استخدام معجون الأسنان للحروق

ضع على الحرق بعضًا من معجون الأسنان، نصيحة قديمة شبه متوارثة لعلاج الحروق، فهل يمكن حقًا استخدام معجون الأسنان للحروق؟

ما مدى صحة أو خطأ هذا الإجراء الشائع لإسعاف الحروق؟، وما هي الطريقة السليمة للتعامل مع الحروق؟

هذا ما سنعرفه معًا من خلال الفقرات التالية فلنتابع القراءة.

هل يمكن استعمال معجون الأسنان للحروق؟

استعمال معجون الأسنان للحروق نصيحة قديمة قدم اختراع معجون الأسنان نفسه تقريبًا، فنظرا للإحساس البارد المنعش الذي يحدثه استعمال معجون الأسنان في تنظيف الفم، ساد الاعتقاد بأن وضع معجون الأسنان على الحروق يساعد في ترطيب الحرق وتقليل الألم الناتج عنه وتسريع عملية الشفاء، فهل هذا صحيح؟

واقع الأمر أن معجون الأسنان يمكن استعماله في حالة الحروق البسيطة فقط، كحروق الشمس، أو في إزالة الآثار والتصبغات المتخلفة عن الحرق بعد شفائه بشكل أسرع، ولكن استعمالها على حروق الدرجة الثانية الشائعة في الحروق المنزلية عمومًا يزيد من تهيج الجلد وسوء الحالة.

فوائد معجون الأسنان للحروق

ذكرنا سابقا أن معجون الأسنان يمكن استعماله لعلاج حروق الشمس وحروق الدرجة الأولى، التي لا تزيد أعراضها عن احمرار الجلد فقط، لأنه من الممكن أن يفيد في هذه الحالة بما يلي:

  • تخفيف الإحساس بالحرقة والألم في موضع الحرق.
  • منع تفاقم تهيج الجلد وتورمه وانتفاخه.
  • علاج التصبغات المتخلفة عن الحرق وتسريع عودة الجلد إلى لونه الطبيعي.
  • تجفيف الحرق وتقليل احتمالات تكون الفقاقيع المائية فيه.

أضرار معجون الأسنان للحروق

ذكرنا سابقًا أن الحالة الوحيدة من الحروق التي يمكن لمعجون الأسنان أن يفيد في علاجها هي حروق الشمس، أو آثار الحروق بعد شفائها.

ولكن استعماله على حروق الدرجة الثانية التي تحدث منزليًا بفعل لمس الأواني الساخنة بطريق الخطأ أو انسكاب الماء الحار على الجلد، يزيد الأمر سوءًا.

لأن معجون الأسنان يحتوي على المنثول والمبيضات وغيرها من الكيماويات التي لا يتحملها الجلد المحترق وتزيد من تهيجه، وتظهر أضرار استعمال المعجون على الحروق في الصور الآتية:

  • تهيج الجلد وزيادة الألم.
  • التهاب الجلد وزيادة احتمالية إصابته بالعدوى البكتيرية.
  • زيادة الوقت الذي يستغرقه الحرق للشفاء.
  • زيادة تصبغ الجلد الناتج عن الحرق وتعمقه بشكل يزيد أثر الحرق وضوحًا وقد يبقى بشكل دائم لا يزول.

طريقة علاج الحروق منزليًا

مبدأيًا وجب التنويه لكون العلاج المنزلي للحروق يقتصر فقط على الحروق البسيطة التي نتعرض لها خلال التعامل اليومي مع الأجسام الساخنة، ولا يسري على الحروق العميقة أو التي تغطي مساحة واسعة من الجلد أو الحادثة في الوجه أو البطن أو الأعضاء التناسلية أو الثديين، فتلك الحروق لابد فيها من مراجعة أقسام الطوارئ الطبية، ليناظرها الطبيب ويتخذ الإجراء المناسب لعلاجها.

علاج الحروق منزليا يتم بالشكل الآتي:

  1. تبريد الحروق

هو أول إجراء يجب اتخاذه فور حدوث الحرق مباشرة، ويتم بوضع الحرق تحت تيار هادئ من الماء البارد، أو وضع العضو في إناء ماء بارد لمدة ما لايقل عن 20 دقيقة.

هذا الإجراء يقلل من الألم والتورم ويوقف عملية تضرر أنسجة الجلد بالحرارة فيقلل مضاعفات الحرق ويسرع عملية الشفاء.

إكتفي بالماء البارد بدرجة حرارة الصنبور ولا تستعمل الثلج مباشرة على الحرق فهذا إجراء خاطئ، لأنه يؤدي إلى حرق الجلد بفعل البرودة الشديدة بدلًا من حرقه بالحرارة، والنتيجة في الحالين واحدة.

إن أردت استعمال الثلج فقم بوضعه داخل منشفة نظيفة ثم ضعه على موضع الحرق بعد ذلك.

  1. تعقيم الحرق

الجلد المحترق تكون مقاومته للعدوى أقل منها في الجلد السليم بالطبع، ولهذا يفضل بعد تبريد الحرق مسحه بمحلول مضاد للبكتيريا، أو وضع مرهم مضاد حيوي مخصص للجلد على موضع الحرق.

لا تستعمل المراهم المحتوية على الكورتيكوستيرويدات بدون مشورة الطبيب، كذلك لا تقم أبدًا بفتح الفقاقيع المائية المتكونة في موضع الحرق، فهذا يزيد من احتمالات العدوى ويفاقم مضاعفات الحرق، بل احرص على أن تظل تلك الفقاقيع سليمة تمامًا إلى أن تزول تلقائيًا.

  1. تغطية الحرق

إذا كان الحرق مفتوحًا، أو انفتحت الفقاقيع الموجودة فيه بالخطأ، فقم بتغطيته بالضمادات المخصصة للحروق، وهي ضمادات غير لاصقة لا تلتصق بالحرق المفتوح، استعمال الضمادات العادية لا يصلح لأنها ستلتصق بالحرق وتسبب تضرر أنسجته كلما تمت إزالتها.

تغطية الحرق تعزله عن الوسط الخارجي فتقلل من احتمال تلوثه بالميكروبات وإصابته بالعدوى، كما تقلل من احتمالية تضرره عن طريق الخطأ.

  1. تناول مسكنات الألم

الجلد هو الموصل الرئيسي لإحساس الألم، ولهذا فقد يكون الحرق بسيطًا ولكن الألم الناتج عنه أشد مما يستحقه الوضع الطبي، وقد يمنع المصاب من ممارسة حياته بشكل طبيعي.

يمكن تناول مسكنات الألم المتاحة بدون وصفة طبية كالنابروكسين والأسيتامينوفين والإيبوبروفين، للسيطرة على الألم والحد من الإلتهاب والتورم.

  1. العلاج بالمضادات الحيوية

في حالة الحروق المفتوحة، يفيد استعمال المضادات الحيوية الموضعية لمنع حدوث العدوى، الكريمات والمراهم المخصصة لعلاج الحروق والتي تصرف بدون وصفة طبية تؤدي هذا الغرض ضمن مكوناتها، ويتم الاكتفاء بها.

لا تستعمل المضادات الحيوية بالفم أو الحقن بدون مشورة طبية.

وصفات طبيعية لعلاج الحروق

هناك بعض المواد الطبيعية التي يمكن استعمالها على الحروق، لما لها من آثار مضادة للالتهاب والبكتيريا، ومن المواد الطبيعية التي يمكن استعمالها على الحروق:

  • هلام الصبار (الألوفيرا).
  • العسل الطبيعي.
  • خلاصة الفانيليا.
  • الخل الأبيض.
  • أكياس الشاي الأسود الباردة.
  • الحليب.
  • ماء الشوفان.

تجنب تعريض الحرق لأشعة الشمس المباشرة أو الحرارة، كما يجب تجنب وضع المواد الدهنية كالزبد وزيت الزيتون وزيت جوز الهند وغيرها، لأنها تحبس الحرارة بالداخل وتزيد من سوء الوضع بدلا من علاجه.

أسئلة شائعة عن معجون الأسنان للحروق

يصعب على الكثير من الناس تصديق حقيقة أن معجون الأسنان لا يصلح لجميع أنواع الحروق، فنصائح الجدات دائما ما تحظى بالثقة العمياء ويصعب علينا تصديق خطأئها في بعض الأحيان.

لهذا فهناك العديد من الأسئلة التي تتبادر إلى أذهان الجميع حول جدوى استعمال معاجين الأسنان للحروق، سنجيب الآن عن بعضها:

هل معجون الأسنان مضر للحروق؟

نعم معجون الأسنان مضر للحروق ولا يجب وضعه عليها، كذلك الزبد وزيت الزيتون وزيت جوز الهند.

ما الذي يخفف ألم الحرق؟

ضع الحرق تحت تيار هادئ من الماء البارد، في حالة حروق الفم نتيجة تناول الطعام والشراب الساخن يمكنك وضع قطعة من الثلج في الفم واستحلابها لعدة دقائق لتخفيف الألم.

متى يكون الحرق خطير؟

حروق الدرجتين الأولى والثانية عادة ليست خطيرة إلا إذا شملت مساحة واسعة من الجلد، حروق الدرجة الثالثة هي بداية الخطر حيث يشمل الحرق طبقات أعمق من الجلد ويتسبب في فقدان السوائل.

هل يجوز وضع الفازلين على الحروق؟

يمكن وضع الفازلين على الحروق البسيطة ليعمل كطبقة عازلة تحول دون تلوث الحرق بالميكروبات الموجودة في البيئة، ولكن لايجب استعماله قبل استشارة الطبيب فقد يتسبب في سوء الحالة في بعض الأحيان.

وبهذا نكون قد استعرضنا ما يجب معرفته بشأن الوصفة الشائعة لاستعمال معجون الأسنان للحروق، ونرجو أن تكون قد تعرفت معنا على الطريقة السليمة للتعامل مع الحروق.

إذا كان يساروك القلق بشأن خطورة الحرق، أو جربت التعامل معه منزليا ولم تحصل على النتيجة المرجوة، فلابد من استشارة الطبيب، كما لا ننسى تذكيرك بعدم استعمال أي أدوية تحتاج إلى وصفة طبية بدون مشورة الطبيب فقد لا تتناسب مع طبيعة الحالة وتزيد الأمر سوءًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى