متلازمة الكوخ .. أسبابها وأعراضها وكيفية التغلب عليها
متلازمة الكوخ (Cabin Fever) تردد هذا الاسم كثيرًا في الآونة الأخيرة بسبب انعزال الناس في منازلهم بعد جائحة كورونا، أو لتطور التكنولوجيا وقضاء الأعمال من المنزل بحيث يظل الناس قابعين بين أربعة جدران.
ونستعرض من خلال هذا المقال أهم المعلومات عن متلازمة الكوخ وأعراضها وطرق التعامل معها.
ما هي متلازمة الكوخ؟
متلازمة الكوخ أو حمى المقصورة “Cabin Fever”هي مجموعة من الأعراض النفسية التي قد يعاني منها بعض الأشخاص عند الجلوس لفترات طويلة في المنزل دون وجود تفاعل اجتماعي، وتشمل الملل والشعور بالقلق والوحدة وسوء الحالة المزاجية.
تتشابه أعراض المتلازمة مع أعراض بعض الأمراض النفسية، ولكن لم يتم تصنيف متلازمة الكوخ علميًا كمرض نفسي حتى الآن. وقد تسبب هذه الأعراض إزعاجًا للشخص المصاب بها مما يضطره إلى اللجوء لطلب المساعدة النفسية.
الأعراض
تختلف الأعراض من شخص لآخر على حسب طبيعة كل شخص وكيفية تعامله مع مجريات الظروف من حوله، وفيما يلي توضيح لأكثر الأعراض شيوعًا:
- الشعور بالوحدة.
- الملل.
- القلق.
- نفاذ الصبر.
- الحزن والاكتئاب.
- فقدان الشغف أو عدم الرغبة في القيام بأي أنشطة.
- نقص التركيز.
- الأرق وصعوبة الاستيقاظ من النوم.
- الخمول، وزيادة الرغبة في أخذ قيلولة والراحة.
- الرغبة في تناول المزيد من الطعام.
يمكن أن تؤثر أنماط الشخصية في كيفية التعامل مع أعراض متلازمة الكوخ، فالأشخاص الانطوائيين بطبعهم، لديهم القدرة على الاستمتاع عند تواجدهم في البيت لفترات طويلة، بخلاف الأشخاص الاجتماعيين فقد يعانون من مشاعر الوحدة والعزلة بدرجة أكبر.
إذا كانت لديك أيً من هذه الأعراض وتسبب إزعاجًا لك، أو تؤثر بالسلب على حياتك وإنتاجك الوظيفي يمكنك طلب المساعدة من طبيب نفسي ليساعدك في العلاج وحل المشكلة.
أسباب متلازمة الكوخ
هناك بعض العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة الكوخ مثل :
- قلة التواصل مع الأقارب والأصدقاء مما يسبب الشعور بالوحدة.
- عدم المشاركة في الأنشطة وغياب الترويح عن النفس.
- الانخراط الزائد في العمل لدرجة الإنهاك.
- نقص الإنتاجية أو البطالة مما يؤدي إلى الشعور الدائم بالتقصير.
- القلق المتزايد بشأن زيادة الأعباء بسبب نقص الدخل وسوء الأحوال الاقتصادية.
طرق الوقاية من متلازمة الكوخ
يوجد الكثير من الأساليب الفعالة للتعامل مع متلازمة الكوخ وتقليل تأثيرها على النفس مثل:
- الخروج من المنزل
يساعد الخروج من المنزل واستنشاق الهواء والتواصل مع الأهل والأصدقاء على تحسين المزاج وتهدئة الأعصاب وإدخال السرور على النفس.
إذا لم تستطع الخروج من المنزل حاول التحرك في المنزل وعدم البقاء في مكان واحد، وقم بفتح النوافذ لتجديد الهواء بالمنزل ومشاهدة المناظر المختلفة. كما يمكنك تغيير أماكن الأثاث بالمنزل أو تعديل بعض الديكورات مما يضفي لمسة فنية بالمنزل وتجديدًا لروح المكان.
