علاقة الوزن بالصحة والمفهوم الصحيح لعلاقة الوزن بالصحة
لازال الكثير من الناس فى مجتعماتنا العربية يربطون ما بين وزن الجسم وصحة صاحبه ظاهريا, فيتوقعون أن سمنة الجسم دليل على الصحة وأن قلة وزن الجسم دليل على المرض .
وحقيقة الأمر أن علاقة الوزن بالصحة التى يتوهمها الكثير من الناس إنما هى نتيجة موروثات تاريخية ليس إلا, فقديما كان الأغنياء وعلية القوم فقط هم من يستطيهون تناول كميات كبيرة من الطعام تسمح بزيادة أوزانهم, بينما غالبية الناس فقراء يحلمون بهذ الأطعمة ولا يجدونها, وبالتالى فأوزانهم قليلة لأنهم لا يجدون الطعام اصلا .
ومن هنا ترسخت فى الأذهان فكرة أن صاحب الوزن الثقيل شخص غنى مرفه يهتم بصحته, بينما صاحب الوزن القليل فقير بائس لا يجد قوت يومه, ومع أن الظروف تغيرت والمفاهيم الغذائية والصحية أصبحت أكثر اختلافا, حتى أن السمنة أتضح للجميع أنها ترتبط بالمرض لا بالصحة, إلا أن المفهوم القديم لا يزال رائجا لدى الكثيرين فى مختلف المجتمعات العربية .
حول تصحيح هذا المفهوم عن علاقة الوزن بالصحة العامة لصاحبه يدور هذا الموضوع من موضوعات دكتور كشكول, لنتعرف معا على المفهوم الصحيح الذى يجب أن يتبناه الجميع.
مرجع اختلاف بنية الأشخاص
من المعروف علميا, أن الأشخاص الذين هم فى نفس السن والجنس والطول والحالة الصحية, والذين لا يمارسون نوعا من رياضة بناء الأجسم أو غيرها, الأشخاص العاديون, لديهم نفس المحتوى من العضلات والأنسجة الأساسية للجسم, وبالتالى يرجع اختلافهم فى شكل الجسم إلى مقدار ما يحتويه جسم كل منهم من الدهون.
فما يحدد كون الفرد نحيفا أو ممتلىء القوام أو سمين هو مقدار ما يختزنه من دهون تحت الجلد وحول الأعضاء الداخلية وداخل الأنسجة المختلفة, فكلما زاد هذا المخزون بدا الشخص سمينا, وكلما قل بدا الشخص نحيفا.
ومن الجدير بالذكر أن هناك حد أدنى من مخزون الدهون لابد من توافره لدى الشخص حتى لا يصاب بمشكلات صحية, بغض النظر عن مظهر جسمه.
علاقة الوزن بالصحة العامة
كما ذكرنا سابقا أن هناك حد أدنى من الدهون لابد من توافره لدى الشخص لتقوم أعضائه بوظائفها الحيوية على الوجه الأمثل, وإن لم يتوافر هذا القدر من الدهون فلابد أن تظهر عوارض مرضية مختلفة.
فببساطة طالما أن الشخص لا يعانى أيه أعراض مرضية, وينعم بصحة عامة جيدة ومستوى نشاط طبيعى فلابد أن لديه هذا الحد الأدنى من الدهون حتى وإن بدا للجميع نحيفا ولا يحتوى جسده على أية دهون .
بينما يمثل الوزن الزائد مزيدا من الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية المرتفعة بالدم والتى تشكل خطرا على الصحة لا يخفى على أحد, من حيث زيادة الإستعداد للإصابة بسلسلة طويلة من الأمراض, أمراض القلب والشرايين والسكرى وارتفاع ضغط الدم والجلطات المخية والقلبية والوريدية, علاوة على ما يشكله الوزن الزائد من عبء على كافة أجهزة الجسم, مما يرفع الإستعداد للإصابة بأمراض المفاصل والكبد والكلى والجهاز الهضمى والعصبى والتناسلى, وحتى على الجلد .
كما أنه ليس من النادر أن تجد شخصا زائد الوزن مصابا بأمراض سؤ التغذية كالأنيميا والنقرس ونقص الفيتامينات والمعادن.
لأن السمنة أو الوزن الزائد لا تعنى زيادة محتوى الجسم من المغذيات كما يعتقد الجميع, وإنما تعنى زيادة محتواه من الدهون التى نتجت عن نظام غذائى خاطىء وإهمال ممارسة الرياضة واتباع القواعد الصحية فى أسلوب الحياة.
المفهوم الصحيح لعلاقة الوزن بالصحة
مما سبق ذكره يتضح أن زائد الوزن ليس وافر الصحة, ولا قليل الوزن قليل الصحة كما يعتقد الكثير من الناس, فحقيقة لا ينبغى أن نحكم على صحة الشخص بناء على وزن جسمه بنظرية أن التناسب بينهما طردى .
ومن هذا المنطلق ينصح دكتور كشكول الجميع, بتبنى نظام الحياة الصحة من تناول الغذاء الصحى وممارسة الرياضة واللجؤ إلى المشورة الطبية حال ظهور أية أعراض مرضية.
ولا ينبغى للأمهات الأهتمام بوزن أطفالهن بشكل خاطىء, والتركيز الدائم على زيادة وزن الطفل بإعتبارها دليل على صحته الجيدة.
ذلك لأن زيادة وزن الأطفال فى المراحل المبكرة من أعمارهم إنما تنبىء بإصابتهم بأمراض مزمنة كإرتفاع ضغط الدم وسكر النوع الثانى وتصلب الشرايين وأمراض القلب فى مراحل لاحقة من أعمارهم وقد ثبت هذا بالبحث العلمى.
فالمهم أن تكون صحتك العامة سليمة حتى وإن كنت تبدو قليل الوزن, فذلك خير من أن تكون زائد الوزن مصاب بقائمة طويلة من الأمراض التى ربما لن تستطيع السيطرة عليها وتجنب مضاعفاتها القاتلة إلا إذا أنقصت وزنك الذى تفخر به.