متلازمة الرجل الشجرة.. إليك أكثر الأمراض ندرة وغرابة

عند ذكر مصطلح “الرجل الشجرة” أو “Tree man” يمكن أن يتبادر في ذهنك صورة لشخصية أفلام مارفل الخيالية “جروت (groot)”. وقد تنتابك الدهشة عند معرفة أنها حالة مرضية شديدة الندرة أصابت بعض الأشخاص حول العالم تعرف بمتلازمة الرجل الشجرة أو “Tree man syndrome”.

ما هي متلازمة الرجل الشجرة؟

تعرف الحالة باسم خلل تنسج البشرة الثؤلولي أو ” Epidermodysplasia verruciformis “، وهو مرض جلدي وراثي شديد الندرة يحدث عندما تغطي أجزاء من الجسم آفات تبدو مثل جذوع الأشجار أو لحاء الأشجار.

تم تشخيص هذه الحالة لأول مرة عام 1922م، وهي شديدة الندرة لدرجة أن الأطباء لم يؤكدوا سوى 200 حالة فقط منذ اكتشافها. 

سبب الإصابة بمتلازمة الرجل الشجرة

تعد متلازمة الرجل الشجرة اضطراب وراثي جسدي متنحي، مما يعني أن الشخص قد ورث طفرات جينية معينة من كلا الوالدين، وفي 10% من الحالات كان والدا المريض أقارب.

تحدث متلازمة الرجل الشجرة أيضًا للأشخاص في الحالات التالية:

  • فيروس نقص المناعة البشرية HIV.
  • سرطان الغدد الليمفاوية Lymphoma.
  • الخضوع لعملية زراعة الأعضاء.

يعتقد الباحثون أن هذه المتلازمة تحدث بسبب طفرة فقدان وظيفي في إحدى الجينين المتجاورين EVER1/TMC6 وEVER2/TMC8، اللذان بدورهما يساعدان في تسهيل نقل الزنك في خلايا الجلد.

 أعراض متلازمة الرجل الشجرة

في أكثر من نصف الحالات المصابة بمتلازمة الرجل الشجرة تظهر الأعراض على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 11 عامًا، ما يقارب ربع الحالات تظهر عليهم الأعراض في سن البلوغ.

تظهر الأعراض في هيئة اّفات تأخذ مظهر لحاء الأشجار أو جذور الأشجار، قد يقتصر نموها على عدد قليل من الثآليل، أو قد تمتد لتغطي الجسم كله. عادة ما تغطي الثآليل كل من هذه الأماكن:

  • العنق.
  • الذراعين.
  • الإبط.
  • كفي اليد.
  • الأرجل.
  • باطن القدمين.
  • الأعضاء التناسلية الخارجية.

الإصابة بسرطان الجلد

الأشخاص المصابون بالمتلازمة معرضون بشكل كبير للإصابة بسرطان الجلد، حيث انه يصيب ما يصل إلى ثلثي مرضى المتلازمة. ويرجع هذا لإصابتهم بفيروس الورم الحليمي HPV الذي لا يعد سرطانًا في حد ذاته، ولكنه يسبب تغيرات في الجسم التي بدورها قد تؤدي إلى حدوث سرطان.

علاج متلازمة الرجل الشجرة

للأسف حتى الآن لا يوجد علاج نهائي لمتلازمة الرجل الشجرة، بالرغم من نجاح التدخل الجراحي إلا أنه يمثل حلًا مؤقتًا.

يمكن التعامل مع الثآليل الناتجة عن المتلازمة باتباع طرق التعامل مع الثآليل الفيروسية، عن طريق:

  • العلاجات الكيميائية، مثل النيتروجين السائل.
  • المراهم الموضعية التي تحتوي على حمض الساليسيليك.
  • العلاج بالتبريد.
  • الحد من التعرض لأشعة الشمس، واستخدام واقي شمس للحفاظ على البشرة.

حالات من أرض الواقع

فيما يلي بعض الحالات من البلاد المختلفة:

الرجل الشجرة في اندونيسيا

في إحدى القرى الإندونيسية جنوب جاكارتا، أصابت المتلازمة صيادًا اسمه “ديدي” كان يعيش حياة طبيعية مع زوجته وابنتيه إلى أن بدأت أطرافه تتحول الى ما يشبه جذع الشجرة.

قلبت هذه الحالة حياته رأسًا على عقب فقد خسر عمله وهجرته زوجته، حتى أنه اضطر للعمل في السيرك لكسب لقمة عيشه.

جذب الأمر اهتمام طبيب أمريكي الذي بدوره تبنى حالته وباشر في محاولات علاجه مجانًا.

وبعد عدة عمليات جراحية أصبح قادرًا على استعمال الهاتف والسير على قدميه مرة أخرى.

الرجل الشجرة في العراق

في مدينة الأنبار بالعراق عام 2013، أصابت المتلازمة شابًا كان يعمل بالتجارة الحرة يدعى “عمر”.

راجع “عمر” العديد من الأطباء داخل العراق، لكن حالته لم تستجب للعلاجات المطروحة لاختصاصها بأمراض جلدية مختلفة مثل: الصدفية.

باع أملاكه من سيارة وقطعتي أرض وأنفقها على العلاج بالخارج ولكن دون فائدة، هكذا فقد “عمر” كل ما يملك وأصبح يعيش على الرعاية الاجتماعية.

حاول أيضًا الذهاب للدول العربية المجاورة للعلاج، فسافر إلى “الأردن” ولكن لم يستطيعوا علاجه لعدم معرفتهم بطبيعة المرض، ثم سافر إلى “لبنان” وبعد الفحوصات والتحاليل أخبره الأطباء بالسفر للخارج لإجراء عملية جراحية تجميلية. 

بعدما ناشد “عمر” وأسرته المسؤولون، زارته لجنة طبية عراقية في بيته التي أوجبت بإجراء عملية جراحية له في “كوبا” تحت إشراف طبي متخصص.

لكنه لم يذهب قط إلى “كوبا” فالمساعدة المادية المنتظرة من المسؤولين لم تصله، وازدادت حالته سوءًا.

الرجل الشجرة في بنجلاديش

تعد حالة “أبول باجندر” من الحالات التي شهدت انتكاسة شنيعة، ففي عام 2017 بعد أن تم إزالة نحو 5 كغ من الثآليل في يديه وخضوعه لأكثر من 25 عملية جراحية أعتقد الأطباء أنهم عالجوا الحالة، إلا أن انتشار الثآليل عاد بكثرة.

الأمر الذي ترك “باجندر” يتوسل للأطباء لبتر يده، معللًا ذلك بأنه على الأقل سيرتاح من هذا العذاب وسيتمكن من النوم ليلًا.

الأسئلة الشائعة

هل متلازمة الرجل الشجرة معدية؟

المتلازمة في الأصل هي اضطراب مناعي وراثي، يجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري “HPV”.

فيروس الورم الحليمي في حد ذاته معد ويمكن أن ينتقل بالملامسة، يمكن أن ينقله المصاب حتى لو لم تظهر عليه أي أعراض.

هل متلازمة الرجل الشجرة مميتة؟

المتلازمة في حد ذاتها ليست مميتة، ولكن مرضى هذه المتلازمة يجدون صعوبة في مباشرة حياتهم بشكل طبيعي.

يلجأ بعضهم لإجراء العديد من العمليات الجراحية لإزالة الثآليل، وقد يكون هذا حلًا يمكنهم من استعادة حياتهم الطبيعية، إلا أن في بعض الحالات تستمر الثآليل في النمو كلما تمت إزالتها.

هل متلازمة الرجل الشجرة مؤلمة؟

الثآليل الناتجة عن المرض في حد ذاتها ليست مصدرًا للألم، ولكن يمكن أن تكون مؤذية للنظر.

بالإضافة إلى أن الألم النفسي الذي يتعرض له مريض المتلازمة يمكن أن يفوق ألمه الجسدي.

مرضى المتلازمة يتعرضون للنبذ الاجتماعي ولا يقدرون على الحركة بصورة طبيعية، فبالتالي يخسرون وظائفهم ومصدر رزقهم.

خلل تنسج البشرة الثؤلولي المعروف باسم متلازمة الرجل الشجرة حالة وراثية شديدة الندرة، لذا يجب على الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي بها، عدم التهاون في إخطار طبيب متخصص في الأمراض الجلدية على الفور منعًا لحدوث أية مضاعفات. ومن الواجب إجراء الفحوصات بشكل دوري والاستفسار عن تاريخ العائلة المرضي، والذهاب للطبيب فورًا عند الشعور بأي أعراض غير طبيعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى