كل ما تود معرفته عن عملية دعامة القلب
تعد الإصابة بأمراض القلب والشرايين سمة من سمات عصرنا الحديث، ففي خضم مسؤوليات الحياة وما يصاحبها من توتر وضغط عصبي، هذا بالإضافة إلى التخلي عن الممارسات الصحية السليمة التي تشمل ازدياد معدلات التدخين، وتناول المأكولات السريعة ذات السعرات الحرارية العالية، وعدم ممارسة أي نشاط رياضي أو بدني، مما تسبب في انتشار أمراض القلب المختلفة بين الناس.
يُعد انسداد الشرايين واحداً من مشاكل القلب الهامة والتي تتطلب في كثير من الأحيان التدخل الجراحي لتغيير أو استبدال هذه الشرايين ومحاولة ابقائها مفتوحة بإجراء عمليات القسطرة وتركيب دعامة القلب والتي سنقوم بإلقاء الضوء عليها في هذا المقال.
ما هي دعامة القلب؟
دعامة القلب هي عبارة عن أنبوب صغير يتم إدخاله في الشريان لابقائه مفتوحاً مما يساعد على حركة الدم ومروره بشكلٍ أفضل، يتم إدخال دعامة القلب بعد أن يُجري الطبيب عملية قسطرة الأوعية الدموية (angioplasty) وذلك لإزالة الكوليسترول والدهون المتسببة في حدوث هذا الانسداد، تعمل دعامة القلب بشكلٍ دائم إذ أنها تمنع حدوث ضيق الشريان مرة أخرى.
لماذا يلجأ الطبيب إلى تركيب دعامة القلب؟
من أكثر الشرايين التي قد تعاني من الانسداد هو الشريان التاجي (coronary artery) وفي حال انسدادها بسبب تراكم المواد الدهنية والكوليسترول على الجدران الداخلية مما يؤدي إلى انسدادها وضيقها مؤثرًا على سرعة تدفق الدم وسريانه عبر الشريان، وهذا بدوره يسبب آلامًا في الصدر ويكون الشخص عرضةً للنوبات القلبية (heart attacks).
في هذه الحال يلجأ الطبيب إلى تركيب دعامة القلب لعلاج الشرايين التاجية الضيقة والمسدودة والتي بدورها تحسن من تدفق الدم ومروره عبر الشريان، أيضاً يمكن للطبيب تركيب دعامة القلب إذا كان الشخص مصابًا بنوبة قلبية أو تصلب الشرايين وذلك لتحسين كفاءة حركة الدم وضخه من القلب.
من ماذا تصنع دعامة القلب وما حجمها؟
تُصنع دعامة القلب من المعدن المقاوم للصدأ (stainless steel) أو البلاتين والكروم أو الكوبالت والكروم، يتم تغطية دعامة القلب في بعض الحالات بطلاء بوليمر وأحيانًا بطلاء من مادة دوائية وذلك لمنع تكون أي زوائد جلدية بين الفجوات في الدعامة والتي من الممكن أن تتسبب في تضييق الشريان مرة أخرى.
يتراوح عادةً حجم دعامة القلب بين 15-20 ملليمتر، قد يختلف ويكون بين 8-48 ملليمتر، ويبلغ قطرها حوالي من 2-5 ملليمتر.
كيف تتم عملية تركيب دعامة القلب؟
قبل الاستعداد لإجراء عملية دعامة القلب عليك بإخبار الطبيب ببعض الأشياء منها:
- إذا كنت تتناول أي عقاقير طبية.
- إذا كنت تعاني من الحساسية أو أي أمراض أخرى مثل البرد أو الإنفلونزا.
يحضر الطبيب الشخص لعملية تركيب دعامة القلب كالآتي:
- الامتناع عن تناول الطعام والشراب لمدة تتراوح ما بين 6-8 ساعات قبل إجراء العملية.
- إعطاء أدوية تقلل من لزوجة الدم مثل الأسبرين و كلوبيدوجريل.
- يحقن الطبيب الشخص بدواء في الوريد (intravenous) يساعده على الشعور بالاسترخاء بالإضافة إلى منع تكون جلطات أثناء إجراء العملية.
سنأتي لدور الطبيب في عملية تركيب وإدخال الدعامة القلبية والتي تستغرق حوالي 90 دقيقةً وتمر بالخطوات الآتية:
- يبدأ الطبيب بتخدير المريض تخديرًا موضعيًا مما يساعده على عمل قطع أو شق صغير في الوعاء الدموي في الذراع أو الرقبة والذي من خلاله سيدخل أنبوب رفيع يُسمى القسطرة المزودة بالدعامة وبالون في نهايتها.
- يربط الطبيب القسطرة عبر الأوعية الدموية بالشريان المسدود، يساعده على هذا وجود بعض الأصباغ في القسطرة مع التصوير بأشعة إكس، وذلك لتحديد الشريان الذي يعاني من نسبة انسداد كبيرة.
- بعد أن حدد الطبيب الشريان الضيق ينفخ البالون الموجود على طرف أنبوب القسطرة مما يؤدي إلى اتساع الدعامة والشريان مما يعزز تدفق الدم عبر الشريان.
- وأخيراً يفرغ الطبيب البالون ويزيل القسطرة تاركًا الدعامة في الشريان.
ما الوقت الكافي للاستشفاء بعد عملية دعامة القلب؟
يفضل الطبيب بقاء المريض في المستشفى بعد العملية للاطمئنان على صحته والتأكد من عدم حدوث أي مضاعفات، قد يشعر الشخص بألم موضع الشق ويمكن علاجه عن طريق المسكنات. قد يستغرق وقت الاستشفاء بعد عملية دعامة القلب أسبوعًا.
بعد الخروج من المستشفى والعودة للمنزل يُنصح بشرب كميات كبيرة من السوائل مع الراحة وعدم بذل أي مجهود أو نشاط بدني حتى تمام الاستشفاء من العملية، يصف الطبيب بعض الأدوية لتقليل نسبة الكوليسترول إلى جانب أدوية منع الجلطات (anticoagulants).
مميزات عملية دعامة القلب؟
كما ذكرنا من قبل تعد عملية تركيب دعامة القلب منقذًا لمن يعانون من انسداد وضيق الشرايين حيث أنها توفر العديد من المميزات:
- تعزيز تدفق الدم عبر الشريان المثبّت به الدعامة.
- منع حدوث النوبات القلبية.
- تحد من شدة الأعراض مثل ضيق التنفس وآلام الصدر.
- منع ضيق الشريان مرة أخرى.
ما هي مضاعفات عملية دعامة القلب؟
نادراً ما ينتج مضاعفات عن عملية دعامة القلب، ولكن قد تظهر بعض المضاعفات مثل:
- حدوث جلطة داخل الدعامة.
- حدوث انسداد في الدعامة.
- تفاعل الجسم ضد المادة المصنّعة منها الدعامة أو طلاء الدواء عليها.
- حدوث نزيف.
- قد يعاود حدوث ضيق للشريان مرةً أخرى.
- الإصابة بالسكتة الدماغية.
هل دعامة القلب تتحرك من مكانها؟
قد ينتاب بعض الأشخاص ممن أُجريت لهم عملية تركيب دعامة القلب في الشريان التاجي خوف من احتمالية تحرك الدعامة من مكانها، ولكن هذا ليس صحيحاً إذ أن دعامة القلب تنتفخ عند تركيبها بالبالون مما يجعلها ملتصقةً ومثبتة بجدار الشريان فلا تتحرك من مكانها أبدًا.
هل تركيب دعامة القلب له عمرًا افتراضيًا؟
تهدف عملية تركيب دعامة القلب إلى الحفاظ على سلامة الشرايين، وعلاجها من الانسداد لتكون مفتوحة مما يساعد على تعزيز تدفق الدم، لذلك فإن تركيب دعامة القلب المعدنية ليس له عمرًا افتراضيًا بل تظل موجودة مدى الحياة في الشريان.
قد يعود أحيانًا ضيق الشريان بعد تركيب الدعامة وذلك ما بين شهر إلى 6 أشهر بعد عملية دعامة القلب.
ماذا يأكل مريض الدعامة؟
يعد الأكل أحد أهم العوامل التي تساعد مريض الدعامة على الحفاظ على نجاح العملية بعد إجرائها، يجب على المريض الالتزام بتعليمات الطبيب بتناول كميات محددة من الطعام وذلك للحفاظ على عدد السعرات الحرارية المُدخلة للجسم، بالإضافة إلى الحرص على تناول أنواع صحية من الأكل تندرج تحت هذه المجموعات:
- الخضروات والفاكهة.
- الحبوب الكاملة مثل الشوفان، والأرز البني، والشعير.
- الدجاج والأسماك خالية من الدهون.
- البقوليات مثل الفول، والعدس، والبازلاء.
- الزيوت الصحية مثل زيت الزيتون، وزيت السمسم، وزيت السمك.
- المكسرات.
نصائح هامة بعد تركيب دعامة القلب
يجب أن يتبنى المريض سلوكًا صحيًا بعد تركيب دعامة القلب، وذلك للحفاظ على الشرايين مفتوحة في وجود الدعامة، وهنا نذكر عددًا من النصائح الهامة للمريض لكي يتعايش مع الدعامة القلبية:
- الإقلاع عن التدخين.
- تناول صعامًا صحيًا ومفيدًا لصحة القلب.
- ممارسة الرياضة وجعلها عادة صحية مستمرة.
- التحكم في مستوى كل من السكر والكوليسترول.