علاج سرطان البروستاتا .. تعرف علي كل ما يهمك

علاج سرطان البروستاتا من أكثر الأمور إثارة لقلق المريض عند اكتشاف إصابته بالمرض، فعلاج السرطان بصفة عامة من الموضوعات المثيرة لقلق المرضى ربما أكثر من السرطان نفسه.

هل العلاج ضروري؟ هل هو ممكن؟ هل توجد وسائل للعلاج بخلاف العلاج الكيميائي الشهير؟هل نسب الشفاء مرتفعة؟ كم من الوقت متوقع أن يعيش المريض بعد العلاج؟

أسئلة كثيرة تجول بخاطر المريض ربما تكون أكثر إيلاماً له من المرض نفسه، لذلك سنحاول من خلال موضوعنا هذا الإجابة عنها بشكل مبسط، لعلنا نسهم من خلال ذلك في بث الطمأنينة إلى نفسك، فلنقرأ معا.

هل علاج سرطان البروستاتا ضروري؟

ربما تندهش عزيزي القارىء إذا علمت أن بعض حالات سرطان البروستاتا لا تستوجب العلاج الفوري، ويوصي الطبيب بتركها بدون علاج والاكتفاء بمراقبة الوضع فقط.

بطبيعة الحال عندما يعلم المريض بإصابته بالسرطان فإن طريقة العلاج هي أول ما يخطر بباله، ولكن بعض سرطانات البروستاتا تكون بلا أعراض أو تصاحبها أعراض خفيفة يمكن التعايش معها، كما أن فحوص الأنسجة تثبت أنها غير عدوانية ولا يحتمل انتقالها إلى أعضاء أخرى خارج البروستاتا.

وهنا يقارن الطبيب بين خيار ترك الورم بلا علاج، وبين ما يمكن أن يتحمله المريض من مضاعفات العلاج، فترجح كفة ترك الورم بلا علاج.

لذلك فالترقب الحذر والمتابعة من أساليب العلاج المتبعة في بعض حالات سرطان البروستاتا، فليس كل سرطان يستوجب العلاج.

ولكن تقرير حاجة الورم إلى العلاج من عدمها لا يجب أن يكون قرار شخصي من المريض وحده، فهو قرار يبنى على أسس علمية ونتائج فحوص وتحاليل مخبرية، وعلى ظروف المريض بصفة عامة، وبالتالي فإن قرار علاج الورم أو تركه هو قرار الطبيب المعالج.

متى يجب علاج سرطان البروستاتا؟

يتوقف قرار علاج السرطان وكيفيته على عوامل متعددة، ويمكن تلخيص أسباب حاجة الورم إلى العلاج في الأسباب الآتية:

  • شدة أعراض المرض: فقد تكون الأعراض شديدة بشكل يجعل التعايش معها صعبًا أو يحمل مضاعفات خطيرة، مثل سلس البول أو احتباس البول أو آلام العظام التي لا يستطيع المريض ممارسة حياته الطبيعية في وجودها.
  • نوع الورم: يساعد تقييم خطورة الورم بمقياس جلسيون في تحديد ما إذا كان يستوجب العلاج، أم أنه لا خطر من تركه بلا علاج.
  • انتشار الورم: انتشار الورم إلى الأعضاء الأخرى من موجبات علاجه بالطبع، لأنه في تلك الحالة لا يمكن السيطرة على انتشاره قبل السيطرة على بؤرة الورم الأصلية التي تنتشر منها خلايا السرطان إلى غيرها.
  • سن المريض وحالته العامة: بطبيعة الحال إذا كان المريض صغير السن وحالته العامة جيدة، وكان الورم خطيراً فلابد من اتخاذ قرارعلاجه، بينما يمكن أن يختلف الأمر أو أسلوب العلاج إذا كانت سن المريض متقدمة جدا أو كانت حالته الصحية العامة متدهورة.

طرق علاج سرطان البروستاتا

طرق علاج السرطان عموماً من المجالات التي تتقدم يوما بعد يوم، حيث تتغير طرق العلاج وتكتسب نتائج أفضل ومضاعفات أقل، للدرجة التي يمكننا بها أن نقول أن السرطان أوشك أن يفقد هيبته، ويتحول إلى مرض كسائر الأمراض التي يصاب بها الجميع يومياً، فيمكن أن يشفى منه المريض تماما بلا مضاعفات، أو يتعايش معه كمرض مزمن لا يختلف عن السكري أو ارتفاع ضغط الدم.

سنستعرض في الفقرات التالية أساليب علاج سرطان البروستاتا.

العلاج الهرموني

تعتمد خلايا البروستاتا على هرمون التستسيرون الذكري للنشاط والنمو، وبهذا يمكن لتقليل الهرمون الذكري أن يبطئ من نمو خلايا سرطان البروستاتا، أو يقتلها تماما.

وللعلاج الهرموني لسرطان البروستاتا اساليب مختلفة مثل:

وقف إنتاج الهرمون الذكري بالأدوية

يمكن لبعض الأدوية أن توقف إطلاق الهرمون المحفز لإنتاج هرمون التستستيرون من الخصيتين، الهرمون المحفز ينطلق من الغدة النخامية، وإذا توقف إطلاقه فإن الخصيتين تتوقفان عن إطلاق الهرمون الذكري.

الأدوية المضادة للإندروجينات

قد تعطى بمفردها أو بالتزامن مع أدوية وقف إنتاج الهرمون الذكري سابقة الذكر، وهي أدوية تمنع الهرمون الذكري من الوصول إلى البروستاتا حتى وإن كان الهرمون الذكري موجود فعلا.

وذلك لأن الأدوية العاملة على وقف إنتاج الهرمون المحفز لإفراز التستسيرون عادة ما تسبب زيادة في الهرمون في بداية استعمالها قبل أن توقف إنتاجه.

جراحة استئصال الخصيتين

وقف إنتاج الهرمون الذكري عن طريق الأدوية خيار علاجي يمكن إيقافه في أي وقت فتعود الأمور إلى طبيعتها ويعود الهرمون الذكري لعمله مجددًا.

ولكن يمكن استئصال الخصيتين وبالتالي إيقاف إفراز هرمون التستسيرون إلى الأبد، وبهذا لا تجد خلايا السرطان المعين الهرموني الذي يساعدها على النمو، ولكن استئصال الخصيتين قرار لا يمكن الرجوع فيه.

ومن الجدير بالذكر أن العلاج الهرموني يستعمل بهدف تقليص حجم الورم السرطاني، وقد يستعمل بمفرده أو بالترافق مع أساليب علاجية أخرى، لتحسين نتائجها لكونها تعمل على ورم سرطاني أقل حجما.

العلاج الإشعاعي

يعتمد هذا النوع من العلاج على استعمال حزم إشعاعية عالية الطاقة، واستهداف الخلايا السرطانية بها مما يتسبب في تدميرها وقتلها.

وللعلاج الإشعاعي طريقتين:

العلاج الإشعاعي من مصدر خارجي

وهو ما يعرف بجلسات العلاج الإشعاعي، وتتم عن طريق توجيه الحزم الإشعاعية إلى الخلايا السرطانية من مصدر خارج جسم المريض.

فيستلقي المريض على طاولة خاصة، ويقوم الجهاز المصدر للحزم الإشعاعية بتوجيهها إلى مناطق محددة، لاستهداف خلايا السرطان وقتلها.

العلاج الإشعاعي الداخلي (العلاج الكثيب)

وفي هذه الحالة تتم زراعة مصدر الإشعاع في داخل جسم المريض، فتتم زراعة بذور مشعة بحجم حبات الأرز داخل نسيج البروستاتا، لتقوم بإصدار جرعات إشعاعية قليلة على مدار فترة زمنية طويلة.

وقد يتم العلاج إشعاعيًا بإحدى الطريقتين سابقتي الذكر، أو بكلتيهما في آن واحد تبعا لمتطلبات الحالة.

إستئصال البروستاتا جراحيا

إستئصال البروستاتا من خيارات العلاج المطروحة في حالة الأورام التي لم تنتشر خارج البروستاتا، وخاصة لدى المرضى كبار السن، كما قد تستعمل في الحالات المتأخرة أيضا إلى جانب العلاجات الأخرى.

وتتم جراجة استئصال البروستاتا بطرق متعددة مثل المنظار الجراحي، والروبوت الجراحي، والجراحة المفتوحة، ويترك اختيار طريقة الاستئصال للطبيب المعالج وفق متطلبات الحالة.

كي وتجميد البروستاتا

برغم كون الكي والتجميد قد تبدو وسائل متعاكسة، فالكي يتم بالحرارة بينما يتم التجميد بالبرودة، إلا أن نتيجتهما واحدة ولهذا يمكن وضعهما تحت عنوان واحد.

تتلخص فكرة العلاج في تدمير أنسجة الورم إما عن طريق تسخينها بشدة باستعمال طاقة الموجات فوق الصوتية المركزة، فتكون النتيجة احتراقها وتدميرها.

أو عن طريق تجميدها باستعمال غاز شديد البرودة ثم يسمح لها بالذوبان، ويتم تكرار تلك العملية حتى يتم تدمير جميع الخلايا المستهدفة.

وتستعمل طريقة العلاج بالكي أو التجميد في علاج الأورام صغيرة الحجم التي يستحيل اسئتصالها جراحيا، كما يمكن بها استهداف أكثر الخلايا عدوانية مع الإبقاء على بقية نسيج البروستاتا فيما يعرف بالعلاج البؤري.

العلاج المناعي للسرطان

يحدث السرطان عندما يعجز الجهاز المناعي للجسم عن مهاجمة خلاياه ومنعها من الانتشار، قد يحدث ذلك نتيجة ضعف الجهاز المناعي، أو نتيجة إنتاج خلايا السرطان لبروتينات تمكنها من الاختباء، بحيث لا يتعرف عليها الجهاز المناعي ولا يهاجمها.

يعتمد العلاج المناعي للسرطان على مساعدة الجهاز المناعي على آداء دوره الطبيعي في محاربة السرطان والقضاء عليه، ويتم العلاج المناعي بإحدى طريقتين:

الهندسة الوراثية المناعية

ويتم من خلالها إجراء تعديلات وراثية على بعض خلايا الجهاز المناعي التي يتم الحصول عليها من المريض في المختبر، بحيث يتم إنتاج خلايا مناعية متخصصة في تدمير الخلايا السرطانية الموجودة لدى المريض، ثم يتم حقنها في جسم المريض وريديا لتؤدي عملها من داخل الجسم.

دعم عمل جهاز المناعة

تقوم هذه الطريقة على مساعدة الجهاز المناعي على تعقب الخلايا السرطانية والعثور عليها وقتلها، من خلال تعريف الجهاز المناعي على البروتينات المميزة للخلايا السرطانية ليتمكن من التعرف عليها وإبادتها.

العلاج الدوائي الموجه

تحتوي بعض الخلايا السرطانية على طفرات جينية شاذة يمكن رصدها بسهولة والتعرف عليها، وفي هذه الحالة فإن العلاج الدوائي يتم توجيهه للخلايا التي تحوي تلك الطفرات الشاذة فقط، فتعمل على قتلها وحدها دون التأثير على غيرها من الخلايا.

ولكن هذه الطريقة لا تصلح إلا إذا كانت خلايا السرطان تحوي طفرات شاذة فقط، وكانت هناك أدوية يمكنها التعامل مع تلك الطفرات، وهذا يمكن تحديده في المختبر من خلال الفحص الجيني لخلايا السرطان.

العلاج الكيميائي

يعتبر العلاج الكيميائي من أشهر وسائل علاج السرطان على الإطلاق، ويعتمد على استعمال مواد كيماوية ذات أثر سام للخلايا سريعة النمو، التي تقع ضمنها خلايا السرطان، وقد يتم العلاج بحقن الأدوية وريديا، او إعطائها للمريض في صورة أقراص بالفم.

والعلاج الكيميائي من خيارات العلاج المناسبة للسرطانات التي انتشرت إلى أجزاء أخرى من الجسم أو لا يمكن استهدافها بطرق العلاج الأخرى أو لم تستجب لها.

الأسئلة الشائعة

بعد ان استعرضنا أساليب علاج سرطان البروستاتا المختلفة، نتعرض هنا لأهم ما قد يجول بخاطرك حوله.

هل التوصية بعدم علاج السرطان تعني أنه خطير؟

يظن بعض المرضى أن عدم علاج السرطان يعني بالضرورة أنه مستعص على العلاج، وبالتالي لا فائدة ترجى من محاولة علاجه، ولكن على العكس تماما فإن التوصية بعدم العلاج قد تعني أن السرطان ليس خطير بالمرة ولا يتطلب علاج، وأن مضاعفات علاجه تفوق خطورته وبالتالي فلا داعي لها.

هل علاج سرطان البروستاتا يسبب العقم؟

تغير مفهوم العقم حاليا، فأصبح معناه عدم القدرة على الإنجاب مطلقا، لا بالطريقة الطبيعية ولا بوسائل الإخصاب المساعدة، والكثير من طرق علاج سرطان البروستاتا لا تتسبب في تدمير أنسجة الخصيتين، وبالتالي فيمكن للمريض الإنجاب عبر وسائل الإخصاب المساعدة.

هل يمكن الشفاء من سرطان البروستاتا بعد العلاج؟

سرطان البروستاتا بطبيعته من السرطانات بطيئة النمو في الغالب، ومعظم وسائل علاجه تضمن الشفاء منه بنسب مرتفعة جدًا.

كم يعيش مريض سرطان البروستاتا بعد العلاج؟

يتوقف مدى حياة مريض سرطان البروستاتا على نوع السرطان وسرعة اكتشافه، فمن المرضى من يعيش مدى الحياة الطبيعي، ومنهم من يعيش من خمس إلى عشر سنوات بعد العلاج، ومنهم للأسف من يفشل علاجه.

هل يمكن لمريض سرطان البروستاتا الشاب أن يتزوج وينجب بعد العلاج؟

يتوقف هذا على طبيعة الورم، فمن المرضى من يمكنه الزواج والإنجاب حتى بدون علاج، ومنهم من يتمكن من الحياة الطبيعية بعد العلاج، ومنهم من يستوجب علاجه القضاء على قدرته الجنسية وخصوبته.

هل علاج سرطان البروستاتا مكلف ماديا؟

علاج السرطان بصفة عامة مكلف ماديا جداً، وفي غالبية البلدان تتحمل الأنظمة الصحية والجهات البحثية تكلفة علاج مرضى السرطان بطرق مختلفة، وبلا تحميل المريض تكلفة العلاج.

عزيزي القارئ، إذا كنت بصدد العلاج من سرطان البروستاتا فقد حرصنا في هذا الموضوع على إحاطتك علماً بما يهمك حول خيارات العلاج، ولكن لا ننسى أن نخبرك أن الخيار المناسب لك لا يمكنك تحديده بمفردك، فلكل حالة ما يلائمها ولا يلائم غيرها، فثق تماماً في أن مهمة طبيبك هي تحديد أفضل خيارات العلاج بالنسبة لك، بهدف الوصول إلى النتيجة المرجوة وهي الشفاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى