عشبة العفص .. الفوائد والأضرار

منذ آلاف السنين كان التداوي بالأعشاب وطب الأعشاب هو الأساس في علاج الأمراض، لم يكن يُنظر إليه على أنه طب بديل كما هو الحال الآن، ومع اهتمام العلماء بدراسة الأعشاب والنباتات وتقدم علم الكيمياء استطاع العلماء استخلاص المواد الفعالة من النباتات وصنعوا الأدوية، ومع ذلك مازالت الأعشاب تُستخدم في الطب الشعبي، وفي هذه المقالة سوف نتناول عشبة العفص.

ما هو العفص؟

هو شجرة هرمية الشكل دائمة الخضرة، يبلغ ارتفاعها بحد أقصي من ١٥ إلي٢٠ متر، موطنها شرق قارة أمريكا الشمالية وتُزرع أيضًا في أوروبا والبرازيل كشجر للزينة، واكتُشفت في البداية في دولة كندا في القرن السادس عشر.

وتُعرف بعدة مسميات مثل: شجرة العفص، وأوراق كرات البلوط، وشجرة الحياة (لفوائدها العديدة)، وبالإنجليزية thuja.

هناك عدة أنواع للعفص ومن أشهر هذه الأنواع العفص الغربي والسيتانديشي والكوري والمطوي والسيشواني.

ومنذ القِدم استُخدمت هذه العشبة في العديد من الأغراض الطبية والغير طبية، حيث دخلت في تصنيع مستحضرات التجميل والمعطرات والصابون وفي الصناعات الغذائية كمكسبات للطعم.

والآن سوف نعرض الاستخدامات الطبية للعفص وأعراضه الجانبية وموانع الاستخدام.

فوائد العفص

تتميز هذه العشبة باحتوائها على العديد من المواد الفعالة، مثل: الزيوت العطرية، ومركبات الفلافونويد، ومضادات الأكسدة، والكربوهيدرات ومواد أخري، وأهم هذه المواد الفعالة التانين، إذ يُطلق أحيانًا على التانين اسم العفص.

ولذلك تتعد الإستخدامات العلاجية لهذه العشبة وهي تشمل الآتي:

مضاد للأكسدة

تستخدم العشبة كمضاد للأكسدة، إذ أثبتت الدراسات أنها تحتوي على مركبات فينولية والفلافونويد التي تعمل كمضادات للأكسدة وتساعد الجسم على محاربة الشوارد الحرة.

مضاد للالتهابات 

تحدث الالتهابات كرد فعل وقائي للجسم عندما تتضرر بعض الأنسجة، إذ تُفرز مواد محفزة للالتهابات فيقوم الجسم بضخ كرات الدم البيضاء ويحدث تسرب لسائل الدم ومحتوياته إلى الأنسجة المتضررة يؤدي إلى حدوث تورم.

تحتوي العشبة على مركبات عديد السكاريد (polysaccharides) والتي تقلل من المواد المحفزة للالتهابات لذلك تستخدم كمضاد للالتهابات.

مضاد للبكتيريا والفطريات

إذ أثبتت الدراسات أن الزيوت العطرية المستخلصة من العشبة لها خصائص مقاومة للبكتيريا مثل السالمونيلا والكانديدا والشيغيلا، والفطريات مثل اسبرجيلاس.

مضاد للفيروسات

إذ تحتوي العشبة على مركبات عديد السكاريد والتي لها خصائص مقاومة للفيروسات مثل الأنفلونزا، كما أنها محفزة للجهاز المناعي إذ تساعد في زيادة إنتاج خلايا كرات الدم البيضاء.

تأثير واق من الإشعاع

إذ وُجد أن المستخلص الكحولي للعفص يقلل من الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي لمرض السرطان أو للتعرض للإشعاع بشكل عام، حيث يقلل من مستوى الفوسفاتيز القلوي الذي يرتفع في الدم بعد التعرض للإشعاع، ويقلل من التكسير التأكسدي للدهون (lipid peroxidation) لذلك يستخدم كعلاج مساعد مع العلاج الإشعاعي للسرطان.

علاج مرض السرطان

مازالت ألية عمل النبتة لعلاج مرض السرطان غير معروفة، ولكن وُجد أن مستخلص الزيوت العطرية ومركبات عديد السكاريد تساعد على تثبيط نمو الخلايا الخبيثة.

خافض للحرارة

إذ وُجد أن المستخلص الكحولي للعشبة يقلل حرارة الجسم المرتفعة.

نزلات البرد

أثبتت الدراسات أن تناول مستخلص هذه العشبة مع الأدوية التي تحتوي على فيتامين ج (vitamin c) يساعد في تحسين أعراض نزلات البرد.

تحسين صحة الأوعية الدموية 

يُحسن نتيجة فحص الدهون (lipid profile) في الدم، إذ يقوم بتقليل نسبة الدهون الثلاثية والكوليسترول في الدم وذلك لاحتوائه على التانين.

تحسين مستوى السكر في الدم

وُجد أن هذه العشبة تساعد على تحسين مستوى السكر في الدم إذ تحسن من استهلاك الخلايا للسكر وتنظم مستوى الدهون في الدم وذلك لاحتوائها على التانين.

