مرض اللشمانيا | الأسباب والأعراض وطرق العلاج
تعد الأمراض الجلدية من أكثر الأمراض شيوعًا حول العالم وخاصة لدى النساء. وهنا سنتحدث عن أحد هذه الأمراض وهو مرض اللشمانيا.
ما هو مرض اللشمانيا؟
مرض اللشمانيا (Visceral leishmaniasis)، يعيش الطفيل المسبب لهذا المرض عادة في ذباب الرمل المصاب، وتحدث الإصابة من لدغة الذبابة المصابة. عادة ما يقيم ذباب الرمل الذي يحمل الطفيلي في البيئات الاستوائية وشبه الاستوائية. حيث حدثت أوبئة قاتلة في مناطق من آسيا وشرق إفريقيا وأمريكا الجنوبية.
غالبًا ما تكون المناطق المتضررة نائية وغير مستقرة، مع موارد محدودة لعلاج هذا المرض. حيث يصفه الأطباء بأنه من أخطر الأمراض الاستوائية. كما ذكرت إحدى المنظمات أن اللشمانيا يحتل المرتبة الثانية في أسباب الوفاة الطفيلية. حيث يتصدر مرض الملاريا المرتبة الأولى.
أسباب مرض اللشمانيا
يلعب الفقر وسوء التغذية دورًا رئيسيًا في زيادة التعرض للإصابة. وهناك أسباب أخرى تعد من بين الأسباب الرئيسية لزيادة التعرض لمرض اللشمانيا وهي:
- استخراج الأخشاب.
- التعدين.
- بناء السدود.
- إنشاء أنظمة ري جديدة.
- توسيع بناء الطرق في الغابات الأولية مثل الأمازون.
- استمرار الهجرة الواسعة النطاق من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية.
- استمرار التوسع الحضري السريع في جميع أنحاء العالم من بين الأسباب الرئيسية لزيادة التعرض لذبابة الرمل.
أنواع مرض اللشمانيا
يأتي داء الليشمانيات في ثلاثة أشكال:
جلدي، وحشوي، وجلدي مخاطي. كما أثبت العلماء أن هناك حوالي 20 نوعًا من الليشمانيا يمكن أن تنقل المرض إلى البشر.
مرض الليشمانيا الجلدي
قد يتسبب هذا المرض في ظهور تقرحات على الجلد وهو الشكل الأكثر شيوعًا لداء الليشمانيات. ومع ذلك، قد لا يكون العلاج ضروريًا دائمًا، ولكن يمكنه أن يسرع من عملية الشفاء ويمنع مضاعفات المرض.
مرض الليشمانيا الجلدي المخاطي
نوع نادر من المرض، داء الليشمانيات الجلدي المخاطي يحدث بسبب الشكل الجلدي للطفيلي ويمكن أن يحدث بعد عدة أشهر من شفاء تقرحات الجلد.
مع هذا النوع، تنتشر الطفيليات إلى الأنف والحلق والفم. وبالتالي فإنه يمكن أن يؤدي إلى إتلاف جزئي أو كامل للأغشية المخاطية في المنطقة المحيطة بالوجه.
على الرغم من أنه يعتبر عادةً مجموعة فرعية من داء الليشمانيات الجلدي، إلا أنه أكثر خطورة. حيث لا يمكنه أن يشفى من تلقاء نفسه ويحتاج العلاج دائمًا.
مرض الليشمانيا الحشوي
يعرف هذا النوع أحيانًا بداء الليشمانيات الجهازي أو الكالا آزار. ويحدث عادةً بعد شهرين إلى ثمانية أشهر من لدغة ذبابة الرمل. يضر بالأعضاء الداخلية، مثل الطحال والكبد. كما أنه يؤثر على نخاع العظام، وكذلك جهاز المناعة من خلال تلف هذه الأعضاء. غالبًا، هذا النوع من المرض إذا لم يتم علاجه فإنه سوف يفتك بالإنسان.
أعراض مرض اللشمانيا
تختلف الأعراض باختلاف نوع اللشمانيا:
مرض الليشمانيا الحشوي
في الغالب لا تظهر أعراضه لمدة أشهر بعد لدغة هذا النوع من المرض. وأيضًا تظهر أغلب الحالات من شهرين إلى ستة أشهر من حدوث المرض. وتشمل العلامات والأعراض الشائعة ما يلي:
- فقدان الوزن.
- ضعف.
- حمى تستمر لأسابيع أو شهور.
قد يحمل الناس بعض أنواع داء الليشمانيات لزمن طويل دون أن يظهر عليهم أعراض المرض. تعتمد الأعراض على نوعية المرض.
مرض الليشمانيا الجلدي
أهم عرض لهذه الحالة هو تقرحات الجلد غير المؤلمة، وتظهر هذه الأعراض غالبًا بعد أسابيع قليلة من لدغة ذبابة الرمل المصابة. بالإضافة إلى ذلك، فقد لا تظهر الأعراض لعدة أشهر أو سنوات.
مرض الليشمانيا الجلدي المخاطي
تظهر أعراض هذا المرض عند الأشخاص المصابين به، بعد مرور عام إلى خمسة أعوام على ظهور الآفات الجلدية. في البداية تظهر تقرحات في الفم والأنف أو على الشفاه.
قد تشمل الأعراض الأخرى:
- سيلان أو انسداد الأنف.
- نزيف في الأنف.
- صعوبة في التنفس.
- تضخم الطحال.
- تضخم الكبد.
- انخفاض إنتاج خلايا الدم.
- نزيف.
- التهابات أخرى.
- تورم الغدد الليمفاوية.
تشخيص مرض الليشمانيا
لمعرفة ما إذا كنت مصابًا بهذا المرض، يجب أن تسأل نفسك عما إذا كنت في مكان من العالم يحدث فيه داء الليشمانيات وتحقق مما إذا كان لديك أي من الأعراض المذكورة أعلاه.
عند اختبار هذا المرض، يمكن أخذ عينات من تقرحات الجلد أو نخاع العظام لفحصها بحثًا عن طفيليات الليشمانيا. وبالإضافة إلي ذلك، يمكننا أن نستخدم اختبارات الدم والحمض النووي.
علاج مرض اللشمانيا
تعالج بالأدوية المضادة للطفيليات، مثل: الأمفوتريسين ب (Amphotericin B). كما قد يوصي الطبيب الخاص لديك بعقار آخر بناءً على نوع المرض الذي تعاني منه.
مرض الليشمانيا الجلدي
غالبًا ما تلتئم التقرحات الجلدية دون علاج. ومع ذلك، يمكن أن يسرع العلاج من الشفاء، ويقلل من الندوب، ويقلل من خطر المزيد من الأمراض. مع العلم أن أي تشوه بسبب تقرحات جلدية قد يتطلب جراحة تجميلية.
مرض الليشمانيا الجلدي المخاطي
هذه الآفات لا تلتئم بشكل طبيعي. تحتاج دائمًا إلى العلاج. يمكن لهذه الأدوية أن تستخدم كعلاج لهذا المرض:
- الأمفوتريسين الشحمي ب (Amphotericin B).
- الباروموميسين (Paromomycin).
مرض الليشمانيا الحشوي
يتطلب المرض الحشوي العلاج دائمًا. تتوفر العديد من الأدوية، تشمل الأدوية المستخدمة بشكل شائع وهي:
- ستيبوغلوكونات الصوديوم (بنتوستام) (Sodium stibogluconate).
- امفوتريسين ب (Amphotericin B).
- باروموميسين (Paromomycin).
- ميلتي فوزين (إمبا فيديو) (Multi-relax).
طرق الوقاية
للحماية من داء الليشمانيات يجب الحذر من التعرض للدغ من ذبابة الرمل. اتبع هذه الإرشادات لكي تساعدك في تجنب التعرض للدغ ذبابة الرمل:
- ارتدِي ملابس تغطي أكبر قدر ممكن من الجلد. ينصحنا الأطباء بارتداء البنطلونات الطويلة والقمصان ذات الأكمام الطويلة والجوارب المرتفعة.
- استخدم مبيد الحشرات على أي جلد مكشوف وعلى أطراف البنطال والأكمام. حيث أن مبيدات الحشرات الأكثر فعالية هي التي تحتوي على مادة (DEET).
- رش مناطق النوم الداخلية بالمبيدات الحشرية.
- نم في الطوابق العليا من المبنى حيث تطير ذبابة الرمل قريبا من الأرض.
- تجنب الهواء الطلق بين الغسق والفجر. في هذا التوقيت يكون ذباب الرمل أكثر نشاطًا وحيوية.
- استخدم المراوح ومكيفات الهواء في الداخل عندما يكون ذلك ممكنًا.
- استخدم شبكة سرير مدسوسة تحت حواف مرتبتك.
- عليك بشراء الناموسيات والمبيدات الحشرية قبل السفر إلى المناطق الخطرة.
الأسئلة الشائعة
هل مرض اللشمانيا مميت؟
يعتبر داء الليشمانيات الحشوي، مرض قاتل في حالة إذا لم يتم علاجه، تسببه طفيليات الليشمانيا. قد يتم التغاضي عن هذا المرض في الشرق الأوسط بسبب قلة الوعي وانخفاض معدل الإصابة به.
هل تشفى اللشمانيا بدون علاج؟
عادة ما تلتئم تقرحات الجلد الناتجة عن داء الليشمانيات الجلدي من تلقاء نفسها، حتى بدون علاج. لكن هذا قد يستغرق شهورًا أو حتى سنوات، ويمكن أن تترك القروح ندوبًا قبيحة.
هناك قلق محتمل آخر ينطبق على بعض أنواع الطفيليات الموجودة في أجزاء من أمريكا اللاتينية: حيث تتفشى أنواع معينة منها، وتسبب تقرحات في الأغشية المخاطية للأنف أو الفم أو الحلق.
قد لا تتم ملاحظة داء الليشمانيات المخاطي إلا بعد سنوات من التئام القروح الأصلية. عادة ما تكون الحالات الشديدة (المتقدمة) من داء الليشمانيات الحشوي قاتلة إذا لم يتم علاجها.
ختامًا، فإن مرض اللشمانيا هو أحد الأمراض الجلدية الشائعة، وهو مرض خطير لا يستهان به. إذا شعرت بأحد أعراضه فعليك بالتوجه فورًا إلى الطبيب حفاظًا على سلامتك.