علاج باركنسون | الطرق العلاجية المتبعة والتقنيات الجديدة

كان مبرمجًا مشهورًا وفجأة بدأت يده ترتجف. ثم أصبح بدنه كأن به مادة لاصقة، فهو متصلب متيبس العضلات، وكانت أعراض المرض تتطور بصورة متناقضة محيرة، ففي الوقت الذي أصبحت يده ترتجف كأنها تعد النقود، كان يتنقل ويتحرك بصعوبة. كل هذه الأعراض هي معاناة يعيشها مرضى الباركنسون، الذين ينتظرون الأمل في علاج جديد لهذا المرض وأعراضه المتواترة.

سوف نلقي الضوء في هذا المقال على الطرق العلاجية والجراحية المتبعة. مع توضيح للتقنيات المتطورة في علاج هذا المرض التي تبث الأمل على الرغم من أنها تحت التجارب السريرية.

ما هو مرض باركنسون؟

هو أحد الأمراض التنكسية التي تصيب الجهاز العصبي، وخصوصًا الخلايا المسؤولة عن إنتاج مادة الدوبامين في وسط الدماغ.

الدوبامين: هو عبارة عن هرمون موجود بشكل طبيعي في جسم الإنسان، ويعزز الشعور بالسعادة.

كما أنه ناقل عصبي، حيث يقوم بتمرير الأوامر العصبية بين الخلايا العصبية، أي إنه يرسل الإشارات بين الجسم والدماغ.

التوازن الصحيح للدوبامين في جسم الإنسان أمر في غاية الأهمية، حيث إنه يلعب دورًا هامًا في التحكم بالمهارات الحركية والاستجابات الانفعالية والعاطفية، مما يجعله أساسيًا للصحة البدنية والعقلية.

الدوبامين له تأثير هام ينبع من وقوعه في المناطق الحيوية، وسط أدغال الدماغ، إذ يؤثر على المزاج، والنوم، والذاكرة، والتركيز، والتعلم. ولذا يتسبب نقصه في الإصابة بمرض باركنسون.

 أعراض مرض باركنسون

  • الرجفان (الرعشة)، والتي قد تكون غير ملحوظة في البداية، ثم تتزايد بمرور الوقت. وخصوصًا في وقت الراحة.
  • بطء الحركة.
  • صلابة الأطراف.
  • مشاكل في المشي والتوازن.
  • جمود في تعبيرات وملامح الوجه.
  • الخرف.
  • الاكتئاب.

كيف يتم تشخيص مرض باركنسون؟

 لا يوجد فحص محدد لتشخيص الإصابة بمرض باركنسون.

يشخص طبيب الأعصاب المُدرَّب على مثل هذه الحالات من حالات الجهاز العصبي بناء على:

  • التاريخ الطبي.
  • الأعراض والمؤشرات التي ظهرت على المريض من خلال الفحص العصبي والجسدي.
  • قد يطلب الطبيب فحوصات معينة مثل، التصوير المقطعي المحوسب بإصدار فوتون واحد (SPECT)، ويسمي فحص ناقلة الدوبامين (DaTscan). وهذا الفحص قد يساعد في إثبات الاشتباه في الإصابة بمرض باركنسون.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) والموجات فوق الصوتية للدماغ والتصوير المقطعي المحوسب بالإصدار البوزيتروني – ذلك لاستبعاد احتمالية وجود اضطرابات أخرى.
  • الفحوص المعملية مثل، تحاليل الدم، وذلك لاستبعاد أي حالات مرضية أخرى قد تكون السبب في تلك الأعراض.
  • يصف الطبيب، دوائي كاربيدوبا و ليفودوبا، وهما أدوية تستخدم لعلاج مرض باركنسون و يستعملان معا. ولابد أن يأخذ المريض الأدوية لفترة كافية حتى يظهر مفعولها، فإذا حدث تحسن ملحوظ بعد تناول هذين الدوائين. فغالبًا يتم تأكيد تشخيص الإصابة بمرض باركنسون.

 ملحوظة: تظل المؤشرات والأعراض والفحص العصبي هما ما يحددان التشخيص السليم في النهاية.

ما هي الإجراءات العلاجية المتبعة في علاج مرض باركنسون؟

قد يكون وقع خبر الإصابة بمرض باركنسون له أثرًا سيئًا على المريض، ولكن مع مرور الوقت وتناول الأدوية التي يصفها الطبيب يمكن أن تتقلص الأعراض، بحيث تصبح تحت السيطرة بدرجة مُرضِية.

لكن حتى الآن لا يوجد علاج شاف للمرض، بل معظمها علاجات لتخفيف الأعراض، من الممكن أن ينصحك الطبيب المختص بإجراء تغييرات في نمط الحياة اليومية مثل:

  • استخدام العلاجات الفيزيائية والطبيعية (العلاج الطبيعي).
  • الحرص على التغذية الصحية.
  • ممارسة بعض التمارين التي تتناسب مع طبيعة المرض.
  • تناول الأدوية التي يصفها لك الطبيب المختص.
  • هناك حالات أخرى قد يلجأ فيها الطبيب المعالج إلى المعالجة الجراحية التي يمكن أن تكون ذات فائدة.

إليك عزيزي القارئ، الخطوات والمراحل العلاجية التي يمر بها المرضى في علاج مرض باركنسون.

العلاج الدوائي

من الممكن أن يُساعد العلاج الدوائي في التغلب على بعض المشاكل التي تواجه مرضى باركنسون مثل، مشكلات المشي والحركة والرجفان، وذلك من خلال رفع مستوى الدوبامين في الدماغ. وذلك تعويضًا للنقص الناتج من إفراز الدوبامين في الدماغ.

ملحوظة: لا يتم إعطاء مادة الدوبامين بشكل مباشر؛ لأن الدوبامين لا يمكنه إختراق الدماغ.

 الأدوية التي قد يصفها لك طبيبك ما يلي:

 الأدوية الفموية لعلاج مرض باركنسون

كاربيدوبا وليفودوبا (Carbidopa/levodopa

 يعد ليفودوبا هو الدواء الأكثر فعالية في علاج مرض باركنسون، وهو مادة كيميائية طبيعية تمر إلى داخل الدماغ ثم تتحول إلي دوبامين.

يقوم الأطباء بالجمع بين ليفودوبا وكاربيدوبا، وذلك لأن كاربيدوبا له دور في منع التحول المبكر إلى الدوبامين خارج الدماغ.

الآثار الجانبية لكاربيدوبا وليفودوبا ما يلي:

  • الغثيان.
  •  الدوارعند الوقوف(نقص ضغط الدم الانتصابي).
  • خلل في الحركة (حركات لا إرادية) في الجرعات العالية من ليفودوبا. ويلجأ الطبيب لتخفيف الجرعة أو تغيير أوقاتها للسيطرة على هذه الحركات.

مع تطور مرض باركنسون، تقل فعالية ليفودوبا أكثر ويتطلب هذا الأمر تغيير الجرعة الدوائية باستمرار.

المواد المحفزة للدوبامين (Dopamine Agonists)

لا تتحول المواد المحفزة للدوبامين إلى الدوبامين. لكنها تحاكي تأثيرات الدوبامين في الدماغ.

هذه المواد ليست لها نفس فعالية ليفودوبا. ولكنها تستمر لفترة أطول وتساعد ليفودوبا لتنظيم تأثيره الذي يعمل أحيانا وأحيانًا لا يعمل.

 المواد المحفزة للدوبامين مثل:
  • براميبيكسول (Pramipexole).
  •  ميرابيكس (Mirapex).
  • روبيرينول (Ropinirole).
  •  ريكويب (Requip).
الآثار الجانبية للمواد المحفزة للدوبامين:

تتشابه الآثار الجانبية لتلك المواد المساعدة مع الآثار الجانبية لكاربيدوبا وليفودوبا. ولكنها تتضمن أيضًا:

  • الهلاوس والنعاس.
  • السلوكيات القهرية، مثل فرط الرغبة الجنسية، وتناول الطعام بشكل قهري لا يستطيع المريض التحكم فيه.

إذا كنت تتناول هذه الأدوية ووجدت بعض التصرفات الغريبة على شخصيتك، لا تتردد في التحدث مع طبيبك بشأن هذا الأمر.

مثبطات أُكسيداز أحادي الأمين ب (Monoamine oxidase Type B)

 من هذه الأدوية:

  •  سيلجيلين (selegiline).
  • زيلابار (Zelapar).
  •  وراساجيلين (rasagiline).
  • آزيليكت (Azilect).
  •  وسافيناميد (safinamide).
  • شاديجو (Xadago).

تعمل هذه الأدوية في منع تعطيل الدوبامين بالدماغ، وذلك من خلال تثبيط إنزيم الدماغ أكسيداز أحادي الأمين ب (MAo B). ويعمل هذا الانزيم على أيض دوبامين الدماغ، وعند إعطاء السيليجلين مع ليفودوبا يساعد في إطالة فعالية الليفودوبا في العلاج، وتعويض الدوبامين المفقود في الدماغ.

الآثار الجانبية لمثبطات أكسيداز أحادي الأمين ب:
  • الصداع.
  •  الغثيان.
  •  الأرق.
  • الإصابة بالهلاوس، خاصة عند إضافة هذه الأدوية المثبطة الي كاربيدوبا وليفودوبا.
  • لا تستخدم هذا النوع من الأدوية المثبطة مع معظم مضادات الاكتئاب أو بعض المواد المخدرة نظرًا لتفاعلاتها الخطيرة نادرة الحدوث.

مثبطات ناقلة ميثيل-O الكاتيكول ( Catechol O-methyltransferase inhibitors)

  •  إنتاكابون (Comtan).
  •  بيكابون (Ongentys).

هما الدواءان الأساسيان في هذه الفئة. ويعملان على مد فترة تأثير علاج ليفودوبا مدة بسيطة عن طريق تثبيط الإنزيم الذي يعمل على تكسير الدوبامين.

الآثار الجانبية لمثبطات ناقلة ميثيل-O الكاتيكول
  • زيادة احتمالية حدوث حركات لا إرادية.
  • الإسهال.
  •  الغثيان.
  •  القيء.

مثبط تولكابون (Tolcapone)، تسمار (Tasmar) من ناقلة ميثيل-O

غالبًا لا يصف الطبيب هذا النوع، لما له من مخاطر تزيد من احتمالية الإصابة بفشل الكبد والكلى.

مضادات الفعل الكوليني (Anticholinergics)

 تم استخدام هذه الأدوية في علاج مرض باركنسون من قبل لعدة سنوات. وتساعد هذه الأدوية علي التحكم في الرعاش المرافق لداء باركنسون.

أدوية مضادات الفعل الكوليني منها:

  •  بنزتروبين (benztropine).
  •  كوجينتين (Cogentin).
  •  تريهكسيفينيديل (trihexyphenidyl).
الآثار الجانبية لمضادات الفعل الكوليني
  • ضعف الذاكرة، التشويش، والهلوسة.
  •  الإمساك.
  • جفاف الفم.
  • قلة التبول.

أمانتادين (Amantadine)

 يستخدم أمانتادين وحده لتخفيف أعراض مرض باركنسون في الحالات الخفيفة في المراحل المبكرة على المدى القصير.

في المراحل المتأخرة من باركنسون، يستخدم أمانتادين مع كاربيدوبا وليفودوبا، وذلك للتحكم في الحركات اللاإرادية التي يحفزها كاربيدوبا وليفودوبا.

الآثار الجانبية لأمانتادين
  • بقع بنفسجية اللون على الجلد(كدمات).
  • تورم الكاحل.
  • الهلوسة.

الأدوية الغير فموية لعلاج مرض باركنسون

استنشاق كاربيدوبا وليفودوبا Inhaled) carbidopa-levodopa)

انبريجا (INebrija) هو الاسم التجاري لدواء جديد يحتوي على كاربيدوبا وليفودوبا بتركيبة قابلة للاستنشاق.

هذا النوع من الدواء مفيدًا في السيطرة على الأعراض عندما تصبح الأدوية الفموية عديمة الفائدة في علاج مرض باركنسون أثناء النهار.

روتيجوتين (Rotigotine Transdermal System)

 نيوبرو(Neupro)، وهو على شكل لاصقة جلدية.

الأبومورفين (أبو كين) (Apomorphine Hydrochloride Injection)

هي مادة محفزة للدوبامين قابلة للحقن، ولكنها قصيرة المفعول تستخدم للتخفيف السريع.

مضخة الدوبامين (كاربيدوبا و ليفودوبا) (Carbidopa-levodopa infusion)

دوبا هو الاسم التجاري لدواء مكون من كاربيدوبا وليفودوبا. ويُعطى هذا الدواء عبر أنبوب تغذية يوصل الدواء بشكل جل مباشرة الي الأمعاء الدقيقة.

يتناسب هذا النوع من الدواء مع المرضى المصابين بمرحلة متقدمة من داء باركنسون الذين مازالوا يستجيبون لكاربيدوبا وليفودوبا، ولكن استجابتهم متغيرة. ومع استمرار ضخ دواء دوبا، تظل مستويات الدوائين ثابتة في الدم.

ويتم إدخال هذا الأنبوب إلى الأمعاء من خلال إجراء جراحي صغير.

الآثار الجانبية مضخة الدوبامين
  • سقوط الأنبوب خارج الجسم.
  • العدوى، التي من الممكن أن تصيب موضع زرع المضخة.

العلاج الجراحي 

بصفة عامة يلجأ الطبيب للعلاج الجراحي لمرضى باركنسون، وذلك عندما لا يستجيب المريض للأدوية وتقل فعالية الأدوية في تحسين الأعراض.

تشمل الطرق الجراحية لعلاج مرض باركنسون ما يلي:

التحفيز العميق للدماغ (Deep brain stimulation)

 تعتبر عملية التحفيز العميق للدماغ هي أكثر الخيارات الجراحية شيوعًا لعلاج مرض باركنسون.

يعد هذا الخيار من التدخل الجراحي مطلوبًا بعد مضي أربع سنوات أو أكثر على الإصابة بالمرض، وبعد فشل العلاج الدوائي في السيطرة على أعراض المرض، تتم هذه الجراحة عن طريق زرع جهاز في الدماغ يرسل إشارات كهربية إلي المنطقة المصابة في الدماغ؛ لتخفيف الأعراض الحركية الناتجة عن مرض باركنسون.

يعتقد أن التحفيز العميق للدماغ يعترض الإشارات الكهربائية الغير طبيعية في الدماغ. ويقوم باستبدالها بإشارات كهربائية تحفز الجزء المسئول عن الأعراض الحركية لمرض باركنسون. مما يساهم بشكل كبير في تخفيف الأعراض.

هذه الجراحة ليست علاجًا لمرض باركنسون، بل لتخفيف الأعراض التي لا تستجيب للأدوية. ومعظم المرضى يتناولون أدويتهم ولكن بتركيزات أقل، مما يعني تخفيف الأعراض الجانبية لهذه الأدوية، يتم اللجوء لهذا النوع من الجراحة لعلاج الحالات الآتية:

  • الرعشة.
  • صعوبة وبطء الحركة.
  • تيبس العضلات.
  • صعوبة المشي.
إجراءات ما قبل عملية التحفيز العميق للدماغ

يخضع مريض باركنسون، للعديد من الفحوصات والتحاليل الطبية قبل إجراء الجراحة للتأكد من الحالة الصحية للمريض وما إذا كانت العملية مناسبة دون التسبب في مضاعفات للمريض:

التصوير بالرنين المغناطيسي. أو التصوير المقطعي المحوسب للمنطقة المصابة المراد تحفيزها.

مضاعفات عملية التحفيز العميق للدماغ

إلي حد كبير تعتبر عملية التحفيز العميق للدماغ آمنة، لكن هناك بعض الأعراض الجانبية ظهرت على بعض من الحالات منها:

  • مشاكل في الكلام.
  • مشاكل في الإدراك.

الموجات فوق الصوتية المركزة (Focused Ultrasound)

 إحدى الطرق العلاجية الحديثة المتبعة في علاج مرض باركنسون، وتسمى “MRgFUS” وهي اختصار للعلاج بالموجات الفوق صوتية المركزة الموجهة بالرنين المغناطيسي.

يتم تسليط موجات صوتية عالية الكثافة، وغير مسموعة في الدماغ. وعند مرور هذه الموجات، فهي تصدر اهتزازات عالية، وتقوم بتوليد طاقة حرارية التي من خلالها يتم تدمير منطقة محددة جدًا في الدماغ مرتبطة بالرعشة.

تستخدم الموجات فوق الصوتية المركزة برامج الكمبيوتر من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي. وذلك لتوضيح المنطقة المصابة المراد تدميرها.

مميزات تقنية الموجات فوق الصوتية المركزة
  • لاتحتاج إلي إجراء ثقوب أو شقوق في الجمجمة وتتم تحت التخدير الموضعي.
  • لا يوجد إشعاع ضار.
  • الحفاظ على الأنسجة المحيطة في الدماغ من التلف.
  • تتم بدون إعطاء هرمونات.
  • تحافظ على أعضاء الجسم.
  • لا تتدخل في وظيفة الأعضاء المصابة.
  • غير مؤلمة.
إجراءات ما قبل الموجات فوق الصوتية المركزة

يتم تجهيز المريض لهذا الإجراء، وتجهيز خوذة خاصة تسمى محول الطاقة الذي يسمح بتركيز طاقة الموجات فوق الصوتية لاستهداف مناطق معينة في الدماغ.

ويستخدم الفريق الطبي التصوير بالرنين المغناطيسي لتوجيه الموجات إلى المناطق المستهدفة، مما يؤدي إلى تدمير المنطقة المصابة بالرعاش.

مضاعفات الموجات فوق الصوتية المركزة

مضاعفات هذه التقنية نادرة الحدوث وتشمل:

  • احمرار الجلد والحروق الجلدية.
  • الدوار.

عملية بضع المهاد (Thalamotomy)

أحد أنواع الجراحة الدماغية المتبعة في علاج مرض باركنسون، التي يتم فيها إحداث إصابة في منطقة المهاد، وهي منطقة صغيرة في الدماغ، تتم هذه الجراحة في أحد جانبي الدماغ على الجانب الآخر من الجسم. أي أنه إذا كان لديك رعشة في يدك اليمنى، على سبيل المثال، فسيتم علاج الجانب الأيسر من دماغك، يمكن تكرار الجراحة على الجانب الآخر من الدماغ إذا لزم الأمر، ولكنه يشكل خطورة كبيرة من حيث حدوث مشاكل في الكلام والمعرفة بعد الجراحة إذا تم إجراؤها في كلا الجانبين.

يقوم الجراح في هذا النوع من الجراحة بإدخال مسبار مجوف في الجمجمة. من خلال ثقب صغير محفور في الجمجمة إلى المكان المستهدف.

يتم ضخ مادة شديدة البرودة وهي عبارة عن نيتروجين سائل داخل المسبار، مسببًا ضرر أو تلف أنسجة الجزء المصاب. ثم يتم إزالة المسبار وغلق الجرح، نادرًا ما يتم إجراء جراحة بضع المهاد في الوقت الحالي، يمكن استخدامه لعلاج الرعاش الشديد في جانب واحد من الجسم. غالبًا في الذراع أو الساق الذي لا يستجيب للأدوية.

إجراءات ما قبل عملية بضع المهاد

يطلب الطبيب المختص العديد من الفحوص والتحاليل الطبية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير بالأشعة المقطعية.

مضاعفات عملية بضع المهاد
  • الإصابة بالسكتة الدماغية.
  • الارتباك ومشاكل في الكلام، والرؤية.
  • صعوبات المشي.

عملية شق الشفة (Pallidotomy)

 تعرف أيضًا باسم شق الكرة الشاحبة. هناك جزء من الدماغ يسمى (globus pallidus) يصبح هذا الجزء مفرط النشاط، الذي يؤدي إلى انخفاض نشاط جزء آخر من الدماغ يتحكم في الحركة.

يقوم جراح المخ والأعصاب بتدمير الكرة الشاحبة. مما يقلل من نشاط الدماغ في تلك المنطقة، مما يساعد في تخفيف الأعراض مثل:

  •  الرعاش.
  •  تيبس العضلات.
  •  يساعد على استعادة توازن الجسم.
  •  تسهيل الحركة.

بضع الكرة الشاحبة يحسن من مفعول الأدوية عند المرضى الذين يعانون من مراحل متقدمة من باركنسون.

تتم هذه الجراحة في أحد جانبي الدماغ علي الجانب الآخر من الجسم. أي إنه إذا كان لديك رعشة في يدك اليمنى، على سبيل المثال، فسيتم علاج الجانب الأيسر من دماغك.

يقوم الجراح في هذا النوع من الجراحة بإدخال مسبار مجوف في الجمجمة. من خلال ثقب صغير محفور في الجمجمة إلى المكان المستهدف.

يتم نشر (ضخ)، مادة شديدة البرودة وهي عبارة عن نيتروجين سائل داخل المسبار، مسببًا ضرر أو تلف أنسجة الجزء المصاب. ثم يتم إزالة المسبار وغلق الجرح.

نادرًا ما يتم إجراء جراحة شق الكرة الشاحبة في الوقت الحالي لعلاج مرض باركنسون، ويفضل الأطباء التحفيز العميق للدماغ، وهو إجراء لا يدمر أنسجة المخ وله مخاطر أقل من شق الشفتين.

إجراءات ما قبل عملية شق الشفة

يقوم الجراح المختص بطلب بعض الفحوصات الطبية مثل:

  • التصوير بالرنين المغناطيسي.
  • التصوير بالأشعة المقطعية.
مضاعفات عملية شق الشفة
  • نزيف المخ.
  • مشاكل في الكلام، والرؤية.

عملية بضع تحت المهاد (subthalamotomy)

يتم اللجوء لبضع تحت المهاد وذلك لعلاج الأعراض الحركية المتعلقة بمرض باركنسون مثل:

  •  الرعشة.
  •  تيبس العضلات.
  •  بطء الحركة.

تحت المهاد هي جزء صغير من الدماغ يتم تدميرها أثناء العملية، وعادة ما يتم تدمير جزء واحد فقط، وذلك لأن مخاطر تدمير الجزئين كبيرة.

 نادراً ما تجرى عملية بضع تحت المهاد لعلاج مرض باركنسون في الوقت الحالي.

إجراءات ما قبل عملية بضع تحت المهاد

التصوير بالرنين المغناطيسي، أو التصوير بالأشعة المقطعية.

مضاعفات عملية بضع تحت المهاد
  • نزيف المخ.
  • مشاكل الكلام، والرؤية.

ما هي التقنيات العلاجية المبتكرة لعلاج مرض باركنسون؟

يسعى المتخصصون في هذا المجال بالبحث والتطوير في الخيارات العلاجية لمرض باركنسون، وذلك من خلال تطوير أساليب علاجية جديدة لتحسين نوعية الحياة بشكل ملحوظ لدى مرضى باركنسون.

إليك عزيزي القارئ أمثلة لهذه التقنيات المتطورة مثل:

علاج مرض باركنسون بالخلايا الجذعية (Stem cells treatment)

وهي عبارة عن خلايا عصبية يتم زرعها في الدماغ. تستمد هذه الخلايا العصبية من الخلايا الجذعية الخاصة بالمريض. تؤخذ من الدم المحيطي، عن طريق سحب بعض الخلايا الجذعية من الدم. وهناك حالات تم سحب خلايا جذعية من الجلد ثم تزرع هذه الخلايا ويتم إعادة برمجتها لتكون (خلايا الدم أو خلايا الدماغ أو خلايا عضلة القلب أو الخلايا العظمية). تحل هذه الخلايا العصبية المزروعة مكان الخلايا الميتة المكونة للدوبامين. يمكن أن يقلل العلاج بالخلايا الجذعية الأعراض في معظم المرضى لمدة تصل إلى عدة سنوات.

علاج مرض باركنسون بالناقلات الوراثية (Genetic Therapy)

يتم إدخال جزيئات من الحمض النووي في النواة الفرعية للمريض. وتحتوي هذه الجزيئات على الجينات المسؤولة عن تشكيل إنزيم الغلوتامات ديكاربوكسيلازوهوالناقل العصبي مع وظيفة الإثارة الأكثر وفرة في الجهاز العصبي مرتبط بأكثر من 90٪ من جميع الروابط التشابكية في الدماغ البشري، نتيجة لذلك، يتم تقليل نشاط النواة تحت المهاد، ويتم تقليل أعراض مرض باركنسون.

علاج مرض باركنسون بالعلاج المناعي (Immunotherapy)

طور الباحثين لقاح” PD01 ” وهو يخضع حاليًا لتجارب سريرية.

يعمل هذا اللقاح على تحفيز إنتاج أجسام مضادة لبروتين ألفا ساينوسلين (alpha-Synuclein)، وهو بروتين موجود في الدماغ وله دور في تطور مرض باركنسون، وأي تغير وراثي في الجين المسؤول عن تعبير ألفا ساينوسلين يتسبب في الإصابة بمرض باركنسون. ويعمل هذا اللقاح على وقف إنتاجه.

ماهي إسهامات الطب البديل لعلاج مرض باركنسون؟

يوجد العديد من أنواع العلاجات الداعمة التي تساعد في التخفيف من أعراض مرض باركنسون ومضاعفاته، بل وتساهم في تحسين جودة حياة المريض، مثل:

تناول مساعد الإنزيم (Q10)

أظهرت الدراسات انخفاض نسبة مساعد الإنزيم Q10 لدى مرضى الباركنسون. وهو مادة تشبه الفيتامينات ويشبه فيتامين ه‍ داخل الجسم، كما أنه مضاد أكسدة قوي، ويفرز بشكل طبيعي داخل أنسجة الجسم. ومصدر للطاقة داخل الخلايا، لذا فإن تناول مستحضر هذا الإنزيم يساعد في تحسين أعراض المرض. ولكن يجب استشارة الطبيب قبل تناول هذا البديل لضمان الحفاظ على الصحة العامة.

التدليك (massage)

يساعد العلاج بالتدليك في تقليل شد العضلات ويزيد من الشعور بالاسترخاء، وينشط العقل والجسم، ويخفف من الشعور بالألم.

تاي تشي (Tai Chi)

هي أحد أنواع التمارين الرياضية الصينية القديمة، وتتكون من حركات جسدية بطيئة وسلسة وتحسن من مرونة واتزان الجسم وقوة العضلات. وتساعد على تجنب السقوط، يوجد العديد من أنواع التاي تشي تناسب جميع الأشخاص، وكل الفئات العمرية، والبنية الجسدية.

أظهرت بعض الدراسات أن رياضة التاي تساعد على تحسين التوازن لدى حالات باركنسون البسيطة والمعتدلة بشكل أفضل مقارنة بتمارين الإطالة وتدريبات المقاومة.

اليوغا (yoga)

تساعد تمارين اليوجا علي زيادة حركات الإطالة البسيطة، وتزيد من مرونة وتوازن الجسم.

تقنية ألكسندر(Alexander technique)

تقوم هذه التقنية بالتركيز على وضعية العضلات والتوازن والتدبر في كيفية استخدام العضلات، وتساعد على تقليل الألم والشد العضلي.

التأمل (Meditation)

حالة تعمل على تهدئة واسترخاء العقل. ويساهم التأمل في التخفيف من التوتر والألم، وزيادة الشعور بالسعادة والصحة والعافية.

العلاج بالحيوانات الأليفة (Pet therapy)

يساعد وجود كلب أو قطة في زيادة مرونة وحركة الجسم، وتحسين الصحة النفسية.

هل يمكن الوقاية من مرض باركنسون؟

أسباب الإصابة بمرض باركنسون متعددة منها ما هو معروف ومنها غير معروف ومن الممكن أن تساعد النصائح التالية في الوقاية من الإصابة بمرض باركنسون:

  • تناول الغذاء الصحي الذي يحتوي على الخضروات والفواكه الطازجة.
  • الحرص على تناول الأوميغا 3 الدهنية ضمن نظامك الغذائي.
  • تناول الأطعمة الغنية بفيتامين د بشكل دائم.
  • شرب الشاي الأخضر.
  • ممارسة التمارين الهوائية باستمرار.
  • إذا كنت رياضي فاحرص على ارتداء واقيات تجنبًا لإصابات الدماغ.

أسئلة يطرحها الآخرون

هل مرض باركنسون وراثي؟

بالطبع الوراثة لها دورًا كبيرًا فإذا وجدت إصابات بالمرض في العائلة، فهناك احتمالية كبيرة لتوريث المرض. ولكن هناك حالات تم تشخيصها بالإصابة ولا يوجد تاريخ مرضي بالعائلة.

هل مرض باركنسون يسبب الموت؟

يظن البعض أن مرض باركنسون مميت، ولكن الحقيقة عكس ما يعتقد الناس، فقد يعيش مريض الباركنسون لعقود. ولكن بعد فترة طويلة يتسبب في مضاعفات للجسم تجعله طريح الفراش حتى الموت.

عزيزي القارئ؛ بالرغم من أن علاج باركنسون يحتاج إلى فترات علاجية طويلة، إلا أن البحث العلمي وأساليب العلاج تتطور باستمرار وتفتح آفاقًا من الآمال لإزاحة كابوس هذا المرض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى