عدوى شيغيلا | الأسباب والأعراض والمضاعفات والعلاج

عدوى الشيغيلا سميت باسم مكتشفها كيوشي شيغا، الذي اكتشف جرثومتها لأول مرة في عام 1897، وهي جرثومة لا هوائية عصوية الشكل ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالإشريكية القولونية، وتعتبر الشيغلا أكثر أسباب الإسهال المعدي شيوعًا، وبخاصة بين الأطفال دون الخامسة.

سنتعرف من خلال الفقرات القادمة على الشيغلا بشكل أكثر تفصيلا، أسباب العدوى وأعراضها، وما يمكن أن تحدثه من مضاعفات، كذلك على ما يمكن اتباعه من إجراءات الوقاية والعلاج.

ما هو مرض شيغيلا؟

مرض شيغيلا هو عدوى هضمية تحدث بابتلاع بكتيريا الشيغيلا، حيث تخرج جراثيم الشيغيلا مع براز المريض، ويتم ابتلاعها عبر تلوث الطعام والشراب بها، وتنتشر في ظروف قلة النظافة وعدم توافر خدمات الصرف الصحي.

تسبب العدوى حدوث إسهال مائي أو زحار(دوسنتاريا)، ولهذا يعد الجفاف أخطر مضاعفاتها، حيث يفقد المريض الماء والأملاح عبر الإسهال.

تصيب عدوى شيغيلا الأشخاص من مختلف الأعمار، غير أنها أكثر شيوعا بين الأطفال دون سن الخامسة، لزيادة فرص تعرضهم للجرثومة.

لا يمكن لحامض المعدة هضم البكتيريا بسهولة، لذلك قد يؤدي حتى ابتلاع كميات ضئيلة منها إلى حدوث العدوى وظهور أعراض المرض.

غالبية حالات شيغيلا تشفى بلا مضاعفات، وتمنح العدوى مناعة ضد الجرثومة مدى الحياة، غير أن جراثيم شيغيلا تتنوع إلى أنواع مختلفة، وقد تتكرر العدوى ولكن بنوع مختلف من جراثيم شيغيلا.

أسباب مرض شيغيلا

مرض شيغيلا هو حالة عدوى، تحدث بتناول الطعام والشراب الملوثين ببراز المريض، الذي هو السبيل الوحيد لانتقال جراثيم المرض.

توجد عوامل خطر تزداد معها احتمالات حدوث العدوى بتوافر ظروفها، ومن الظروف المهيئة لحدوث عدوى شيغيلا ما يلي:

  • تلوث مياه الشرب بفضلات البشر.
  • تلوث الطعام والشراب وبخاصة الخضروات والفواكه التي تؤكل طازجة.
  • تلوث الطعام والشراب من خلال أيدي من يقوم بإعدادهما إذا كان لا يحرص على غسل اليدين بعد استعمال المرحاض.
  • الأماكن المتأثرة بالكوارث كالزلازل والأعاصير والحروب.
  • عدم كفاءة نظم الصرف الصحي أو عدم توافرها بالمرة.
  • مخيمات اللاجئين ومعسكرات الإيواء.
  • المخيمات العسكرية والمخيمات الكشفية والسجون.
  • دور الرعاية.
  • حمامات السباحة.
  • المصحات النفسية غير جيدة الخدمات.
  • حضانات استضافة الأطفال الرضع.
  • روضة الأطفال.
  • عدم حرص المتعاملين مع براز الأطفال على غسيل اليدين بعد التعامل، كتبديل حفاضات الأطفال، أو تدريب الأطفال على استعمال المرحاض.
  • عدم حرص المتعاملين مع براز المرضى على غسيل اليدين، كالممرضين وعمال النظافة والعاملين بالمختبرات.
  • الممارسة الجنسية الشرجية.

أعراض عدوى شيغيلا

تظهر علامات المرض بعد مرور فترة حضانة تتراوح ما بين يوم إلى أربعة أيام من حدوث العدوى، تسبب العدوى البسيطة ارتفاع طفيف في درجة الحرارة فلا تتجاوز 39 درجة، مصحوب بإسهال مائي.