رفع المناعة

أثبتت الدراسات أن العشبة تساهم في رفع مناعة الجسم، إذ تحفز الجهاز المناعي على زيادة إنتاج كرات الدم البيضاء بأنواعها، لذلك تستخدم أحيانًا كعلاج مساعد مع بعض المضادات الحيوية التي تثبط المناعة.

حماية الجهاز الهضمي

أثبتت الدراسات أن المستخلص الكحولي للعشبة يساعد علي حماية الجهاز الهضمي من التقرحات، فهو يقلل من إنتاج حمض المعدة ويساعد على زيادة سمك الطبقة المخاطية التي تبطن جدار المعدة.

وهناك بعض الاستخدامات الشائعة في الطب الشعبي ولكنها غير مثبتة علميًا بعد مثل:

  • التهاب الحلق.
  • إدرار البول.
  • تحفيز الإجهاض في حالة طرد الجنين الميت.
  • تساقط الشعر.
  • التهاب الجيوب الأنفية.
  • علاج العدوى الفطرية للمهبل.
  • تخفيف آلام العضلات.
  • الالتهاب الشعبي.
  • الالتهاب الرئوي.
  • التهابات المفاصل.
  • الأمراض الجلدية.
  • البثور.
  • الصدفية.
  • أمراض الكبد.

الأعراض الجانبية للعفص

تُعد العشبة آمنة إذا استخدمت بكميات قليلة في الطعام والشراب، ولكن على الرغم من كل هذه الاستخدامات والفوائد المذكورة إلا أن للعفص أعراضًا جانبية إذا استُخدم بكميات كبيرة علاجية، لذلك يجب عدم الإفراط في استخدامه، وهي مثل:

  • التشنجات.
  • الهلوسة.
  • الصداع.
  • التقيؤ والغثيان.
  • الدوار.
  • آلام بالمعدة.
  • الإسهال.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • الربو.
  • السُميَّة العصبية.
  • التسمم.
  • الوفاة.

التحذيرات وموانع الاستخدام للعفص

علي الرغم من أنها عشبة آمنة إذا استُخدمت في الطعام، إلا أن هناك بعض الفئات التي يجب أن تتجنب استعمالها بهذه الكميات البسيطة، وهذه الفئات مثل:

  • الحامل والمرضع

إذ تتسبب العشبة في حدوث انقباضات بالرحم تؤدي إلى حدوث إجهاض، وبالنسبة للمرضع قد يحدث تسمم عند تناولها ولا يوجد دراسات كافية حول نزول خلاصة العشبة مع لبن الأم.

  • ذوي أمراض المناعة الذاتية

من يعاني من أمراض المناعة الذاتية مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي والتصلب المتعدد والذئبة وغيرها، يجب أن يتجنبوا استخدام هذه العشبة، لأن تناولها يساهم في رفع المناعة فتزداد أعراض أمراض المناعة الذاتية وتسوء حالة المريض.

  • من يعاني من التشنجات

يجب أن يتجنب من يعاني من التشنجات استخدام العشبة، إذ أنها قد تُزيد من النوبات التشنجية.

التداخلات الدوائية

هناك العديد من التداخلات الدوائية مع عشبة العفص، لذلك يجب إخبار الطبيب قبل استخدام العشبة خاصًة في حالة تناول إحدى العقاقير التالية.

مثبطات المناعة

إذ تحفز العشبة نشاط الجهاز المناعي وبالتالي تقلل من تأثير أدوية مثبطات المناعة التي تستخدم لعلاج أمراض المناعة الذاتية، وهي مثل:

  • كورتيكوستيرويدات.
  • بريدنيزون.
  • سيكلوسبورينات.

أدوية علاج التشنجات

للعفص تأثير على المخ يتعارض مع تأثير أدوية علاج التشنجات مما يؤدي إلي زيادة النوبات التشنجية، وهي مثل:

  • الجابابنتين.
  • الفينوباربيتال.
  • حمض الفالبرويك.
  • الكاربامازيبين.

أدوية تحفز حدوث تشنجات

هناك بعض الأدوية التي قد تحفز حدوث تشنجات كعرض جانبي، تناول العشبة مع هذه الأدوية يزيد من نسبة الإصابة بالتشنجات لذلك يجب تجنب تناول العشبة، وهذه الأدوية مثل:

  • مضادات الإكتئاب.
  • مضادات الهيستامين.
  • بعض المضادات الحيوية مثل: (البنسيلين والسيكلوسبورين والأمفوتيريسين)
  • الأدوية المخدرة.
  • الثيوفيللين.

لكثرة استخدام العفص في الطب الشعبي انتشر العديد من المعلومات الخاطئة والاستخدامات الغير مثبتة علميًا، ولذلك ظهر العديد من التساؤلات حول صحة هذه المعلومات، ولمعرفة هذه التساؤلات والإجابة عليها يمكن الإطلاع على عشبة العفص وفوائدها.

وفي ختام هذه المقالة بعد عرض فوائد العشبة، وجب التنبيه أنه لا يمكن الإعتماد على العشبة وحدها لعلاج الحالات المرضية المذكورة، يجب استشارة الطبيب لوصف العلاج المناسب، وإذا أردت تناول عشبة العفص مع هذه الأدوية أخبر الطبيب حتى تتجنب التداخلات الدوائية، ولا تفرط في استخدامها لتجنب أعراضها الجانبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى