عملية رأب المثانة | تعريفها وآليتها ومضاعفاتها
إن تقنية رأب المثانة وبالأخص عملية رأب المثانة برقعة من الأمعاء أصبحت تشغل اهتمام الكثير، لما لها من أهمية كبرى في علاج ضيق المثانة. فإن صحة المثانة تؤثر على الصحة العامة للفرد ومن ثم يجب التوجه للطبيب في حالة وجود أي مشاكل بها. وسنعرض معًا بعض أشكال أمراض المثانة وهو ضيق المثانة والذي يتطلب في أغلب الأحيان عملية رأب المثانة.
المثانة
هي كيس كمثري عضلي أجوف قابل للتمدد، ويوجد في الإنسان والعديد من الحيوانات في قاع الحوض، أعلى وخلف العانة. وتقوم بتخزين وجمع البول من الكلى عن طريق الحالبين، والذي ينتقل لخارج الجسم عن طريق مجرى البول.
ما هي عملية رأب المثانة (Cystoplasty)؟
هي عملية توسيع للمثانة التي حدث بها انخفاض امتثال المثانة أي ضيق المثانة وكذلك حدوث التشنجات والانقباضات غير الطبيعية بها الناتجة عن بعض الحالات مثل:
- المثانة العصبية كإصابات الحبل الشوكي أو العمود الفقري أو العصبية الخلقية وبعض الحالات المكتسبة مثل التصلب المتعدد.
- التهاب المثانة الإشعاعي.
- حالات التهاب المثانة الخلالي.
- انقباض المثانة (السُلي).
- بلهارسيا المثانة.
مما يؤدي إلى:
- ضيق سعة المثانة والحاجة للتبول رغم عدم امتلائها.
- زيادة ضغط البول على المثانة مما قد يتسبب في التهابات المثانة والتهابات وتليف الكلى.
- نقص قدرتها على حمل المزيد من البول ومن ثم يزداد الإلحاح على التبول فقد يحدث تسرب للبول (سلس البول) ومعه الآم بالمثانة أو المنطقة التناسلية ككل.
خطوات عملية رأب المثانة
يمر المريض بعدة خطوات خلال عملية رأب المثانة وهي كالتالي:
أولًا: ما قبل الجراحة
يتم إجراء بعض الفحوصات للمريض مثل:
- الفحص البدني.
- بعض التحاليل الطبية.
- إجراء الأشعة السينية.
- تنظير المثانة (المنظار).
- اختبار ديناميكا البول.
ثانيًا: أثناء التدخل الجراحي
يجهز المريض للعملية من تخدير على يد طبيب التخدير ومن ثم التعقيم الجيد لمكان العملية وهو في الجزء السفلي للبطن أعلى المثانة حيث:
يُجرى شق صغير أو بضعة ثقوب صغيرة، يصل من خلالها للمثانة وفتحها ووضع رقعة من الأمعاء بها فيما يعرف أيضا بـ ترقيع المثانة أو تكبير المثانة (Bladder augmentation)، ويصنع قناة صغيرة تسمى(ميتروفانوف) وهي حلقة الوصل التي تسمح بمرور القسطرة للمثانة الجديدة وذلك لغسل المخاط الناتج عن رقعة الأمعاء واختلاطها بالمثانة أثناء شفاءها.
وقد تكون هذه الرقعة من:
- الأمعاء الدقيقة: وتظل هي النوع المفضل لدى الجراحون وهي الأكثر انتشارًا، وذلك لسهولة التعامل معها، في تلك الحالة الأمعاء يقل طولها ولكن هذا ليس له أي تأثير سلبي.
- الأمعاء الغليظة: تأتي في الانتشار بعد الأمعاء الدقيقة وهذا لمزاياها من جدار عضلي سميك وتجويف كبير ولكنها أكثر ارتفاعًا في خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
- المعدة: وتأتي المعدة في حالة عدم تناسب الأمعاء، وهي البديل الأفضل لها، ومن مزاياها تقليل إفراز المخاط ومن ثم انخفاض خطر العدوى، كما إنها تفرز حمض الهيدروكلوريك الذي له خصائص مبيدة للجراثيم، ولكن تأتي عيوبها لتجعلها أقل أفضلية من الأمعاء حيث تؤدي إلى التقرح الهضمي للمثانة وثقب الجزء المعدي، كما أنه يحدث تأثير على المعدة نفسها من حيث(الشبع المبكر- سوء التغذية- تفاقم مرض القرحة الهضمية الموجودة بالسابق- وأمراض الجهاز الهضمي ككل).
- الحالب: توسع المثانة عن طريق رقعة من كيس الحالب المتوسع مسبقًا.
- بدائل الأنسجة: وهي من الطرق الأكثر إثارة التي قد تلعب دورًا هامًا بالمستقبل، حيث يبحث العلماء في عملية توسيع المثانة من نخاع العظام والعضلات الهيكلية.
ثالثًا: رعاية ما بعد العمل الجراحي
- لا يتناول طعام أو شراب خلال فترة الشفاء وذلك لبضعة أيام ويعتمد على التغذية الوريدية.
- ينبغي طرد المخاط بانتظام من المثانة وهو ناتج عن رقعة الأمعاء المتصلة بالمثانة وذلك عن طريق القسطرة.
- بعد ما يقرب من حوالي ثلاثة أسابيع من زمن العملية يجب التوجه لطبيبك حيث تُجرى الأشعة للتأكد من صحة عمل المثانة الجديدة وإنها تلتئم بالشكل الصحيح وبالتالي إزالة أنابيب القسطرة المتصلة بالمريض.
المضاعفات المحتملة بعد الجراحة
- المخاط الناتج عن رقعة الأمعاء المتصلة بالمثانة إذا لم يحدث تخلص منه باستمرار قد يؤدي إلى سد المثانة وبالتالي يقوم بالضغط عليها ومن ثم تمددها أو تمزيقها وحدوث سلس البول. ويجب أن تعلم أنه قد تظل تتخلص منه عن طريق القسطرة الذاتية مدى الحياة ويفضل أثناء الصباح.
- قد يتسبب ذلك المخاط أيضًا بحدوث حصوات المثانة أو التهابات المسالك البولية.
- سرطان المثانة على المدى البعيد في حالة عدم إتباع إجراءات ما بعد التدخل الجراحي.
موانع إجراء عملية رأب المثانة
قد أشارت بعض الدراسات إلى أن هناك بعض الأمراض التي تمنع إجراء عملية رأب المثانة بالأمعاء أو ما يسمى توسيع المثانة بالمعي اللفائفي (Ileocystoplasty) مثل:
- أمراض الأمعاء مثل مرض كرون وبعض التشوهات الخلقية وأضرار ما بعد العلاج الإشعاعي.
- أو بعض الحالات التي ستؤدي للقصر المرضي الغير طبيعي للأمعاء.
- حالات القصور الكلوي.
رأب المثانة والحامل
أشارت الدراسات الى إن الولادة المهبلية للنساء الخاضعات لعملية رأب المثانة هي الطريقة الأكثر أمنًا لها، والجوء للعملية القيصرية يكون حسب إرشادات الطبيب فقط ويفضل أن يكون بمشاركة طبيب المسالك البولية.
وعلى الرغم من ارتفاع معدلات المضاعفات من التهابات بالمسالك البولية وانسداد المسالك العلوية وتسمم الحمل للمريضات الحوامل اللاتي خضعن لرأب المثانة، ولكن لم يعثر على أي تأثير على المدى البعيد على وظائف الكلى أو ضرر لعملية رأب المثانة على الأم أو الجنين.
عملية رأب المثانة والمنظار
في السنوات الأخيرة تجرى الدراسات في الدول الأجنبية على عملية المنظار لتوسيع مجرى البول أو بمساعدة الروبوت، فأجريت أول عملية منظار لرأب المثانة في سنة(٢٠١٨).
فوجدوا أن لتقنية المنظار تأثير واضح في توفير جهد العمل الجراحي على الأمعاء، كما إنه ساعد في منع تعرض الأمعاء للجو الخارجي للجسم أثناء الجراحة، ومنع حدوث بعض الالتصاقات المعوية، ونزيف الدم، ويوفر رؤية أوضح لداخل البطن والمثانة بشكل عام مما يتيح الفرصة الأفضل لنجاح العملية وتقليل مضاعفاتها. وكذلك فهو يوفر وقت العملية نفسها بجانب الاستشفاء منها.
ولكن يظل من الصعب التوجه للمنظار لما له من حاجات تقنية وفنية كبيرة وأهمها براعة الطبيب الجراح في تقنية الفصل والخياطة بالمنظار. وهذه الدراسات تابعة لمؤسسة العلوم الطبيعية الصينية.
الفرق بين رأب المثانة ورأب الإحليل (Urethroplasty)
في بعض الأحيان يختلط الأمر عليك بين رأب المثانة ورأب الإحليل وقد تحدثنا سابقًا عن المثانة وسنعرض نبذة عن ماهية رأب الإحليل للتفرقة بينهم.
الإحليل هو المجري البولي وهو جزء من الجهاز البولي عبارة عن قناة يخرج من خلالها البول إلي خارج الجسم كما يخرج منها السائل المنوي في حالة الذكور. قد تتعرض إلى ضيق إحليلي بتكون بعض الأنسجة أو ما تسمى بالندبة داخل المجرى البولي، ومن هنا يلجأ للعملية لإزالة تلك الندبة إما عن طريق إزالة الندبة وإعادة توصيل طرفي مجرى البول أو في بعض الحالات الاستعانة برقعة من أنسجة بمكان آخر من الجسم فقد يكون من الفم أو بطانة الخد وغيرها، وتلك الحالة شائعة في الذكور عن الإناث.
الأسئلة الشائعة
من ١٤٠ إلى ٢٤٨ دقيقة في المتوسط وهي قابلة للتغير بناءً على حالة المريض وظروف إجراء العملية.
في أحدث تجارب أجريت كانت:
-مدة التعافي بعد العملية الجراحية من ١ إلى ١٠ أيام.
-بينما كانت مدة الإقامة في المستشفى بعد العملية الجراحية من ٦إلي ٢٥ يوم.
-وكانت المدة اللازمة لإزالة القسطرة من ١١ إلى ٢٠ يوم.
ومن هنا بعد أن أصبحت على دراية تامة بماهية المرض والإجراءات المتخذة اللازمة لعلاجه فيجب عليك أيها القارئ أن تعلم مدى أهمية التوجه للطبيب إذا كنت تعاني من أي أعراض لمرض ضيق المثانة كما ذكرناها، لاتخاذ اللازم وتفادي أي مضاعفات قد تؤثر على صحتك.
