متلازمة طالب الطب خرافة أم حقيقة

متلازمة طالب الطب هي حالة رهاب وخوف غير عقلاني، يصاب بها طلاب الطب وغيرهم؛ بسبب خوفهم الشديد من الإصابة بمرض ما، لمجرد معرفتهم بهذا المرض معرفة سطحية أثناء جلوسهم في محاضرة أو عن طريق البحث، على الرغم من أن تقيماتهم الطبية سليمة وتؤكد أن صحتهم على ما يرام.

هل سبق لك أن أقنعت نفسك بهذا من قبل؟ إن كانت إجابتك بنعم فهيا بنا نتعرف أكثر على متلازمة طالب الطب.

تعريف متلازمة طالب الطب

متلازمة طالب الطب ويُشار إليها أيضًا بالعديد من الأسماء الأخرى بما في ذلك مرض طلاب الطب، اضطراب طالب الطب، متلازمة كلية الطب، متلازمة السنة الثالثة، متلازمة السنة الثانية، ومتلازمة المتدرب، وهي حالة نفسية يتم الإبلاغ عنها بشكل متكرر بين طلاب الطب بسبب الأمراض التي يدرسونها، أو بين الأشخاص العاديين نتيجة القراءة المفرطة عن مرض معين، أو قد يشعر بها الأشخاص المولعين بقراءة الأضرار الناتجة عن دواء معين قبل تناوله ومن ثم يبدأون بالتوهم، وربط أي عرض يشعرون به بهذا الدواء.

أسباب متلازمة طالب الطب

تبدأ أعراض هذا المرض في الظهور عندما يتعلم طالب الطب معلومات جديدة عن مرض معين في محاضرة ما تابعة لقسم الباثولوجي، ويبدأ إدراك الطالب بشكل غير ملائم للاختلالات النفسية والفسيولوجية المختلفة، وبسبب انغماسه واهتمامه المبالغ فيه عن أسباب المرض وأعراضه؛ يجعله هذا يعتقد أنه يعانيه، ويبدأ في ربط أي عرض يشعر به بتلك الأمراض المخيفة التي درس عنها للتو؛ نتيجة وجود تشابه بسيط بين الأعراض التي يشعر بها مع مرض آخر خطير مثل:

  • ارتفاع درجة الحرارة أو الحمى.
  • زيادة نبضات القلب.
  • البرد الشديد قد يربطه البعض بأنه مصاب بفيروس كورونا.
  • العيون المنتفخة قد تكون بسبب الإرهاق الشديد، أما بالنسبة لطالب الطب فقد تكون بسبب التهاب الكلى والغدة الدرقية.
  • رائحة الفم الكريهة قد تكون بسبب عدم الإهتمام بالأسنان، أما المصاب بمتلازمة طالب الطب قد يسرح به خياله إلى أنه مصاب بمرض السكري.
  • يشعر بآلام أسفل البطن من الجانب الأيمن؛ فيخيل له أنه يعاني من التهاب الزائدة الدودية.
  • ‏يعاني من إحساس حارق في معدته بعد تناول الطعام الحار؛ فيعتقد أنه قد أصيب بقرحة في المعدة.
  • لديه ألم شديد في الجانب الأيسر من الصدر؛ فيحدث نفسه أنها ربما تكون نوبة قلبية.

‏وهكذا يربط كل حدث في حياته، وكل عرض يشعر به بالأمراض التي يدرسها وكأن حياته تبلورت حول الطب وأمراضه.

قد يكون سبب هذه المتلازمة أيضًا:

  • الإرهاق المستمر وقلة النوم والإفراط في استخدام المواد المنبهة، مع الكم المذهل من المعلومات التي يتلقاها، والحالات المرضية التي يقابلها طوال اليوم.
  • ‏الإكتئاب فإن عدد الأعراض الجسدية يرتفع عندما تكون بحالة نفسية غير جيدة.
  • الخوف المستمر و الإهتمام الزائد للشخص بحالته الصحية؛ مما يجعله يضخم من أي حالة بسيطة يشعر بها.
  • ‏الإتصال المستمر بشخص مصاب بمرض خطير كالسرطان، وتكون قد قرأت عنه من قبل فتقفز بذهنك قفزة سريعة لفكرة أن شيئًا مما قرأته عن هذا المرض يمكن أن يكون لديك.
  • وجود شخص في الأسرة يعاني من مرض معين، ووجود تاريخ وراثي داخل العائلة.

هل تقتصر متلازمة طالب الطب على طلاب الطب فقط؟

قديمًا كان لطلاب الطب فقط إمكانية الوصول إلى المعلومات الطبية ولم يكن الشخص العادي يقدر على الوصول إليها بسهولة. 

ولكن الآن، وبفضل الإنترنت أصبح ما كان في السابق مقتصرًا على طلاب الطب والأطباء متاحًا لكل شخص لديه هاتف ذكي، أصبح من الممكن لأي شخص يستخدم جوجل البحث عن الأعراض، وإرهاب نفسه بتشخيص غير صحيح. وهذا ما يطلق عليه اسم التوهم المرضي (Cyberchondria)، وبعد هذا الانفتاح وبعد أن كانت متلازمة طالب الطب مقتصرة على طلاب الطب فقط أصبحت الآن شيئاً يؤثر على الجميع.

وقت الإصابة بمتلازمة طالب الطب

يمكن أن تتم الإصابة بمتلازمة طالب الطب في أي وقت خلال العام الدراسي، ولكن هناك أوقات تكون فيها معدلات الإصابة أعلي ما يمكن، كما في الفصل الثاني من السنة الدراسية الثانية، والفصل الأول من السنة الرابعة، وكذلك قد تظهر بعد السنة الأولي أو في سنة التدريب، وكل هذا يتوقف على كم الضغوطات والمعلومات التي يتلقاها عن الأمراض.

وأيضًا تم تسجيل بعض الحالات لأشخاص عاديين ليسوا من طلاب الطب وحالات بعد ترك الدراسة في الطب، وتم اكتشاف أول حالة عام ١٩٦٠م، وحسب الإحصائيات تتصدر الهند أكثر الدول إصابة بهذة المتلازمة.

كيف يمكن التغلب على متلازمة طالب الطب؟

يمكن التغلب علي هذا المتلازمة بعدة طرق ومنها:

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): والذي يشتمل على التحدث عن مخاوفنا مع شخص آخر، ليس زميل مثلك قد يكون هو أيضًا مصاباً بالمتلازمة، ولكن التحدث إلى شخص أكثر خبرة.
  • العلاج بالتعرض: عن طريق توسيع نطاق معرفتك للتمييز بين العلامات السريرية الفعلية والشكاوى الشائعة، وبناءًا على الخبرة الطويلة والتعمق في المعلومات، وتطبيق ما تعلمته عن الأمراض وكيفية اكتشافها ستهدأ مخاوفك وتدرك أنك كنت تشعر بقلق غير ضروري.
  • هناك طريقة أخرى للتغلب عليها، وهي قبول هذه المتلازمة كجزء من حياة كلية الطب.
  • كما يمكن اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية مثل:
    • تعقيم اليدين.
    • ارتداء كمامة واقية.
    • اتباع الإجراءات السريرية الصحيحة.

‏هذه أشياء مهمة يمكن أن تساعدك على تجنب القلق في المقام الأول. ‏خاصة أنها تقلل من خطر التعرض للإصابة بمرض حقيقي.

دور المجتمع في احتضان المصابين بمتلازمة طالب الطب

تعد متلازمة طالب الطب ظاهرة معروفة ومنتشرة جدًا، وغالبًا ما يتم التعامل معها باستهزاء من قبل زملاء الدراسة والمحيطين بمجرد الاعتراف بها، ويمكن أن يتسبب القلق الشديد لدى المصابين بمتلازمة طالب الطب في إصابتهم ببعض الأمراض الحقيقة، وتكمن المشكلة في عدم تصديقهم والإستماع إلى حالتهم وقبول ما يشعرون به مما يجعلهم يلجأون إلى الوحدة، وإهمال أمثال هؤلاء قد يصل بهم إلى الإصابة بمرض الاكتئاب، لذا إن كان لديك صديق أو قريب يعاني من متلازمة طالب الطب عليك بطمأنته، والذهب به في أقرب وقت إلى طبيب مختص حتى لا تتفاقم حالته.

في النهاية عزيزى طالب الطب إذا كنت قلقًا بشأن ما تقرأ عنه أو ما تدرسه عن الأمراض فهذا أمر طبيعي، فبعض هذه المعلومات لا بد أن تشق طريقها إلى عقلك الباطن، وأن تفكر فيها فيما يتعلق بنفسك.

ولكن نظرًا لأنك ما زلت تتعلم، فهناك احتمال أن تعتقد أن مجموعة من الأعراض تشير إلى شيء خطير في حين أنها ليست كذلك، فمن الأفضل الذهاب لرؤية طبيبك ولا تخجل أبدا من المواجهة، فحتى الأطباء المؤهلين مع سنوات من الخبرة يفعلون ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى