مرض الزهري | أعراضه وكيفية الوقاية منه
مرض الزهري، قد يبدو الاسم غريبًا قليلًا لكن هو أحد أشهر أنواع الأمراض المنقولة جنسيًا، يمكن الوقاية منه بطرق سهلة كما أن علاجه غالبًا ما لا يستهلك وقتًا أو مجهودًا كبيرًا لكن هذا في حالة اكتشافه مبكرًا، واتباع تعليمات الطبيب لضمان عدم حدوث مضاعفات قد تؤدي إلى زيادة فترة العلاج أو حدوث أضرار دائمة لا يمكن تلافيها بعد ذلك، لذلك نتعرف في هذا المقال عن ما هو مرض الزهري؟ ما طرق الإصابة به؟ كيفية الوقاية منه؟ ما سبل علاج الزهري؟، كل هذا وأكثر نناقشه في هذا المقال، تابع معنا.
ما هو مرض الزهري؟
يعرف مرض الزهري بالإنجليزي باسم (Syphilis)، وفي حقيقة الأمر الأدق علميًا أن يوصف الزهري بالعدوى، لإنه ينتقل عن طريق بكتيريا تسمى باسم تريبونيما باليدم (Treponema pallidum).
كيف يمكن الإصابة بالزهري؟
ينتقل الزهري بعدة طرق، وهي:
- التلامس المباشر مع القرحة الجلدية قد يكون التلامس أثناء العلاقة الجنسية.
- لمس الفرد للقرحة بيده أثناء وجود جروح بيده فتدخل البكتيريا بسهولة إلى الجسم.
- ينتقل من الأم للجنين عن طريق المشيمة أو أثناء الولادة.
من هم الأكثر عرضة للإصابة بالزهري؟
قد يتعرض أي فرد للإصابة بالزهري في حال توافر طرق الانتقال المذكورة سابقًا، لكن بعض الأفراد يكونون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالعدوى، وهم:
- المصابون بفيروس الإيدز.
- من يمارسون الجنس بدون وقاية.
- العلاقات الجنسية بين رجلين.
- تعدد العلاقات الجنسية مع أكثر من شريك.
أعراض مرض الزهري
لا بد من الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى وغيرهم فحص أجسامهم أكثر من مرة أسبوعيًا، لملاحظة ظهور أي علامات لم تكن موجودة سابقًا، خاصة إذا كانت تلك العلامات مصاحب لفترة ظهورها أعراض أخرى مثل: الحرارة، أو آلام العضلات وغيرها، وإيمانًا بأن اكتشاف المرض مبكرًا يقلل من فترة العلاج، ويقلل فرص حدوث المضاعفات، سنتعرف الآن على أعراض الزهري، يوصف مرض الزهري على عدة مراحل كل مرحلة تظهر تختفي أعراض المرحلة السابقة لها وكل مرحلة لها أعراض معينة تميزها.
الزهري الأولي
يعرف باسم (Primary Syphilis)، في هذه المرحلة تظهر قرحة جلدية صغيرة تسمى (Chancre)، تلك القرحة هي علامة تشير لمكان دخول بكتيريا الزهري للجسم، هي قرحة غير مؤلمة، تظهر بعد التعرض للبكتيريا بفترة 3 أسابيع، كما أنها قد تظهر في أماكن لا يمكن للفرد رؤيتها مثل: المهبل وداخل فتحة الشرج، ولذلك غالبا ما يصعب على الفرد اكتشافها، كما أنها تختفي بدون علاج بعد أسبوعين أو 3 أسابيع، ولكن هذا لا يدل على اختفاء البكتيريا أو زوال العدوى، ولكن هي إشارة لدخول الفرد في المرحلة التالية.
الزهري الثانوي
ويعرف باسم (Secondary Syphilis)، وهذه المرحلة تبدأ بعد مرور أسابيع قليلة من اختفاء قرحة الزهري الأولي، تبدأ في هذه المرحلة ظهور أعراض مثل:
- ظهور احمرار في منطقة البطن، أو قد تشمل الجسم كله.
- الحرارة.
- آلام العضلات.
- احتقان الحلق.
- ظهور قرح في الفم والأعضاء التناسلية.
- انتفاخ الغدد الليمفاوية.
قد تختلط الأعراض على بعض المصابين ويظنون أنها أعراض لعدوى بكتيرية في الصدر، أو الحلق، أو أعراض للحساسية، فلا يفكرون في اللجوء للطبيب ظنًا منهم أنها ستزول بمفردها، وهذا ما قد يؤدي إلى الدخول في المرحلة التالية.
الزهري الخفي
يعرف باسم (Latent Syphilis) في هذه المرحلة تتأكد شكوك بعض المصابين أن الأعراض السابق ذكرها كانت أعراض لعدوى بكتيرية في الصدر أو الحلق، وقام الجهاز المناعي للجسم بالتعامل معها، وذلك بسبب اختفاء جميع الأعراض، ولكن هذا لا يعني زوال العدوى بل وجودها متخفية في الجسم، وتنشط في أي وقت، ولكن بعض المرضى قد ينتقلون إلى المرحلة التالية.
الزهري الثالثي
يعرف باسم (Tertiary Syphilis)، ينتقل أعداد قليلة جدًا من المرضى لهذه المرحلة، وذلك لحسن الحظ حيث يمكن اعتبار هذه المرحلة هي الأسوأ بين كل مراحل الزهري، حيث تتمكن العدوى في تلك المرحلة من تدمير بعض الأعضاء مثل :
- المخ.
- الكبد.
- الأوعية الدموية.
- القلب.
- الأعصاب.
- المفاصل.
- العظام.
ومع الوصول لمرحلة تدمير الأعضاء حتى إذا تمكن المريض من التعافي من العدوى، لن يمكنه التعافي من تأثيرها على تلك الأعضاء.
مرض الزهري عند الأطفال
يمكن للأطفال أيضًا الإصابة بمرض الزهري، حيث يمكن انتقاله من الأم للجنين عن طريق المشيمة أو أثناء الولادة عند لمس الطفل للقرحة، كما يمكن الانتقال عن طريق الاعتداء عليهم جنسيًا، لذلك في حالة ظهور أعراض الزهري على طفلك لا بد من التحدث معه للتعرف إذا ما كان يتعرض للاعتداء الجنسي.
كيف يمكن الوقاية من الزهري؟
إيمانًا بأن الوقاية خيرًا من العلاج نستعرض الآن بعد النصائح التي يفضل اتباعها لتجنب الإصابة بالعدوى، مثل:
- تجنب ممارسة العلاقات الجنسية مع أكثر من فرد، والتأكد من أن شريكك كذلك لا يمارس أي علاقات جنسية مع غيرك.
- يفضل ارتداء الواقي الذكري إذا كان شريكك أو أنت تعاني من العدوى، لكن لا بد من التأكد من تغطية الواقي لمكان القرحة، وإلا لن يكون مفيدًا.
- الابتعاد عن المشروبات الكحولية أو الأدوية المخدرة التي قد تؤثر في قدرتك على اتخاذ القرارات.
- القيام بفحوصات الأمراض المنقولة جنسيًا بشكل دوري، لاكتشاف العدوى مبكرًا.
علاج مرض الزهري
لحسن الحظ يمكن التخلص من مرض الزهري نهائيًا عند اكتشافه مبكرًا، واتباع وصفة الطبيب التي غالبا ما تتمثل في حقنة واحدة من مضاد حيوي يسمى البنسلين (Penicillin)، وهذا في حالة اكتشاف المرض في المرحلة الأولى أو الثانية، لكن إذا تم التأكد من مرور أكثر من عام على وجود العدوى قد يحتاج الشخص إلى عدة جرعات من البنسلين، تحصل النساء الحوامل على البنسلين أيضًا، لكن في حالة وجود حساسية منه يمكن للطبيب وصف عقار آخر له نفس الفعالية.
الأسئلة الشائعة
نُجيب في هذه الفقرة عن أكثر الأسئلة شيوعًا فيما يخص مرض الزهري.
يتم تشخيص المرض عن طريق الأعراض إلى جانب فحوصات الدم حيث يمكن إيجاد الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم في حالة وجود العدوى.
للأسف لم يتم التوصل إلى لقاح للعدوى حتى الآن، لذلك يفضل اتباع نصائح الوقاية.
عند اكتشاف المريض للإصابة بالعدوى لا بد من التحدث إلى أي فرد مارس معه علاقة جنسية خلال الفترة الأخيرة، ليتمكن من إجراء الفحوصات، كما يجب تجنب أي علاقة جنسية مع أي فرد حتى ظهور النتائج التحاليل، وزوال العدوى.
ختامًا نصل إلى أن مرض الزهري ليس خطيرًا، أو صعب التعامل معه، لكن ذلك في حالة اكتشافه مبكرًا، وعلاجه، ونصل أيضًا إلى أن الحصول على العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج قد يعرض حياة الفرد للخطر، والذي قد لا يتمثل فقط في الزهري بل العديد من الأمراض المنقولة جنسيًا، يجب على الفرد دائمًا وضع نفسه في المقام الأول، والحرص على سلامته أيا كانت الإغراءات.