معجون أسنان خالي من الفلورايد .. هل هو نافع أم ضار؟
كثيرًا ما نذهب لشراء متطلبات المنزل، ونقف أمام قسم معجون الأسنان فنرى أنواعًا كثيرة، معجون أسنان خالي من الفلورايد وآخر قليل الفلورايد وغيره عالي الفلورايد، ولا نعلم ما الفرق بينهم؟ أي نوع هو الأفضل؟ ما النوع المناسب للأطفال؟، في هذه المقالة سوف نجيب عن هذه الأسئلة ونتحدث عن معجون الأسنان الخالي من الفلورايد، ولكن أولًا يجب أن نذكر ما هو معجون الأسنان وما هي مكوناته؟، ما هي مادة الفلورايد وفوائدها وأضرارها؟.
ما هو معجون الأسنان وما هي مكوناته؟
معجون الأسنان
هو مادة شبه صلبة، يكون في هيئة معجون أو جل وأحيانًا قد يكون في هيئة مسحوق، وهو شيء أساسي في الروتين اليومي للحفاظ على نظافة الفم والأسنان.
مكونات معجون الأسنان
تتشابه جميع أنواع معاجين الأسنان في المكونات الأساسية، وهي المكونات التي تشكل القاعدة الأساسية للمعجون وهي:
- مواد كاشطة خفيفة: هي مواد توضع لإزالة بقايا الطعام والبقع مثل مادة كربونات الكالسيوم.
- مواد مرطبة: هي مواد تحافظ على الرطوبة والمحتوي المائي للمعجون لتجنب تعرضه للجفاف وتحوله إلى مادة صلبة نتيجة الاستخدام المتكرر، مثل مادة السوربيتول.
- مواد مُكثفة: هي مواد تعطى معجون الأسنان القوام الذي يشبه قوام الكريم، مثل مادة السيليلوز.
- مواد منظفة: هذه المواد هي سبب تكون الرغوة والمسؤولة عن تنظيف الأسنان، مثل مادة كبريتات لوريل الصوديوم.
- منكهات: هي المواد التي تعطي المعجون المذاق الحلو والمسؤولة عن الإحساس بالانتعاش أثناء غسل الأسنان، وهي لا تحتوي على السكر وبالتالي لا تسبب تسوس الأسنان.
وهناك مكونات أخرى تدخل في تكوين معجون الأسنان ولكنها تختلف من نوع معجون اسنان لآخر، مثل المواد التي تساعد على تبييض الأسنان ومواد تساعد على علاج حساسية الأسنان ومواد لمحاربة البلاك ومواد لمكافحة التهاب اللثة والترسبات، ومواد لمكافحة التسوس مثل مادة الفلورايد وهي ما يهمنا في هذه المقالة.
ما هو الفلورايد؟ وما هي فوائده؟
الفلورايد في الأساس هو من المعادن الموجودة داخل جسم الإنسان في الأسنان والعظام، ويتواجد أيضًا في الطبيعة في التربة والمياه والصخور والنباتات.
واستُخدم بشكل أساسي في طب الأسنان لمنع التسوس وتقوية طبقة المينا، وهي الطبقة الخارجية للأسنان، ويدخل الفلورايد في صناعة معجون الأسنان وغسول الفم.
ويدخل أيضًا في التصوير والأشعة الطبية وفي صناعة المبيدات الحشرية ومنتجات التفلون والألومنيوم.
فوائد الفلورايد
ترجع أهمية إضافة الفلورايد لمنتجات العناية بالأسنان إلى الدور الذي يقوم به في منع التسوس وتقوية مينا الأسنان، إذ يساعد الفلورايد على:
- الحفاظ على المعادن المكونة لمينا الأسنان وإبطاء عملية فقد التمعدن (demineralization) وبالتالي يقوي المينا ويمنع تكون التجاويف.
- منع نمو البكتيريا الفموية.
- علاج التسوس في بداية حدوثه.
أضرار الفلورايد
قد يتساءل البعض إذا كانت هذه فوائد مادة الفلورايد، فلماذا يُصنع معجون أسنان خالي من الفلورايد؟ هل الفلورايد في معجون الأسنان مضر؟ لماذا يُروج للمنتجات الخالية من الفلورايد أنها أكثر أمانًا؟.
يرجع السبب وراء ذلك إلى أضراره، فعند استخدام مادة الفلورايد بكميات كبيرة لمدة طويلة تظهر أعراضه الجانبية التي تتمثل في:
- التسمم الفلوري للأسنان: أو التفلور الزائد، وهي حالة مرضية تظهر فيها بقع بيضاء على سطح الأسنان.
- التسمم الفلوري للعظام: هي زيادة الفلورايد في العظام وتؤدي إلى ألم وتصلب المفاصل، وتكلس الأربطة (وهو زيادة تراكم الكالسيوم في الأربطة وتصلبها).
لذلك ينصح أطباء الأسنان بتجنب ابتلاع المعجون ومراقبة الأطفال أثناء غسل الأسنان واستخدام كمية صغيرة منه، فكمية بمقدار حبة البازلاء تكفي لتنظيف الأسنان.
هل استخدام معجون أسنان خالي من الفلورايد هو الحل؟
هل يعُتبر المعجون الخالي من الفلورايد أكثر أمانًا وحلًا أفضل للعناية اليومية بالأسنان؟، للإجابة عن هذا السؤال يجب معرفة مكونات معجون الأسنان الخالي من الفلورايد.
يتكون المعجون الخالي من الفلورايد من المكونات الأساسية لأي معجون أسنان المذكورة سابقًا (مواد كاشطة، ومواد منظفة، ومواد مكثفة، ومواد مرطبة) وقد يحتوي أيضًا علي بعض المكونات الطبيعية بدلًا من الفلورايد، وتساعد هذه المكونات في عملية تنظيف الأسنان واللثة، ولكن نظرًا لعدم وجود مادة الفلورايد فهذا النوع من معجون الأسنان لا يكافح التسوس ولا يساعد على منع تكون التجاويف وتقوية مينا الأسنان.
لذلك لا ينصح أطباء الأسنان باستخدام معجون أسنان خالي من الفلورايد في العناية اليومية بصحة الفم، ففي حقيقة الأمر استخدام فرشة الأسنان بدون استخدام معجون وخيط الأسنان يفي بالغرض في تنظيف الأسنان تمامًا كما في حالة استخدام معجون أسنان خالي من الفلورايد.
ما هو معجون الأسنان المناسب للأطفال؟
من الضروري الاهتمام بنظافة الفم والأسنان للأطفال منذ البداية وقد يعتقد البعض أن استخدام معجون أسنان خالي من الفلورايد هو المعجون المناسب للأطفال، ولكن في حقيقة الأمر النوع المناسب هو الذي يحتوي على مادة الفلورايد ولكن بتركيزات مختلفة حسب عمر الطفل كالآتي:
من عمر ٦ أشهر حتى ثلاث سنوات
تبدأ العناية بأسنان الأطفال منذ بداية شق اللثة بأول سنة لبنية، وفي هذه المرحلة يمكن الاكتفاء فقط بتنظيف اللثة بالماء، ومع استمرار ظهور الأسنان وحتى عمر ثلاث سنوات يمكن استخدام معجون يحتوي على الفلورايد بتركيز أقل من ١٠٠٠ جزء من المليون 1000 ppm، ويكفي وضع مسحة صغيرة من المعجون على فرشاة الأسنان.
من ثلاث سنوات حتى سبع سنوات
في هذه المرحلة العمرية يُنصح بتنظيف الأسنان مرتين يوميًا، ويستخدم معجون أسنان يحتوي على مادة الفلورايد بتركيز أقل من ١٠٠٠ جزء في المليون، وكمية المعجون المناسبة هو مقدار حبة البازلاء، ويجب الحرص على عدم ابتلاع معجون الأسنان.
أكبر من سبع سنوات
يستخدم المعجون الذي يحتوي على مادة الفلورايد بتركيز من ١٣٥٠ إلى ١٥٠٠ جزء من المليون، وكمية المعجون المناسبة ما يعادل مقدار حبة البازلاء، ويُنصح بعدم شطف الفم بالماء والاكتفاء فقط ببصق المعجون للحصول على مفعول أفضل لمادة الفلورايد.
هل استخدام معجون أسنان خالي من الفلورايد مفيد أم ضار؟
والآن بعد ما ذكرناه في هذه المقالة نستطيع أن نجيب عن هذا السؤال، لا يُعتبر استخدام معجون أسنان خالي من الفلورايد ضار، ولكنه أيضًا غير مفيد، فتأثيره لا يتعدى زيادة الإحساس بالانتعاش وتنظيف الأسنان، وتكفي فقط الحركة الميكانيكية للفرشاة بدون معجون واستخدام خيط الأسنان لتنظيف اللثة والأسنان، وليس له تأثير في مكافحة التسوس وتقوية طبقة المينا.
ختامًا، الاهتمام بنظافة الأسنان واللثة والحفاظ على روتين التنظيف اليومي أمر هام، فصحة الأسنان هامة للتمكن من مضغ وهضم الطعام، والحفاظ على ابتسامة جذابة تزيد من الثقة بالنفس، لذلك يجب غسل الأسنان مرتين يوميًا إحداهما قبل النوم مباشرةً، وزيارة طبيب الأسنان بشكل دوري.