- التواصل مع الآخرين
يساعد التواصل مع الناس على الخروج من حالة العزلة، كما يمكنك التواصل مع الأقارب والأصدقاء عن طريق الهاتف أو مكالمة فيديو إذا لم تتمكن من الخروج من المنزل.
- الحفاظ على نظام غذاء متوازن وصحي
قد يكون المكث في المنزل عند بعض الأشخاص حافزًا لتناول الكثير من الطعام أو استهلاك الأطعمة السريعة والضارة وقد يتخطى الآخرون بعض الوجبات. لكن تناول الطعام الصحي الذي يحتوي على نسب صغيرة من الدهون والسكريات واستهلاك الخضراوات والفاكهة وشرب المياه كل ذلك يؤدي إلى زيادة النشاط والحيوية.
- خلق توازن جيد بين العمل والحياة الاجتماعية
قد يجد الأشخاص الذين يعملون من المنزل صعوبة في الموازنة بين العمل والحياة الاجتماعية مما يزيد من الإنهاك. لذلك يجب العمل على الفصل بين العمل والحياة وتخصيص بعض الوقت للترويح عن النفس.
- تنظيم النوم
حاول أن تذهب إلى الفراش وأن تستيقظ مبكرًا، وحاول أن تأخذ قسطًا كافيًا من النوم ليلا وتجنب القيلولة طوال اليوم.
- ممارسة الرياضة
إذا لم تستطع الخروج من المنزل يمكنك إبقاء نفسك نشيطًا عن طريق ممارسة الرياضة، فهي تساعد على تحسين الحالة المزاجية وحرق الدهون والمحافظة على وزن جسم مثالي.
- ممارسة الهوايات
يمكن استغلال الوقت في ممارسة الهوايات المحببة إلى النفس كالرسم، والتلوين، أو قراءة كتاب مفيد أو رواية مسلية، أو طهي الأطعمة الجميلة وتقديمها للأهل والجيران. كما يمكن تعلم لغة جديدة لزيادة مدارك الشخص والتعرف على ثقافات جديدة.
- وضع الخطط والأهداف
يساعد تنظيم الوقت وتحديد أهداف معينة لإنجازها على كسر الرتابة والملل، كما يمكن أن يكافئ الشخص نفسه كلما أنجز مهمة جديدة مما يدخل السرور على النفس.
- استخدام العقل
حاول التقليل من الجلوس أمام التلفاز وتقليب القنوات بدون جدوى، وتجنب أيضا تضييع الوقت أمام شاشة الهاتف وعلى وسائل التواصل بدون فائدة ترجى. بدلا من ذلك قم بلعب بعض ألعاب الذكاء مثل الألغاز، والشطرنج، أو اختراع ألعاب مسلية ولعبها مع الأهل والأصدقاء، أو قم بقراءة كتاب جديد ونافع.
- تربية الحيوانات الأليفة
تربية الحيوانات الأليفة وتربية أسماك الزينة أو الطيور الجميلة، أو زراعة النباتات الخضراء مما يضفي جمالًا للبيت والبيئة.
متى يجب استشارة طبيب؟
يمكنك اللجوء إلى مساعدة الطبيب في حالة تفاقم المشكلة أو في الحالات التالية:
- القلق المتزايد والحزن والاكتئاب.
- فقدان الشغف وقلة الطاقة.
- الأرق الشديد وصعوبة النوم.
- الإصابة بالوسواس القهري.
ختامًا يمكن للناس التعامل مع متلازمة الكوخ عن طريق تغيير الروتين وتجديد النشاط والبقاء على اتصال مع العالم الخارجي والأهل والأصدقاء. قد يستغرق التغيير بعض الوقت لذلك يجب أن تكون صبورًا ولا تقسو على نفسك إذا لم تستطع التأقلم في البداية. يجب عليك إذا شعرت أن العزلة تؤثر بالسلب عليك وعلى حالتك النفسية أن تطلب المساعدة من الأهل والأصدقاء أو الطبيب النفسي ولا تتوانى في ذلك فكلنا هنا لأجل مساعدتك.