مرض اللشمانيا | كل ما تريد معرفته عن أنواعه وطرق علاجه

هناك العديد من الطفيليات وحيدة الخلية التي تنقل العدوى للبشر والحيوانات، الأمر الذي يجعل الإنسان قلق بشأن لدغات بعض الحشرات. من أخطر أنواع الطفيليات التي تسبب العدوى للبشر، الطفيل المسبب لمرض اللشمانيا. ولكن ما مدى خطورته؟ وما هي أنواعه؟ وهل يمكن علاجه؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

ما هو مرض اللشمانيا leishmaniasis؟

مرض اللشمانيا leishmaniasis، يطلق عليه أيضًا “داء اللشمانيات” هو عدوى طفيلية تنتج عن طريق طفيل يسمى اللشمانيا. هذا الطفيل يعيش عادة في الذباب الرملي المصاب. يمكن التعرض لداء اللشمانيات عن طريق لدغة من ذبابة الرمال المصابة. يتواجد الذباب الذي يحمل الطفيل عادة في بيئات استوائية وشبه استوائية. يصف الأطباء داء اللشمانيات أنه أحد أخطر الأمراض الاستوائية المهملة، ويأتي في المرتبة الثانية بعد الملاريا في أسباب الوفاة الطفيلية.

أنواع مرض اللشمانيا

هناك ثلاثة أشكال من مرض اللشمانيا تتمثل في النوع الجلدي، والحشوي، والمخاطي الجلدي. يرتبط كل شكل منهم بأنواع الطفيل المختلفة. يعتقد الخبراء أن هناك حوالي 20 نوعًا من اللشمانيا يمكن أن ينقل المرض إلى البشر.

  1. مرض اللشمانيا الجلدي

يسبب داء اللشمانيات الجلدي قرحة على الجلد، إنه الشكل الأكثر شيوعًا للمرض. قد لا يكون العلاج ضروريًا دائمًا اعتمادًا على الشخص، ولكن العلاج يمكن أن يسرع الشفاء ويمنع المضاعفات.

  1. مرض اللشمانيا المخاطي الجلدي

يعتبر شكل نادر من المرض، يحدث النوع المخاطي الجلدي بسبب النوع الجلدي للطفيل، ويمكن أن يحدث بعد عدة أشهر من شفاء القرحة الجلدية. في هذا النوع تنتشر الطفيليات إلى الأنف والحلق والفم. هذا يمكن أن يؤدي إلى تدمير جزئي أو كامل للأغشية المخاطية في تلك المناطق.

على الرغم من أن هذا النوع يعتبر حالة فرعية من داء اللشمانيات الجلدي، إلا أنه أكثر خطورة ولا يشفى من تلقاء نفسه ويتطلب دائمًا العلاج.

  1. مرض اللشمانيا الحشوي

يعرف داء اللشمانيات الحشوي أحيانًا باسم داء اللشمانيات الجهازي أو كالاآزار.

وعادة ما يحدث بعد شهرين إلى ثمانية أشهر من التعرض إلى اللدغ من قبل ذبابة الرمال. فهو يتلف الأعضاء الداخلية، مثل الطحال والكبد. كما أنه يؤثر على نخاع العظم، وكذلك على جهازك المناعي من خلال تلف هذه الأعضاء. تكون الحالة قاتلة إذا لم يتم علاجها.

الأسباب التي تؤدي للإصابة بمرض اللشمانيا

  • يرجع داء اللشمانيات إلى الطفيليات الأولية من أنواع اللشمانيا.
  • يصاب البشر بمرض اللشمانيا بعد التعرض إلى اللدغ من قبل ذباب الرمل المصاب.
  • يعيش الطفيل ويتكاثر داخل ذبابة الرمل الأنثوية، حيث تكون أكثر نشاطًا في البيئات الرطبة خلال الأشهر الأكثر دفئًا، وخاصة في الليل والوقت من الغسق إلى الفجر.
  • الحيوانات الأليفة مثل الكلاب، يمكن أن تكون بمثابة خزانات للطفيل.
  • قد يحدث انتقال العدوى من الحيوان إلى ذبابة الرمل إلى الإنسان.
  • يمكن للبشر أيضًا نقل الطفيل بين بعضهم البعض، من خلال نقل الدم أو الإبر المشتركة.
  • ينتشر أيضًا من الأم الحامل المصابة إلى طفلها.
  • في بعض أجزاء العالم، قد يحدث انتقال العدوى أيضًا من الإنسان إلى ذبابة الرمل إلى الإنسان.

أعراض مرض اللشمانيا

يمكن للأشخاص أن يحملوا بعض أنواع اللشمانيا لفترات طويلة دون أن يصابوا بالمرض، وتعتمد الأعراض على نوع المرض المنقول من الذبابة.

أعراض مرض اللشمانيا الجلدي

الأعراض الرئيسية لهذه الحالة هي قرحة على الجلد غير مؤلمة. قد تظهر الأعراض الجلدية بعد أسابيع قليلة من اللدغ من ذبابة الرمل المصابة. ومع ذلك، في بعض الأحيان لن تظهر الأعراض لعدة أشهر أو سنوات.

أعراض مرض اللشمانيا المخاطي الجلدي

في الأشخاص الذين يعانون من الشكل المخاطي للمرض، عادة ما تظهر الأعراض بعد مرور سنة إلى خمس سنوات على آفات الجلد. تظهر على شكل قرحة في الفم والأنف أو على الشفاه.

قد تشمل الأعراض الأخرى:

  • سيلان أو انسداد الأنف.
  • نزيف في الأنف.
  • صعوبة في التنفس.

أعراض مرض اللشمانيا الحشوي

غالبًا لا تظهر الأعراض لعدة أشهر بعد اللدغة مع هذا النوع. تظهر معظم الحالات بعد شهرين إلى ثمانية أشهر من حدوث العدوى. تتضمن العلامات والأعراض الشائعة ما يلي:

  • فقدان الوزن.
  • ضعف عام.
  • حمى تستمر لأسابيع أو أشهر.
  • تضخم الطحال.
  • تضخم الكبد.
  • انخفاض إنتاج خلايا الدم.
  • نزيف.
  • تورم الغدد الليمفاوية.

كيف يتم تشخيص مرض اللشمانيا؟

من المهم إخبار الطبيب إذا كنت تعيش أو قمت بزيارة مكان يشيع فيه داء اللشمانيات.

إذا كنت مصابًا بداء اللشمانيات، سوف يقوم الطبيب بعدة اختبارات لتحديد أنواع اللشمانيا التي تسببت في الإصابة.

أولًا: تشخيص مرض اللشمانيا الجلدي

يقوم الطبيب بفحص الجلد، وقد يتطلب أخذ خزعة عن طريق كشط إحدى القرح. غالبًا ما يبحث عن الحمض النووي، أو المادة الوراثية للطفيل. يمكن استخدام مجموعة متنوعة من الطرق لتحديد أنواع الطفيليات المسببة للعدوى.

ثانيًا: تشخيص مرض اللشمانيا الحشوي

في كثير من الأحيان، لا يتذكر البعض تعرضهم إلى اللدغ من ذبابة رملية. هذا يمكن أن يجعل من الصعب تشخيص الحالة.

قد يجري الطبيب فحصًا بدنيًا للبحث عن تضخم الطحال أو الكبد، قد يقوم بعد ذلك بإجراء خزعة نخاع العظم أو أخذ عينة دم للفحص.

هناك مجموعة متنوعة من الاختبارات المتخصصة تساعد في التشخيص، يمكن أن تساعد البقع الكيميائية الخاصة بنخاع العظم في تحديد الخلايا المناعية المصابة بالطفيل.

علاج مرض اللشمانيا

الأدوية المضادة للطفيليات، مثل الأمفوتريسين B، هي الأكثر استخدامًا في علاج اللشمانيا. قد يوصي الطبيب بعلاجات أخرى بناء على نوع داء اللشمانيات وتشمل:

علاج مرض اللشمانيا الجلدي

غالبا ما تلتئم القرحة الجلدية دون علاج ومع ذلك، يمكن للعلاج تسريع الشفاء، والحد من الندوب، وتقليل خطر تطوره إلى النوع المخاطي. هناك العديد من الطرق لعلاج داء الليشمانيات الجلدي، بما في ذلك:

  • أنظمة الجرعات المنخفضة من إيزيثيونات البنتاميدين.
  • العلاج الموضعي مثل الكي والعلاج بالتبريد والتطبيق الموضعي للحرارة.
  • اللشمانيا حساسة للحرارة، لذا فإن تطبيق الحرارة على القروح يمكن أن يكون وسيلة فعالة لعلاج هذه العدوى.
  • قد تتطلب أي قرحة جلدية تسبب التشوه، جراحة تجميلية.

علاج مرض اللشمانيا المخاطي الجلدي

هذه الآفات لا تلتئم بشكل طبيعي، وتحتاج دائمًا إلى العلاج ومن أشهر الأدوية المستخدمة في علاج النوع المخاطي:

  • الأمفوتريسين B والباروموميسين.
  • فلوكونازول وهو فعال جدًا، لكنه يأتي مع بعض الآثار الجانبية الخطيرة.
  • الأدوية المضادة للفطريات مثل: إيتراكونازول والكيتوكونازول.

علاج مرض اللشمانيا الحشوي

يتطلب النوع الحشوي العلاج دائمًا، تشمل الأدوية الشائعة الاستخدام في علاج هذا النوع:

  • ستيبوغلوكونات الصوديوم (بنتوستام).
  • أمفوتريسين ب.
  • باروموسيسين.
  • ميلتيفوسين (إمبافيدو).

غالبًا ما يكون داء اللشمانيات الحشوي قاتلًا، إذا ترك دون علاج بسبب آثاره على كل من الأعضاء الداخلية والجهاز المناعي.

كيفية الوقاية من الإصابة بمرض اللشمانيا

لسوء الحظ، لا توجد حاليًا أي أدوية أو لقاحات لمنع العدوى. هذا يعني أنه يجب عليك اتخاذ الاحتياطات اللازمة، خاصة عند السفر إلى المناطق حيث يوجد داء اللشمانيات.

لتجنب لدغات ذبابة الرمل، يجب مراعاة الاحتياطات التالية:

  • تجنب عمل الأنشطة في الهواء الطلق أثناء شروق الشمس أو غروبها.
  • تجنب التخييم بالقرب من الحيوانات، لأن بعضها يحمل داء اللشمانيات.
  • تجنب السفر إلى المناطق التي يمكن أن يحدث فيها داء اللشمانيات.
  • يجب رش مناطق النوم والمعيشة بالمبيدات الحشرية لقتل أي ذباب رملي موجود.
  • ارتداء الملابس التي تغطي أكبر قدر ممكن من الجلد.
  • استخدم طارد الحشرات على أي جلد مكشوف وعلى نهايات سروالك وأكمامك. تحتوي طاردات الحشرات الأكثر فعالية على DEET.
  • استخدم ناموسية سرير، ذباب الرمل أصغر بكثير من البعوض، لذلك تحتاج إلى شبكة منسوجة بإحكام. رش الشبكة بمبيد حشري يحتوي على البيريثرويد إن أمكن.
  • اشتر الناموسيات والمبيدات الحشرية والمواد الطاردة قبل السفر إلى المناطق عالية الخطورة.

اتباع تلك التعليمات يمكن أن يحد بشكل كبير من اللدغ، وبذلك حمايتك من الإصابة بداء اللشمانيات.

الأسئلة الشائعة

هل مرض اللشمانيا معدي؟

داء اللشمانيات لا يصنف من الأمراض المعدية، حيث أنه ينتقل عن طريق لدغة ذباب الرمل إلى الإنسان، ولا يمكنه الانتقال من شخص لشخص آخر عن طريق اللمس أو الاحتكاك المباشر بالمصاب. ولكن أحيانًا تحدث العدوى من خلال نقل الدم أو الإبر المشتركة. وينتشر أيضًا من الأم الحامل المصابة إلى طفلها.

هل مرض اللشمانيا قاتل؟

داء اللشمانيات الجلدي لا يسبب خطرًا، حتى أنه يشفى تلقائيًا في أغلب الحالات دون علاج، ولكن إذا تحول إلى النوع المخاطي فهو يشكل خطرًا كبيرًا. أما النوع الحشوي إذا ترك دون علاج فهو مميت في أغلب الحالات.

وفي الختام، فإن اتباع طرق الوقاية واتخاذ الاحتياطات اللازمة عند السفر إلى المناطق حيث توجد اللشمانيا، ضروري لحمايتك وحماية أسرتك من الإصابة. إذا كان لديك أي شك أنك تعرضت إلى اللدغ من ذبابة الرمل يجب عليك طلب المساعدة الطبية على الفور. نتمنى لك عزيزي القارئ دوام الصحة والعافية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى