مستخلص لحاء شجرة الصنوبر .. الاستخدامات العلاجية والجرعة المناسبة

تظل العودة للطبيعة والبحث عن علاجات لأمراض مختلفة مستمرًا. حيث يسعى الباحثون لاكتشاف الفوائد الطبية للعديد من النباتات والأشجار لاستخدامها في علاج الأمراض المنتشرة. وقد تمكنوا من الحصول على مستخلص لحاء شجرة الصنوبر. وبالتجارب والأبحاث، تبينت فوائده العديدة لصحة الإنسان. وذلك بسبب مكوناته الفريدة والمتعددة التي تعمل كمضاد قوي للالتهابات.

ما هي شجرة الصنوبر؟

شجرة الصنوبر هي شجرة كبيرة دائمة الخضرة، تنمو في المناطق الساحلية على البحر الأبيض المتوسط لعدة دول مثل فرنسا، والبرتغال، والمغرب. وهي فصيلة عريقة من الأشجار دائمة الخضرة.

استخدم الناس قديمًا العديد من أجزاء شجرة الصنوبر كدواء علاجي مثل اللحاء، والمادة الصمغية. بدء استخدامه كعلاج للطاعون، ولالتئام الجروح في قارة أمريكا الشمالية. وبعد ذلك ذاع سيطه كعلاج عشبي للعديد من الأمراض.

يحتوي مستخلص لحاء شجرة الصنوبر على العديد من الفلافونيدات، والفيتامينات، لذلك فهو يتميز بخواصه المضادة للأكسدة، والالتهابات، والميكروبات. كما يحتوي على بعض المواد التي يمكنها أن تكتسح الجذور الحرة، مما يقلل تلف الخلايا.

الأسماء العلمية والتجارية لمستخلص لحاء شجرة الصنوبر

يتواجد اللحاء في الأشجار الخشبية فقط، مثل شجرة الصنوبر. وهو الطبقة الخارجية لجذع الشجرة. ويكون اللحاء مشقوقًا. ويتكون من طبقتين رئيسيتين هما الطبقة الخارجية والداخلية.

تعمل الطبقة الخارجية للحاء كعازل، حيث تحمي الشجرة من الآفات والجفاف والرطوبة ودرجات الحرارة المختلفة.

أما الطبقة الداخلية فهي تحمي عصارة اللحاء التي تنقل السكر، والجزيئات السائلة عبر الشجرة. وبعد فترة قصيرة، تتحول الطبقة الداخلية إلى سد وتنضم للطبقة الخارجية للحاء.

ولمستخلص لحاء شجرة الصنوبر عدة أسماء منه:

  • بينوس بيناستر (Pinus pinaster).
  • الصنوبر البحري (Maritime pine).
  • الصنوبر العنقودي.

يتوفر في الأسواق بعدة أسماء تجارية أشهرها:

  • بيكنوجينول.
  • أوليجوبين.
  • فلافنجينول.

طريقة الحصول على مستخلص لحاء شجرة الصنوبر

يمكن الحصول على مستخلص لحاء شجرة الصنوبر (Pine bark extract) بطحن اللحاء، ووضعه في ماء ساخن، ثم إزالة الأجزاء الصلبة منه.

ويمكن استخدامه كسائل. أو يخضع لعدة عمليات كالتبريد والتسخين، ثم يباع في الأسواق على هيئة أقراص، أو مسحوق.

كما يدخل المستخلص في تركيب العديد من الدهانات الموضعية للمنتجات التجميلية، والعلاجية.

