مرض العصبون الحركي | أنواعه وأعراضه وطرق العلاج

الجهاز العصبي هو المسؤول عن تفاعل جسم الإنسان مع المؤثرات الخارجية، والداخلية، وهو المسؤول عن نقل الإشارات عبر الخلايا العصبية لاستيعاب حواس الجسم الخمس الأساسية (اللمس، والشم، والتذوق، والإبصار، والسمع)، والمسؤول عن تنسيق الحركات الإرادية واللاإرادية للجسم، ويعد العصبون الحركي نوع من الخلايا العصبية التي تبعث إشارات للجسم لتُمكن أعضائه من القدرة على الحركة.
ما هي أنواع العصبون الحركي؟
أنواع العصبون الحركي (Motor Neuron) نوعان رئيسيان هما:
- العصبون الحركي العلوي: الموجود في المخ الذي يبعث الإشارات للحبل الشوكي.
- العصبون الحركي السفلي: يوجد في الحبل الشوكي، والذي يرسل إشارات المخ إلى جميع عضلات الجسم، وسوف يؤدي حدوث أي خلل إلى عدم القدرة على تحريك العضلات بالشكل الطبيعي مما يشير إلى احتمالية إصابة الجسم بمرض العصبون الحركي.
أنواع مرض العصبون الحركي (MND)
لمرض العصبون الحركي العديد من الأنواع، ومن أبرزها وأكثرها انتشارًا ما يلي:
- التصلب الجانبي الضموري (ALS): هذا الشكل الأكثر حدوثًا، ويصاحبه ضعف وهزال في الأطراف، وتشنج أو تصلب في العضلات قد يؤدي إلى التعثر أو إسقاط الأشیاء.
- ضمور العضلات الشوكي (SMA): هو حالة وراثية تجعل العضلات أضعف، وتسبب مشكلات في الحركة.
- الشلل الدماغي التقدمي (PBP): أقل انتشارًا، تظهر التشنجات في عضلات الوجه، والحلق، واللسان، وقد يؤدي إلى صعوبة في الكلام أو في البلع.
- الضمور العضلي المتقدم (PMA): من الأنواع الأقل انتشارًا ايضًا، يؤثر غالبًا على عضلات الیدین، ويؤدي إلى التأخر في ردود الأفعال، ويكون بشكل أبطأ من التصلب الجانبي الضموري.
- التصلب الجانبي الأولى (PLS): یؤثر على عدد أقل من الأشخاص وتظهر الأعراض أكثر على الأطراف السفلية، ويسبب ضعف الیدین أو مشكلات في الكلام، ولكن تدهور الحالة يكون بشكل أبطأ من التصلب الجانبي الضموري.
أعراض مرض العصبون الحركي
هناك 3 مراحل لتطور المرض أيًا كان نوع المرض:
المرحلة المبكرة:
غالبًا ما تتطور الأعراض ببطء، ومن أكثر العضلات تعرضًا للإصابة عضلات الأطراف، والجهاز التنفسي وتكون على شكل:
- ضعف، وألم، وتعب في العضلات.
- تشنجات، وارتعاشات في العضو المصاب.
- تلعثم في الكلام، وصعوبة في البلع.
- ضيق في التنفس.
- فقدان الوزن نتيجة فقد في الكتلة العضلية.
- استجابات عاطفية غير مناسبة.
المرحلة المتوسطة:
تكون الأعراض أكثر حدة كما يظهر أيضًا على مصاب العصبون الحركي:
- صعوبة في الحركة.
- ألم في المفاصل، وتقلص العضلات.
- عدم القدرة على السيطرة على عضلات الفم، مما يؤدي إلى سيلان اللعاب، والتثاؤب الشديد.
- تقلبات في الشخصية كالقلق، والأرق، والاكتئاب.
المرحلة المتقدمة:
يحتاج الشخص إلى المساعدة في الحركة، والأكل، ويكون بحاجة لأجهزة مساعدة على التنفس لتقليل المشكلات التي تكون غالبًا هي المسبب الرئيسي لوفاة مريض العصبون الحركي.
طرق تشخيص مرض العصبون الحركي
مرض العصبون الحركي من الأمراض التي تواجه صعوبة في التشخيص لتشابه الأعراض مع العديد من الأمراض العصبية الأخرى، وبسبب عدم اكتشاف السبب المباشر للإصابة به، لذلك غالبًا ما يحتاج المريض للقيام بالعديد من الفحوصات الطبية للتأكد مثل:
- تحليل الدم (CBC): يساعد في استبعاد الإصابة بأمراض مشابهة للتأكد من صحة التشخيص، كما أن ارتفاع نسبة كايناز الكرياتينين (CREATININE KINASE) الناتجة عن تحلل العضلات يؤكد صحة التشخيص بالمرض.
