كثرة الشعر لدى النساء.. مشكلة مرضية أم تجميلية؟

تعاني النساء من ذوات الشعر الزائد كثيرًا وتتألمن في صمت، فهن تشعرن بالحرج والنقص دائمًا وتفعلن أي شيء لإبقائه سرًا، فالنساء اللاتي استقطبن الشجاعة لمواجهة المجتمع بمشكلتهن تروين قصصًا سيئة عن نظرة المجتمع المحيط وسوء المعاملة الناتج عن الجهل بأن كثرة الشعر لدى النساء هي حالة مرضية تتطلب الدعم والعلاج وليست مشكلة تجميلية، لذلك فيما يلي سنتعرف أكثر على أسباب كثرة الشعر لدى النساء وكيفية التخلص منه كي تحافظي على ثقتك بنفسك.

كثرة الشعر لدى النساء

كثرة الشعر لدى النساء هي حالة من نمو الشعر المفرط في السيدات بصورة تختلف عن الطبيعي، قد يكون نمو الشعر الزائد في جميع أجزاء الجسم وقد يتواجد فقط في بعض المناطق المحددة، تعد كثرة الشعر لدى النساء من أكثر الظواهر المرضية التي قد تشكل عبء نفسي مؤلم على أصحابها. تنقسم حالات نمو الشعر الزائد لدى النساء إلى نوعين:

  • نوع يتميز بالنمو المفرط للشعر السميك أو الداكن في النساء على نمط يشبه توزيع الشعر في الذكور على سبيل المثال في الشارب، اللحية، الصدر، الكتفين، أسفل البطن، الظهر والفخذ الداخلي. قد تختلف كمية نمو الشعر التي تعتبر مفرطة اعتمادًا على الخلفية العرقية والتفسير الثقافي وتعرف هذه الحالة باسم الشعرانية (Hirsutism).
  • النوع الاّخر يتسم بنمو الشعر المفرط في أي مكان في الجسم سواء في الذكور أو الإناث ويعرف باسم فرط الشعر(Hypertricosis).

الشعر الطبيعي والشعر الزائد

قد يكون من الصعب تحديد ما يعتبر بشعر الجسم الزائد، فبالنسبة للإناث من المعتاد أن يكون الشعر رفيع وخفيف كتوزيعه الطبيعي في جسم السيدات بما في ذلك الوجه، وقد يلاحظ الكثيرون أيضًا شعيرات قليلة سميكة وداكنة على بعض المناطق كالمعدة والذقن والصدر.

للمساعدة على تصنيف الحالات المصابة بنمو الشعر الزائد قام الباحثون بتطوير مقياس فريمان جالوي وهو مقياس يحدد درجة الإصابة بناءً على مدى نمو الشعر لدى الشخص على مناطق الجسم المختلفة. تم تطوير المقياس الأصلي في عام 1961 والذي كان يتضمن قياس حجم نمو الشعر في 11 موقعًا في الجسم عرضةً لنمو الشعر المرتبط بالأندروجين، حيث خفض الباحثون في وقت لاحق نظام التسجيل هذا للتركيز على تسع مناطق فقط، مما أدى إلى ما يعرف الآن باسم درجة فريمان جالوي المعدلة.

وفقًا للمقياس فإن الشعر الناعم المنتظم هو طبيعي وكذلك عدد قليل من الشعر الشارد الخشن والدرجة الأكبر من 7 هي عادةً ما تكون حالة من نمو الشعر المفرط أو الشعرانية. ومع ذلك، فقد أظهرت الأبحاث أن الدرجة القصوى البالغة 8 قد لا تنطبق على الأشخاص من مختلف الأعراق حيث أن:

  • النساء من أصول شرق أوسطية أو أسبانية عادةً ما يحتاجون إلى درجة 9 أو أكثر لنمو الشعر كي يصنفوا كحالات مصابة بالشعرانية.
  • الدرجة النهائية لسكان أمريكا الجنوبية المحددة للإناث هي 6.
  • الدرجة النهائية هي 2 لنساء آسيا.
  • في الولايات المتحدة الأمريكية الدرجة القياسية الفاصلة هي 8 لكل من البيض والسود.

ومع ذلك فإن جمعية الغدد الصماء أشارت إلى أنه بغض النظر عن ناتج المقياس فإن أي أنثى تشعر أن لديها نمو غير طبيعي في الشعر يجب أن تتجه إلى الطبيب المختص.

أعراض الإصابة بكثرة الشعر لدى النساء

هي نمو شعر خشن وداكن على الجسم حيث لا يكون لدى المرأة شعر عادةً وينتشر في الوجه والصدر وأسفل البطن والفخذين الداخليين والظهر.

عندما يكون السبب الرئيسي هو ارتفاع مستوى الأندروجينات قد تتطور علامات أخرى مع مرور الوقت، وهي عملية تسمى بالاسترجال أو الذكورية. ويمكن أن تشمل هذه العلامات ما يلي:

  • صوت أعمق يشبه الذكور.
  • الإصابة بالصلع.
  • ظهور حب الشباب.
  • صغر حجم الثدي.
  • زيادة في كتلة العضلات.

أسباب كثرة الشعر لدى النساء

الأندروجينات هي هرمونات جنسية تساعد على تطوير الجهاز التناسلي والسمات الجنسية الثانوية للذكور بعد سن البلوغ، أحد الأنواع الأكثر شيوعًا من الأندروجينات هو التستوستيرون. على الرغم من أن الأطباء قد يشيرون إلى الأندروجينات على أنها هرمونات ذكرية، إلا أنها موجودة في كل من الجسم الذكري والأنثوي ومسئولة عن نمو الشعر تحت الذراعين وفي منطقة العانة بعد البلوغ، كما أنها تحفز نمو شعر الجسم في المناطق الأخرى عند الذكور وكذلك شعر الوجه مثل الشارب واللحية، لذا يعتبر اختبار قياس الهرمونات في الدم من أهم الاختبارات لتشخيص الحالات المصابة.

العديد من الحالات الطبية يمكن أن تتسبب في إنتاج الكثير من الأندروجينات والإصابة بنمو الشعر المفرط، وتشمل هذه الحالات ما يلي:

متلازمة المبيض المتعدد الكيسات

السبب الأكثر شيوعًا لزيادة شعر الجسم في الإناث عند الولادة هو متلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOS)، وهو اضطراب هرموني يتسبب في إنتاج الجسم للكثير من الأندروجينات، وتمثل هذه الحالة أكثر من 70 ٪ من الحالات المصابة بالشعرانية.

تضخم الغدة الكظرية الخلقي

هو مجموعة نادرة من الاضطرابات التي تؤثر على الغدة الكظرية ويمكن أن تسبب أعراض شديدة، كما ينتج جسم الأنثى المزيد من الأندروجينات مما يؤدي إلى مجموعة متنوعة من الأعراض بما في ذلك نمو الشعر المفرط، وقد لا يكون من الممكن تشخيص الحالات الخفيفة المصابة بتضخم الغدة الكظرية الخلقي حتى سن البلوغ.

الأورام

وفقًا لتقارير الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة فإن 0.3 في المئة من حالات الشعرانية تحدث بسبب ورم يطلق المزيد من الأندروجينات. يظهر شعر الجسم بسرعة في هذه الحالات وقد يتضمن أعراض أخرى مثل ظهور كتلة في المعدة أو الحوض.

الأدوية

بعض الأدوية يمكن أن تتسبب في نمو الشعر الزائد، الشخص الذي يلاحظ نمو شعر جديد بعد تجربة أي دواء عليه أن يسارع بإخبار الطبيب، وتشمل هذه الأدوية ما يلي: 

  • الأدوية المضادة للذهان.
  • الستيرويدات القشرية السكرية.
  • بعض الأدوية المضادة للتشنجات.
  • بعض الأدوية المناعية.
  • الأدوية الهرمونية مثل التستوستيرون.

فرط البرولاكتين في الدم

فرط برولاكتين الدم هي حالة تجعل الجسم ينتج مستويات عالية من هرمون البرولاكتين وهو الهرمون المسؤول في المقام الأول عن إنتاج حليب الثدي للمرضعات، الأشخاص المصابون بهذه الحالة يعانون من زيادة البرولاكتين دائمًا ومن دون رضاعة كما يعانون من العقم وعدم وجود الدورة الشهرية وزيادة حادة في نمو الشعر في الجسم.

اضطرابات الغدة الدرقية

تنتج الغدة الدرقية هرمونات تساعد على تنظيم عملية الأيض ودرجة حرارة الجسم، ويعد الاضطرابان الأكثر شيوعًا في الغدة الدرقية هما فرط نشاط الغدة الدرقية وقصور الغدة الدرقية.

أي خلل في نشاط الغدة الدرقية يعني خلل في الهرمونات مما يسبب نمو شعر الجسم الزائد في بعض الحالات.

أسباب أخرى

في بعض الأحيان الشعرانية لا يكون لها سبب واضح، ولا يمكن للأطباء العثور على أي دليل واضح على وجود اضطراب كامن ويشيرون لها بأنها شعرانية مجهولة السبب وتمثل حوالي 10 ٪ من حالات الشعرانية و50 ٪ من الحالات الخفيفة لنمو الشعر المفرط.

من المرجح في هذه الحالات أن يكون السبب وراثيًا حيث تميل الإناث من أصول شرق الهند والبحر الأبيض المتوسط إلى الإصابة بفرط في نمو الشعر.

العوامل التي تزيد من الإصابة بكثرة الشعر لدى النساء

هناك عدة عوامل يمكن أن تؤثر في احتمال إصابتك بالشعرانية منها:

  • التاريخ العائلي العديد من الحالات التي تسبب الشعرانية تنتقل وراثيًا مثل فرط تنسج الغدة الكظرية الخلقي ومتلازمة المبيض متعدد الكيسات.
  • السمنة حيث تزيد من إنتاج الأندروجين مما يزيد الأمر سوءًا، لذا فإن فقدان الوزن يمكن أن يخفّف من معدل نمو الشعر الزائد.
  • النساء من أصول البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط وجنوب آسيا أكثر عرضة لأن يكون لديهن المزيد من شعر الجسم مع عدم وجود سبب محدد أكثر من النساء الأخريات.

علاج كثرة الشعر لدى النساء

يعتمد العلاج على معرفة السبب الرئيسي ومحاولة علاجه وتطوير روتين العناية الشخصية بالشعر غير المرغوب فيه، كما يتضمن العلاج استخدام بعض الأدوية والتقنيات الحديثة للتخلص من الشعر الزائد، وإليك تلك التقنيات بالتفصيل:

الأدوية

تحدثي إلى طبيبك عن العقاقير التي قد تفيد في علاج الشعرانية. عادةً ما يستغرق استخدام هذه الأدوية ما يصل إلى ستة أشهر قبل أن ترى اختلافًا كبيرًا في نمو الشعر، وهي متوسط دورة حياة بصيلات الشعر، وتشمل الخيارات الدوائية ما يلي:

  • حبوب منع الحمل الفموية: حبوب تحديد النسل أو غيرها من وسائل منع الحمل الهرمونية، التي تحتوي على هرمون الاستروجين والبروجستين تعالج الشعرانية الناجمة عن إنتاج الأندروجين. حبوب منع الحمل هي علاج شائع للشعرانية في النساء اللاتي لا ترغبن في الحمل، وتشمل الآثار الجانبية الناتجة عن استخدامها الإصابة بالغثيان والصداع.
  • مضادات الأندروجين هذه الأنواع من الأدوية تمنع الأندروجينات من الارتباط بمستقبلاتها في الجسم، تكون نتائج استخدامها متواضعة وتستغرق ستة أشهر على الأقل كي تكون ملحوظة، وتشمل الآثار الجانبية المحتملة عدم انتظام الحيض. مضاد الأندروجين الأكثر استخدامًا لعلاج الشعرانية هو السبيرونولاكتون، لكن احرصي على استخدام وسائل منع الحمل أثناء تناوله حيث إنه يتسبب في عيوب خلقية للأجنة إذا حدث الحمل أثناء استعماله.
  • كريم موضعي الإيفلورنيثين: هو وصفة طبية خصيصًا لشعر الوجه المفرط لدى النساء. إنه يوضع مباشرةً على المنطقة المصابة من وجهك مرتين في اليوم ويساعد على بطء نمو الشعر الجديد ولكنه لا يتخلص من الشعر الموجود، ويمكن استخدامه مع العلاج بالليزر لتعزيز الاستجابة.

التقنيات الحديثة

تشمل أساليب إزالة الشعر التي قد تستمر نتائجها لفترة أطول والتي يمكن أن تقترن بالعلاج الطبي ما يلي:

  • علاج بالليزر يتم تمرير شعاع من الضوء عالي التركيز (الليزر) فوق الجلد لتدمير بصيلات الشعر ومنع الشعر من النمو. عادةً ما يكون الليزر خيارًا أفضل من التحليل الكهربائي بالنسبة للأشخاص أصحاب الشعر الزائد داكن اللون مثل الأسود أو البني.
    تحدثي مع طبيبك عن مخاطر وفوائد أجهزة الليزر المختلفة المستخدمة في هذه الطريقة لإزالة الشعر. الأشخاص الذين يعانون من البشرة الداكنة هم في خطر متزايد من الآثار الجانبية لأشعة الليزر بما في ذلك اختلاف لون الجلد المعتاد، التقرحات والالتهابات.
  • التحليل الكهربائي يتضمن هذا العلاج إدخال إبرة صغيرة في كل بصيلة شعر، تبعث الإبرة نبضة من التيار الكهربائي لتدمير البصيلة. بالنسبة للأشخاص الذين لديهم شعر أشقر أو أبيض طبيعي، التحليل الكهربائي هو خيار أفضل من العلاج بالليزر. التحليل الكهربائي فعال ولكن يمكن أن يكون مؤلمًا، لذا فإن وضع كريم مخدِّر على جلدك قبل العلاج قد يخفف من شعورك بالألم.

طرق منزلية بسيطة للتخلص من الشعر الزائد

استخدام طرق العناية الذاتية مثل إزالة أو تقليل رؤية شعر الوجه والجسم غير المرغوب فيه بشكل مؤقت يُعَد مفيدًا في بعض الحالات كما لا يوجد دليل على أن نزع الشعر الذاتي يؤدي إلى نمو الشعر بشكل أثقل، وقد تتضمن هذه الطرق ما يلي:

  • القطف النتف هو طريقة جيدة لإزالة بعض الشعيرات الضالة، ولكنها ليست مفيدة لإزالة مساحة كبيرة من الشعر، ويمكن استخدام الملقاط أو الخيوط الرفيعة أو غيرها من الأجهزة المصممة لهذا الغرض.
  • الحلاقة إن الحلاقة سريعة وغير مكلفة ولكن يلزم تكرارها بانتظام.
  • التشميع ويشمل وضع شمع دافئ على جلدك حيث ينمو الشعر غير المرغوب فيه، بمجرد أن يتصلب الشمع يتم سحبه من الجلد لإزالة الشعر. يزيل الشمع الشعر من منطقة واسعة بسرعة، لكنه قد يؤلم مؤقتًا وأحيانًا يسبب تهيج واحمرار الجلد.
  • التقشير الكيميائي يتم وضع مزيلات الشعر الكيميائية على الجلد المصاب حيث تذيب الشعر. وتتوفر هذه المنتجات في مجموعة متنوعة من الأشكال، مثل الجيل أو الكريم. قد تتسبب هذه الطريقة في تهيج أو التهاب الجلد.
  • التشقير أو تبييض الشعر فتبييض الشعر يضيء لون الشعر مما يجعله غير ملحوظ على ذوي البشرة الفاتحة. مواد تبييض الشعر والتي تحتوي عادةً على فوق أكسيد الهيدروجين، يمكن أن تسبب تهيُّج الجلد، لذا عليك اختبار أي منتج أولًا على مساحة صغيرة من الجلد.

كثرة الشعرة لدى النساء مشكلة دائمة لكن يمكن التغلب عليها والتعايش معها. إلى كل سيدة أُمًّا كانت أو أخت، زوجة أو ابنة…أنت جميلة في كل صورة وعلى أيَّةِ حال، كوني فخورة بنفسك وقدوة لغيرك، ما كان أبدًا لبعض الشعر الزائد أن يقلل من شأنك أو يزعزع ثقتك في نفسك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى