متلازمة الحزن الشديد – الأسباب والأعراض وطرق العلاج

أخبرنا أجدادنا قديمًا أن كل شيء في الكون خُلق صغيرًا منتظرًا للعوامل المناسبة ليكبر ويترعرع إلا الحزن، فإنه هو الشئ الوحيد الذي يُولد كبيرًا ويضمر بمرور الوقت.
لكن في بعض الأحيان لا يستطيع الإنسان التغلب على حزنه ويصبح أسيرًا له فاقدًا لكل معنى في الحياة، في هذه الحالة يكون الإنسان مصابًا بما يُسمى “متلازمة الحزن الشديد” فما أعراضها وكيفية علاجها؟ تابع معنا هذا المقال في دكتور كشكول لتتعرف عليها أكثر.
تعريف متلازمة الحزن الشديد
هي اضطراب مزاجي يظهر في شكل حالة من الحزن الشديد بجانب فقدان الاهتمام بالقيام بأي أنشطة يومية كما لو أن الحياة لا تستحق العيش.
أسباب متلازمة الحزن الشديد
لم يتوصل العلماء حتى اليوم إلي عوامل محددة تسبب الإصابة بمتلازمه الحزن الشديد ولكن قد يكون بسبب مايلي:
- عوامل بيئية محيطة بالمريض.
- عوامل وراثية وصحية خاصة بالمريض.
- الطبيعة العامة لشخصية المريض.
أعراض متلازمة الحزن الشديد
يمكن أن يعاني مريض متلازمة الحزن الشديد من أحد أو كل الأعراض التالية:
- فقدان الاهتمام أو الاستمتاع بالأنشطة المختلفة .
- فقدان الوزن أو زيادته.
- صعوبة النوم أو الشعور بالنعاس أثناء النهار.
- الشعور بالضيق والاضطراب.
- الخمول الشديد.
- الشعور بالتعب ونفاذ الطاقة.
- زيادة الشعور بالذنب وتأنيب الضمير المستمر.
- صعوبة التركيز أو اتخاذ القرارات.
- وجود أفكار وميول انتحارية.
قد يشعر أيضًا المريض بما يلي:
- الإحباط خاصة في الصباح.
- الميل إلى التحدث كثيرًا بدون هدف محدد.
- فرط الحركة بلا سبب، مثل التململ باليدين والسير في أرجاء الغرفة.
- التصرف بتهور دون مراعاة للعواقب.
قد يشخص الطبيب الإصابة بمتلازمه الحزن الشديد إذا كان المريض يعاني من خمسة أو أكثر مما ذكرنا من أعراض.
الفرق بين متلازمه الحزن الشديد والحزن الطبيعي والإكتئاب
يمكننا التمييز بين متلازمة الحزن الشديد والحزن الطبيعي بأن الحزن الطبيعي يتحسن بمرور الوقت ويصاحبه تحسن في الشهية والمزاج العام، أما في حالة الحزن الشديد فلا يتحسن به المزاج العام بل ويفقد المريض شهيته وأحيانًا رغبته بالحياة.
أما الاكتئاب فإن أعراضه تتشابه مع أعراض متلازمه الحزن الشديد فلا يستطيع تشخيصه بدقة إلا الطبيب النفسي المختص.
طرق العلاج من متلازمة الحزن الشديد
تنقسم طرق العلاج إلي قسمين أساسيين هما:
- العلاج النفسي: وذلك عن طريق الجلسات النفسية التي سوف تساعد في إيجاد طرق للتحكم في مشاعر الحزن لدى المريض.
- العلاج بالعقاقير الطبية: مثل مضادات الاكتئاب التي تستخدم في الحد من مشاعر الحزن.
لكن في حالة تفاقم الأعراض وعدم استجابة الحالة إلى الدواء قد يضطر الطبيب المختص إلى اللجوء لبعض العلاجات الآتية:
- العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT).
- التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS).
- تحفيز العصب المبهم (VNS).
الوقاية من خطر الإصابة بمتلازمه الحزن الشديد
يمكن تجنب خطر الإصابة بمتلازمة الحزن الشديد إذا لجأ الشخص إلي طبيبه المختص وطلب الدعم من المقربين منه فور شعوره بأحد أعراضه،كما يمكن المبادرة بتقديم يد العون والمساعدة له دون إنتظار طلبه أو التحقق من مدى إصابته .
وختامًا فإن الإنسان مخلوق اجتماعي بالفطرة وغالبًا ما يفضل ألا يكون وحيدًا في أوقات الحزن والصدمة عكس ما يدعي في أغلب الأحيان، وعليه فأنصحك أيها القارئ بألا تسلّم نفسك لمشاعر الحزن القوية وحاول دائمًا مقاومتها والتحدث مع المقربين منك عنها، ولا تخجل من طلب الدعم أو العلاج النفسي، وألا تتجاهل حزن من هم مقربين منك ولا تستهن بمشاعرهم وتأكد أنه مهما كانت قوة الإنسان فإنه يحتاج إلي صديق وقت الضيق، فرفقًا بالنفس البشرية فهي أمانة ولا تستحق العذاب.