ما لا تعرفه عن فوائد النيكوتين (Nicotine)

هل أنت مدخن؟ هل ترغب في الإقلاع عن التدخين؟ هل تفكر في استخدام السيجارة الإلكترونية؟ هل سئمت من الأضرار التي يسببها لك التدخين والتي يُعزى سببها إلى النيكوتين، ولكن هل تعرف ما هي فوائد النيكوتين والأمراض التي يمكن أن يستخدم في علاجها والوقاية منها؟

كل هذه التساؤلات وأكثر سأجيبك عنها عزيزي القارئ في هذا المقال.

ما هو النيكوتين؟

النيكوتين هو مركب عضوي سام يوجد في الطبيعة في بعض النباتات حيث يوجد في جميع أجزاء نبات التبغ ولكن بتركيز أكبر في الأوراق، كما يوجد أيضًا في الطماطم، والباذنجان، والبطاطس، ونبات الكوكا، وأيضًا الفلفل الأخضر، كما يمكن تصنيعه.

تستخدم النباتات النيكوتين كوسيلة للدفاع عن نفسها ضد الحشرات.

النيكوتين هو المادة المسؤولة عن إدمان التدخين، حيث أنه بمجرد استنشاقه يصل إلى الدماغ في غضون ثوان معدودة ويحفز إفراز مادة الدوبامين المسؤولة عن الشعور بالسعادة وتحسين الحالة المزاجية، ولكن سرعان ما يزول هذا التأثير المخدر.

آلية عمل النيكوتين

تحتوي أجسامنا على بروتينات معينة والتي تعرف بالمستقبلات، فكل نوع منها لا يتلقى الإشارات إلا من نواقل عصبية أو مواد كيميائية معينة، حيث تعرف المستقبلات الخاصة بالنيكوتين، بمستقبلات النيكوتين الكوليني (Nicotinic acetylcholine receptor)، والتي توجد في أماكن مختلفة من الجسم مثل الدماغ، والوصلات العصبية العضلية، والجزء الداخلي من الغدة الكظرية.

عندما يحدث الارتباط بين النيكوتين و المستقبلات الخاصة به يتم إفراز بعض النواقل العصبية مثل السيروتونين، والدوبامين، بيتا إندورفين والتي تمنح الشخص إحساس الشعور بالسعادة، وتسكين الآلام، بينما تتحكم بعض المواد الكيميائية الأخرى مثل الأستيل كولين في بعض الاستجابات الفسيولوجية مثل ارتفاع ضغط الدم، وتسارع نبضات القلب.

نسبة النيكوتين في السجائر

يوجد بالسوق أنواع كثيرة من السجائر والتبغ وكل نوع تختلف نسبة النيكوتين الموجودة به عن غيره، ولكن متوسط نسبة النيكوتين الموجود في تبغ السجائر هو ١.٢٣ ± ٠.١٥ بالمائة من وزن التبغ في كل سيجارة.

نسبة النيكوتين في الدم

  • في حالة السجائر الكلاسيكية تبلغ نسبة النيكوتين في الدم ١٣.٤ نانو جرام/ملليلتر.
  • وفي السجائر الإلكترونية تكون نسبته حوالي ١.٣ نانو جرام / ملليلتر.
  • أما بالنسبة للتدخين السلبي (الاستنشاق) تبلغ نسبته حوالي ٢.١ نانو جرام/ملليلتر.

فوائد النيكوتين

من الأفكار الشائعة الخاطئة أن النيكوتين هو المتسبب بجميع أضرار التدخين، ولكن في الحقيقة أن كل الأضرار الناجمة عن التدخين السبب فيها هو حرق التبغ، والنيكوتين بريء من تلك المعتقدات، بل وله فوائد طبية عديدة مثل:

  1. الإقلاع عن التدخين

يفضل العلاج ببدائل النيكوتين (NRT) والتي تحتوي على نسب من النيكوتين أقل من تلك الموجودة بالسجائر، بالإضافة لعدم احتوائها على العديد من المواد الكيميائية الضارة التي توجد بالسجائر.

من أشكال بدائل النيكوتين: العلكات، واللصقات، والمستحلبات، وأجهزة الاستنشاق، وبخاخات الأنف.

مؤخرًا تم وصف النيكوتين السائل كبديل أقل خطورة للتدخين فيما يعرف بالسجائر الإلكترونية (Vapes)، ولكن برغم أن النيكوتين في حد ذاته لا يسبب السرطان، ولكن بعض المواد الكيميائية الموجودة بالسجائر الإلكترونية قد تكون سببًا في الإصابة به.

ولذلك فإن استخدام السجائر الإلكترونية ليس حلًا فعالًا للإقلاع عن التدخين، وتحذر منظمة الغذاء والدواء (FDA) من آثارها الضارة وأنها أيضًا تؤدي إلى الإدمان.

  1. علاج مرض باركنسون

وهو مرض يصيب الجهاز العصبي ويؤثر على الحركة، فبمجرد ارتباط النيكوتين بمستقبلاته الخاصة (مستقبلات الأستيل كولين) والذي يتحكم في تقلص العضلات، ويحفز إنتاج بعض النواقل العصبية مثل النور إبينيفرين، والسيروتونين، والإندورفين، والدوبامين.

بالرغم من أن الدوبامين هو المسؤول عن حدوث الإدمان، إلا أنه يمكنه منع أو تقليل الحركة غير المنضبطة كالتي يعاني منها مرضى باركنسون، حيث لوحظ أن المدخنين أقل عرضة للإصابة بهذا المرض، ولكن مازالت الأبحاث جارية لإنتاج دواء فعال من النيكوتين لعلاج هذا المرض الوحشي.

  1. تنشيط الذاكرة

للنيكوتين تأثير وقائي للأعصاب، مما يعمل على منع أمراض الدماغ التنكسية، كما أن ينشط الذاكرة والإدراك ولكن بشكل مؤقت.

حيث من الممكن أن يساعد النيكوتين الأشخاص المصابين بفرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).

  1. حرق الدهون

أثبتت الدراسات أنه من فوائد النيكوتين أيضًا قدرته على تثبيط الوزن، وذلك من خلال تحفيز الجسم لحرق أنواع من الدهون من خلال ما يعرف بتوليد الحرارة في الجسم (thermogenesis).

  1. الزهايمر

وهو اضطراب عصبي خطير يتسبب في ضمور الدماغ وخلاياه، وتتطور مراحل المرض إلى أن تنتهي بالوفاة.

مازالت الأبحاث جارية لتقديم علاج فعال للوقاية وعلاج مرض الزهايمر باستخدام النيكوتين لما له من قدرة على تنشيط الذاكرة والإدراك.

الآثار الجانبية للنيكوتين

بالرغم من فوائد النيكوتين إلا أن أضراره عديدة أيضًا مثل:

  • زيادة خطر حدوث جلطات دموية.
  • تصلب الشرايين.
  • إضطراب النوم.
  • دوار وغثيان.
  • جفاف الحلق.
  • قرحة المعدة.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • زيادة ضربات القلب.
  • حدوث تضيق وقصور بالشريان التاجي.
  • ارتفاع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
  • ارتفاع مقاومة الأنسولين مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري.
  • الإصابة بالالتهاب الرئوي.
  • ألم العضلات والمفاصل.
  • ألم القولون.
  • صعوبة التنفس.

التسمم بالنيكوتين

يعتبر النيكوتين هو الجزء النشط الأساسي في دخان السجائر وهو مركب شديد السمية في جرعاته الكبيرة، حيث تتمثل أعراض التسمم بالنيكوتين فيما يلي:

  • التعرق.
  • التشوش الذهني.
  • صعوبة التنفس.
  • القيء.
  • انخفاض معدل ضربات القلب.
  • يؤدي إلى حدوث مضاعفات شديدة الخطورة في حالة المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة.

أعراض انسحاب النيكوتين

أعراض الانسحاب تبدأ في الظهور كرد فعل للجسم على التوقف أو تقليل المادة المخدرة التي يتعاطاها المدمن، حيث تبدأ أعراض انسحاب النيكوتين في الظهور غالبًا بعد ٢-٣ ساعات من آخر تناول له، وتبلغ ذروتها في غضون ٢-٣ أيام، ومن أشهر أعراض الانسحاب ما يلي:

  • صعوبة النوم.
  • الغضب والقلق.
  • تقلب المزاج.
  • الإمساك.
  • الصداع.
  • الهياج النفسي والحركي.
  • صعوبة التركيز.

وبالرغم من حدة هذه الأعراض في بداية الانسحاب إلى أنها تبدأ بالاختفاء تدريجيًا، حيث أنه:

  • ينخفض معدل ضربات القلب إلى معدلاته الطبيعية بعد ٢٠دقيقة من الإقلاع.
  • كما يبدأ مستوى أول أكسيد الكربون بالانخفاض، وارتفاع نسبة الأكسجين في الدم وذلك في غضون ٨-١٢ ساعة من الإقلاع.
  • بعد ٤٨ ساعة تبدأ النهايات العصبية التي أضرها التدخين في النمو من جديد مما يحسن من حاستي الشم والتذوق.
  • في خلال أسبوعين – ثلاثة أشهر ينخفض خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
  • بعد شهر- ٩ أشهر يتحسن النشاط بشكل عام، كما يقل الشعور بضيق التنفس والسعال والتهاب الجيوب الأنفية.
  • ينخفض معدل خطر الإصابة بأمراض القلب إلى النصف بعد عام واحد من الإقلاع.
  • بعد خمسة أعوام من الإقلاع يقل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
  • بعد ١٥ عام ينخفض خطر الإصابة بأمراض القلب كأن الشخص لم يدخن مطلقًا.

على الرغم من فوائد النيكوتين التي ذكرناها، إلا أنه مركب شديدة السمية في صورته الخام، ولا نستطيع أن نغفل أضراره الجسيمة، وتذكّر دومًا أن التدخين يدمر صحتك ويؤدي للوفاة، فلا تعرض حياتك وحياة أسرتك لهذا الخطر أبدًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى