مشاكل الدرنقة ومتى تتم إزالتها؟
مشاكل الدرنقة من أكثر الأمور المثيرة لتخوف المرضى المقبلون على إجراء الجراحات المختلفة.والدرنقة هي أنبوب بلاستيكي مرن يوضع في الجرح لتصريف ما ينتج عنه من نزف أو قيح أو سوائل. وبرغم أن تقدم تقنيات الجراحة قد قلل الحاجة لإستعمالها في كثير من الجراحات حاليا، إلا أنه لا تزال هناك جراحات لا تستغني عنها.
ولأن لكل شىء مميزات وعيوب، سنستعرض في هذا الموضوع أهداف وضع الدرنقة ومشاكلها أيضا، فلنقرأ معا.
ما هي الدرنقة؟
الدرنقة هي أنبوب بلاستيكي مرن رفيع يتم وضعه داخل الجرح بعد الإنتهاء من الجراحة، لتصريف السوائل الناتجة عن الجرح، وتتم إزالته بعد توقف خروج الإفرازات من الجرح.
وتمر الدرنقة من خلال الجلد إلى خارج الجسم عبر ثقب صغير يصنع لها خصيصا بخلاف جرح العملية، لمنع تلوث الجرح الرئيسي.
عادة يتم تثبيت أنبوب الدرنقة في الجلد عن طريق قطبة جراحية لمنع تحركها أو إنزلاقها إلى خارج الجرح، ويتم تثبيت أنبوب الدرنقة الخارج من الجرح إما على جلد المريض بلاصقة طبية، أو في ملابس المريض من خلال دبوس أمان، لمنع وقوع جذب له لأي سبب.
وتوجد أنواع متعددة من الدرنقة الجراحية منها:
- درنقة بن روز: مفتوحة الطرفين يكون أحد طرفيها في الجرح، والطرف الآخر حرا تحت الضماد المغطي للجرح.
- درنقة رديفاك: أنبوب بلاستيكي يكون أحد طرفيه داخل الجرح والطرف الآخر متصل بجهاز تفريغ يتم ضغطه وتفريغه من الهواء ليقوم بعملية شفط لسوائل الجرح.
- درنقة بجتيل: أنبوب حلزوني مرن يستعمل لتصريف السوائل من أجزاء الجسم ذات التجويف الواحد كتجويف الصدر، يكون أحد طرفيها داخل الجرح بينما الطرف الآخر متصل بكيس لجمع السوائل، وهي ذاتية التثبيت لا تحتاج إلى قطب لتثبيتها بالجلد.
الدرنقة الموجهة بالتصوير المقطعي
لا يتم تركيب هذا النوع من الدرنقة أثناء إجراء جراحي، وإنما تستعمل لمحاولة تجنب الإجراء الجراحي.
ليس هذا لغزا عزيزي القارئ، فهذا النوع من الدرنقة يستعمل لتصريف الخراريج وسوائل البطن، كخراريج الكبد وتجويف البطن عموما، تجنبا للحاجة لتصريف تلك الخراريج أو السوائل جراحيا.
حيث يتم تحديد مكان التجمع الصديدي أو المائي بدقة من خلال التصوير المقطعي، ثم يتم إدخال درنقة إلى موضع التجمع لتصريف الصديد والسوائل.
يتم علاج الخراج بالمضادات الحيوية المناسبة، وفقا لنتيجة مزرعة تجرى لعينة من الصديد الخارج منه، وبعدما يتم علاج الخراج ويتوقف تكون الصديد فيه، يتم غسل تجويفه بمحلول ملحي يتم حقنه عبر الدرنقة، ثم يتم سحب الدرنقة.
يمكن تركيب هذه الدرنقة تحت التخدير الموضعي، ويمكن رفعها بعد 8-14 يوما حسب مقتضيات الحالة.
لماذا تستخدم الدرنقة؟
يعتقد معظم الناس أن الدرنقة توضع في الجروح لتسريع عملية الشفاء، وبدونها سيستغرق الجرح وقتا أطول ليشفى.
ولكن هذا ليس هدف تركيب الدرنقة في حقيقة الأمر، وإنما لإستخدامها أهداف أخرى:
- تصريف الدماء والسوائل الناتجة من الجرح ومنع تجمعها داخل الجسم.
- متابعة حالة الجرح من خلال فحص كمية وشكل السوائل الخارجة منه عبر الدرنقة.
- تفريغ السوائل والتجمعات الصديدية الموجودة في الجسم دون الحاجة إلى تدخل أكثر توغلا.
- تستعمل أحيانا كنوع من العلاج التكميلي لتسهيل وظيفة بعض الأعضاء، كالمساعدة في الإخراج في المراحل المتقدمة من سرطان القولون، أو وسيلة إطعام للمرضى الذين لا يستطيعون تناول الطعام عبر الفم لأي سبب، فيتم إدخال الطعام عبرها إلى المعدة مباشرة.
- تفريغ السوائل المتجمعة في تجاويف الجسم في حالات الإستسقاء كالسوائل المتجمعة في البطن أو تجويف الصدر.
مشاكل الدرنقة
برغم أهمية تركيب الدرنقة في كثير من الحالات، إلا أنه قد تظهر معها أو تنتج عنها بعض المشاكل، ومن أهم مشاكل الدرنقة ما يلي:
إنسداد الدرنقة
قد يتجلط الدم أثناء مروره عبر أنبوب الدرنقة فيتسبب في انسدادها، وهنا تفقد الدرنقة وظيفتها في تصريف السوائل.
وهنا يلاحظ أن الدرنقة توقفت عن التصريف تماما وبشكل مفاجئ لا يتناسب مع تصريفها السابق، فالطبيعي أن تقل السوائل المنصرفة عبر الدرنقة بشكل تدريجي وتتغير طبيعتها إلى أن تتوقف تماما.
أما أن يكون التصريف قويا ثم يتوقف فجأة فهذا غير طبيعي، كما قد يلاحظ أيضا انتفاخ الجرح ومعاناة المريض من عدم الراحة.
وعندئذ يقوم مقدم الرعاية الصحية بتسليك الدرنقة من خلال سحب التجلط المتسبب بإنسدادها لتستأنف عملية التصريف بشكل عادي.
تسريب الدرنقة
وهنا لا تخرج سوائل الجرح عبر أنبوب الدرنقة، وإنما تتسرب عبر فتحة مرور الدرنقة من خلال الجلد.
وهنا يلاحظ ابتلال ضمادة الجرح حول الدرنقة بالسوائل وقلة أو انعدام كفاءة الدرنقة في التصريف.
ترجع مشكلة التسريب إما لعدم إحكام الضمادات حول أنبوب الدرنقة، أو خروج الأنبوب من مجال الجرح برغم بقاءه تحت الجلد، وهنا يقوم مقدم الرعاية الصحية بحل المشكلة تبعا لسببها.
خروج الدرنقة من الجرح
ببساطة شديدة يحدث في بعض الحالات أن ينسحب أنبوب الدرنقة إلى خارج الجرح، نتيجة عدم تثبيته بشكل جيد أو نتيجة حركة خاطئة من المريض، وفي هذه الحالة ينبغي أن يقوم المريض بمراجعة الطبيب للتعامل مع المشكلة.
في بعض الحالات لا تستدعي المشكلة تعاملا من أي نوع، وفي حالات أخرى يتم تركيب درنقة جديدة أو إيجاد وسيلة أخرى لتصريف إفرازات الجرح كسحبها باستعمال محقن كل فترة يحددها الطبيب.
التهاب مكان الدرنقة
ذكرنا أن الدرنقة تمر من خلال ثقب عبر الجلد إلى داخل الجرح، وذلك الثقب كأي جرح هو عرضة للعدوى والإلتهاب.
لاسيما إن لم تراعى إجراءات تغيير ضمادات الجرح وتطهير موضعه بالمعدل والكيفية الصحيحة، فيلتهب مكان الدرنقة وتظهر فيه الأعراض الآتية:
- الإحمرار.
- التورم.
- الشعور بالألم.
- ارتفاع حرارة المريض.
- خروج إفرازات صديدية من مكان الدرنقة.
وهنا ينبغي اللجوء إلى الطبيب لإتخاذ الإجراء المناسب، الذي يتضمن العلاج بالمضادات الحيوية الموضعية أو الجهازية مع النظر في حالة الدرنقة وجرحها وما ينبغي فعله حيالها سواء بإزالتها أو الإبقاء عليها.
حدوث العدوى
برغم أن من أهداف استخدام الدرنقة التخلص من تراكم إفرازات الجرح والدماء داخل الجسم، مما يقلل فرصة حدوث العدوى، إلا أن الدرنقة نفسها أنبوب مفتوح من الجرح إلى خارج الجسم.
وبالتالي فالفرصة مهيأة لإنتقال البكتيريا عبره إلى داخل الجرح وبالتالي حدوث العدوى، وخاصة إذا طالت فترة بقاء الدرنقة في الجرح.
ولهذا يعمد غالبية الجراحين حاليا إلى تقليل وقت بقاء الدرنقة بقدر الإمكان، والأبحاث مستمرة لتحديد أفضل فترة لبقاء الدرنقة في كل جراحة.
كما أن التقنيات الجراحية في سعي حثيث للتطور، بهدف تقليل الحاجة لإستعمال الدرنقة، أو جعل استعمالها في أضيق الحدود.
ومن الأعراض التي تظهر على المريض عند وجود عدوى بالجرح:
- الحمى.
- القشعريرة.
- الشعور بالألم في موضع الجراحة.
- خروج إفرازات صديدية عبر أنبوب الدرنقة.
- إنبعاث رائحة كريهة من الإفرازات الخارجة عبر الدرنقة.
تجب سرعة التعامل مع حالات العدوى الجراحية لأن تأخر التعامل معها قد يتسبب في انتشار البكتيريا عبر الدم(التسمم الدموي) وهو حالة مهددة للحياة.
متى يتم إزالة الدرنقة؟
تختلف المدة التي تزال بعدها الدرنقة حسب نوع الجراحة وظروفها، فيمكن أن تزال في اليوم التالي للجراحة، ويمكن أن تستغرق عدة أسابيع.
إلا أن جميع الأبحاث الجديدة تشير إلى وجوب تقليل فترة بقاء الدرنقة بقدر المستطاع، والفترة المثالية الموصى بها هي أسبوع بعد الجراحة.
كيفية إزالة الدرنقة
ربما يتصور الكثيرين عندما يعرفون أن الدرنقة تمر عبر ثقب إلى داخل الجرح أن إزالتها عملية مؤلمة، لدرجة أن بعض المرضى يخشون تركيب الدرنقة أصلا لخوفهم من ألم إزالتها.
ولكن حقيقة الأمر أن إزالة الدرنقة أمر بسيط جدا لا يستغرق أكثر من دقيقة أو اثنتين على الأكثر، وتتم إزالتها على النحو التالي:
- يقوم مقدم الرعاية الصحية برفع الضمادات عن مكان الدرنقة.
- يتم تطهير موضع تركيب الدرنقة بمطهر مناسب.
- يتم فك القطبة المثبتة للدرنقة.
- يطلب منك مقدم الرعاية الصحية أن تأخذ نفسا عميقا جدا.
- يقوم مقدم الرعاية الصحية بسحب الدرنقة بكل سهولة أثناء تنفسك بعمق.
- يتم تطبيق ضغط خفيف بضمادة على موضع الدرنقة لمدة دقيقة، ثم يعاد تطهير الموضوع ويغطى بضمادة نظيفة لعدة أيام أو قد يترك بدون تغطية مع تطهيره ثلاث مرات يوميا.
والآن عزيزي القارئ نكون قد استعرضنا معا ما هي الدرنقة ولماذا تستعمل، وما هي المشاكل التي يمكن أن تواجهك حال تركيبها لأي سبب، ولا ننسى إخبارك بأن مشاكل الدرنقة في معظمها بسيطة وقليلة الحدوث، ويمكن التعامل معها بكل سهولة.
خيار تركيب الدرنقة من عدمه هو خيارالجراح وحده، بحسب ما يراه من ظروف الجراحة وحالة الجرح، ولتثق تماما أنه أيا كان قراره فهو في صالحك طالما أنك اخترت جراحا جيدا وأوليته ثقتك.