نقص المناعة عند الأطفال .. الأسباب والعلاج

يعتبر الجهاز المناعي هو خط الدفاع الطبيعي للجسم ضد الأمراض، وأي خلل في وظيفته يقلل من مقاومة الجسم للأمراض ويجعله أكثر عرضة للعدوى المتكررة، وقد تلاحظ أن طفلك يتعرض للإصابة بالأمراض ونزلات البرد على فترات متقاربة، ويخبركِ الطبيب بأنه يعاني من ضعف المناعة، فما سبب نقص المناعة عند الأطفال؟ وكيف يمكنكِ اكتشاف ذلك، وتقوية مناعة طفلك؟

نقص المناعة عند الأطفال هو بمثابة جهاز إنذار يشير إلى أن نظام الدفاع عند الطفل لا يعمل بشكل صحيح، وإذا زاد نقص المناعة فإن ذلك قد يتسبب في مضاعفات صحية خطيرة، يمكن الوقاية منها من خلال معرفة السبب ورائها وعمل بعض التغييرات في نظام الطفل الغذائي، ونظام حياته.

من أكثر مؤشرات نقص المناعة عند الأطفال شيوعًا الإصابة بالعدوى المتكررة أو التي تستمر لفترات أطول أو التي يصعب علاجها، مقارنة بمن لديهم جهاز مناعي طبيعي. وقد تُصاب أيضًا بعدوى لا يُصاب بها شخص لديه جهاز مناعي سليم (عدوى انتهازية).

تختلف المؤشرات والأعراض وفقًا لنوع اضطراب نقص المناعة الأولية، وتختلف من شخص لآخر.

تتضمن مؤشرات وأعراض نقص المناعة الأولية ما يلي:

  • تكرار التهاب الرئة، أو التهاب القصبات، أو التهاب الجيوب الأنفية، أو التهابات الأذن أو التهابات الجلد.
  • التهاب الأعضاء الداخلية و إصابتها بالعدوى.
  • اضطرابات الدم، مثل انخفاض عدد الصفائح الدموية أو فقر الدم.
  • مشكلات في الجهاز الهضمي، مثل التقلصات المؤلمة وفقدان الشهية والغثيان والإسهال.
  • تأخر النمو والتطور.
  • الاضطرابات المناعية الذاتية، مثل الذئبة أو التهاب المفاصل الروماتويدي أو السكري من النوع الأول.

لا شك أن هناك بعض السلوكيات والعادات الخاطئة التي تؤدي إلى نقص المناعة عند الأطفال ومنها:

  • قلة النوم: يحتاج الطفل إلى عدد ساعات نوم يومية تتراوح بين 8-12ساعة حسب المرحلة العمرية للطفل، وعدم الحصول على فترة النوم الكافية يؤثر على مناعة الطفل. إذ تنشط بعض الخلايا المناعية أثناء فترة النوم.
  • نفسية الطفل: احرص على أن لا تؤثر على نفسية طفلك سلبيًا، فالشعور بالتوتر والضغط يضعف الجهاز المناعي، وتؤدي إلى نقص المناعة عند الأطفال.
  • نقص فيتامين د: يعزز فيتامين د المناعة بجانب دوره في تقوية العظام، لذا نقص فيتامين د يؤدي إلى ضعف مناعة الطفل. يمكنك الحصول عليه عن طريق تناول البيض واللبن وبعض الأسماك.
  • الإسراف في استخدام الأدوية الطبية: في حال الاستخدام السيء للأدوية أو استخدام أدوية دون وصفات طبية أو الافراط في استخدام المضادات الحيوية تضعف مناعة طفلك.
  • قلة التعرض للشمس: بدون الشمس لن يستفيد جسمك من فيتامين د، بالتالي قلة تعرض طفلك للشمس سيؤثر على مناعة طفلك، كما أن الشمس تعمل على تنشيط بعض الخلايا المناعية.
  • قلة تناول الخضراوات والفاكهة: تحتوي الخضراوات والفاكهة على العديد من العناصر الغذائية اللازمة لبناء الجسم، مثل الفيتامينات المختلفة والألياف وبعض المعادن مثل الزنك. 
  • الإسراف في تناول الأطعمة الغنية بالدهون والوجبات السريعة: يتناول مايقرب من 46% من الأطفال الوجبات السريعة مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا، حسب ما أعلنت منظمة الطفولة العالمية (اليونيسيف). لذا تعمل السمنة على جعل طفلك أكثر عرضة للإصابة بأمراض الانفلونزا والالتهاب الرئوي.
  • التدخين السلبي: يعرف التدخين السلبي بجلوس الطفل بجوار أحد المدخنين، وهو ما يقلل مناعة الطفل ويجعله أكثر عرضة للأمراض.
  • عدم ممارسة الرياضة: تعمل الرياضة على تعزيز الجهاز المناعي للطفل عن طريق تنشيط حركة الدم، وبالتالي يؤثر عدم ممارسة الرياضة على صحة الأنظمة المناعية لطفلك.

أفضل هدية يمكن تقديمها لطفلك هي منحه جهاز مناعي قوي منذ صغره، وذلك من خلال عادات غذائية ويومية صحية، فيما يلي بعض الطرق التي يمكنك من خلالها تعزيز مناعة طفلك:

  • اجعله يلتزم بعادات صحية جيدة. مثل غسل اليدين بصابون لطيف بعد استخدام المرحاض وقبل تَناوُل الطعام.
  • اعتنِ بنظافة أسنانه. وعلمه غسل أسنانه مرتين على الأقل يوميًا.
  • اجعله يتناول طعامًا صحيًّا. يمكن أن يساعد اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن في الوقاية من العدوى.
  • إجعله يمارس الأنشطة البدنية. إن الحفاظ على لياقة الجسم أمر مهمٌّ للحالة الصحية العامة. استشر الطبيب بشأن الأنشطة المناسبة لطفلك.
  • ساعده في الحصول على قسط كافٍ من النوم. التزم بمواعيد ثابتة للنوم والاستيقاظ يوميًّا، واحصل على نفس عدد ساعات النوم كل ليلة.
  • تجنَّب التعرض للعدوى. ابتعد عن الأشخاص المصابين بنزلات الزكام أو غيرها من الأمراض المُعدية الأخرى، وتجنَّب الزحام.
  • استشر الطبيب بشأن اللقاحات اللازمة. تعرَّفْ على نوع اللقاح الذي يجب أن يتلقاه طفلك.
  • استشر الطبيب في الفيتامينات اللازمة التي ينبغي أن يأخذها طفلك.

ختامًا، المناعة هي قلعة طفلك الحصينة التي تحميه من هجمات الميكروبات والجراثيم، وضعف المناعة عند الأطفال مشكلة ليست بالبسيطة إذا لم تُعالج سريعًا، فقد يعرضه لعدوى متكررة قد تتسبب في النهاية في مشكلات صحية مزمنة، وهو ما يستدعي زيارة الطبيب في حال مرضه المتكرر، ومتابعة نمو الطفل للتأكد من أن كل شيء على ما يرام، وأن مناعته تعمل بشكل جيد.

زر الذهاب إلى الأعلى