متلازمة رينود | تغير لون الأصابع هل هو خطير؟ .. كل ما يجب أن تعرفه
هل سبق لك وأن شعرت بالبرودة في اليدين أو القدمين؟ أو لاحظت وجود تغييرات في لون الجلد تميل للون الأبيض أو الأزرق؟ هل سمعت عن متلازمة رينود؟ أم تعتقد أن هذه العلامات قد تبدو عادية.
هل لاحظت هذه الأعراض قبل ذلك؟ أو حاولت إيجاد تفسير لهذه المؤشرات. إليك عزيزي القارئ تفسير لكل هذه الأسئلة التي قد تدور في ذهنك في مقالنا هذا.
ما هي متلازمة رينود؟
متلازمة رينود “Raynaud Syndrome” هو اضطراب يحدث في الأوعية الدموية، في الأطراف البعيدة، عادة في أصابع اليدين والقدمين. وقد يصل أحيانًا إلى منطقة الفم والأذنين والشفاة، ويتسبب في تضييق الأوعية الدموية عند الشعور بالبرد أو الشعور بالتوتر. عندما يحدث هذا، لا يستطيع الدم الوصول إلى سطح الجلد، وتتحول تلك المناطق المصابة إلى اللون الأبيض والأزرق.
ما هو الفرق بين مرض رينود ومتلازمة رينود؟
تنقسم هذه الظاهرة إلى نوعين هما:
مرض رينود الابتدائي (الأولي)
هو النمط الأكثر شيوعًا والأقل ضررًا، ولا يعاني مريض هذا النوع مِن أي أمراض أخرى أو مشاكل صحية قد تتسبب في ظهور الأعراض. أي أنه يدخل في فئة الأمراض مجهولة السبب.
وينتشر هذا النوع بين النساء في الفئة العمرية ما بين 15 إلى 45 عامًا. بنسبة 75%من مرضى هذا النوع. وتتضح علامات ومؤشرات هذا النمط في المراحل العمرية الصغيرة.
ظاهرة رينود الثانوية
ويعد هذا النمط من متلازمة رينود أكثر خطورة من داء رينود الأساسي، على الرغم من أنه أقل شيوعًا. ولكن هذا النوع يكون نتيجة لمرض آخر. وتظهر مؤشرات هذا النوع في سن الأربعين.
ما هي أعراض مرض رينود؟
تتضمن أعراض ومؤشرات رينود لتشمل ما يلي:
- الشعور بالبرودة في أصابع اليدين والقدمين.
- تغير يحدث لجلد الشخص المصاب، ويكون ذلك نتيجة الشعور بالبرودة والإجهاد.
- الإحساس بالتنميل والخدر، أو ما يشبه لسعة الكهرباء، الوخز، وذلك عند ارتفاع درجة الحرارة أو محاولة تخفيف الضغط العصبي.
وهذه الأعراض تشمل عدة تغييرات لونية:
- عندما يتعرض الشخص المصاب للبرودة، يتسبب ذلك في خفض معدل تدفق الدم إلى أصابع اليدين والقدمين. وتتحول إلى اللون الأبيض الشاحب.
- وفي حالة حدوث تضييق للأوعية الدموية.أو إذا وصل الأمر إلى الانسداد؛ يؤدي ذلك إلى منع وصول الدم المحمل بالأكسجين إلى هذه المناطق، مسببًا ازرقاق المنطقة المصابة.
ولكن لا تقلق عزيزي القارئ، فكل هذه الأعراض في الغالب تكون عَرَضِيَّة. وتزول بزوال السبب ألا وهو الإحساس بالبرودة، ويتدفق الدم إلى تلك المناطق مرة أخرى.
وقد تستغرق النوبة من دقيقة إلى 15 دقيقة، وخاصة في النوع الأول.
ما هي أسباب ظاهرة رينود؟
إلى الآن لم يستطع المتخصصون فهم السبب وراء نوبات رينود المتكررة تمامًا. ولكن على ما يبدو أن الأوعية الدموية في اليدين والقدمين تبالغ في رد الفعل، وذلك نتيجة انخفاض درجات الحرارة. يحدث تقلص وتضيق الشرينات المغذية للأطراف فتعوق وصول الدم لتلك المناطق ويتغير لونها (وتسمى هذه الحالة تشنج الأوعية الدموية).
وعند المقارنة بين أسباب الظاهرتين، نجد ما يلي:
- داء رينود الأولي: مجهول السبب
- ظاهرة رينود الثانوية، وتشمل العديد من الأسباب:
- أمراض النسيج الضام: إذا أصبت بتصلب الجلد وهو مرض نادر الحدوث، يتسبب في تصلب بشرتك وتندبها، فمن المحتمل أن تكون مصابًا بمرض رينود، كما تزيد احتمالية الإصابة بمرض الذئبة الحمراء، والتهاب المفاصل الروماتويدي، ومتلازمة سجوجرين (Sjogren’s syndrome).
- أمراض الشرايين: يشمل تصلب الشرايين، أو تراكم الترسبات الكلسية والدهنية على جانبي الأوعية الدموية التي تغذي قلبك، أو مرض بورغر الذي يُسبب التهاب الأوعية الدموية في اليدين والقدمين، وارتفاع ضغط الدم الرئوي الأولي والذي هو نوع من ارتفاع ضغط الدم الذي يؤثر على الشرايين الرئوية.
- متلازمة النفق الرسغي: هي حالة شائعة تسبب الإحساس بالوخز أو الخدر والألم وتجعل الشخص المصاب أكثر تحسسًا للبرد. ذلك نتيجة الضغط على العصب المتوسط.
