة.
- التقوّس الخلفي للرقبة والجسم.
- الصرخات بنبرة عالية.
- الحُمى.
- يرقان نووي
وهي عبارة عن حالة مرضية تحدث إذا لم يتم علاج الاعتلال الدماغي البيليروبين الحاد وهذه المتلازمة تؤدي إلى
- حركات غير إرادية ويصعب السيطرة عليها.
- نظرة تصاعدية دائمة.
- فقدان السمع.
- التطور غير السليم لمينا الأسنان.
علاج يرقان الوليد
كما ذكرنا أن معظم حالات يرقان الوليد لا تحتاج إلى علاج؛ لأن الأعراض تختفي في غضون 14 يومًا كحد أقصى، وأحيانًا يستغرق وقتًا أطول، وقد يحتاج الطفل إلى البقاء فترة أطول في الحضّانة الخاصة بحديثي الولادة. ولكن في الحالات التي يظهر بها ارتفاع نسبة البيليروبين بصورة غير طبيعية في دم الطفل فإنه يحتاج إلى التدخل والعلاج؛ لأن هناك خطر وصول البيليروبين إلى المخ وقد يسبب تدمير المخ. وعلاج هذا اليرقان في هذه الحالة يشمل:
- العلاج بالضوء
وفي هذا النوع يتم تعريض جلد الطفل المصاب لمصباح خاص ينبعث منه الضوء الأخضر والأزرق، وهذا النوع من الضوء قادر على تحويل البيليروبين إلى نوع آخر سهل التخلص منه في كبد الطفل.
- تبادل نقل الدم
وفي هذا النوع يتم إزالة كميات صغيرة من دم الطفل بصورة متكررة بواسطة أنبوبة رفيعة يتم تثبيتها في أوردة الطفل، ثم يتم استبداله بدم آخر من نفس فصيلة دم الطفل، وبالتالي يقل مستوى البيليروبين والأجسام المضادة في الدم. هذا الإجراء نلجأ له في حالات اليرقان الشديدة والتي لا تستجيب لأنواع العلاج السابقة.
- الغلوبولين المناعي الوريدي
في الحالات التي يرتبط فيها يرقان الوليد باختلاف فصيلة الدم، قد يحدث انتقال الأجسام المضادة من دم الأم إلى دم الطفل عبر المشيمة وهو ما يؤدي إلى زيادة تكسير كرات الدم الحمراء وبالتالي زيادة البيليروبين، في هذه الحالات قد يتم نقل الغلوبولين إلى الدم (وهو نوع من البروتين يمكنه تقليل مستويات الأجسام المضادة في الجسم وتقليل اليرقان وهو ما يقلل الحاجة إلى نقل الدم). ولكن هذه المحاولة ليست ذات نتيجة قاطعة.
- تغذية سليمة
قد يوصي الطبيب بتغذية سليمة للطفل أو مكملات غذائية له لضمان وصول غذاء مناسب له، ومنع فقدان وزنه.
الوقاية من صفار الوليد
أفضل وسيلة للوقاية من يرقان الوليد هي التغذية الجيدة، في حالة الأطفال المعتمدين على الرضاعة الطبيعية يتم إرضاعهم من 8 إلى 12 مرة في اليوم الواحد وذلك في الأيام الأولى من الولادة. وفي حالة الأطفال الذين يتم تغذيتهم بالرضاعة الصناعية يتم إرضاعهم بمعدل مرة كل ساعتين إلى ثلاث ساعات، وكل رضعة حوالي 30 إلى 60 مللي وهذا الأسبوع الأول من الولادة.
وهنا عزيزي القاريء نكون قد عرضنا كل ما يخص حالة يرقان الوليد. الملاحظة الجيدة لحالة طفلك والاهتمام بصحته ضرورة قصوى ولا يجب التهاون في كل ما يخصه، والتوجه إلى الطبيب في حالة وجود عرض غير طبيعي على طفلك.