- تخطيط كهربائي للعضلات (EMG) والتوصيل العصبي (NCS): حيث يتم قياس كمية الكهرباء المفعلة في العضلة ونسبتها مع سرعة الكهرباء فيها.
- كما أن المريض يحتاج إلى القيام ببعض الفحوصات بغرض التأكد من استبعاد الأمراض مشابهة، ومن تلك الفحوصات: الرنين المغناطيسي (MRI)، بزل النخاع، وأخذ خزعة من نسيج العضلات.
علاج مرض العصبون الحركي
لم يتم إيجاد علاج شاف لهذا المرض، ولكن هناك بروتوكولات مختلفة تعمل على تأخر تطور المرض.
أولًا: الأدوية
- ريلوزول: يؤدي فعالية مع مرضى العصبون الحركي من نوع (ALS) بنسبه 10%.
- نوسينيرسن: هو أول دواء لكل مرضى العصبون الحركي من نوع (SMA)، ويعمل على زيادة بروتين (SMN) الضروري لعمل العضلات والأعصاب بشكل طبيعي.
- زولجينسما: هو علاج جيني لمرضى العصبون الحركي من نوع (SMA) للأطفال الأقل من سنتين، حيث يوفر الفيروس الجين المفقود فتقوم الخلايا العصبية بالعمل بكامل طاقتها.
- مرخيات العضلات: كالباكلوفين، والتيزانيدين وغيرهم، حيث يعملون على تقليل تصلب العضلات.
- سم البوتولينوم: يستخدم لعلاج تصلب العضلات عن طريق تثبيط فرط نشاط اللاإرادي لبعضها الآخر،وتحقن بها الغدد اللعابية؛ للحد من سيلان اللعاب.
ثانيًا: العلاج التكميلي
العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل تعمل على تحسين الحالة، وتسهيل حركة المفاصل، وتأخير ضعف العضلات وضمورها، وتقليل التصلب، تحسين النطق، والمضغ، والبلع.
ثالثًا: الأجهزة المساعدة
- تساعد كل من الدعائم، والأقواس، تقويم العظام، أجهزة تركيب الكلام، الكراسي المتحركة والتي تساعد جميعها على جعل المريض بالمرض أكثر استقلالية، وخصوصية.
- وسائل أخرى لتقليل حرارة الجسم لتقليل الألم في العضلات.
- إتباع أنظمة تغذية متوازنة تساعد على الحفاظ على الوزن، وزيادة مستويات الطاقة، وتقليل مستوى الألم.
- في الحالات المتقدمة من المرض يمكن إضافة أنابيب التغذية، وأجهزة التنفس.
- استخدام آلية التهوية بالضغط الإيجابي غير الغازية في الليل لمنع انقطاع التنفس أثناء النوم.
آخر الأبحاث حول أمراض العصبون الحركي
أولًا: العلاجات الدوائية
حيث وجد الباحثون أن نقص بروتين بقاء الخلايا العصبية (survival of motor neuron (SMN من مسببات الإصابة بالمرض من النوع (SMA)، وتجرى العديد من الاختبارات للتأكد من فعاليته وهم على أبواب الاختبارات السريرية لهذا المركب.
ثانيًا: الخلايا الجذعية
قد توصل العلماء مؤخرًا للتأكد من سلامة زرع الخلايا الجذعية للمرضى المصابين بالتصلب الجانبي الضموري (ALS).
كما يقوم العلماء بإجراء دراسة عن كيفية إنتاج خلايا جذعية وسيطة ذاتية التغذية (MSC-NTF) من خلايا نخاع العظم، ليتم حقنها في السائل الدماغي الشوكي، لتكون علاجًا فارقًا للمرضى المصابين بالتصلب الجانبي الضموري (ALS).
ثالثًا: العلاج الجيني
هناك دراسة ناجحة للاستبدال الجيني لوقف تدمير الخلايا العصبية الحركية، وقد بدأت بعض التجارب السريرية الصغيرة لهذه الدراسة، والتي ستفيد مرضى (ALS) و(SMA).
وستظل الدراسات والأبحاث هي أمل كل مريض لتطوير العلاجات والتقنيات الشافية لتوفير الحياة الصحية، والآمنة.
أسئلة شائعة عن المرض
الوراثية، والبيئة، والإصابات الفيروسية عوامل مساعدة لتطور المرض، ووجد الباحثون أن نقص بروتين (SMN) من مسببات الإصابة بالمرض من النوع (SMA)، لكن لم يتم الوصول إلى السبب المباشر للمرض.
في الحالات المتأخرة، التي يصل فيها الجهاز التنفسي إلى مرحلة الاعتماد الكامل على أجهزة التنفس الصناعي.
لم تثبت الدراسات والأبحاث عن تأثير أي علاج عشبي في تحسين حالات المرض، ولكن التغذية السليمة، ونظام الحياة المتوازن من أهم عوامل تحسن المرض.