وسواس النظافة (باكتروفوبيا) | الأعراض والأسباب والعلاج

كان مروان شابًا يعيش حياة طبيعية، لكنه بدأ يعاني من وسواس قهري شديد، كانت لديه أفكار مُزعجة تُسيطر على حياته اليومية. كان مروان يعاني من وسواس قهري يتعلق بالنظافة والترتيب، تنشأ لديه أفكار قوية تجبره على إعادة ترتيب الأشياء مرارًا وتكرارًا حتى يشعر بالراحة. حاول مروان أن يتخلص من تلك الأفكار المزعجة، لكنه لم يجد الحل المناسب، أصبح الوسواس القهري يؤثر على حياته الإجتماعية والشخصية، تعب واجتهد مروان في البحث عن العلاج المناسب لهذه المشكلة.

أخيرًا قرر مروان أن يبحث عن مساعدة متخصصة، زار طبيبًا نفسيًا متخصصًا وبدأ فى جلسات علاجية منتظمة.

مع الوقت، بدأت حياة مروان تتحسن تدريجيًا. تمكن من التحكم في أفكاره وتقليل الأعمال القهرية التي كان يقوم بها. استعاد حياته الشخصية وتمكن من التركيز على أهدافه واهتماماته الأخرى.

الوسواس القهري هو اضطراب نفسي يتميز بأفكار وسلوكيات مُزعجة ومتكررة تؤثر على حياة الشخص اليومية. يعاني المصابون من أفكار متكررة لا يمكنهم التخلص منها، و سلوكيات قهرية يشعرون بأنهم مضطرون إلى القيام بها.

وسواس النظافة هو اضطراب نفسي يتميز بأفكار وسلوكيات مفرطة بشأن النظافة. يشعر المصابون بوسواس النظافة بالقلق الشديد بشأن التلوث أو العدوى، مما قد يؤدي إلى القيام بسلوكيات قهرية: غسل اليدين، تنظيف المنزل، إستخدام المطهرات والكحول بشكل متكرر، تجنب مصافحة الآخرين، الخوف من لمس المقابض. يمكن أن يؤثر هذا الاضطراب سلبًا على حياة الشخص اليومية

تتنوع أعراض وسواس النظافة بين الأفراد، ولكن هناك بعض الأعراض الشائعة وتتمثل فيه:

  • الخوف المفرط من الأوساخ والجراثيم: يشعر الشخص المصاب بهذا الوسواس بالقلق الشديد من التلوث أو العدوى.
  • التنظيف المتكرر و المفرط: يقوم الشخص المصاب بتنظيف الأشياء والأماكن بشكل متكرر حتى يشعر بالأرتياح.
  • التحقق المستمر: يقوم الشخص المصاب بالتحقق المستمر من نظافة الأشياء ونظافة المكان.
  • القلق بشأن استخدام المراحيض العامة حيثُ يشعرون بالقلق من انتقال الأمراض.
  • الخوف من مصافحة الآخرين تجنبًا لانتقال العدوى عن طريق التلامس.
  • تجنب تناول الطعام في المطاعم والأماكن العامة، حيث يخشون من التعرض للتلوث، هؤلاء الأشخاص يميلون إلى تجنب الخروج من المنزل أو الاستحمام مباشرةً بعد العودة.
  • غسيل الأسنان مرارًا وتكرارًا خوفًا من وجود جراثيم عالقة بالفم.
  • الخوف من لمس النقود مباشرة إلا بعد تعقيمها.
  • تكرار الوضوء أو الاغتسال.
  • بعد لمس صنبور المياه، يعاني بعض الأفراد من الخوف المفرط والقلق من انتقال الجراثيم لذلك يقومون بغسل صنبور المياه بشكل متكرر.
  • إستخدام صابون اليدين مرة واحدة فقط لشكهم أنه تلوث باستخدامه ويجب تغييره في كل مرة.

هُناك عدة أسباب للإصابة بوسواس النظافة:

  • العوامل الوراثية: تلعب العوامل الوراثية دورًا، حيث يكون الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلى أكثر عرضة للإصابة به.
  • التغيرات الكيميائية في الدماغ: هناك أدلة تشير إلى أن التغيرات في مستويات المواد الكيميائية مثل مادة السيروتونين، الذى يؤثر على التحكم في القلق والتفكير المقلق.
  • الضغوط النفسية.
  • الصدمات النفسية.

يركز هذا العلاج على تغيير الأفكار و السلوكيات السلبية التي تؤدي إلى الاضطراب.

تغيير الأفكار: يساعد العلاج السلوكى المعرفى الشخص المصاب بوسواس النظافة على تحديد وتعديل الأفكار الخاطئة التي تؤدي إلى سلوكياته المتكررة. على سبيل المثال قد يعتقد الشخص المصاب بالوسواس القهري أنه سيصاب بالمرض إذا لم يغسل يديه بشكل متكرر، سُيساعد العلاج السلوكي المعرفي على تقييم هذه الفكرة وتحديد ما إذا كانت صحيحة أم لا؟

تغيير السلوكيات: يساعد العلاج السلوكي المعرفي الشخص المصاب بوسواس النظافة على مواجهة مخاوفه ومقاومة السلوكيات المتكررة.

مثال: قد نطلُب من الشخص المصاب تجنب غسل يديه لفترة محددة من الوقت، وهذا سُيساعد الشخص على تعلم كيفية التعامل مع مخاوفه دون اللجوء إلى السلوكيات المتكررة.

يشمل العلاج السلوكي تعريض الشخص المُصاب تدريجيًا لمواقف تثير قلقه بشأن النظافة، يتضمن العلاج السلوكي الخطوات التالية: 

  • تحديد الأفكار والسلوكيات السلبية.
  • العلاج السلوكي الموجه ناحية الأفكار.
  • العلاج السلوكي الموجه ناحية السلوك.
  • تقنيات التحكم في القلق والتفكير المتكرر.
  • تطوير خطة العلاج.

في بعض الحالات يُمكن أن يوصي الطبيب المختص بتجربة العلاج الدوائي.

هناك أدوية تحتوى على مادة السيروتونين، هي نوع من الأدوية المضادة للاكتئاب التي يمكن أن تساعد فى تقليل الأعراض، وذلك عن طريق زيادة مستوى السيروتونين في الدماغ، وهو ناقل عصبي يلعب على تنظيم المزاج والقلق.

هناك نوع آخر من الأدوية وهي مضادات الذهان التي تعمل عن طريق منع الدوبامين في الدماغ، وهو ناقل عصبي يرتبط بالقلق والسلوك القهري.

يمكن أن يساعد العلاج الدوائي في تقليل أعراض اضطراب الوسواس القهري.

يمكن أن يكون الدعم النفسي والتوجيه العاطفي مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري، يمكن أن يساعدهم ذلك على فهم اضطرابهم وكيفية التعامل معه.

يمكن أن يشمل الدعم مجموعة متنوعة من الأنشطة مثل:

  • جلسات العلاج النفسي الفردية أو الجماعية، فيمكن أن يساعد المعالج الشخص المصاب على فهم اضطرابه وكيفية التعامل معه.
  • مجموعات دعم المرضى: يمكن أن توفر مجموعات دعم المرضى للأشخاص المصابين الدعم والتشجيع من الآخرين الذين يعانون من نفس الاضطراب.

يمكن أن يساعد الدعم النفسى الأشخاص المصابين في:

  • فهم اضطرابهم بشكل أفضل.
  • تطوير مهارات التأقلم مع الاضطراب.
  • تحسين جودة حياتهم.

للوقاية من وسواس النظافة، يمكن اتباع بعض الإجراءات التالية:

  • تعلم التحكم في القلق: يمكن أن يكون التوتر والقلق عاملًا مساهمًا في تفاقم وسواس النظافة، يمكن تعلم تقنيات التنفس العميق والاسترخاء للتحكم في القلق وتخفيفه.
  • تحديد الأفكار السلبية: قد يكون لديك أفكارًا غير واقعية، حاول تحديد هذه الأفكار واستبدالها بأفكار إيجابية.
  • حاول تجنب التفكير المتكرر والتركيز على النظافة.

في الختام، يمكن القول أن وسواس النظافة هو اضطراب نفسي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حياة الشخص المصاب.

يمكن أن يؤدي إلى سلوكيات مفرطة تستهلك الكثير من الوقت والجهد، هناك العديد من العلاجات المتاحة بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي والدوائي والدعم النفسي، من خلال العلاج المناسب يمكن أن يعيشوا حياة طبيعية وصحية.

من المهم أن تتذكر أنك لست وحدك، هناك العديد من الأشخاص الذين يعانون من وسواس النظافة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى