مرض الفطار الفطراني | الأسباب والأعراض وطرق العلاج
اكتشف مرض الفطار الفطراني عام 1806 على يد الطبيب الفرنسي (جان لويس)، وسمي المرض بهذا الاسم لأن حالات تورم الجلد فيه تشبه الفطر. وهذا المرض يعتبر النوع الأكثر شيوعًا للورم الليفي الجلدي للكريات الليمفاوية التائية، ويعرف أيضًا بمتلازمة البير بازين، أو الورم الحبيبي الفطراني. وهو من الأمراض التي تهدد الحياة، لذلك سنشمل في هذا المقال أسبابه وأعراضه وطرق العلاج.
ما هو مرض الفطار الفطراني (Mycosis Fungoides)؟
مرض الفطار الفطراني (MF) هو نوع نادر ومزمن من سرطان الغدد الليمفاوية الجلدي الذي يبدأ على الجلد ويمكن أن ينتشر في الجسم، ويظهر على هيئة بقع حمراء، أو داكنة، أو بيضاء ويمكن أن تكون مصحوبة بحكة، وجفاف، وقشور. وهو من أكثر الأمراض الجلدية الخادعة لأنه يظهر بأشكال متعددة ويشبه أمراض التهابية مختلفة، مثل:
- الأكزيما والصدفية.
- النخالة الوردية.
- الذئبة.
- الجذام.
- البهاق.
- التهاب الجلد الضوئي.
- نقص الصبغة.
وغيرها من الاضطرابات الجلدية المختلفة المتشابهة مع مرض الفطار الفطراني.
أسباب مرض الفطار الفطراني
سبب الفطار الفطراني غير معروف حتى الآن، وتوجد نظريات كثيرة عن مسببات المرض، منها:
- تشوهات كروموسومية أو وراثية واحدة أو أكثر.
- التعرض البيئي للمواد الكيميائية.
- التهاب مزمن وتحفيز مستمر لجهاز المناعة.
ويصيب هذا المرض جميع الفئات العمرية حتى الأطفال، ولكن ينتشر بنسبة أكبر من سن 40 سنة إلى 60 سنة، ويزيد ظهوره عند الرجال أكثر من النساء. ولكن لم يظهر سبب محدد للمرض ولم يثبت انه مرتبط بأي عادات غذائية أو صحية يمارسها المريض.
أعراض ومراحل الفطار الفطراني
تظهر أعراض المرض بشكل واضح وتتطور ببطء شديد، وقد تبدو كأنها طفح جلدي أو بقعة حمراء أو بيضاء أو بنية، وأحيانًا يصاحبها قشوراً أو حكة. ولأن هذه الأعراض تتشابه مع حالات جلدية مختلفة قد يتم تشخيصها بشكل خاطئ في البداية، ولكن تختلف الأعراض حسب المرحلة والحالة التي وصل إليها المرض ومدى تطوره.
وتنقسم مراحل الفطار الفطراني إلى أربع مراحل، وهي:
- المرحلة الأولى: هي مرحلة ما قبل التقلبات، وهنا تظهر بقع حمراء متقشرة في مناطق معينة من الجسم عادة لا تتعرض للشمس، وهذا الطفح الجلدي قد يستمر لسنوات.
- المرحلة الثانية: بالإضافة إلى البقع على البشرة، تتضخم الغدد الليمفاوية ولكن دون ظهور خلايا سرطانية. وقد لا يظهر في هذه المرحلة أي ورم على البشرة أو قد يظهر ورم واحد أو أكثر على بشرتك.
- المرحلة الثالثة: في هذه المرحلة أكثر من 80% من الجسم قد يصاب بالاحمرار أو البقع والتورم، وقد تتضخم الغدد الليمفاوية وقد يوجد عدد قليل من الخلايا السرطانية في الدم أو لا يوجد.
- المرحلة الرابعة: بالإضافة إلى تأثر معظم بشرتك في هذه المرحلة، فإنه قد يكون لديك عدد كبير من خلايا سيزاري في الدم أو بدأ السرطان بالانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم.
يتقدم المرض ببطء شديد وقد لا يتطور، لذلك يجب عليك الكشف المبكر ومعالجة المرض في المراحل المبكرة حتى لا يتطور وتزداد خطورته.
التشخيص
يحتاج المريض لإجراء الكشف الطبي بواسطة طبيب الأمراض الجلدية، وأخصائي أمراض دم، وعمل العديد من الاختبارات قبل تشخيص إصابته بالفطار الفطراني، وتشمل الاختبارات:
- الفحوصات البدنية سواء للغدد الليمفاوية أو الجلد.
- اختبارات الدم، مثل تحليل صورة الدم الكاملة.
- فحص عينة صغيرة من الجلد.
- تحليل الأنسجة.
- التحاليل الجينية.
تساعد هذه الاختبارات في تشخيص الحالة وفهم مرحلة المرض وتحديد العلاج المناسب.
علاج مرض الفطار الفطراني
إذا تم تشخيصك بمرض الفطار الفطراني، سيعتمد تحديد العلاج على مرحلة المرض وسن المريض، توجد العديد من العلاجات التي تساعد على السيطرة على أعراض المرض، تشمل هذه العلاجات:
- العلاج الضوئي للجلد مثل: جلسات الأكزيمر ليزر.
- العلاج بالأشعة فوق البنفسجية (A) أو العلاج بالأشعة فوق البنفسجية (B).
- بعض الكريمات الموضعية مثل كريم الستيرويد.
- العلاج بالريتينويد عن طريق الفم.
- حقن الإنترفيرون.
- العلاج الإشعاعي.
- زرع الخلايا الجذعية في بعض الحالات الصعبة.
ومن أكثر العلاجات شيوعًا وفاعليةً في المراحل الأولى للمرض هو العلاج بالأشعة فوق البنفسجية (PUVA)، وهو علاج كيميائي ضوئي يتضمن إعطاء المريض عقار (psoralen) الحساس للضوء ثم يتعرض الجلد للأشعة. كما يعد استخدام المرطب الطبي علاج أساسي في مرض الفطار الفطراني للمحافظة على صحة الجلد والحد من الأعراض.
نصائح للتعايش مع الفطار الفطراني
مرض الفطار الفطراني من الأمراض المزمنة وفرص الشفاء منه ضعيفة، فعليك التعايش والتعامل معه مثل مرضى الأمراض المزمنة كالضغط والسكر. ومن المهم عند ظهور أي عرض من الأعراض المذكورة سابقًا أن تقوم بالكشف المبكر واتباع تعليمات الطبيب والالتزام بالعلاج والمتابعة، لتخفيف الأعراض ووقف تطور المرض وزيادة فرصة الشفاء. وللمساعدة على تثقيف نفسك بحالتك وفهم المرض يمكنك الانضمام إلى مجموعات دعم مرضى الفطار الفطراني على وسائل التواصل الاجتماعي.
الأسئلة الشائعة
يعتبر الفطار الفطراني من الأمراض الخطيرة، والخبيثة والنادرة، وينتج عنه بعض المضاعفات، كفقر الدم والتقرحات. وفي بعض الحالات ينتقل الورم إلى الغدد الليمفاوية والأجزاء الداخلية من الجسم، مثل: الرئتين، أو البلعوم، أو الجهاز الهضمي، أو العظام. ولكن عند الكشف المبكر واكتشاف وعلاج المرض في المراحل الأولى تقل خطورة المرض وفرص تطوره.
تزيد فرصة الشفاء من المرض في المرحلة الأولى، ولكن أحيانًا عند التوقف عن العلاج تسوء الحالة مجددًا، وبنسبة كبيرة قد يعود المرض لمهاجمة الجسم بعد الشفاء. ولكن تختلف نسبة عودة المرض حسب الحالة والمرحلة التي وصل إليها، لذلك يجب عليك فهم المرض والتعامل معه والمتابعة والكشف باستمرار.
على الرغم من وجود عوامل جينية قد تكون سبب مرض الفطار الفطراني، فإنه لم يثبت حتى الآن أنه مرض وراثي ولا مرض معدي، ولا يمكن أن ينتقل من شخص إلى أخر.
مرض الفطار الفطراني أو غيره من الأمراض الجلدية مثل باقي الأمراض التي تصيب الجسم من الداخل، والتي تحتاج منك إلى الاهتمام، وفهم حالتك والمتابعة المستمرة مع الطبيب المختص. كما أن الشفاء منها يحتاج إلى التأقلم معاها والحفاظ على صحتك الداخلية والنفسية والعناية الخارجية أيضًا.