- الأعمال المتكررة والاهتزازية: إذا كنت تقوم بأعمال معينة بصورة متكررة، مثل:الكتابة، أو العزف على الآلات الموسيقية، وكذلك استخدام الأدوات التي تصدر اهتزازات، مثل: آلات ثقب الصخور. فقد تتسبب في الإصابة أيضًا.
- التدخين: حيث يتسبب التدخين في تشنج وتضييق الأوعية الدموية.
- الإصابات: تشمل الأضرار التي أثرت على يديك أو قدميك، مثل الكسور أو الجراحة.
- بعض الأدوية: مثل أدوية ارتفاع ضغط الدم مثل حاصرات بيتا، وأدوية الصداع النصفي، وبعض أنواع العلاج الكيميائي والأدوية التي تضيق الأوعية الدموية، مثل: أدوية البرد التي لا تحتاج إلى استشارة طبية.
- خمول الغدة الدرقية: وتحدث هذه الحالة عند حدوث خلل في إفرازات الغدة، مما يتسبب في عدم قدرة الغدة الدرقية على إفراز ما يكفي من الهرمونات، مما يؤدي إلي خلل في عملية التمثيل الغذائي؛ مما يجعل الشخص المصاب أكثر تحسسا للبرودة.
من هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض رينود؟
- النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال.
- سكان المناطق ذات المناخ البارد.
- وجود تاريخ مرضي للإصابة بداء رينود في العائلة.
هل يؤثر مرض رينود على الحمل؟
عزيزتي! إذا كنتي تخططين للحمل، وينتابك شعور بالقلق من ناحية إذا ما كان هذا المرض سوف يؤثر عليك، أو على جنينك. فالأفضل علاجه أولًا، وهناك أنواع من الحقن قد تخفف من المرض، مثل إبرة (PROSTAVASIN). وينصحك دكتور كشكول بأن تناقشي الأمر مع طبيب النساء والتوليد الخاص بكِ.
ما هي مضاعفات متلازمة رينود؟
إذا كانت أعراض مرض رينود شديدة، على الرغم من إنه أمر يندر حدوثه، فقد يتسبب في:
- خفض معدل تدفق الدم إلى أطراف اليدين والقدمين مسببًا تلف الأنسجة.
- انسداد الشريان، او قرح جلدية، وموت الأنسجة، الأمر الذي قد يؤدي في النهاية إلى الغرغرينا.
كيف يتم تشخيص مرض رينود؟
يتم تشخيص مرض رينود من خلال بعض الفحوص وهي كما يلي:
- الفحص السريري للمريض من خلال الطبيب لاستبعاد أي أمراض أخرى.
- الفحص المجهري للشعيرات الدموية الصغيرة الممتدة في الظفر للمساعدة في تشخيص المرض.
- اختبار الأجسام المضادة.
- فحص سرعة ترسيب الدم.
ما هي خطوات علاج متلازمة رينود؟
حتى الآن لا يوجد علاج لمرض رينود، ولكن هناك بعض الطرق تساعد في السيطرة على الأعراض.
الحالات الخفيفة من متلازمة رينود
- تغطية الأجزاء المكشوفة من الجلد.
- وضع كمادات الماء الدافئ، وليس الساخن على الجزء المصاب، للحد من أعراض المرض.
الحالات المتوسطة والشديدة من متلازمة رينود
يتم اللجوء إلى بعض أنواع الأدوية مثل:
- حاصرات ألفا، مثل:
- دوكسازوسين (Doxazosin).
- برازوسين (Prazosin).
- حاصرات قنوات الكالسيوم، مثل:
- (نيفيديبين nifedipine).
- (ديلتيازيم diltiazem).
- موسعات الأوعية الدموية، مثل:
- اللوسارتان (Losartan).
- السيلدينافيل (Sildenafil).
- فلوكستين (Fluoxetine).
مكملات مفيده لمريض رينود
- أوميجا 3، أو ما يعرف بزيت السمك.
- الجنكة بيلوبا، التي قد تقلل من مرات النوبة.
- فيتامين ب3 والمعروف بالنياسين.
- الوخز بالإبر (الحجامة)، التي تحسن من معدل تدفق الدم، ومن ثم تقليل عدد النوبات.
يرجى استشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية أو مكملات أو استعمال الحجامة.
كيف تحمي نفسك من الإصابة بمرض رينود؟
توجد مجموعة من العوامل التي تساعد على حمايتك من المرض أو تقلل من عدد النوبات، إذا كنت شخصًا مصابًا.
- الابتعاد عن التدخين، سواء التدخين الإيجابي او السلبي، لأنه قد يتسبب في خفض حرارة الجلد مما يتسبب في حدوث النوبة.
- الحرص على ممارسة التمارين الرياضية، وتمارين التنفس، التي تساعد على تنشيط الدورة الدموية.
- الحفاظ على الهدوء النفسي، والابتعاد عن التوتر، وتجنب المواقف المسببة للإجهاد.
- عدم التغيير والتنقل المفاجئ في درجات الحرارة، مثل الخروج من مكان دافئ إلى مكان مكيف أو العكس، وتجنب الثلاجات المجمدة في المحال التجارية.
- الحفاظ على الجسم من البرودة، وذلك من خلال ارتداء القفازات في اليدين، وارتداء قبعات على الرأس.
وأخيرا؛ عزيزي القارئ. إذا كنت مصابًا برينود فلا داعي للقلق وكل ما عليك فعلة هو معرفة طبيعة المرض، وكيفية تجنب نوبات المرض، ومع تمنياتي بدوام الصحة والعافية، والشفاء للمصابين.