هشاشة العظام .. الأسباب والأعراض والعلاج وطرق الوقاية منها
يعد مرض هشاشة العظام أحد أكثر أمراض العظام شيوعًا بين الناس، ولا سيما بين النساء وكبار السن. وهو مرض صامت يُحدث كسور في العظام، وتحدث الكسور عادة في عظام الوركين، والمرفقين وعظام العمود الفقري، لذلك تابع معنا عزيزي القارئ هذا المقال لتتعرف على أسباب هذا المرض وكيفية علاجه.
ما هي هشاشة العظام؟
هشاشة العظام “Osteoporosis” هي حالة ضعف العظام وترققها، وتسمى أيضًا العظام المسامية وتعني فقدان العظام قوتها وكثافتها مما يزيد من احتمالية حدوث كسور نتيجة لضغط أو سقوط.
تحدث الكسور عادة في الورك والرأس والعمود الفقري. وتعتبر النساء أكثر عرضة للمرض من الرجال ولا سيما عند تقدم العمر وبعد انقطاع الطمث.
أعراض هشاشة العظام
عادة ما تظهر علامات تدل على ضعف عظامك ومنها:
- العظم ينكسر بسهولة.
- حدوث انحناء أو اعوجاج.
- الإعاقات والألام الناتجة عن كسر في العمود الفقري أو انهيار الفقرات.
أسباب هشاشة العظام
بعض الأسباب المحتملة لهشاشة العظام طبية نتيجة فرط نشاط الغدة الدرقية. وتشمل أيضًا استخدام بعض الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات.
يمكن لأسباب عدة أن تزيد من حدوثها:
- الجنس: النساء أكثر عرضة من الرجال لهشاشة العظام، نتيجة لفقد الكالسيوم الكثير في الحمل والإرضاع وتزيد بعد انقطاع الطمث.
- العمر: مع التقدم في العمر تضعف كتلة العظام وعدم قدرة على إنتاج عظام جديدة، لذلك عند حدوث إصابة أو كسر في عظام يصعب تعويض هذه العظام مما قد يتسبب للمريض في إعاقة دائمة أو مضاعفات أكثر خطورة.
- العرق: ذوي البَشَرَة البيضاء والعرق الآسيوي أكثر عرضة.
- التاريخ المرضي بالعائلة: العامل الوراثي يزيد من فرص التعرض للهشاشة.
- حجم هيكل الجسم: كلما كان الهيكل صغيرا وبنيته ضعيفة زادت فرصة حدوث كسور العظام.
- انخفاض وزن الجسم عن الطبيعي.
- التدخين.
- سوء التغذية.
- مستويات هرمون التستوستيرون.
مخاطر كسور العظام
تحدث كسور العظام نتيجة حدوث سقوط شديد أو تحت ضغط فوق قدرة العظام.
أهم أسباب كسور العظام
- التعرض للسقوط.
- ضربات مباشرة على الجسم.
- التصادم الناتج عن حوادث السير.
- الإصابات الناتجة عن ممارسة الرياضة العنيفة.
اختبار كثافة العظام
لكي تتم عملية التشخيص تتم مراجعة التاريخ الطبي وإجراء الكشف طبي، وعمل تحاليل للبول والدم للتحقق من عدم وجود أي سبب عضوي ثم يطلب إجراء اختبار كثافة العظم للتأكد من وجود هشاشة العظام يتم عمل اختبار على أكثر الأماكن عرضة، مثل الرسغين و الوركين والعمود الفقري، يقيس الاختبار كثافة العظام في تلك المناطق ولا يسبب أي ألم ويستمر لمدة عشر دقائق.
مضاعفات كسور العظام
- التئام العظم في غير موضعه.
- تعرض العظام للعدوى الجرثومية.
- مشاكل في نمو العظام خاصة الأطفال يمكن أن يؤدي لحدوث تشوهات.
- فقد العظام وموتها نتيجة عدم تدفق الدَّم إليها عند التعرض للكسر.
ما أنواع هشاشة العظام الأكثر شيوعًا؟
هناك أربعة أنواع من هشاشة العظام:
- هشاشة العظام الأولية:
يحدث النوع الأول من هشاشة العظام خلال ١٠إلى ١٥عام من انقطاع الطمث. ما بين سن الخمسين إلى السبعين عام. وتعرف بهشاشة العظام ذات معدل الدوران المرتفع وهي ناتجة عن نقص في كمية العظام المنتَجة بالنسبة للعظام القديمة. الأشخاص الذين يصابون بهذا النوع يكونون أكثر عرضة لحدوث كسور في عظام العمود الفقري والرسغ.
- هشاشة العظام الثانوية:
تتشابه أعراضه مع النوع الأول الهشاشة، لكنه يحدث نتيجة لبعض الحالات الطبية مثل سرطان الدم وفرط نشاط الغدة الدرقية. أو ينتج عن تناول أدوية تسبب ضعف العظام، مثل تناول جرعات عالية جدًا من الكورتيكوستيرويدات.
أو تناول جرعات عالية من بدائل هرمون الغدة الدرقية، أو الأدوية التي تستخدم في علاج سرطان الثدي.وهذا النوع من الهشاشة يحدث للأشخاص في أي عمر.
علاج هشاشة العظام
لا يوجد علاج نهائي لهشاشة العظام، ولكن باتباع نظام غذائي بعد ثبوت هشاشة العظام بالتحاليل والأشعة، فيبدأ الطبيب بوضع خطَّة علاجية عن طريق وصف أدوية، أو تغير نمط الحياة.
باتباع نظام غذائي صحي وتناول الكالسيوم وفيتامين D وعمل التمارين الرياضية، فذلك يساعد على التقليل من حدوث كسر العظام وتجعلها أكثر مرونة. ويمكن لبعض العلاجات أن تحفز نمو عظام جديدة.
- العلاج بالأدوية
تعمل بعض الأدوية على بناء عظام جديدة، والبعض الآخر على التقليل من معدل تكسير العظام.
- أدوية تساعد على عملية تسريع نمو العظام:
- فورتيو (Teriparatide).
- تيماوس (abaloparatide).
- روموسوزماب (Romosozumab).
لا تستخدم إلا بعد استشارة الطبيب.
- أدوية تساعد على وقف هشاشة العظام: تسمى بيسفوسفونات: مثل حمض ريزدرونيك ( أكتونيل )، أو أليندرونات (بينوستو)، أو حمض أليندرونيك ( فوساماكس )، أو حمض إيباندرونيك (بونيفا).
- العلاج الطبيعي
تحدث الهشاشة نتيجة فقد في كتلة العظام ونقص في المعادن المهمة للجسم وتزيد من فرصة حدوث كسور العظام.
أثبتت الدراسات أن الرياضة لها ارتباط قوي جدًا بإعادة بناء العظام وتعويض الجسم المعادن المفقودة. كما أنها تقلل من خطر الإصابة، لذلك تكون ممارسة الرياضة هي العلاج الوقائي لهشاشة العظام.
الوقاية من هشاشة العظام
التغذية الجيدة وأخذ الفيتامينات والكالسيوم وممارسة الرياضة بانتظام أشياء ضرورية للحفاظ على صحة عظامك مع مرور الوقت.
- التغذية
يحتاج الجسم إلى تغذية صحية جيدة تساعده في بناء وتقوية العظام، لكن بعض الأطعمة قد تقلل من قوة العظام.
- الفاصوليا
تحتوي الفاصوليا على الكالسيوم والمغنيسيوم والفيتامينات المهمة، إلا أنها غنية بمواد اسمها الفتيات. تقوم الفتيات بمنع امتصاص الجسم للكالسيوم الموجود في الفول إذا ما تم تناولهما معا.
- اللحوم والأطعمة الغنية بالبروتين
كما تحتوي الأغذية على نسبة من البروتينات والعناصر المفيدة للجسم إلا أن التوازن في الأكل وعمل حمية غذائية يساعد أكثر في بناء العظام. فإن تناول حصص كبيرة من اللحوم يقلل من فرصة امتصاص الجسم للكالسيوم.
الاعتدال في تناول اللحوم مفيد جدًا مع أخذ مكملات غنية بالكالسيوم لتعويض ذلك.
- الكالسيوم
يحتاج الجسم إلى كمية وفيرة من الكالسيوم لإعادة بناء العظام وتكوينها. يحتاج الرجال والنساء من سن عشرين إلى خمسين عام إلى ١٠٠٠ملل جرام من الكالسيوم يوميًا. وتزداد الكَمّيَّة عند بلوغ المرأة سن ٥٩ عام والرجل ٧٠ عام، إلى ١٢٠٠ملل جرام من الكالسيوم. وإليك أهم مصادر الكالسيوم:
- مشتقات الحليب قليل الدسم.
- الخضروات الورقية ذات اللون الأخضر.
- الحبوب الكاملة مع عصير البرتقال.
- منتجات الصويا.
- فيتامين D
يحث فيتامين D على امتصاص الكالسيوم في الجسم. ويحسن من صحة الجسم. نستمد فيتامين D من أشعة الشمس لكنها مصدر غير كاف إذا كنت في مناطق لا تتعرض لأشعة الشمس طوال العام.
تشمل مصادر فيتامين D، زيت كبد السمك والسلمون العادي، كما تأتي بعض أنواع الحليب وحبوب الإفطار معززة بفيتامين D.
- التمارين
تساعد التمارين الرياضية في تقوية العظام ومرونتها، وتقليل فرص نقص نمو العظام. والاستمرارية في التمارين في فترة الشباب وجعلها أسلوب حياة تقلل فرص حدوث هشاشة العظام. تمارين القوة تعمل على تقوية العضلات والعظام في الأطراف، والعمود الفقري.
وفي النهاية يجب علينا الاهتمام بالصحة منذ الصغر لكي نتفادى الكثير من المشاكل كلما كبرنا، ونحافظ على تناول كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين D والبروتينات وممارسة الرياضة لتقوية عظامنا وتفادي مخاطر الإصابة بهشاشة العظام.