علاج الألم التداخلي .. ماذا يعني؟

هل تعاني من ألم شديد وطلب منك الطبيب يومًا التوجه إلى مركز لعلاج الألم؟، هل سمعت عن تخصص طب الألم؟، وماذا يعني علاج الألم التداخلي؟، في هذه المقالة سوف نجيب عن هذه التساؤلات ولكن تعال أولاً لنعرف ما هو الألم؟.

ما هو الألم؟

هو شعور غير مريح مثل الحرق أو اللدغ أو الوخز، وعلى الرغم من أنه مؤلم إلا أنه أمر مفيد، فالشعور بالألم يدل على وجود أمرٍ ما غير صحيح في الجسد، إذ تُرسل النهايات العصبية الموجودة في المنطقة المصابة إشارات للمخ تُترجم في هيئة ألم حتى يُدرك الجسد أن لديه مشكلة طبية تحتاج إلى علاج.

وهناك نوعان من الألم وهما:

  1. الألم الحاد

هو ألم يظهر فجأة بسبب وجود إصابة أو التهاب أو جرح، يبدأ شديدًا ثم يختفي تدريجيًا، قد يستمر عدة دقائق فقط وقد تطول المدة إلى أقل من ٣ أشهر وبعض الدراسات تقول أقل من ٦ أشهر، فالألم الحاد يظل متواجدًا مادام السبب موجودًا ويزول بزواله.

  1. الألم المزمن

هو ألم لفترة أطول من ثلاثة أو ستة أشهر، قد يشعر به المريض طوال الوقت أو قد يشعر به أحيانًا ويزول أحيانًا، ويؤثر الألم المزمن على جودة حياة المريض مما قد يُشعره بالاكتئاب والأرق والقلق والضغط النفسي لطول مدة الألم وأثره على نشاطه اليومي.

قد يكون الألم المزمن مصاحبًا لأمراض جسدية مزمنة مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي والسرطان، أو مصاحب لأمراض نفسية مثل: الضغط النفسي والتوتر المستمر.

وهذا النوع من الألم هو ما يحاول الأطباء علاجه باستخدام علاج الألم التداخلي للتحكم في الألم وتحسين جودة حياة المريض، إذًا فماذا يعني علاج الألم التداخلي؟.

علاج الألم التداخلي

يُعرف بالإنجليزية (interventional pain management) وهو علاج يهدف إلى علاج الألم والتحكم فيه وتحسين جودة حياة المريض، ويستخدم فيه الأطباء عدة طرق مختلفة معًا في وقت واحد بهدف تقليل الاعتماد على التدخل الجراحي لعلاج الألم وذلك لتجنب الأعراض الجانبية للجراحة، وتقليل الاعتماد على كثرة الأدوية. 

ويُحدد الأطباء البرنامج العلاجي المناسب لكل مريض وفقًا لتشخيص كل حالة على حدة، إذ يتابع كل مريض فريق طبي للوصول للعلاج المناسب وهو يتكون من:

  • طبيب باطني.
  • طبيب نفسي.
  • طبيب تخدير.
  • طبيب علاج طبيعي.
  • تمريض.
  • طبيب الطب الطبيعي وإعادة التأهيل.

ما الفرق بين علاج الألم بالطريقة المعتادة وعلاج الألم التداخلي؟

قد يتساءل البعض لماذا نلجأ للعلاج التداخلي؟ لماذا لا يمكن الاكتفاء بتناول الأقراص المسكنة فحسب؟.

علاج الألم بالطريقة المتعارف عليها هو تناول المسكنات، وتبدو هذه الطريقة سهلة وسريعة، ولكن لا يمكن الاعتماد عليها لمدة طويلة، إذ يصفها الطبيب للمريض لمدة محددة لتجنب أعراضها الجانبية والتي تشمل:

  • تقرحات بالمعدة.
  • فشل كلوي.
  • أرق.
  • إرهاق.
  • إمساك.
  • تغيرات مزاجية.
  • المسكنات الأفيونية تسبب الإدمان.

لذلك يفضل الأطباء علاج الألم التداخلي، إذ يقوم الأطباء بإجراء جراحة بسيطة طفيفة التوغل باستخدام مخدر موضعي فقط، ويمتد مفعول العلاج لمدة زمنية طويلة، وهذا الإجراء الجراحي قد يشمل:

حقن فوق الجافية

أو ما يُعرف بحقنة الظهر وبالإنجليزية epidural injection، إذ تُحقن مادة مخدرة (كورتيكوستيرويد) في منطقة فوق الجافية لعلاج جذور الأعصاب المتسببة في الشعور بالألم، وتستخدم الأشعة السينية للحقن في المنطقة المصابة مباشرةً واستخدام جرعات قليلة من المخدر.

وتستخدم هذه الطريقة لعلاج الآلام في منطقة الرقبة والذراع والكتف وأعلى وأسفل الظهر والأرداف والساقين.

حقن المفصل الوجيهي

بالإنجليزية facet joint injection والمفصل الوجيهي هو المفصل الذي يربط بين عظام العمود الفقري، وتمر الجذور العصبية داخل هذه المفاصل الصغيرة، وتُحقن المادة المخدرة داخل هذه المفاصل الصغيرة للوصول للجذور العصبية التي ينشأ منها الألم.

وتستخدم هذه الطريقة أيضًا لعلاج الآلام في منطقة الرأس والرقبة والكتف وأعلى وأسفل الظهر والأرداف.

إزالة التعصب بالترددات الراديوية 

ويُطلق عليها أيضًا فقدان إمدادات العصب وبالإنجليزية Radiofrequency denervation، وفيها تُعطل الأعصاب المسؤولة عن الشعور بالألم فقط، وذلك باستخدام الترددات الراديوية، وتُحدد هذه الأعصاب بدقة باستخدام الأشعة السينية، وتستخدم هذه الطريقة لعلاج آلام الظهر والرقبة.

حقن المفصل الرئيسي

تُحقن المادة المخدرة مثل الكورتيكوستيرويد أو المخدر الموضعي في المفصل الذي يصدر منه الألم، ويُحدد المفصل المصاب باستخدام الأشعة السينية أو الموجات الفوق صوتية.

حقن الأعصاب القذالية

الأعصاب القذالية هي أعصاب تمتد من مؤخرة الرأس إلى أعلى الرأس، وهذه الأعصاب هي المسؤولة عن الشعور بالصداع والصداع النصفي، لذلك تستخدم هذه الطريقة لعلاج هذه الحالات، إذ تُحقن المادة المخدرة بالقرب من الأعصاب القذالية.

رأب العمود الفقري بالبالون

تُستخدم في حالات آلام العمود الفقري نتيجة وجود كسر بالعمود الفقري، إذ يُدخل الطبيب البالون من خلال عمل شق صغير بالظهر، وعندما يصل إلى المنطقة المصابة يُنفخ البالون تدريجًا ببطء لإعادة العظم المكسور إلى مكانه، ثم يُدخل الأسمنت العظمي لتثبيت العظم مكانه. 

والأسمنت العظمي هو مادة كيميائية لينة كالعجين تُخلط أثناء الجراحة وتتصلب داخل الجسم لذلك تستخدم في جراحة العظام.

حقن العضلات والمفاصل

تُحقن المادة المخدرة مباشرةً تحت الجلد في المنطقة المصابة تحديدًا، وتستخدم الموجات الفوق صوتية لتحديد المكان بدقة، وتستخدم لعلاج آلام الرقبة والتهاب أوتار مفصل الكوع أو كما يُطلق عليه مفصل التنس tennis elbow.

حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية

في هذه الحالة تُستخدم البلازما والصفائح الدموية الخاصة بالمريض، إذ يؤخذ جزء من دم المريض ثم تُفصل البلازما والصفائح الدموية، ويُعاد حقن هذا السائل مرة أخرى إلى المنطقة المصابة، وذلك لأن الصفائح الدموية تساعد على تسريع عملية الشفاء.

وتستخدم هذه الطريقة لعلاج آلام الأربطة والأوتار، ويبدأ المريض يشعر بالتحسن في غضون ستة أسابيع.

تحفيز الحبل الشوكي

توضع أسلاك كهربائية صغيرة بالقرب من الحبل الشوكي، ويُزرع مولد صغير في منطقة البطن أو الأرداف، هذا المولد يُصدر إشارات كهربائية بسيطة تُعيق وصول إشارات الأعصاب بوجود ألم إلى المخ.

ما الحالات التي يستخدم فيها علاج الألم التداخلي؟

يُستخدم العلاج التداخلي لعلاج الألم المزمن الذي يؤثر على جودة حياة المريض المصاحب لعدة حالات مرضية مثل:

  • التهاب الظهر والرقبة.
  • هشاشة العظام.
  • التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • الصداع النصفي.
  • آلام الأعصاب.
  • مرض باركنسون.
  • الانزلاق الغضروفي.
  • الفايبرومايالجيا.
  • متلازمة ألم ما بعد الصدمة.
  • متلازمة الألم الناحي المركب أو الألم النطاقي المعقد.
  • الأورام الخبيثة.

هل علاج الألم التداخلي أمن؟

العلاج التداخلي مثل أي تدخل طبي له آثار جانبية ولكنها ليست شائعة، وهذه الأعراض الجانبية مثل:

  • التحسس من المخدر الموضعي.
  • العدوي.
  • ورم أو تجمع الدموي.
  • السيروما، وهو تجمع سوائل ليمفاوية تحت سطح الجلد.

وفي الختام بعد عرض كل ما تريد معرفته عن علاج الألم التداخلي في هذه المقالة، إذا أخبرك الطبيب بالتوجه إلى أحد مراكز طب الألم لا تتعجب، ولا تفزع من العلاج التداخلي، يُجرى التنفيذ داخل غرفة العمليات ولكن كما أوضحنا سابقًا هو ليس عملية جراحية وإنما هو تدخل طبي طفيف التوغل يساعدك على ممارسة حياتك وعاداتك اليومية بشكلٍ طبيعي وتوديع الألم المزمن وبداية مرحلة جديدة من حياتك بدون ألم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى