متلازمة موبيوس: الأسباب والأعراض والعلاج
إن حب الأطفال والرغبة بإنجابهم غريزة وُجدت داخل كل أنثى بالفطرة وإن أسعد لحظة في حياة كل أنثى هي وقت إبلاغها أنها تحمل في أحشائها روح ما تلبث أن تتحول إلي جنين ملموس تقر به عينها وتسعد به روحها، كذلك فإن أقسى لحظة على الأنثى هي عندما تعرف أن جنينها الذي لم يرى النور مصاب بمرض نادر يجعله مهما تقدم به العمر عاجزًا عن أداء أبسط أنشطته أو التعبير عن جوعه أو آلمه؛ وأحد تلك الأمراض الوراثية التي وقف أمامها العلم عاجزًا رغم تقدمه المذهل على كل الأصعدة هو مرض متلازمة موبيوس، لمزيد من المعلومات عن أسباب وأعراض ومضاعفات هذا المرض يمكنكم متابعة هذا المقال من دكتور كشكول.
تعريف متلازمة موبيوس
هي عبارة عن شلل في الوجه يظهر على جانبيه نتيجة عدم تطور أعصاب الوجه المسؤولة عن بعض حركات العين وتعبيرات الوجه والمضغ والبلع والكلام، وهي حالة خِلقية نادرة تظهر منذ الولادة.
أسباب متلازمة موبيوس
لم تُسفر الأبحاث الطبية عن أسباب محددة للإصابة بمتلازمة موبيوس حتى الآن، لكن ترجح بعض النظريات الطبية أن أسباب حدوثها هي أسباب جينية وبيئية، وفي الغالب تنتقل إلي الطفل من ناحية الوالد ودومًا ما تُنصح العائلات التي لديها تاريخ من الإصابة بمتلازمة موبيوس باللجوء إلى استشارة خبير بالأمراض الوراثية.
أعراض متلازمة موبيوس
لا يمكن أن تخفي أعراض متلازمة موبيوس على الوالدين فهي تظهر بوضوح منذ الولادة، ويعاني الأطفال المصابون بها من الأعراض الآتية:
- ضعف أو شلل تام في عضلات الوجه.
- صعوبة في الرضاعة أو البلع.
- سيلان اللعاب الدائم وصعوبة في الكلام.
- عدم المقدرة على التعبير عن الانفعالات بالوجه، مثل: الابتسام، والعبوس، ورفع الحاجبين، وضم الشفتين، وإغلاق العينين.
- وجود الشفة الأرنبية.
- وجود مشاكل في الأسنان.
- وجود مشاكل في تناسق شكل اليد والقدم (أصابع مفقودة، أو ملتصقة).
- وجود مشاكل في حاسة السمع.
- ارتفاع سقف الحلق.
- جفاف وتهيج العينين.
- تأخر الاستجابات العصبية والحركية.
- تشوه جدار الصدر والأطراف العلوية أو ما يعرف بمتلازمة بولاند.
- حول العينين.
مضاعفات متلازمة موبيوس
تتعدد مضاعفات المرض على حسب درجته لكن أهمها هو تسوس الأسنان نتيجة تراكم الطعام خلف الأسنان، لكن يمكن تجنبه بالحرص على تنظيف الأسنان بشكل متكرر منعًا لتلف الأسنان أو اللثة.
أيضًا من مضاعفات المرض سوء التغذية نتيجة عدم قدرة المريض على المضغ أو البلع، ولتجنب ذلك يمكن الاستعانة بأنبوب تغذية للحرص على التغذية السليمة للمريض، لكن يمكن الإستغناء عنها في مراحل متقدمة من العمر حين تتطور الخلايا العصبية للطفل ويكون بإمكانه التحكم في عمليتي المضغ والبلع.
علاج متلازمة موبيوس
يتطلب علاج متلازمة موبيوس مجهودًا كبيرًا جدًا إذ لا يوجد له علاج جذري حتى الآن، لكن يكون العلاج على مدار سنوات من عمر المريض إذ أن الطفل يكون فاقدًا لأي قدرة على الحركة أو التعبير عما يشعر به سواءً كان جوعًا أو عطشًا أو غيره، كما يتطلب العلاج تدخل أطباء من تخصصات الأعصاب والعيون وجراحي التجميل وأطباء الأنف والأذن والحنجرة وأخصائي النطق.
لكن قد يساعد العلاج الطبيعي وعلاج النطق على إكساب الطفل تحكم أفضل في الحركة والأكل مع تناسق المهارات الحركية، ويفيد التدخل الجراحي في علاج حول العينين ونقل الأعصاب والعضلات للوجه مما يساعد في تحسين وظائف الوجه والقدرة على التعبير، وتساعد أيضًا الجراحة الترميمية في علاج اختلافات الوجه والأطراف والفكين.
وختامًا فإن الأمراض الوراثية لا يمكن التنبؤ بتأثيرها ولا بمدى ضررها إلا بعد الولادة، لكن يمكن أن نتخذ تدابير طبية ويمكن أن نستشير متخصصين بعلم الأمراض الوراثية حتى نتمكن قدر المستطاع التقليل من الضرر الواقع منها على أطفالنا، يتمنى فريق دكتور كشكول لكم ولأطفالكم وافر الصحة والعافية.