تختلف شدة الأعراض في البالغين عنها في الأطفال كما يلي:

أعراض عدوى شيغيلا في البالغين

يتحمل البالغين العدوى بشكل جيد، ولكن الأعراض تستغرق لديهم وقتا أطول مما تستغرقه في الأطفال، وتكون الأعراض كالتالي:

  • حمى طفيفة.
  • تقلصات بطنية(مغص).
  • إسهال مائي متكرر.
  • زحار وهو شعور المريض الدائم بالرغبة في التبرز حتى مع عدم وجود براز، نتيجة التهاب الغشاء المخاطي للأمعاء والمستقيم.
  • براز مدمم يحتوي على القيح والمخاط.
  • تشفى غالبية الحالات في خلال ثلاثة إلى ستة أسابيع تبعا لشدة العدوى.

أعراض عدوى شيغيلا في الأطفال

تظهر أعراض المرض في الأطفال بشكل مفاجىء، وتشمل الأعراض التالية:

  • حمى.
  • تهيج وبخاصة في الأطفال الرضع.
  • خمول ونعاس.
  • غثيان وقيء.
  • آلام البطن.
  • قلة الشهية للطعام والرضاعة.
  • إسهال مائي متكرر.
  • براز يحتوي على الدم والقيح والمخاط.

عادة ما تنتهي الأعراض في الرضع والأطفال خلال الأسبوع الثاني من الإصابة.

مضاعفات عدوى شيغيلا

غالبا ما تمر عدوى شيغيلا بلا مضاعفات، غير أن المريض يحتاج إلى فترة من الوقت حتى تعود حركة الأمعاء إلى طبيعتها، إلا أن هناك بعض الحالات قد تحدث لها مضاعفات خطيرة تستلزم الرعاية الطبية العاجلة، من مضاعفات الشيغيلا:

  • الارتفاع الشديد في درجة الحرارة وبخاصة في الأطفال، فتتجاوز درجة الحرارة 41 درجة مئوية.
  • التشنجات، وتصاحب ارتفاع درجات الحرارة.
  • الجفاف، نتيجة الإسهال الشديد حيث يمكن أن تتجاوز مرات التغوط 20 مرة يوميا.
  • تدلي المستقيم، نتيجة الإسهال الشديد والزحار الذي يحفز المريض على الدفع للتبرز حتى مع عدم وجود براز.
  • تضخم القولون السمي، وهو من المضاعفات الناردة الخطيرة، حيث يتورم القولون ويصاب بالشلل، فلا يسمح بخروج البراز أو الأرياح، وفي حالة عدم تقديم الرعاية العاجلة للمريض فقد يتمزق القولون(إنفجار القولون)، وهي حالة عاجلة تتطلب إخضاع المريض للجراحة العاجلة.
  • متلازمة انحلال الدم اليوريمي، وهي من المضاعفات النادرة أيضا ولكنها خطيرة جدا، حيث تتسبب في انحلال كرات الدم الحمراء ونقص الصفائح الدموية، والفشل الكلوي الحاد.
  • إلتهاب المفاصل التفاعلي، حيث تلتهب المفاصل كردة فعل من الجهاز المناعي تجاه العدوى، ويصاحب ذلك تهيج العينين والتهاب مجرى البول.
  • عدوى الدم، قد تنتقل عدوى شيغيلا إلى الدم عبر بطانة الأمعاء فتحدث تجرثم الدم، وهي من المضاعفات النادرة الخطيرة أيضا.

الوقاية من عدوى شيغيلا

مازالت الأبحاث جارية للتوصل إلى لقاح مضاد لشيغيلا، إلا أنه غير متوافر حتى الآن، وبالتالي ما تزال سبل الوقاية متلخصة في تجنب وسائل انتقال العدوى من خلال التدابير الآتية:

  • تحري نظافة الطعام والشراب والأواني المستعملة فيهما.
  • إذا تواجدت في ظروف مشجعة على انتشار العدوى، فلا تأكل ولا تشرب ما لا يتصاعد منه البخار.
  • إحرص على غلي مياه الشرب وتبريدها وحفظها في أوان نظيفة مغلقة في مناطق انتشار العدوى وصعوبة السيطرة عليها.
  • لا تقم بإعداد الطعام والشراب حال إصابتك بالإسهال.
  • إحرص على غسيل الأيدي بالماء والصابون بعد استعمال المرحاض أو التعامل مع براز المرضى.
  • التخلص من حفاضات الأطفال بوضعها في أكياس مغلقة ورشها بالمطهرات قبل التخلص منها في القمامة، وتعقيم أماكن تغيير حفاضات الأطفال بعد كل مرة.
  • أبق طفلك في المنزل إذا كان يعاني الإسهال.
  • غسيل ملائات المرضى الملوثة بالبراز بالماء الحار، كما يجب تعقيم حوض الغسالة المستعملة في الغسيل باستعمال مادة مطهرة مناسبة كالكلورين.
  • تجنب النزول إلى حمامات السباحة غير المعالجة.
  • تجنب السباحة في حمامات السباحة أثناء إصابتك بالمرض.
  • تجنب الممارسة الجنسية مع شخص مصاب بالإسهال أو شفي منه منذ أقل من أسبوع.

تشخيص عدوى شيغيلا

بطبيعة الحال لا تعتبر الأعراض وحدها دليل كاف على الإصابة بشيغيلا، فمسببات الإسهال عديدة، ويعتبر فحص عينة من براز المريض في المختبر ورصد جراثيم المرض فيها، أبسط وأسهل طرق تشخيص المرض.

علاج عدوى شيغيلا

في بعض حالات الإصابة تنتهي الأعراض تلقائيا خلال أسبوع، وقد لا يحتاج المريض خلالها سوى إمداده بالسوائل لتعويض الماء والأملاح المفقودين عبر الإسهال، وبخاصة في حالات العدوى الخفيفة، فإذا كانت الصحة العامة للمريض جيدة قد لا يتطلب الأمر أكثر من كثرة شرب الماء.

لا ينصح بتعاطي الأدوية التي توقف الإسهال والتي تصرف بدون وصفة طبية، لأنها بإيقاف الإسهال تعوق تخلص الجسم من جراثيم المرض، فتزيد من سوء الحالة وترفع احتمال المضاعفات.

كما أن غالبية جراثيم شيغيلا قد اكتسبت مناعة ضد المضادات الحيوية، وبالتالي لم تعد مجدية للعلاج، ولكن قد ينصح الطبيب بها في حالات الرضع وكبار السن وضعاف المناعة كمرضى الإيدز، وكذلك في الحالات التي يهدد فيها المرض بالانتشار بصورة وبائية.

يعتمد العلاج بشكل أساسي على دعم المريض بالسوائل والأملاح، لمنع حدوث الجفاف، وفي حال حدوثه فعلا فيتم دعم المريض بالسوائل وريديا.

كما يجب مراقبة حالة المريض واللجوء لطلب المعونة الطبية الطارئة في حال ظهور أعراض شديدة مفاجئة، أو فقدان المريض لوعيه، تحسبا لحدوث مضاعفات للمرض.

غالبية الحالات تتماثل للشفاء في غضون أسبوعين من بداية الأعراض، ولكن طبيعة التغوط قد تستغرق بعض الوقت لتنتظم.

عزيزي القارئ، عدوى شيغيلا مازالت بلا لقاح ولا علاج، ولكن لحسن الحظ فإن سبل الوقاية منها بسيطة ويمكن اتباعها بسهولة، وتتلخص في الحرص على النظافة، وبخاصة نظافة الطعام والشراب واليدين، كما أن عدوى شيغيلا غالبا ما تنتهي بدون مضاعفات، ولكن لابد من استشارة الطبيب لتلقي إرشاداته بشأن ما قد يحتاجه المريض من الأدوية الداعمة، وكذلك رصد أي مضاعفات قد تحدث للتعامل معها فور حدوثها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى