قشرة رأس الرضيع.. أسبابها وطريقة علاجها
قشرة رأس الرضيع أوطاقية المهد أو قلنسوة المهد أو خبز الملائكة اسماء شائعة لقشرة الرأس التى قد تظهر على رؤوس بعض الرضع عقب الولادة.
هناك معتقد شائع لدى الجدات أن قشرة رأس الرضيع هى غطاء يحمى المخ إلى أن تنغلق فتحات يافوخ الطفل, وأن إزالتها تضر بمخ الرضيع وقد تتسبب بزيادة الضرر الناتج عن تعرضه للبرد أو الصدمات الخفيفة على الرأس, وقد تؤثر على نموه العقلى وذكائه أيضا.
ودائما ما تنصح هؤلاء الجدات الأمهات بتجنب أية محاولة لإزالة تلك القشرة حتى لا يضر ذلك دماغ الرضيع وصحته, وكثيرا ما تستجيب الأمهات لنصائح الجدات الخبيرات.
حول قشرة رأس الرضيع وأسبابها, وعلاقتها بحماية مخ الطفل يدور هذا الموضوع من موضوعات دكتور كشكول, كما نتعرف من خلاله كذلك عن التصرف الصحيح الواجب إتباعه لعلاج تلك القشرة حتى لا تتسب فى أية مضاعفات للرضيع.
سبب ظهور قشرة راس الرضيع
فى الفترة الأخيرة من الحمل, يزداد تركيز هرمون التستستيرون الذكرى فى دماء الأم الحامل, لأنه من الهرمونات المحفزة والمساعدة فى عملية الولادة.
وارتفاعه فى دم الأم يؤدى بدوره إلى ارتفاعه فى دماء الطفل الجنين أيضا, مما يحفز زيادة الإفرازات الدهنية لفروة رأس الطفل, فتظهر نتيجة لذلك قشرة رأس الرضيع أو قلنسوة المهد التى هى نوع من الإكزيما الدهنية التى تصيب بعض الرضع.
وعادة ما يتوقف تكون تلك القشرة عندما ينخفض تركيز الهرمون الذكرى فى دماء الطفل, ويتم ذلك فى غضون ثلاثة أشهر من الولادة, وعادة يكون اختفاء قشرة الرأس فى الأطفال الإناث أسرع منه فى الذكور.
علاقة قشره راس الرضيع بحماية المخ
قشرة رأس الرضيع ليست قاعدة عامة تنطبق على جميع الرضع, فهناك نسبة من الرضع فقط من تظهر لديهم تلك القشرة, بينما النسبة الأكبر لا تتكون لديهم طاقية المهد تلك, والسؤال الذى يطرح نفسه هنا, إذا كانت وظيفة تلك القشرة هى حماية مخ الطفل فعلا كما تعتقد جداتنا العزيزات, فلماذا لا توجد فى جميع الأطفال على حد سواء, ولماذا لم يلاحظ أبدا تضرر أدمغة هؤلاء الأطفال الذين يفتقدون إلى قلنسوة المهد؟
ذلك لأن حقيقة الأمر أنه لا توجد أية علاقة من قريب أو من بعيد بين وجود قلنسوة المهد وبين حماية دماغ الرضيع , وإنما هو إعتقاد تخمينى قديم ليس أكثر, فربما حاولوا قديما البحث عن تفسير لوجود طاقية المهد, فخمنوا أنها ربما تحمى مخ الرضيع إلى أن ينغلق اليافوخ, حيث لم تكن التحاليل الطبية ودراسة تأثير الهرمونات المختلفة ومستوياتها فى دماء الأمهات والأطفال قد تقدمت بعد, وبالتالى لم يكونوا على دراية بأن الهرمون الذكرى يرتفع فى دماء الأم الحامل قرب الولادة, وأنه ينتقل إلى جنينها فيؤثر فى خلايا جلده الدهنية أيضا ويصيبه بذلك النوع من الإكزيما, هذا كل ما فى الأمر.
العلاقة بين قشرة رأس الرضيع وبين حماية مخه ببساطة غير موجودة وإنما هى معتقد موروث خاطىء ليس أكثر من هذا.
مضاعفات ترك قشرة راس الرضيع
كما ذكرنا سابقا فإن قلسنوة المهد مجرد إكزيما دهنية تنتج عن إستجابة هرمونية من خلايا جلد فروة الرأس للهرمون الذكرى, أى أنها لا تعتبر مشكلة بحد ذاتها ولا يكمن الضرر فيها هى نفسها.
ولكن المشكلة أن تلك القشرة إن تركت بدون تنظيف أو إزالة, تحولت إلى بيئة خصبة لنمو الفطريات والبكتيريا فى فروة رأس الطفل, مما يصيبه بالإلتهاب والعدوى, وعندئذ تلاحظ الأم تغير لون تلك القشرة من الأبيض إلى الأصفر أو البنى أو ربما الأسود, وتغير رائحتها أيضا فتبدأ برائحة تشبه رائحة اللبن المخمر, أو خميرة الخبز, ثم تزداد حدة الرائحة تدريجيا فتصبح كريهة نفاذة.
وفى حالات قليلة قد تبدأ الدمامل والأكياس الصديدية بالظهور فى جلد فروة الراس وتخرج منها إفرازات صديدية أو مائية.
وعلى هذا فيجب على الأقل التخفيف من كثافة وسمك تلك القشرة أولا بأول, بنظافتها المستمرة وعدم السماح بتراكمها لتكون ملجئا آمنا للفطريات أو البكتيريا, خاصة إذا غطينا رأس الطفل فوفرنا فيها عامل الدفئ والعزل عن الهواء ايضا.
الطريقة الصحيحة للتخلص من قشرة رأس الرضيع
بداية يجب أن تعلمى عزيزتى الأم, أن التخلص من تلك القشرة لن يتم بالطبع فى خطوة واحدة تزيلها تماما من أول مرة, وإنما يحتاج الأمر إلى الصبر والمداومة إلى أن يتوقف تكون القشرة تلقائيا عند تمام الشهر الثالث من عمر الرضيع.
ومن الجدير بالذكر أيضا أن إستمرار تواجد تلك القشرة الدهنية بعد الشهر الثالث يوجب عليك إستشارة الطبيب.
من المهم أن تعلمى ايضا أن محاولتك إزالة تلك القشرة وهى جافة مؤلم للطفل جدا, ويسبب تقرحات فى فروة الرأس لأن تلك القشرة تكون ملتصقة بفروة الراس بشدة, وإزالتها وهى جافة معناه تقشير الطبقة السطحية من جلد فروة الراس أيضا مما يؤدى لتقرحه والتهابه, لذلك فإننا فى دكتور كشكول نعلمك الطريقة السليمة لمحاولة إزالة قلنسوة المهد:
- ضعى على فروة راس الطفل كمية وفيرة من زيت الزيتون النقى الدافىء , أو زيت جوز الهند الدافىء أو حتى زيت الأطفال.
- دلكى فروة الرأس بالزيت حتى تتشبع به القشرة تماما.
- إتركى الزيت على فروة رأس الطفل لبعض الوقت حتى تشعرى بأن القشرة أصبحت لينة تماما وسهلة الإزالة.
- مشطى فروة رأس الطفل بفرشاة شعر الأطفال الناعمة برفق وصبر حتى تشعرى بزوال القشرة من على جلد الرأس.
- إغسلى رأس الطفل بشامبو الأطفال جيدا ثم جففيه برفق وبطريقة التربيت بمنشفة قطنية ناعمة.
- كررى تلك الخطوات ثلاثة مرات إسبوعيا.
- إذا أتم الطفل شهره الثالث وإستمرت تلك القشرة فى الظهور فعليك بعرضه على طبيب الأمراض الجلدية لفحصه ووصف العلاج اللازم للحالة.
- لا تغطى رأس الطفل المصاب بقشرة الرأس بل اتركى رأسه معرضة للهواء دائما حتى لا تتسبب التغطية فى تحفيز نمو الفطريات فى فروة رأس الطفل مع وجود تلك القشرة الدهنية عليها.