طحين الشعير | فوائده وأضراره

حبوب الشعير من أكثر الحبوب استعمالًا في الغذاء منذ قديم الأزل، ولابد أنك سمعت عن طحين الشعير، فهل تعلم فوائده أو أضراره؟ هل فكرت في تجربته يوما ما؟

إذا كنت قد سمعت عنه ومازلت مترددًا بشأن تجربته، فها نحن سنخبرك بما تحتاجه من معلومات حوله من خلال موضوعنا هذا، فلنقرأ معا.

ما هو الشعير؟

الشعير نبات عشبي حولي من الفصيلة النجيلية، ويعتبر من أقدم الحبوب التي استعملها الإنسان في الغذاء، حيث وجدت آثار لاستعماله غذائيا منذ العصر الحجري، تعود إلى حوالي عام 23000 قبل الميلاد.

يحتل الشعير المرتبة الرابعة في تصنيف أكثر الحبوب زراعة حوال العالم، حيث يأتي بعد الأرز والقمح والذرة.

تصبح حبوب الشعير صالحة للأكل بعد تنقيتها من الشوائب والألياف والقشرة الخارجية، وتظل محتفظة بالنخالة وجنين الحبة.

يستعمل الشعير كمادة غذائية للإنسان بصور مختلفة، في صناعة الجعة والخبز وشراب الشعير وحساء الشعير، والكثير من المأكولات الشعبية كالتلبينة والسويق والعصيدة، كما يستعمل كعلف للحيوانات أيضا.

بعد تنقية الشعير وتقشيره يصبح جاهزا لعملية الطحن، والتي ينتج عنها دقيق الشعير، وهو دقيق فاتح اللون وأخف من دقيق القمح، كما أن لونه أغمق منه.

القيمة الغذائية لطحين الشعير

طحين الشعير أو دقيق الشعير هو ناتج طحن حبوب الشعير المنقاة، وتحتوي كل 100 غرام منه على:

  • 345 سعرة حرارية.
  • 11 غرام من البروتين.
  • 10 غرام من الألياف.
  • 75 غرام من الكربوهيدرات.
  • 0.8 غرام من السكر.

كما يحتوي الشعير على العديد من الفيتامينات والمعادن أهمها الحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والفسفور والزنك، وحامض الفوليك والنياسين والثيامين وفيتامين ب6.

فوائد طحين الشعير

جميع الدراسات والأبحاث التي جرت على الشعير، كانت تتعلق بحبوب الشعير واستعمالاتها الطبية، ولا تتوافر دراسات كافية عن طحين الشعير.

ولكن بما أن دقيق الشعير هو ناتج طحن الحبوب، فإن فوائده هي ذاتها فوائد حبوب الشعير، وللشعير فوائد متعددة لأجهزة الجسم المختلفة نذكر منها:

الشعير لإنقاص الوزن

يأتي إنقاص الوزن الزائد على رأس قائمة الاستعمالات الشهيرة للشعير وطحينه، وواقع الأمر أن هذا صحيح.

فالشعير منخفض السعرات الحرارية، كما أنه يستغرق وقتًا كبيرًا في عملية هضمه، مما يدعم الشعور بالامتلاء وعدم الرغبة في تناول الطعام، واحتوائه على الألياف يقلل من امتصاص الدهون في الأمعاء، وبه السكريات المعقدة التي تعمل على استقرار سكر الدم لفترة مناسبة فيتأخر الشعور بالجوع.

كما أن له خواص ملينة ومدرة للبول تخلص الجسم من الفضلات واختزان السوائل، كل هذا يجعل منه خيارًا مناسبًا لإدراجه ضمن حميات إنقاص الوزن الزائد.

تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية

بالنظر إلى مكونات الشعير نجد أنه وكأنما خلق خصيصًا لحماية القلب، لأن له الخواص الآتية:

الألياف القابلة للذوبان

جميعنا يعلم أهمية الألياف القابلة للذوبان ضمن النظام الغذائي، ومن أهم وظائف تلك الألياف التقليل من عملية امتصاص الدهون الضارة من الأمعاء إلى الدم.

وهذا يسهم في تقليل معدلات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، وتلك من ركائز الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.

ضبط ضغط الدم

يحتوي الشعير على أملاح الصديوم والبوتاسيوم، مما يساهم في حفظ توازن الأملاح داخل خلايا الجسم المختلفة، مما يضمن بقاء ضغط الدم ضمن المعدلات الطبيعية.

وانضباط معدلات ضغط الدم من أهم دعائم الحفاظ على صحة جهاز الدوران.

فيتامين ب6 وحامض الفوليك

ارتفاع هوموسيستين الدم من أهم العوامل المعروفة لزيادة خطر الخثار الدموي وأمراض القلب والشرايين بصفة عامة.

ولكن البشرى السارة عزيزي القارئ أن ارتفاع الهوموسستين ينتج عن نقص عناصر حامض الفوليك وفيتامين ب6، والشعير يحتوي على كليهما.

تقوية جهاز المناعة

جميعنا يعلم دور التغذية في دعم الجهاز المناعي، والشعير ملائم جدا لذلك، لاحتوائه على مضادات أكسدة كالسلينيوم والكولين وألياف البيتاغلوكان وغيرها، ومضادات الأكسدة تلك تحمي الجسم من الأثر الضار لما يعرف بالشوارد الحرة.

كما أن احتواء الشعير على الحديد وحامض الفوليك يقي من الإصابة بأنيميا نقص الحديد التي من أهم مشكلاتها التأثير سلبا على المناعة.

مما يجعل من الشعير غذاءًا مثاليًا لوظائف المناعة، لحماية الجسم من مختلف أنواع العدوى، وكذلك بعض أنواع السرطان كسرطان القولون والمستقيم.

تقوية العظام

اعتقد الناس قديما أن قوة عظام الخيل راجعة إلى تناولها للشعير، ربما يكون هذا صحيحًا.

يحتوي الشعير على عناصر الكالسيوم والمغنسيوم والفسفور والنحاس والزنك، وهي عناصر داعمة لقوة العظام ودعم تمعدن العظم وتطوره.

تنظيم سكر الدم

لطالما نصح الطب البديل والطب الشعبي مرضى السكر بتناول خبز الشعير بدلا من خبز القمح، وهذا رأي صائب تماما.

المؤشر الجليسيمي للشعير منخفض نسبة للقمح، وهذا يبطئ من ارتفاع سكر الدم، ويحسن حساسية خلايا الجسم للإنسولين، مما يقي من سكر النوع الثاني، ويساهم في ضبط السكر عند مستوياته الطبيعية عند المرضى أيضا.

صحة الجهاز الهضمي

الشعير غني بالألياف القابلة للذوبان كما ذكرنا سابقا، ودور تلك الألياف في دعم الجهاز الهضمي مشهور لدى الجميع.

فالألياف تعمل على امتصاص الماء فيزداد حجمها، وتنشط حركة الأمعاء في طرد الفضلات، وهي آلية ملينة معترف بها ويقوم عليها العديد من الملينات الدوائية.

وبهذا فإن الشعير يقي من الإمساك وينظم حركة الأمعاء في طرد الفضلات، كما أنه يقي أيضًا من الإسهال الناتج عن عسر الهضم واضطرابات الأمعاء.

أضرار طحين الشعير

بصفة عامة يمكن اعتبار طحين الشعير آمن للاستعمال الغذائي، فهناك أقوام خبزهم الرئيسي من طحين الشعير، ويقوم الشعير عندهم مقام القمح عند غيرهم.

ولكن هذا لايمنع أن الشعير يمكن أن يتسبب في بعض الآثار الجانبية لبعض الأشخاص، فلا يوجد على وجه الأرض ما هو ليس بسلاح ذو حدين.

ومن أضرار الشعير المحتملة ما يلي:

  • حساسية الغلوتين: فالشعير يحتوي على الغلوتين كسائر الحبوب، وبالتالي فهو غير ملائم لمرضى حساسية الغلوتين، كما أنه قد يثير الحساسية بأنواعها عند بعض الناس.
  • إذا كنت غير معتاد على تناول الشعير، فننصحك بالتدرج في إضافته لنظامك الغذائي حتى يعتاده الجهاز الهضمي، فإضافته المفاجئة بكميات كبيرة قد تسبب اضطرابات هضمية.
  • الشعير غني بالألياف كما ذكرنا، وفائدة الألياف في تقليل الإمساك يمكن أن تتحول إلى النقيض إن كنت مقلًا في شرب الماء، فسينتج عن قلة شرب الماء امتصاص ألياف الشعير للماء من الفضلات، مما يصيبك بالإمساك.
  • استعمال طحين الشعير على الجلد يجب أن يتم بحذر وبعد اختباره على مساحة صغيرة من الجلد، فقد يتسبب وضعه على الجلد في الحساسية والطفح الجلدي.

طرق استعمال طحين الشعير في الطعام

إذا كنت تتسائل عن الطريقة التي يمكنك بها إضافة دقيق الشعير إلى طعامك، فلا داعي للحيرة لأن هناك طرقا متعددة لذلك، وربما كنت تتناوله بالفعل في بعض وصفات الطعام الجاهزة وأنت لا تعلم.

ومن طرق استعمال طحين الشعير:

  • صناعة الخبز.
  • مزجه بأنواع أخرى من الدقيق لصناعة المخبوزات بأنواعها.
  • إضافته كمادة مكثفة للحساء.
  • استعماله مع الحليب الساخن لصنع طبق إفطار صحي أو لصنع مشروب صحي يسمى التلبينة.
  • إضافته إلى اللبن المخفوق والعصائر.
  • إستعماله كبديل للأرز أو البطاطا المسلوقة.

أسئلة شائعة

برغم شهرة حبوب الشعير، إلا أن كثير من الناس تراودهم أسئلة بشأنه سنحاول هنا التعرض لأهمها:

من أين أحصل على طحين الشعير؟

يوجد طحين الشعير جاهزًا للاستعمال في المتاجر والبقالات، كما أنه يمكنك إعداده منزليا بطحن حبوب الشعير المقشور في مطحنة الحبوب، ثم حفظه في وعاء محكم في مكان بارد.

ما الفرق بين دقيق القمح ودقيق الشعير؟

علاوة على أن لكل من القمح والشعير مكونات وقيم غذائية مختلفة، فإن الفارق الرئيسي بينهما أن دقيق القمح في العادة قاصرعلى سويداء الحبة فقط، بينما دقيق الشعير يحتوي على جميع مكونات الحبة الكاملة.

هل الشعير خالي من الجلوتين؟

الشعير يحتوي على الجلوتين كجميع أنواع الحبوب، وبالتالي فهو غير ملائم لمرضى حساسية الجلوتين(السيلياك).

هل خبز الشعير يزيد من الوزن؟

خبز الشعير يستعمل عادة لإنقاص الوزن، لأنه يحتوي نسبة كبيرة من الألياف التي تساعد على الشعور بالشبع لفترة طويلة، فتقلل من كمية الطعام المتناول.
ولكن إذا كانت زيادة الوزن راجعة إلى زيادة تناول الحلويات والسكريات، ففعالية خبز الشعير في إنقاص الوزن بدون الإمتناع عن السكريات لن تكون كبيرة.

والآن عزيزي القارئ نرجو أن يكون الموضوع قد أفادك وأمدك بما تحتاجه من معلومات حول واحد من أشهر الحبوب، ولا ننسى بالطبع تذكيرك بقاعدة ما زاد عن حده انقلب إلى ضده، فآفة كل شىء الإسراف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى