مقاومة الإنسولين | الأسباب والأعراض وطرق الوقاية

عندما تقرأ كلمة الإنسولين فإن ما يصل إلى ذهنك مرض السكري. ولكن هل تعلم عزيزي القارئ أن هناك أمراض أخرى متعلقة بالإنسولين غير مرض السكر، ومنها مقاومة الإنسولين وهو ما سنتحدث عنه تفصيليًا في هذا المقال.

ما هو هرمون الإنسولين؟

الإنسولين هو هرمون يفرز عن طريق خلايا بيتا التي توجد في البنكرياس، والذي بدوره يعمل على الحفاظ على معدلات سكر الدم، والتي تتراوح نسبته بين 70 ل120 ملغ/ ديسيلتر.

فعند زيادة نسبة السكر في الدم يقوم البنكرياس بإفراز الإنسولين الذي يعمل على تسهيل دخول الجلوكوز إلى الخلايا. ثم يتحول إلى الطاقة التي يحتاج إليها الجسم لأداء مهامه.

ما هي مقاومة الإنسولين؟

تحدث مقاومة الإنسولين عندما لا تستجيب خلايا الجسم إلى فعل الانسولين في إدخال الجلوكوز إليها. ذلك يتسبب في زيادة نسبة سكر الدم لعدم استهلاكه عن طريق الخلايا.

في هذه الحالة يقوم البنكرياس بإفراز المزيد من الإنسولين كرد فعل طبيعي لتلك الزيادة.

أسباب مقاومة الإنسولين

لم يجزم الباحثون بشأن الأسباب التي تؤدي إلى مقاومة الانسولين، ولكنهم يعتقدون أن الوزن الزائد وقلة النشاط البدني أحد أهم تلك الأسباب كما أن للعامل الوراثي دور أيضًا.

عوامل خطورة مقاومة الانسولين

هناك بعض عوامل الخطر التي تؤدي إلى الإصابة تشمل:

  • السمنة الزائدة وخصوصًا في منطقة البطن.
  • الغذاء الذي يحتوي على نسبة كبيرة من النشويات.
  • الحالات الصحية مثل مرض الكبد الدهني غير الكحولي ومتلازمة تكيس المبيض.
  • التاريخ العائلي لمرض السكري.
  • التدخين.
  • اضطرابات هرمونية مثل متلازمة كوشينج.
  • بعض الأدوية مثل الكورتيزون ومضادات الاكتئاب.

أعراض مقاومة الإنسولين

مقاومة الإنسولين من الأمراض التي لا يمكن الشعور بأعراضها ولكن يتطلب الأمر إجراء بعض الفحوصات وزيارة الطبيب.

وتشتمل نتائج فحوصات مقاومة الانسولين على ما يلي:

  • ارتفاع ضغط الدم ليصل إلى 130/80 أو أعلى.
  • يصل معدل تحليل سكر الصائم لأعلى من 100 ملغ/ ديسيلتر.
  • معدل الدهون الثلاثية للصائم يصل لأعلى من 100 ملغ/ ديسيلتر. 
  • يصل مستوى الكوليسترول لدى الرجال لأقل من 40 ملغ/ ديسيلتر وأقل من 50 ملغ / ديسيلتر لدى النساء.
  • الإعياء والخمول والنعاس وخاصة بعد تناول الطعام.
  • الشعور المستمر بالجوع.
  • زيادة الوزن وصعوبة فقدانه وخاصة في منطقة البطن.
  • صعوبة التركيز وضبابية الدماغ.

 هناك أيضًا بعض الظواهر الخارجية التي من الممكن أن تشير إلى الإصابة بمقاومة الانسولين مثل:

  • زيادة محيط الخصر لدى الرجال ل 40 بوصة و 35 بوصة لدى النساء.
  • اسمرار مناطق معينة من الجلد خاصة الرقبة وتحت الإبط.
  • الرغبة الشديدة في تناول الحلويات.
  • الشعور الدائم بالتعب والإرهاق.
  • ظهور بعض الزوائد الجلدية. 
  • الميل للإكتئاب.

مضاعفات مقاومة الإنسولين 

وتشمل أهم المضاعفات ما يأتي:

  • اعتلال شبكية العين.
  • التهاب الأعصاب. 
  • أمراض الكلى.
  • الذبحة الصدرية.
  • اعتلال عضلة القلب.
  • ارتفاع حاد أو انخفاض حاد في نسبة سكر الدم.
  • مضاعفات مرتبطة بالجهاز العصبي المركزي مثل:
    • السكتة الدماغية.
    • ألزهايمر.
    • عدم استقرار المشي.

تشخيص مقاومة الإنسولين

يستخدم الأطباء اختبارات الدم لمعرفة ما إذا كان الشخص مصابًا بمقاومة الانسولين:

  • تحليل جلوكوز الدم الصائم: يقيس هذا الاختبار نسبة السكر في الدم بعد صيام مدة 8 ساعات علي الأقل.
  • اختبار تحمل الجلوكوز الفموي: أولًا ستخضع لاختبار جلوكوز الدم الصائم ثم تشرب محلول سكري ثم تجري بعدها بساعتين اختبار دم آخر.
  • تحليل السكر التراكمي: يعكس هذا الاختبار متوسط الجلوكوز في الدم خلال الأشهر 2 إلى 3 الماضية.

العلاج الدوائي

لا توجد أدوية معتمدة خصيصًا لعلاج مقاومة الإنسولين. ومع ذلك فإن أدوية السكري مثل الميتفورمين و ثيازوليدينديون وهي أدوية مخصصة لتحسين حساسية الخلايا للانسولين تساعد في خفض سكر الدم ولو جزئيًا عن طريق تقليل مقاومة الخلايا لتأثير الانسولين.

ولكن لا تيأس فهناك بعض الطرق لمحاربة عدوك غير المرئي باختيارات أسلوب الحياة التي تساعد بنسبة كبيرة في تحسين مقاومة الجسم للانسولين.

النظام الغذائي والتعايش

  • اتباع نظام غذائي صحي له دور كبير في عكس تأثير المقاومة. ومن أهم الأطعمة المفضل تناولها:
    • الفواكه.
    • الخضروات المليئة بالألياف.
    • الحبوب الكاملة.
    • المكسرات.
    • الأسماك.
    • مصادر البروتين الخالي من الدهون.
    • تجنب الأطعمة عالية النشويات والسكريات.
  • التمارين اليومية تشكل عامل مهم، فأثناء النشاط تمتص العضلات الجلوكوز من الدم دون الحاجة للإنسولين. وبهذا يمكن أن يؤدي المشي بعد الوجبات إلى تحسن نسبة السكر في الدم بشكل كبير.

مقاومة الإنسولين عند الأطفال

تحدث عادة عند الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة وقلة النشاط، كما أن التاريخ المرضي لأقارب الدرجة الأولى للطفل بمقاومة الأنسولين أو السكري لها دور في الإصابة.

مقاومة الانسولين وعلاقتها بتكيس المبيض والحمل

مقاومة الانسولين تلعب دورًا مهمًّا في الإصابة بتكيس المبيض، فزيادة مستويات الانسولين في الدم، تتسبب في إضعاف الإباضة وزيادة هرمونات الذكورة.

مما يؤثر بالسلب علي الخصوبة ويقلل من فرص الحمل.

طرق الوقاية

ولأنه دائمًا الوقاية أفضل من العلاج فهناك بعض الطرق للوقاية من مقاومة الانسولين ومنها:

  • ممارسة الرياضة بشكل منتظم لمدة نصف ساعة على الأقل يوميا.
  • الالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن ممتلئ بالألياف والمياه.
  • المحافظة على الوزن المثالي وتجنب السمنة.

الأسئلة الشائعة

هل تعني مقاومة الإنسولين الإصابة بمرض السكري؟

لا تعني مقاومة الإنسولين الإصابة بالسكري ولكن مرض السكر هو أحد مضاعفات مقاومة الإنسولين.

هل يتم الشفاء من مقاومة الإنسولين؟

مقاومة الإنسولين ليس مرضًا يمكن الشفاء منه تمامًا، ولكن يمكن عكس تأثيره عن طريق الحفاظ على أسلوب حياة وغذاء صحي.

ماذا يأكل مرضى مقاومة الإنسولين؟

يمكن لمريض المقاومة أكل جميع أنواع الطعام، ولكن بكميات محسوبة ومن الأفضل تقليل السكريات والدهون والنشويات.

وفي الختام إن اتباع عادات صحية سليمة أصبح ضرورة للحفاظ على الصحة العامة وليس فقط للأشخاص المعرضين للإصابة بمقاومة الإنسولين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى