عشبة العفص وفوائدها
العفص نبات شجري دائم الخضرة من الفصيلة السروية، وعشبة العفص من أقدم الأعشاب استعمالا في الطب القديم.
سنتعرف معا من خلال الفقرات الآتية على أهم فوائد العفص، سواء ما ثبت منها بالدراسات العلمية، أو ذلك الذي لا توجد دلائل كافية على صحته، ولكنه مجرب بوصفات الطب الشعبي.
ما هي عشبة العفص؟
العفص أو البلوط شجرة دائمة الخضرة من الفصيلة السروية، قد أحصى العالم هاوارد منها حوالي 6279 نوع تنتشر بين أوروبا وآسيا وحوض البحر الأبيض المتوسط.
يعرف العفص في بعض الدول العربية بتفاحة البلوط، كما أن العامة في العراق يسمون شجرة الثويا بشجرة العفص، وذلك خطأ راجع للتشابه بين العفص وشجرة الثويا.
غالبية الناس يعتقدون أن الجزء المستخدم(عشبة العفص) هو ثمرة الشجرة، وهذا أيضا خطأ.
فعشبة العفص ليست ثمرة من الأساس، ولكنها مادة تتكون بفعل تأثير بعض الحشرات كزنابير أورام العفص على هذا النوع من الأشجار.
أشهر أنواع عشبة العفص هي العفص المطوي، والعفص الكوري، والعفص المغربي، والعفص السيشواني، والعفص الستانديشي.
وعشبة العفص معروفة في بلاد إيران وشرق آسيا والهند والمغرب العربي والعراق وسوريا، وهي موجودة في بلاد أخرى عديدة ولكنها ليست بشهرتها في تلك البلاد.
وهذه العشبة تتميز بغناها بالعديد من المواد الفعالة، على رأسها التانين، لدرجة أن التانين يعرف باسمها، كما أنها غنية بالمعادن والألياف والكربوهيدرات ومضادات الأكسدة، وهي عشبة قابضة للأنسجة لها فوائد متعددة عرفت في الطب منذ العصور القديمة.
فوائد عشبة العفص
لعشبة العفص العديد والعديد من الفوائد، بعضها مثبت علميا، والبعض الآخر ثبت عنها بالتجربة.
فوائد عشبة العفص المثبتة علميا
قدم عشبة العفص وشيوع استعمالها في الطب الشعبي، أغرى الباحثين بالبحث في إثبات فوائدها بالدراسات، ومن تلك الدراسات ما يلي:
- أجريت دراسة على الحيوان في عام 2005 وتم نشرها في مجلة علاجات السرطان المتكاملة Integrative canser therapies أثبتت أن مستخلص العفص الكحولي، قد ساعد في تقليل إنزيم الفوسفاتيز القلوي، الذي يرتفع في الدم والكبد بعد التعرض للإشعاع، وكذلك قلل مستويات الدهون فوق المؤكسدة التي تنتج عن التعرض للإشعاع أيضًا، مما يثبت فعاليته في تقليل الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي، وللتعرض للإشعاع بصورة عامة.
- أشارت دراسة نشرت في العام 2005 أيضا في مجلة الطب المبني على الأدلة والطب البديل Evidence Based Comblementary and Alternative Medicine أن استخدام مستخلص العفص قد ساعد في تقليل أعراض نزلات البرد والأنفلونزا.
- أشارت دراسة أجريت على الحيوان في عام 2011 وتم نشرها في مجلة بيولوجيا الصيدلةPharmacuotical Biology أن للعفص والسكريات المستخلصة منه أثر فعال في تحفيز الجهاز المناعي، وتقليل مركبات السيتوكين المحفزة للالتهاب، كما أثبتت أثره في تثبيط نمو الأورام الخبيثة أيضا.
- نشرت مجلة التقدم في علوم الحياة Advancment In Life sciences في عام 2012 دراسة أثبتت أن للعفص خواص مضادة للأكسدة، كما له خواص مقاومة للعدوى البكتيرية والفيروسية والفطرية وللديدان.
- أشارت دراسة منشورة في مجلة الصحيفة الدولية للعلوم التطبيقية والتقنية الحيوية International Journal of Applied sciences and Biotechnology أن لأوراق العفص تأثير مضاد لنمو البكتيريا.
فوائد عشبة العفص غير المثبتة علميا
استعملت عشبة العفص في الطب الشعبي القديم، ولاستعمالاتها في الطب البديل العديد من الفوائد، ولكن لا توجد أدلة علمية أو دراسات تؤكد أو تنفي تلك الفوائد.
- تحفيز الإجهاض، كحالات طرد الجنين الميت.
- علاج التهاب المفاصل التنكسي.
- علاج الالتهاب الرئوي والشعبي.
- علاج التهاب الحلق.
- تخفيف آلام الأعصاب.
- تنشيط المناعة.
- علاج السرطان.
- علاج آلام العضلات.
- علاج أمراض والتهابات الجلد.
- علاج السنطة الجلدية (الثآليل).
- طرد الديدان المعوية.
أضرار عشبة العفص
في العموم تتمتع عشبة العفص بدرجة أمان عالية إذا تم تناولها عن طريق الطعام والشراب، ولكن هذا لا يمنع أنه قد تكون لها بعض الآثار الجانبية إذا استعملت بكميات علاجية، كما أن العديد من استعمالاتها الطبية لم تحظ بدراسات علمية كافية، ومما قد ينتج عنها من أضرار:
- الغثيان والتقيؤ.
- الإسهال.
- ضيق التنفس.
- إنخفاض ضغط الدم.
- إضطراب ضربات القلب.
- نوبات التشنج.
- الوفاة.
محاذير استعمال عشبة العفص
استعمال عشبة العفص من خلال الطعام آمن إلى حد كبير، ولكن حتى هذا النوع من الاستعمال قد يتسبب لبعض الفئات في مشكلات صحية، ويمكن القول بأن هناك من المرضى من لديهم محاذير استعمال وهم:
- مرضى الصرع.
- مرضى القلب.
- مرضى أمراض المناعة الذاتية، كالذئبة الحمراء، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والتصلب اللويحي وغيرهم.
- الحوامل والمرضعات.
التداخلات الدوائية للعفص
بالطبع على كل مريض أن يخبر طبيبه بما ينوي تناوله من أعشاب، للوقوف على مدى توافقها مع ما يستعمل من أدوية في علاج حالته، لأن لبعض الأعشاب تداخلات دوائية قد تقلل من فاعلية الدواء، أو تزيد من آثاره الجانبية، أو حتى تحوله إلى سم قاتل.
ومن التداخلات الدوائية للعفص ما يلي:
- أدوية علاج نوبات الصرع، كالفينيتوين، والجابابنتين، والبريميدون، والفينوباربيتال، فالعفص قد يقلل من فاعلية هذه الأدوية في كبح النوبات.
- الأدوية التي تحفز حدوث النوبات، كأدوية تنظيم ضربات القلب، ومضادات الهيستامين، ومضادات الاكتئاب، وبعض المضادات الحيوية، فالعفص قد يزيد من احتمالية حدوث النوبات مع هذه الأدوية.
- الأدوية المثبطة للجهاز المناعي، كالسترويدات والسيكلوسبورينات، لأن للعفص خواص محفزة للجهاز المناعي، مما يقلل من أثر تلك الأدوية.
- أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم.
أسئلة شائعة
هناك مصادر عديدة موثوقة وغير موثوقة، تتحدث عن استعمالات مختلفة للعفص، مما يطرح حوله العديد من الأسئلة التي تهم من ينوي استعماله، نستعرض هنا أهمها:
تضييق المهبل من أشهر ما يشاع عن فوائد العفص في غالبية مصادر الطب البديل، ولكن المفاجأة أن العفص لا يضيق المهبل، ولكنها قد تفيد في تطهير المهبل والحد من المخاط وتقليل فرص العدوى.
العفص غني بمضادات الأكسدة، كما أن له أثر واق من عدوى الفطريات والبكتيريا التي تسبب تساقط الشعر، ولهذا فاستعمال العفص له أثر إيجابي على صحة الشعر وحيويته ونموه.
يسمي العامة في العراق شجرة العفص بشجرة الثويا، وهي تسمية خاطئة كما ذكرنا، أو بلوط الأكل أو بلوط العفص.
تذكر بعض المصادر غير الموثوقة، أنك باستعمال العفص يمكنك بسهولة أن تعدي لزوجك مفاجأة رائعة، لأن العفص يرتق غشاء البكارة ويعيدك عذراء من جديد.
وحقيقة الأمر أن العفص لا يرتق غشاء البكارة ولا يضيق المهبل، وأن هذه مجرد موروثات غير صحيحة لا أكثر، العفص مقشع للمخاط ليس أكثر، فيساهم في نظافة المهبل ويقلل زلاقته، مما يوحي بأن قطره أصبح أضيق مما كان عليه.
والآن عزيزي القارئ قد استعرضنا معا كل ما يهمك معرفته عن عشبة العفص، لتعلم جيدا ما قد يكون لها من فوائد، وأيضا لتتجنب ما قد ينتج عنها من أضرار، وبالطبع هذه معلومات لا تغنيك بحال من الأحوال عن استشارة طبيبك قبل استعمال أي أعشاب، فالأعشاب ليست بلا مخاطر.