الاستخدامات العلاجية

يساهم مستخلص لحاء شجرة الصنوبر في علاج العديد من الحالات المرضية منها:

  • الحفاظ على دورة دموية سليمة: حيث يزيد المستخلص من تمدد الأوعية الدموية عبر إنتاج أحادي أكسيد النيتروجين، مما يؤدي إلى تعزيز تدفق الدم، والمساهمة في خفض ضغط الدم المرتفع، وبالتالي تخفيف العبء عن القلب.
  • التقليل من فرص تكون الجلطات: حيث يمنع تراكم الدهون، ويقلل من لزوجة الصفائح الدموية. بالإضافة إلى المساهمة في تنظيم نسبة الكوليسترول في الدم. حيث إنه يقلل من البروتين الدهني منخفض الكثافة، ويزيد البروتين الدهني مرتفع الكثافة.
  • تحسين الدورة الدموية في الساقين: حيث ثبت مساهمته في منع التخثر الوريدي العميق. كما إنه يقوي جدار الأوعية الدموية، وبالتالي منع ارتشاح السوائل في الساقين، وتقليل فرص الإصابة بالاستسقاء، والشعور بالألم، والثقل.
  • تقوية الأوعية الدموية لشبكية العين، والحفاظ على النظر.
  • المساهمة في علاج العديد من أمراض الجهاز التنفسي بسبب خواصه المضادة للالتهابات، مثل حالات الالتهاب المزمن للمجرى التنفسي كالربو، وداء الانسداد الرئوي المزمن (COPD). ويجب تناوله إلى جانب العلاجات الأخرى المناسبة لكل حالة مرضية.
  • أثبتت الدراسات أن استخدام مستخلص لحاء الصنوبر يساعد في التخفيف من أعراض البواسير الخارجية الحادة بشكل أسرع. كما إنه يساعد على وقف النزيف الذي تسببه البواسير بشكل تام.
  • حماية الجلد من الجذور الحرة الناتجة عن الإجهاد، والأشعة فوق البنفسجية نتيجة التعرض للشمس، والعوامل البيئية الضارة. وبالتالي ملاحظة تأثيره في الحد من التصبغات الجلدية، والمساهمة في علاج حروق الشمس، مع الانتظام في الاستخدام.
  • له تأثير إيجابي في علاج كلف الحمل، وسرطان الجلد.
  • تقليل تجاعيد البشرة، حيث يحفز إنتاج حمض الهيالورونيك، والكولاجين.
  • ترطيب البشرة وزيادة مرونتها. والحد من سماكة الجلد، وخشونتها.
  • زيادة سرعة التئام الجروح، وتقليل حجم الندبات. حيث أثبتت الدراسات العلمية مساهمته في زيادة سرعة تكون الأوعية الدموية الجديدة. وبالتالي زيادة التئام الجروح، وقرح القدم السكرية، عند استخدامه كدهان موضعي على الجروح.
  • الحفاظ على سهولة حركة المفاصل، وتحسين ليونتها. والمساهمة في التخفيف من آلام المفاصل لتميزه بخواص مضادة للالتهاب.
  • خفض امتصاص النشويات، وامتصاص الجلوكوز.
  • تحفيز الجهاز المناعي، ومنع الإصابة بالعدوى.
  • تحسين أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، مع استخدامه بجانب الأدوية العلاجية المناسبة.
  • علاج ضعف الانتصاب لدى الرجال، وزيادة الخصوبة.
  • الحد من تلف الأعصاب، مثل تلف الأعصاب الناجم عن إصابات الدماغ الرضحية، ومرض ألزهايمر.
  • التحسين من وظائف الكلى.
  • المساهمة في تخفيف أعراض انقطاع الطمث. حيث يحد من آلام البطن، والتقلصات.
  • تحسين الذاكرة عند كبار السن.
  • زيادة طاقة الرياضيين.
  • تحسين الصحة العامة لخلايا الجسم. والمساهمة في علاج الالتهابات بوجه عام. حيث يعمل على اكتساح الجذور الحرة، مما يمنع تلف الخلايا وتعزيز المناعة.

الأعراض الجانبية

لا يسبب مستخلص لحاء الصنوبر أعراضًا جانبية خطيرة. ولكن قد تشعر ببعض الأعراض الجانبية الطفيفة مثل:

  • صداع.
  • اضطراب في الجهاز الهضمي.
  • ألم في المعدة، أو غثيان.
  • دوار، أو دوخة.
  • إرهاق، أو خمول.
  • تهيج الجلد.
  • قرح في الفم.
  • مشاكل في الجهاز البولي.
  • انخفاض في ضغط الدم، وسكر الدم. لذلك يجب على مرضى الضغط والسكري استشارة الطبيب قبل البدء بتناوله.

متى تتجنب استخدام (مستخلص لحاء شجرة الصنوبر)؟

عليك تجنب استخدام خلاصة لحاء شجرة الصنوبر، والرجوع إلى طبيبك المعالج في الحالات التالية:

  • المعاناة من حساسية تجاه الصنوبر.
  • إذا كنتِ حاملًا، أو مرضعة.
  • الإصابة بأحد الأمراض المناعية الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة، والصدفية.
  • إذا كنت مصابًا بنزيف، أو ستخضع لعملية جراحية خلال أسبوعين.
  • الإصابة ببعض أمراض في الكبد، أو القلب.
  • إذا كنت تتناول مميعات الدم، أو مضادات الصفيحات.

هل يمكن استخدام (مستخلص لحاء شجرة الصنوبر) مع العلاجات الأخرى؟

مستخلص الصنوبر ليس له تداخلات مع الأدوية أو الأعشاب الأخرى. ولكن عليك استشارة طبيبك إذا كنت تتناول أحد الأدوية التالية:

  • مثبطات المناعة: حيث أن خلاصة الصنوبر تعزز المناعة، مما يؤدي لمعارضة استخدامها مع الأدوية المثبطة للمناعة.
  • أدوية العلاج الكيميائي.
  • علاج السكري: حيث يقلل نسبة سكر الدم. وقد يؤدي ذلك لحدوث انخفاض حاد للسكر في الدم، وتعرض المريض لغيبوبة السكري.
  • أدوية أو أعشاب تؤثر على مكونات الدم.
  • مميعات الدم: نظرًا لأن استخدمهما معًا يؤدي إلى زيادة سيولة الدم، وبالتالي زيادة خطر التعرض لحدوث نزيف.

الأشكال الدوائية المتاحة لمستخلص لحاء شجرة الصنوبر

مستخلص لحاء شجرة الصنوبر يتوفر في الأسواق على هيئة أقراص أو كبسولات. ويتوفر أيضًا على هيئة دهان موضعي، ومسحوق.

من الممكن أن تحتوي العبوات التجارية على بعض من المكونات الأخرى مثل فيتامين سي، أو مستخلص من نباتات أخرى، وغيره.

ما هي الجرعة العلاجية لمستخلص لحاء شجرة الصنوبر؟

تختلف الجرعة العلاجية باختلاف الغرض من استخدامه:

  • الجرعة المعتادة: 150 مجم / ثلاث مرات يوميًا.
  • الحساسيات المختلفة: 50 مجم / مرتين يوميًا.
  • تحسين الدورة الدموية للجسم: من 45 إلى 360 مجم يوميًا مقسمة على جرعات. وتختلف الجرعة حسب الحاجة.
  • أمراض شبكية العين، ومرضى السكري الذين يعانون من مشاكل في شبكية العين: 50 مجم / ثلاث مرات يوميًا.
  • المرضى الذين يعانون من ارتفاع طفيف في ضغط الدم: 200 مجم يوميًا.
  • تحسين القدرة الرياضية للاعبين: 200 مجم يوميًا.

وقد أقرت إدارة الغذاء والدواء بأن المستحضر آمن بناءً على التجارب على الحيوانات، والتجارب السريرية.

يجب عليك الاهتمام بتناول الطعام الصحي، والخضروات، وشرب الماء بكميات مناسبة، بجانب تناول مستخلص لحاء شجرة الصنوبر، للحصول على صحة أفضل. وتجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة، واستخدم واق للشمس، لحماية بشرتك من الأشعة الضارة، والحفاظ على نضارتها، وشبابها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى