مرض التصلب اللويحي (المتعدد) Multiple sclerosis .. كل ما يهمك معرفته
سنتناول في هذا المقال كل ما يخص التصلب اللويحي (المتعدد) سنتعرف على قصة نشأته داخل جسم الإنسان، أسبابه،أعراضه، طرق الوقاية منه،علاجه، كيفية الشفاء منه والتعايش معه.
آملين الإجابة عن جميع تساؤلاتك راجين بهذا منحك نور الاطمئنان الحقيقي لتواجه به ظلام الخوف المحتمل.
ما هو مرض التصلب اللويحي (المتعدد)؟
هو أحد الأمراض المناعية التي تصيب الجهاز العصبي المركزي (الدماغ، الحبل الشوكي). مما يؤثر على حركة الإنسان، وعيه، ذاكرته، وقدرته على الرؤية وبالتأكيد اتزانه العام وحالته النفسية.
ما أسباب مرض التصلب اللويحي؟
لإدراك أعمق وفهم دقيق لسبب التصلب اللويحي لابد من معرفة دور الجهاز العصبي المركزي في الحالة الطبيعية بصورة مختصرة ومبسطة.
الجهاز العصبي المركزي هو المسؤول عن كل الأعصاب المغذية للجسم، كل عضو من أعضاء جسم الإنسان له مجموعة من الأعصاب المغذية له.
يتكون العصب الواحد من خلايا عصبية، تحاط هذه الخلايا بغشاء أو غطاء الميالين، يعمل غشاء الميالين على حماية العصب من التلف أو الضرر، ويقوم بتسريع وصول الرسائل العصبية عبره من وإلى المخ.
وتلك هي الصورة الطبيعية لجسم الإنسان، أما في حالة التصلب اللويحي (المتعدد) تتآكل أغشية الميالين المحيطة بالأعصاب.
ولخللٍ ما في الجهاز المناعي، تعتقد الخلايا المناعية أن هذا العصب الغير محاط بغشاء جسم غريب فتبدأ بمهاجمته.
فتبدأ الأعراض بالظهور تباعًا حسب موقع العصب التالف في العضو، تزداد الأعراض أو تقل حسب عدد الأعصاب التالفة في جسم الإنسان.
ولا يتفق جميع المرضى في نفس الأعراض لاختلاف الأعصاب المتضررة وشدة الضرر من شخص إلى آخر.
حيث تتوقف الأعراض على موقع الأعصاب المتضررة من الجسم والأعضاء التي تغذيها تلك الأعصاب.
وإلى الآن ما من سبٍب رئيٍس أوحد يشير إلى التصلب اللويحي بصورة مؤكدة، حيث يُعتقد أنه مزيج من عوامل وراثية ونقص فيتامين د والتهابات.
عوامل خطرة تساهم في الإصابة بالتصلب المتعدد (اللويحي)؟
عوامل عند وجودها جميعًا أو بعضها في الأفراد تعزز احتمالية الإصابة بالتصلب اللويحي:
- العمر: يصيب المرضى بين أعمار 20-40 على عكس المعتقد الشائع أن الأكثر عرضةً للإصابة هما كبار السن.
- الجنس: النساء هم أكثر عرضة للإصابة بالتصلب المتعدد عن الرجال بمقدار الضعف.
- السمنة المفرطة والعادات الغذائية السيئة.
- عوامل جينية أو وراثية: وجود أحد الآباء أو الأجداد المصابين يعزز فرص الإصابة بالمرض مع الأخذ بالاعتبار أن الإصابة بالتصلب اللويحي دون وجود عوامل وراثية واردة كذلك حسب آخر البحوث العلمية.
- الإصابة بالالتهابات الفيروسية: كثرة الإصابة بالالتهابات الفيروسية تضعف الأجهزة المناعية للجسم، ويصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة بأمراض عدة منها التصلب اللويحي بكيفية لم يصل لها العلم بشكل مؤكد بعد.
ما أعراض التصلب اللويحي؟
يمثل هذا تساؤلًا كبيرًا لدى النساء تحديدًا، حيث إن نسبة الإصابة بمرض التصلب اللويحي عند النساء أكبر من الرجال. وتكون أعراض التصلب اللويحي (المتعدد) كالاتي:
- انعدام الشعور الحسي أو فقدان الإحساس: أول الأعراض وأهمها للغاية، حيث يفقد المريض إحساسه التام أو الجزئي عادة في جانب واحد من الجسم والمنطقة السفلية من الجسم.
- الإرهاق الشديد: الإعياء الشديد المُصاحب ل ٨٠%من المرضى أثناء الأعمال اليومية الاعتيادية. ولا تقتصر على الرياضين فقط كما تقول بعض الشائعات.
- قصور في الحركة: نتيجة لعوامل الإرهاق الشديد وفقدان الاتزان العام يصبح المريض غير قادر على الحركة بصورة طبيعية.
- تنميل بعض أجزاء الجسم بشكل كامل: تنميل اليد والقدمين هو الأكثر شيوعًا ولكن قد تتأثر أعضاء أخرى كالوجه والجسم عمومًا.
- خلل في الرؤية: يؤثر على العين أحدهما أوكلاهما قد يكون تشوشًا طفيفًا أو بالغ الأثر حسب درجة إصابة العصب البصري.
- مشكلات في الجهاز البولي.
- ألم وحكة في سائر أجزاء الجسم قد يزداد الألم ليصبح ألمًا مزمنًا.
- تغيرات مزاجية حادة: تتأرجح بين فرط البكاء، فرط الألم، كثرة الضحك أحيانا يتبعه موجة عارمة من عدم الارتياح والحزن.
- الاكتئاب المفاجئ.
- مشكلات في الذاكرة: الغالبية العظمى من فئة المصابين بالتصلب اللويحي تواجه هذه المشكلة، حيث يفقد المريض قدرته على تذكر أشياء معينة، الشرود الدائم، عدم قدرته على العمل أو المذاكرة بشكل فعال أو كما كان في سابق عهده.
- مشكلات في الأجهزة التناسلية.
ويوجد ايضًا أعراض أقل شيوعًا بين المصابين وهي:
- صعوبة الكلام: كثرة التلعثم الغير معتاد سابقًا في الحديث.
- صعوبة البلع: نتيجة إصابة أعصاب البلعوم.
- خلل في القدرة على التذوق.
- فقدان الشعر.
- حدوث نوبات أو هجمات: وتختلف الفترة الزمنية بينها من مريض لآخر، وما بينها تختفي الأعراض.
- مشكلات في التنفس.
- رعشة في الجسم.
هل يؤثر التصلب اللويحي (المتعدد) على الزواج؟
كثيراَ ما يكون هذا التساؤل هو الأول من بين جميع الأعراض، ولكن لأنه يترتب على جميع ما تم ذكره من أعراض فليفهم بشكل أيسر تعمدنا ذكره الآن.
تنقسم المشاكل الجنسية المؤثرة على العِلاقة الزوجية إلى:
- مشكلات جنسية متأثرة بالصحة النفسية للمريض: مما سبق وضحنا التغيرات المزاجية والنفسية للمريض، والتي بدورها تؤثر على القدرة والرغبة الجنسية لبعض الرجال مما يؤدي إلى ضعف الانتصاب.
- مشكلات جنسية متأثرة بالجهاز البولي: مما يسبب خوفًا للطرفين خَشْيَة حدوث تبول لاإرادي لفقدان الشخص المريض السيطرة على عملية الإخراج، كما قد يؤثر الإجهاد والألم وضعف الحركة على الشعور بالرغبة الجنسية
- مشكلات جنسية متأثرة بالأعضاء الجنسية: يفقد معظم المرضى رجالًا ونسًاء الإحساس بالأعضاء التناسلية، مما يمنع الشعور بالرغبة الجنسية، ضعف الانتصاب.
- مشكلات اجتماعية، حيث قد يترتب على التقلبات المزاجية الراجعة لأعراض المرض، والقصور الجنسي الناتج عنه حدوث نفور بين الزوجين.
هل يؤثر التصلب اللويحي على الإنجاب؟
والإجابة لا، ففي أغلب الأحيان لا يؤثر التصلب اللويحي (المتعدد) على خصوبة المرأة ولا الإنجاب ولا الحمل.
التشخيص
لا يتم التشخيص إلا عند الطبيب المختص، حيث يقوم الطبيب بمقارنة الأعراض ببعضها البعض، فقد تتشابه الأعراض وأمراض أخرى فيقوم الطبيب بعد الفحص والتدقيق بنفي بعض الأمراض الأخرى المتشابهة معه. ويتم الاستعانة بما يلي في التشخيص:
- فحص التصوير بالرنين المغناطيسي: وفي هذا الفحص يستطيع الطبيب رؤية أغشية الميالين التي تحيط بالأعصاب وتمكنه من معرفة مدى سلامة الأعصاب.
- البزل القطني: سحب عينة من السائل النخاعي الموجود في العمود الفقري، نتائج فحص هذه العينة مفيدة لتحديد أعراض معينة للتصلب اللويحي.
- صورة الدَّم: عند الحصول على صورة دَم كاملة تتضح نسبة الالتهابات والفيروسات في الجسم.
- فحص النبضات العصبية الخاصة بالعين تحديدًا: هو اختبار يخبرك عن كفاءة العين، عن طريق قياس مدى استجابة الدماغ للرسائل العصبية من العين وهو فحص غير مؤلٍم أبدًا.
- التاريخ المرضي لمريض التصلب المتعدد: من أهم وسائل التشخيص هو أن تخبر الطبيب ما إذا كان أحد الآباء لديك مصابًا أو لا، وذكر تفاصيل بداية الشعور بالمرض وتطور الأعراض لديك.
علاج التصلب اللويحي (المتعدد)؟
ينقسم علاج التصلب اللويحي إلى:
- العلاج الدوائي: طبعًا لا يتم إلا بوصفٍ من الطبيب وتحت موافقته وحده، مثال على أنواع الأدوية:
- كورتيكوستيرويد (Corticosteroid): يُعد أكثر الأدوية انتشارًا لفعاليته الشديدة ضد الأعراض الناجمة عن النوبات.
- ميتوكسينوترون (Metoxenotrone).
- إنترفيرون (Interferon).
- غلاتيرمر (Glatiramer).
- العلاج الغذائي والرياضة: أثبتت أحدث الدراسات البحثية الأمريكية أهمية الرياضة وتأثيرها القوي والفعال في الحد من التأثير على الحالات النفسية والعصبية، وأن اتباع نظام غذائي صحي متوازن يقلل من آثار النوبات أو الهجمات المصاحبة للمرض.
هل يمكن التعايش مع المرض
بالتأكيد لا يمكن لأحد أن يجزم بموت المريض أو تحديد حِقْبَة متبقية لحياته، ولهذا يمكن للمريض التعايش مع المرض، فالنوبات لا تأتي دائمًا متتابعة، وما بينها يكون المريض طبيعيًا تمامًا.
فلا فائدة من التباكي ورثاء الذات احتضن ألمك ولا تيأس.