ضعف السمع عند كبار السن

يواجه كبار السن العديد من المشاكل والتحديات، ويعد ضعف السمع عند كبار السن هو أحد أشهر أعراض الشيخوخة.

فنجد أن ما يقرب من ثلث كبار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 60:70 عامًا، وأكثر من 80% ممن هم فوق سن الثمانين يعانون من مشكلة ضعف السمع. ونجد أن الرجال أكثر من النساء معاناة من هذه المشكلة، كما تظهر عليهم الأعراض في وقت مبكر مقارنةً ونظائرهم من النساء.

وفي التالي سنتعرف على هذه الظاهرة بشيء من التفصيل.

ما هي ظاهرة ضعف السمع عند كبار السن؟

ضعف السمع هي واحدة من أشهر الظواهر لدى كبار السن. وهو عبارة عن فقدان تدريجي لحاسة السمع في كلتا الأذنين، قد لا يدركه صاحبه في البداية لكنه سرعان ما يشعر به مع تقدم الوضع. فضعف السمع عند كبار السن غالبًا ما يؤثر على سماع الأصوات العالية النبرة كالضوضاء، ولا يؤثر على الأصوات منخفضة النبرة.

ويجد الشخص في هذه الحالة صعوبة في إجراء المحادثات، أو تلقي المعلومات، كما يمكن أن يؤثر ذلك بشكل ملحوظ على حالته النفسية، وحياته الاجتماعية وعلاقاته مع الآخرين، وعلى حياته العملية.

أنواع ضعف السمع عند كبار السن

يوجد نوعان من ضعف السمع لدى كبار السن وهما:

  1. ضعف السمع الحسي العصبي: تكون هناك مشكلة في تحويل الاهتزازات الميكانيكية لطبلة الأذن إلى إشارات كهربائية في القوقعة وتوصيلها إلى العصب السمعي في المخ، وغالبًا ما يكون السبب في ذلك هو إصابة جهاز كورتي organ of Corti.
    وهذا النوع من ضعف السمع هو الأكثر انتشارًا، ويأتي تدريجياً، ويكون متماثلًا في كلتا الأذنين.
  2. ضعف السمع التوصيلي: غالبًا ما يكون نتيجة مشاكل في الأذن الخارجية أو الأذن الوسطى، والتي تتداخل مع نقل الصوت وتحويله إلى الاهتزازات الميكانيكية اللازمة لعملية السمع.

عوامل الخطورة

هناك عوامل من المحتمل أن تؤدي إلى ضعف السمع عند كبار السن، وهذه العوامل تتمثل فيما يلي:

  • تعاطي الكحوليات: فالإسراف في تعاطي الكحوليات قد يتداخل مع الكثير من العناصر الغذائية وخاصةً فيتامين ب 12.
  • التاريخ العائلي، والعوامل الوراثية.
  • الهرمونات: كالبروجستين progestin حيث يزيد من احتمالية حدوث ضعف السمع.
  • الضوضاء.
  • الجنس: حيث أنه يصيب الرجال بشكل أقوى ويظهر في سن مبكرة عن النساء.
  • بعض الحالات المرضية: كمرض السكري، وتصلب الشرايين، والفشل الكلوي.

أسباب ضعف السمع عند كبار السن

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ضعف السمع عند كبار السن، ومنها:

  • تغيرات في أجزاء الأذن المختلفة بسبب التقدم في العمر مثل التغيرات في:
    • الأذن الداخلية، وهي الأكثر شيوعًا.
    • الأذن الوسطى.
    • المسارات العصبية الموصلة للمخ.
  • التعرض المستمر الضوضاء العالية، كالأصوات الموسيقية وغيرها، حيث يمكن أن تسبب تلف في الأذن الداخلية.
  • فقد المستقبلات الحسية الموجودة في الأذن الداخلية hair cells.
  • تراكم السوائل وشمع الأذن مما يعيق نقل الصوت إلى الأذن الداخلية.
  • تمزق طبلة الأذن بسبب عدوى أو زيادة في الضغط أو وضع أشياء غريبة في الأذن كالمسحات ذات الرؤوس القطنية.
  • بعض الأمراض، كمرض السكري، وارتفاع ضغط الدم.
  • الآثار الجانبية لبعض الأدوية، كأدوية علاج السرطان والالتهابات البالغة.
  • العوامل الوراثية: ليس من الضروري أن تظهر كل الصفات الوراثية عند الولادة، فالبعض يظهر في مراحل مختلفة من العمر.

أعراض ضعف السمع عند كبار السن

هناك بعض الأعراض التي يعاني منها كبار السن عند الإصابة بضعف السمع، وهي كما يلي:

  • عدم سماع كلام الآخربن بوضوح، فقد يبدو خافتًا أو متلعثمًا.
  • يصعب التمييز بين بعض أصوات الضوضاء عالية النبرة.
  • يمكن سماع أصوات الرجال بسهولة وأكثر وضوحًا عن أصوات النساء.
  • يصعب إدراك الكثير من الكلام أثناء المحادثات؛ وبالتالي يصعب فهمها خاصةً في حالة وجود ضوضاء.
  • غالبًا ما يطلب الشخص الذي يعاني من ضعف السمع تكرار الكلام ممن يحادثه.
  • بعض الأصوات قد تكون مزعجة لكبار السن.
  • طنين في إحدى الأذنين أو كلتيهما.

هذه الأعراض ليست خاصة بضعف السمع فحسب، بل قد تتشابه مع الكثير من أعراض الأمراض الأخرى التي تؤثر على الأذن؛ لذا يجب استشارة الطبيب لمعرفة السبب.

تشخيص ضعف السمع

لتشخيص ضعف السمع يجب التوجه للطبيب المختص عند ملاحظة الأعراض السابق ذكرها. 

يتم تشخيص ضعف السمع عن طريق فحص الأذن الخارجية وطبلة الاذن باستخدام منظار الأذن؛ للعثور على أي أجسام غريبة أو تراكم الشمع أو الإصابة بأي التهابات أو عدوى أو ملاحظة تلف في طبلة الأذن.

كما يمكن عمل مقياس للسمع لكل أذن على حدة؛ ليبين هل هناك فقدان في السمع أم لا ويحدد درجته.

وإذا كان الشخص يعاني من فقدان السمع الحسي العصبي فجأةً؛ فيطلب منه عمل تصوير بالرنين المغناطيسي مع الجادولينيوم لتحديد السبب الأساسي.

علاج ضعف السمع عند كبار السن 

الهدف من العلاج يكون مساعدة كبار السن على تحسين جودة الحياة الخاصة بهم ومنع سرعة فقدان السمع لديهم. ويكون ذلك من خلال تجنب عوامل الخطورة خاصةً الابتعاد عن الضوضاء، كما يمكن استخدام بعض الأجهزة الإلكترونية التي تعمل على تكبير الصوت لتنبيه ومساعدة ضعاف السمع.

ويمكن اللجوء للتدخل الجراحي لزراعة القوقعة وهي نوع من الأجهزة السمعية التي تعمل على خلق إشارت كهربية يمكن للمخ أن يتعرف عليها.

الأسئلة الشائعة

هل يمكن الوقاية من حدوث ضعف السمع عند كبار السن؟

يمكن الوقاية من حدوث ضعف السمع عند كبار السن من خلال تجنب عوامل الخطورة خاصةً الضوضاء. كما أظهرت بعض الأدلة أن حمض الفوليك وأحماض الأوميجا 3 قد تؤدي إلى تثبيط مستوى انخفاض السمع. وعلى النقيض نجد أن زيادة الموموسيستين تعمل على سرعة فقدان السمع وضعفه وتزيد من حدته.

كيفية التحدث مع شخص يعاني من ضعف السمع

عزيزي القاريء سأقدم لك بعض النصائح التي يمكنك استخدامها عند التحدث مع أحد ضعاف السمع، وهي كالآتي:

  • حينما تكونون في محادثة جماعية اخلق بعض النقاط الحوارية لإشراك الأشخاص ضعاف السمع معكم في الحوار.
  • ابحث عن مكان هادئ للمحادثة بينكم بعيدًا عن الضوضاء خاصة في المطاعم والأماكن العامة.
  • قف مقابل الشخص وجهًا لوجه في إضاءة جيدة واستخدم التعبيرات الجسدية وتعبيرات الوجه؛ حتى تساعده في فهم الحوار.
  • تحدث بصوت أعلى قليلًا عن المعتاد لكن لا تصرخ في وجهه.
  • تحدث بسرعة متوسطة.
  • لا تأكل أو تخفي فمك عند التحدث لأحد ضعاف السمع.
  • عند صعوبة فهمه لما تقول، حاول استخدام كلمات أخرى.
  • احرص على عدم تحدث أكثر من شخص في آنٍ واحد.
  • كن صبورًا عند التحدث إليهم وإيجابيًا لدعمهم عند شعورهم بالإحباط.

وفي النهاية عزيزي القاريء يمكننا القول أن ضعف السمع المرتبط بالتقدم في العمر هي حالة دائمة لا يمكن استعادة سمعه الطبيعي عند العلاج منها. كما أن ضعف السمع عند كبار السن ليس مجرد مرض عضوي؛ لكن قد تكون له آثار نفسية واجتماعية تؤثر على الشخص وعلى حياته اليومية. قد يتسبب ضعف السمع في عزلة الشخص وإحباطه؛ لذا فالدعم النفسي وسرعة استخدام وسائل العلاج وتجنب عوامل الخطورة ضرورية لعدم تدهور حالته. كن صبورًا معه وساعده في فهم حديثك.

زر الذهاب إلى الأعلى