هل تقدم غرف الملح فوائد صحية؟

يقتصر البحث على ما إذا كان الهالوثيربي “العلاج بالملح” بالفعل يقدم علاجًا كما يدعي أم لا.

منذ ما يقرب من قرنين من الزمان في بولندا، لاحظ طبيب شيئًا مثيرًا للاهتمام إلى حد ما، حيث لاحظ أن أولئك الذين كانوا يعملون بجد في أعماق منجم ملح فياليتشكا، لم يكن لديهم مشاكل في الرئة مثل العمال في المناجم الأخرى.

تدين غُرف الملح العلاجية اليوم بالامتنان لتلك الملاحظة التي قام بها الدكتور فيليكس بوتشكوفسكي منذ فترة طويلة، حيث أن إيمانه بالقوة الشفائية بالملح هو الأساس للاتجاه الصحى المتزايد للعلاج بالمياه المعدنية (العلاج بالملح).

هنا يكمن السؤال، على كل حال: هل تقدم “كهوف الملح” المخترعة حديثًا الفوائد الصحية المزعومة، مثل تحسين التنفس و تحسين صحة الجلد أوحتى تخفيف التوتر؟ دعونا نلقي نظرة مع أخصائي الطب الوظيفي ميلسيا يونج، الحاصلة على دكتوراه في الطب.

ما هي غرف الملح؟

توفر غرف الملح تجربة علاجية بالملح الجاف، حيث يعرضك الهواء الموجود داخل الغرفة لجزيئات الملح المجهرية الدقيقة، هناك نوعان من غرف العلاج بالملح تبعًا لجمعية العلاج بالملح.

  • غرف نشطة: تتميز هذه الغرف بوجود آلات تعمل على تكسير الملح إلى أجزاء وتوزيع الجزيئات، مما يسمح لك باستنشاق تلك الجزيئات وأن تتعرض لها بشرتك، تعرف هذه العملية باسم الهالوثيربي.
  • غرف خاملة: تُملأ هذه الغرف بكميات كبيرة من الملح، عادة ما تكون أنواع مختلفة من الأملاح، مثل: أملاح البحر الميت، أملاح الهيمالايا، الملح الصخري.

يملأ جو الغرفة بهذه الأملاح حيث تتحكم في المناخ المحيط، و تُعد هذه في الغالب إعدادات تأملية.

وكما تقول د.يونج “لإعداد تجربة حقيقية للعلاج بالملح “الهالوثيربي” فأنت بحاجة إلى غرفة بها مولد الجسيمات”.

فوائد العلاج في غرف الملح

عند البحث على الإنترنت فليس هناك نقص في التزكيات والنصائح عن غرف الملح فيما يتعلق بقصور التنفس، ومن خلال الروايات المتناقلة، يقول الناس إنها تغير حياتهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بتخفيف مشاكل الجهاز التنفسي أو الالتهابات.

لكن عندما يتعلق الأمر بالأدلة العلمية، فيمكننا أن نقول أنه ليس هناك دليل ملموس على تلك الإدعاءات.

كما تضيف د.يونج “في بعض الأحيان، قد يكون من المحبط عدم وجود دراسات كافية بالشكل الجيد تبحث في علاج معين، أو أن تكون نتائج الدراسات المختلفة متضاربة، لكن هذا لا يعني أنه لا توجد فائدة محتملة لهذا العلاج”.

إذا لماذا يزعم الناس بأنهم يذهبون إلى غرف الملح.

تحسين التنفس

إذا كنت تواجه مشكلة في دخول الهواء وخروجه من رئتيك، فالاحتمالات هي أن حالتك مدرجة في قائمة أحد الأشخاص لمشكلة صحية ما، والتي تتفرض عدة مواقع أنه يمكن تحسينها من خلال الهالوثيربي” العلاج بالملح”، مثل:

  • الربو.
  • التهاب الشعب الهوائية.
  • مرض الانسداد الرئوي المزمن.
  • التليف الكيسي.
  • حساسيات الجهاز التنفسي.
  • سعال المدخن.

إذا، كيف يحدث هذا الهواء المالح فرقًا؟

توضح د.يونغ:” يبدو أن استنشاق جزيئات الملح يخفف المخاط، مما يسمح بخروج مزيد من البلغم مع السعال وسهولة إخراجه”. وتوضح د.يونج ذلك قائلة “إنها تسهل من حركة المخاط، وغالبًا ما تكون هذه هى المشكلة الرئيسية لمن يعانون من مشاكل في التنفس.”

ولكن ليس هناك الكثير من الأبحاث الدقيقة التي تدعم هذه النظرية، حيث تقول د.يونغ أن: “المعلومات متباينة حول العلاج بالملح.”

مكافحة العدوى

الفكرة من استخدام الملح لتنظيف المادة اللزجة من الجيوب الأنفية ليست بالفكرة الرائدة تمامًا، حيث تعمل بخاخات وغسولات المحلول المحلي، كوسائل تهدف إلى تنظيف الأنف والجيوب الأنفية لتحسين التنفس.

ولكن هل التتنفس في جو من الملح الجاف يؤدي الى تحقيق نفس الهدف؟ مرة أخرى، لا يوجد بحث كاف للتحقق من هذا الادعاء، كما تقول د.يونغ.

صحة الجلد

يقال إن السماح للهواء المشبع بالملح بالتدفق على جسمك يعزز بشكل طبيعي ترطيب بشرتك، مما يجعلك تشعر بأنها أكثر نعومة وتبدو أقل تلفًا، هناك أيضًا كثير من الأقاويل حول موازنة مستويات الأس الهيدروجيني وإزالة الأكزيما.

هل هذا صحيح؟ ربما يمكنك تخمين الجواب، حيث تقول د.يونغ:” ليس لدينا دليل علمي”.

الحد من التوتر

من المؤكد أن الغرفة الهادئة المليئة بالملح والمضاءة بشكل خافت مع عزف الموسيقى الهادئة، تبدو كمكان مثالي للتأمل، كما إنها بيئة يمكنك فيها بالتأكيد تهدئة نظامك العصبي وتقليل التوتر.

ولكن يمكن الحصول على نفس هذا التأثير أيضا إذا أزلت الملح، توضح د.يونغ قائلة: ” يمكنك الحصول على نفس التأثير بدونه”.

هل يشكل الذهاب إلى غرف العلاج بالملح مخاطرة؟

إذا كنت تتمتع بصحة جيدة نسبيًا، فإن قضاء جلسة في غرفة الملح ليس بالضرورة أن يسبب أي مشاكل، كما تؤكد د.يونغ، ومع ذلك، فإنها تقدم بعض الملاحظات لأخذ الحذر، مثل:

  • قد تسعل أكثر: انتشار كل هذه الجزيئات من الملح في الهواء قد يزيد من السعال قليلًا، كما تقول د.يونغ:” لقد كان لدي مرضى يذهبون لزيارة غرف الملح ويقولون إنهم انتهى بهم الأمر بالسعال كثيرًا بعد ذلك، لذلك فهذا شيء يجب أن تكون على دراية به.”
  • لا توجد معايير محددة للعلاج بالملح: حيث تقول د.يونغ:” إنه الغرب، حيث يفعلها كل شخص بطريقة مختلفة”. لذا فهى تقترح البحث عن غرفة ملح في مكتب أو منتجع صحي حيث يشرف على العلاج طبيب مختص.
  • إنها ليست بديلًا للدواء: لا يجب الخلط بين جلسة في غرفة الملح والرعاية الطبية، حيث تقول د.يونغ:” إنها ليست بديلًا عن أدويتك.”
  • اطرح الأسئلة، إذا كنت تعاني من مشاكل صحية في الوقت الحالي، فتحدث إلى طبيبك قبل تجربة العلاج بالملح لتكون في الاتجاه الآمن.

هل العلاج بالملح يستحق التجربة؟

هل يمكن أن تكون غرفة الملح مفيدة لك؟ تقول د.يونغ:” أنه ربما يكون شيء يستحق المحاولة، خاصة إذا كان لديك بعض مشاكل التنفس، ولكننا ننظر إليها على أنها شيء إضافي إلى العلاجات التقلدية الخاصة بك-ولكنها ليست بديلًا عنها”.

بواسطة
ترجمة طبية: آمال طلعتمراجعة ترجمة طبية: د.سارة أحمد سليمان
المصدر
المقال المترجم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى