وميض في العين .. تعرف علي كل ما يهمك

هناك وميض في العين، شكوى يسمعها طبيب العيون في عيادته كل يوم، وهو عرض شائع ومتكرر كثيراً وغالبًا ما يكون طبيعيًا ولا داعي للقلق بشأنه، إلا إذا صاحبته بعض العلامات التي قد تكون ناقوس خطر يحذرك من مشكلة صحية تتطلب منك زيارة الطبيب فورًا.

أسباب رؤية وميض في العين

رؤية بقع أو وميض وبخاصة في طرف العين أمر يزعج الكثيرين ويثير قلقهم حيال نظرهم وصحة أعينهم، فهناك أسباب كثيرة ومتعددة لرؤية الومضات البصرية، وقد ذكرت الأكاديمية الأمريكية لطب العيون أن سبب رؤية وميض في العين، غالباً ما يكون اضطرابًا بصريًا مرتبطًا بشبكية العين والجسم الزجاجي، أو بسبب بعض المشاكل الصحية الأخرى التي سوف نذكرها لكم فيما يلي:

  • الضغط على العين

تعتبر من الأمور الطبيعية والتي لا تتطلب العلاج وتختفي في غضون ثوان أو دقائق معدودة بزوال سبب هذا الضغط، وتكون بسبب فرك العينين بقوة أو تعرض العين لإصابة ما أو ضربة في الرأس، مما ينتج عنه ضغط على الشبكية ورؤية ومضات أوعوامات العين.

  • تقلص أو انكماش الجسم الزجاجي vitreous body

الجسم الزجاجي هو سائل هلامي شفاف يتكون من مكونين أساسيين وهما الماء والكولاجين، والمسؤول عن احتفاظ العين بشكلها الدائري المميز، وهو أيضاً يلعب دورًا هامًا في ملء الفراغ بين الشبكية والعدسة في الجزء الخلفي من العين، ومع التقدم في العمر وخاصة بعد عمر الـ 50 عاما يتقلص حجم السائل الهلامي ويتسبب في ظهور وميض في العين.

  • تكتلات في السائل الزجاجي المبطن للعين

قد تتجمع بعض ألياف الكولاجين المكونة للجسم الزجاجي وتتكتل في شكل عقد أو نجوم أو خيوط، وتكوّن ظلالًا على شبكية العين، مما يتسبب في ظهور بقع وأشكال معتمة في جوانب الرؤية.

  • انفصال أو تمزق الشبكية Retina

شبكية العين هي الجزء الداخلي الخلفي المبطن للعين، وهي امتداد الدماغ الأمامية والجزء المسؤول في العين عن تحويل وترجمة المعلومات الضوئية إلى صورة مرئية واضحة، وذلك من خلال الخلايا المكونة لها وهي عبارة عن مجموعة خلايا عصبية وأخرى حساسة للضوء، وعلى الرغم من أن تمزق أو انفصال الشبكية من الأسباب الأقل شيوعًا إلا أنها تتطلب التدخل الطبي العاجل لأن إهمالها قد يؤدي إلى عمى جزئي أو كلي.

  • التهاب العصب البصري

حدوث عدوى في العصب البصري أو التهاب أو وجود مرض من الأمراض التي تصيب الأعصاب مثل مرض التصلب المتعدد قد يتسبب في رؤية الومضات الضوئية.

  • السكتة الدماغية أو جلطات الدماغ الصغيرة

وذاك عند حدوث جلطة دماغية في الأوعية الدموية تعيق وصول الدم إلى المخ بشكل كافي ، فتظهر بعض عوامات العين المعتمة.

  • التهاب العنبية

هو التهاب يصيب الجزء الخلفي من العين وبخاصة الطبقة الوسطى أو المشيمية، ويحدث نتيجة الإصابة بالعدوى أو بعض الأمراض المناعية ويتسبب في ظهور وميض في العين.

  • العمليات الجراحية

في بعض الجراحات التي تتم في شبكية العين أو في الجسم الزجاجي تضاف بعض المواد والعقاقير التي تظهر في هيئة عوامات أو ومضات، ولكنها تختفي دون علاج بعد فترة من إجراء الجراحة.

  • بعض الأدوية والمواد الكيميائية

رؤية وميض في العين من ضمن الأعراض الجانبية لبعض العقاقير الطبية مثل اللانوكسين والفياجرا والافاستين وغيرها.

  • النزيف

نزيف العين أيضاً من الأسباب الشهيرة لرؤية ومضات العين، سواء أكان سبب هذا النزيف تمزق شبكية العين أو إصابة الجسم الزجاجي أو نتيجة ورم أو انسداد في الأوعية الدموية.

  • مرض السكري

وميض العين إحدى أشهر أعراض مرض اعتلال الشبكية السكري.

  • أورام العين والدماغ

وجود ورم في العين أو الدماغ من الممكن أن يضغط على شبكية العين ويتسبب في ظهور بقع أو نجوم وعوامات في مجال الرؤية.

  • الصداع النصفي

من الحالات التي تختفي فيها ومضات العين في خلال دقائق ولا تستمر لأكثر من 60 دقيقة وتظهر مصاحبة لنوبات الصداع النصفي.

  • الصرع

وميض العين أحد أعراض الصرع القذالي، وهو نوع نادر من الصرع يصيب الفص القذالي من الدماغ ويتسبب في ظهور الومضات البصرية، ولكنها لا تستمر لأكثر من دقيقتين.

أعراض مصاحبة لرؤية وميض في العين

ومضات العين أو عوامات العين لها أشكال وأحجام وألوان مختلفة، وقد تظهر لبضع ثواني أو دقائق أو تستمر لأكثر من ستين دقيقة، ولكنها لا تعتبر مرضًا في حد ذاته وإنما هي عرض قد تصاحبه مجموعة من الأعراض التي قد تدل على اضطراب بصري ما أو مشكلة صحية معينة مثل:

  • رؤية بقع شفافة أو داكنة وأحياناً خيوط أو نجوم هائمة في مجال الرؤية وخاصة في طرف العين أو جوانب محيط النظر.
  • إحساس بإعتام جزئي أو كلي في مجال الرؤية.
  • بقع أو نقاط غير مستقرة تتحرك بعيدا عند محاولة تركيز النظر عندها الى ان تختفي من مجال الرؤية.

متى ينبغي عليك زيارة الطبيب في أسرع وقت

قد تكون ومضات العينين حالة عارضة لا تحتاج إلى التدخل وتزول من تلقاء نفسها، ولكن هناك علامات لابد معها من عرض الحالة على الطبيب مثل:

  • تكرار رؤية ومضات أو عوامات العين بشكل ملحوظ وزيادة عددها أو حجمها.
  • استمرار رؤية الومضات البصرية لمدة أكثر من 60 دقيقة.
  • وجود ألم أو نزف أو التهاب في العين.
  • إعتام في مجال الرؤية سواء أكان جزئيًا أو كليًا.

التشخيص الطبي لرؤية ومضات العين

في غالب الأحيان تكون ومضات العين عرضا جانبيا يختفي بعد ثوان أو دقائق قليلة أو بعلاج أو زوال السبب المؤدي لها، ولكن زيارة الطبيب المختص للفحص والاطمئنان أمرًا ضروريًا، وبخاصة في حالة استمرار رؤية ومضات العين أو وجود تاريخ مرضي بالسكري أو أمراض انفصال الشبكية، وذلك لأن سرعة اكتشاف إصابات الشبكية والجسم الزجاجي تحسن من نتائج العلاج وتقلل من فرص حدوث المضاعفات وفقدان البصر، ولذلك سوف نذكر لكم بروتوكول التشخيص الدقيق لمعرفة أسباب رؤية وميض في العين

  1. معرفة التاريخ المرضي: وهنا يوجه الطبيب بعض الأسئلة للمريض حتى يتمكن من استبعاد أو ترجيح أسباب معينة، مثل معرفة شكل وعدد ومدة رؤية هذه الومضات ومعرفة إذا تم التعرض لإصابة أو جرح في العين أو إجراء عمليات جراحية سابقة أو وجود إصابة ببعض الأمراض المناعية أو بمرض السكري.
  2. الفحص السريري: يقوم الطبيب بفحص عيني دقيق بداية من الفحص الخارجي للعين والكشف بمنظار العين ophthalmoscope مرورًا بقياس النظر وقياس ضغط العين.
  3. كشف المصباح الشقي Slit lamp: وهو جهاز يمكن الطبيب من فحص جميع أجزاء العين الخارجية والداخلية، ومن ثم فحص الشبكية والجسم الزجاجي لمعرفة إذا كان هناك خلل ما أو اضطراب بصري هو المسبب لوجود هذه الومضات الضوئية.
  4. كشف قاع العين fundoscopy: وذلك للكشف على الشبكية والأوعية الدموية والعصب البصري.

علاج عوامات أو ومضات العين

علاج رؤية وميض في العين يتوقف على معالجة السبب الذي نتج عنه، إلا أن بعض هذه الأسباب مثل تقلص أو تكتل الجسم الزجاجي غالباً ما تكون غير قابلة للعلاج الدوائي ولكن يمكن علاجها جراحياً، وعلاج تمزق أو انفصال الشبكية من خلال العمليات الجراحية، ومعالجة التهاب العصب البصري والجسم الزجاجي بالعقاقير الطبية 

والعمل على تنظيم هبات الصرع القذالي ونوبات الصداع النصفي وتجنب اعتلال الشبكية الناتج عن مرض السكري، قد يقلل من رؤية هذه الومضات بشكل ملحوظ وواضح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى