متلازمة التمثيل الغذائي هل هي مرض أم دقة ناقوس خطر؟
إنتشر مصطلح متلازمة التمثيل الغذائي بين حديثي الولادة والأفراد البالغين في الآونة الأخيرة، فما هي متلازمة التمثيل الغذائي التي تُعرف أيضًا باسم متلازمة الأيض؟ وما هي أعراضها وأسباب الإصابة بها؟
تابعونا في هذا المقال في دكتور كشكول لتتعرفوا على المزيد عن تلك المتلازمة وكيفية التعامل معها.
ما هو التمثيل الغذائي؟
هو عملية حيوية معقدة تحدث في الجهاز الهضمي، إذ تعمل الأنزيمات الهاضمة فيها على تحويل الطعام والشراب إلىو عناصره الأساسية التى تمتص من الأمعاء إلى مجرى الدم, ليستعملها الجسم فى وظائفه المختلفة, وليستمد منها الطاقة التي يحتاجها لإجراء جميع العمليات الحيوية كالتنفس وضبط درجة حرارة الجسم وغيرها.
ويتم التعامل مع مختلف العناصر الغذائية الناتجة من هضم الطعام, سواء بإستعمالها فورا حسب نوعها, أو عبر تخزين الفائض الذى يمكن الإستفادة منه فى وقت لاحق, وطرد ما لايفيد عبر وسائل الإخراج المختلفة.
وبهذا يمكن القول بأن التمثيل الغذائي هو عملية توظيف مكونات الغذاء للوفاء بإحتياجات الجسم, والتخلص من الفضلات التى تنتج عنها أو عن العمليات الحيوية التى دخلت فيها, وبهذا يمكن للجسم الإستفادة من الغذاء والتخلص من ما يمكننا أن نطلق عليه(مخلفات) تلك الإستفادة, وحدوث خلل فى إحدى هاتين الوظيفتين, يؤدى لأعراض مرضية يندرج تحتها ما يعرف بمتلازمة التمثيل الغذائي.
متلازمة التمثيل الغذائي في الأطفال
قد يبدو الرضيع سليمًا عقب ولادته، ولكن بعد الفحص الذي يُجرى لجميع الأطفال حديثي الولادة في مراكز الرعاية الصحية، قد يتبين إصابته بتلك المتلازمة.
تظهر بعض الأعراض خلال الأيام الأولى من عمر الرضيع في صورة:
- تشنجات.
- قيء مستمر.
- صعوبة في التنفس.
- إصفرار في الجلد.
بمرور الوقت و عدم إستطاعة جسم الطفل التعامل مع مكونات الغذاء, وتراكم مخلفات عملية الأيض في الدم تظهر مضاعفات بالغة الخطورة مثل:
- تضخم الكبد.
- التخلف العقلي نتيجة تلف في خلايا المخ.
- نقص المناعة الناتج عن عدم القدرة على هضم وامتصاص المواد الغذائية من الطعام.
يوجد عشرات الأنواع من تلك المتلازمة وفقًا لنوع الإنزيم الذي يصيبه الخلل في الجسم، لكن يمكننا حصر سبب حدوثها في بعض الأسباب الوراثية التي تنتج عن جين متنحي ينتقل إلى الطفل من الأبوين، يترتب عليه خلل في إنزيم أو أكثر من المسؤولين عن تكسير وهضم بعض المواد الغذائية كالدهون والبروتينات وغيرها من المواد الموجودة في لبن الأم وغيرها من الأطعمة المختلفة كاللحوم والألبان.
ومن الجدير بالذكر أنه: لا تتوفر علاجات معروفة لهذه الحالة المرضية؛ فلا يمكن تصحيح الخلل الجيني المسؤول عن هذا الاضطراب، لكن يمكننا القول أن الفحص والاكتشاف المبكر لهذا الخلل يحد من مضاعفاته، بالإضافة إلى بعض العوامل التي يجب على المريض اتباعها، منها:
- عدم تناول الأطعمة التي لا يستطيع الجسم التعامل معها بشكل صحيح.
- اتباع إرشادات الطبيب المختص واستخدام بدائل طبية للإنزيمات المفقودة بالجسم.
متلازمة التمثيل الغذائي في البالغين
يختلف الأمر في البالغين والأطفال الأكبر سنًا من 10 سنوات؛ إذ تعد متلازمة التمثيل الغذائي لديهم مجموعة من المؤشرات وعوامل الخطر التي تُنذر صاحبها بالإصابة بمشاكل صحية جسيمة.
يُعد الشخص مصابًا بمتلازمة التمثيل الغذائي وفقًا لما نشرته الصفحات العلمية المتخصصة إذا اجتمعت به ثلاثة عوامل أو أكثر مما يلي:
- تراكم الدهون في منطقة الخصر والبطن.
- ارتفاع معدل الدهون الثلاثية في الدم.
- ارتفاع مستوى السكر الصائم في الدم.
- ارتفاع معدل ضغط الدم عن 130 / 85 مليمتر زئبقي.
- انخفاض مستوى الكولسترول الصحي (HDL).
أعراض ومضاعفات المتلازمة عند البالغين.
لا يرتبط الإصابة بالمتلازمة مع ظهور أعراض معينة، ولكن تظهر مضاعفات الإصابة بها مع الوقت وتتفاقم سريعًا مما يؤدي إلى أمراض كأمراض القلب والشرايين، والسكتة الدماغية، بالإضافة إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني والكبد الدهني.
وترتبط متلازمة التمثيل الغذائي في الأفراد البالغين بشكل وثيق بالسمنة بالإضافة إلى الحالة المعروفة بمقاومة الأنسولين، وهي حالة مرضية يعجز فيها الأنسولين عن تحويل جلوكوز الدم إلى طاقة، مما يترتب عليه ارتفاع ملحوظ في مستوى سكر الدم يؤدى للإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
ختامًا، إختر عزيزي القارئ نمط حياتك بدقة؛ لأنه هو المسؤول عن تحديد شكل حياتك المستقبلية، فقد يؤدي بك اختيار نمط حياة غير صحي إلى الإصابة بأمراض ومضاعفات خطيرة كالتي تحدث في متلازمة التمثيل الغذائي، أو باتباعك لنمط صحي يؤدي إلى استمتاعك بحياة جيدة خالية من الأمراض.