صديد اللوز | الأعراض والأسباب وطرق العلاج
اللوزتان هما نسيج رخو بيضاوي الشكل تقعان أخر اللسان وأعلى الحلق، تكوينهما يشبه العقد الليمفاوية لذلك هما جزء من الجهاز المناعي للجسم، في بعض الأحيان قد يعاني الشخص من آلام في اللوز بسبب الإصابة بأحد الأمراض التي تصيب اللوز، إذا كانت الإصابة متكررة ينصح الطبيب باستئصالهما، ومع ذلك استئصال اللوز لا يُضعف جهاز المناعة إذ تقل الوظيفة المناعية للوز بعد البلوغ بشكل طبيعي فلا تشكل تأثيرًا يذكر.
في هذه المقالة سنذكر أحد الأمراض التي تصيب اللوزتين وهو صديد اللوز، سنذكر أعراضه وأسبابه وطرق علاجه.
ما هو صديد اللوز؟
صديد اللوز أو صديد مجاورات اللوز أو الخراج اللوزي أو بالإنجليزية peritonsillar abscess، هو تجمع للقيح داخل جيوب بجانب اللوز، ويظهر الصديد كمؤشر لمضاعفات التهاب اللوز الذي يحدث نتيجة عدوى بكتيرية تُصيب اللوز تسبب التهاب وتورم اللوز.
قد يظهر الصديد على هيئة خطوط أو نقط بيضاء على سطح اللوز، ولكن هناك أسباب أخرى لظهور هذه البقع أو الخطوط البيضاء مثل وجود عدوى فيروسية أو حصوات اللوز، لذلك يجب التوجه للطبيب لإجراء الفحوصات ومعرفة السبب ووصف العلاج المناسب.
هل إلتهاب اللوزتين مرض معد؟
من الأسئلة الشائعة حول المرض هي هل هو معدٍ؟ والإجابة نعم، يعُد قيح اللوز مرض معدي، فالبكتيريا المسببة له تنتقل عن طريق العطس والكحة واستخدام الأدوات الشخصية للشخص المصاب أو التعامل معه عن قرب.
الأعراض
قد تُصاب إحدى اللوزتين فقط بالالتهاب وخراج مجاورات اللوز، وتشمل أعراض قيح اللوز الآتي:
- التهاب حاد بالحلق.
- صعوبة وألم أثناء البلع وفتح الفم.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- سعال.
- صداع.
- تورم الغدد الليمفاوية.
- تغيرات في الصوت (بحة في الصوت أو صوت مكتوم).
- ألم في الأذن التي تجاور الخراج.
- رائحة نفس كريهة.
- سيلان اللعاب، لصعوبة البلع.
- ألم بالمعدة.
وتتشابه هذه الأعراض مع أعراض التهاب اللوزتين، لذلك يجب التوجه للطبيب عند ظهور هذه الأعراض للفحص وتجنب المضاعفات.
أسباب صديد اللوز
- السبب الشائع لقيح اللوز هو التهاب اللوزتين، إذا لم يُعالج الالتهاب منذ البداية تنتشر العدوى إلى الخلايا المجاورة فيتكون الصديد ويتجمع في جيوب.
- عدوى الأسنان والتهاب اللثة أيضًا أحد أسباب قيح اللوز، ونادرًا ما يصاب الشخص بقيح اللوز دون وجود عدوى ولكنه قد يحدث، إذ يكون نتيجة التهاب غدد ويبر التي تقع تحت اللسان وتفرز اللعاب.
- داء كثرة الوحيدات (mononucleosis)، وهو مرض يسببه فيروس ايبشتن-بار وهو أحد أنواع فيروسات الهربس وينتقل باللعاب، ومن أعراضه التهاب الحلق وتورم الغدد الليمفاوية.
علاج صديد اللوز
ويشمل علاج قيح اللوز عدة أقسام، إذ يشمل العلاج الدوائي والتدخل الجراحي، فيما يلي سنعرض طرق العلاج والأسئلة الشائعة.
العلاج الدوائي
- المضادات الحيوية
يصف الطبيب مضادات حيوية لعلاج العدوى البكتيرية مثل الأموكسيسلين والبنسلين والسيفالوسبورين والكلينداميسين، وقد تكون أقراص أو حقنة وريدية، ويُعد البنسلين هو أفضل مضاد حيوي لتلك الحالة إذا كان المريض لا يعاني من حساسية البنسلين.
- أدوية مساعدة
إذ يصف الطبيب بجانب المضاد الحيوي بعض المسكنات لتخفيف الألم وبعض مضادات الالتهاب لعلاج التورم، وإذا كان الالتهاب شديدًا ويصعب على المريض تناول الطعام والشراب قد يصف الطبيب بعض المحاليل الوريدية لتجنب الجفاف.
التدخل الجراحي
غالبًا ما يحتاج خراج مجاورات اللوز إلى تدخل جراحي بسيط، إذ يفتح الطبيب شق صغير في الجيب باستخدام مشرط لإخراج الصديد لتجنب انفجار الجيب أو انغلاق مجرى التنفس، وفي حالة الإصابة المتكررة بصديد اللوز ينصح الطبيب باستئصال اللوز لتجنب العدوى مرة أخرى.
مضاعفات صديد اللوز
عادًة تظهر المضاعفات على الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة مثل مرضى الإيدز والسرطان ومن يتناولون أدوية تثبيط المناعة، أو إذا لم يُعالج قيح اللوز في بداية المرض، وتتمثل المضاعفات في:
- انسداد مجرى التنفس.
- التهاب رئوي، ويحدث ذلك عند انفجار أحد الجيوب الصديدية وخروج الصديد وانتقاله إلى الرئة.
- عدوى بكتيرية في الفك والرقبة.
- الإصابة بالجفاف نتيجة صعوبة البلع.
- تجمع السوائل حول الرئة والقلب.
- التهاب التامور.
- إنتان أو تعفن الدم، وهو خروج البكتريا المسببة للصديد إلى مجرى الدم.
- الالتهاب السحائي.
هذه المضاعفات هي ما تجعل مرض صديد اللوز خطير لا يجب أن يُستهان به، بل يجب علاجه في بداية الإصابة، وهي ما تجعل الطبيب يلجأ لاستئصال اللوز إذا كانت الإصابة متكررة.
طرق الوقاية
تكمن الوقاية من مرض صديد اللوز في التشخيص والعلاج المبكر لالتهاب اللوز، خاصةً إذا كان نتيجة عدوى بكتيرية لتجنب انتقال العدوى للخلايا المجاورة وتكوين الصديد.
يُنصح أيضًا بتجنب التدخين والاهتمام بنظافة الفم وتجنب مشاركة الأدوات الشخصية.
الأسئلة الشائعة
هل هناك علاج منزلي لصديد اللوز؟
هناك الكثير من الوصفات والعلاجات المنزلية المنتشرة مثل الغرغرة بماء فاتر وملح، والإكثار من شرب السوائل الدافئة وتجنب الكافيين والدخان، ولكن هذه الوصفات لا تعالج صديد مجاورات اللوز ولكن يمكن أن تُفيد في حال الشعور بألم في الحلق لتخفيف الأعراض، في حالة خراج مجاورات اللوز يجب التوجه للطبيب لإخراج الصديد من الجيوب ووصف العلاج المناسب.
ويمكن تنفيذ هذه الوصفات مع العلاج للمساعدة في تخفيف حدة الأعراض، لكن لا يمكن الاعتماد عليها فقط.
كم يستغرق علاج تقيح اللوز؟
منذ بداية العلاج متوقع أن تختفي الأعراض في خلال خمسة إلى سبعة أيام.
هل قيح اللوز يسبب ألم بالمعدة؟
نعم، بلع الصديد الناتج من الخراج ونزوله في المعدة يسبب آلام بالمعدة، وقيء في بعض الأحيان خاصةً عند الأطفال.
هل يؤثر صديد اللوز على القلب؟
نعم، فعدم علاج تقيح اللوز وانتقال البكتيريا المسببة له يؤدي إلى إصابة القلب بمرض التهاب التامور (pericarditis)، والتامور هو غشاء يشبه الكيس يحيط بالقلب، يساعد على تثبيت القلب في مكانه ويمنع احتكاك القلب بالأنسجة المحيطة.
يتكون غشاء التامور من طبقتين يفصل بينهما كمية بسيطة من السائل التي تساعد على تقليل الاحتكاك، قد يؤدي عدم علاج تقيح اللوز إلى زيادة كمية السائل المحيط بالقلب فيؤثر على عمل القلب.
هل يمكن إزالة الصديد باليد؟
لا تحاول فعل ذلك مطلقًا، فإزالة الصديد باليد قد يزيد الحالة سوءًا، ويزداد الألم والالتهاب، الطبيب المختص فقط هو من يقوم بفتح الجيب وإزالة الصديد.
متى يجب التوجه للطبيب؟
- عند وجود آلام شديدة في الحلق تعيق تناول المريض للطعام والشراب.
- عند وجود ارتفاع في درجة الحرارة.
- إذا كان هناك صعوبة في التنفس.
- عند حدوث تغيير في الصوت.
- إذا لم تتحسن الأعراض أثناء تلقي العلاج بعد مرور يومين أو ثلاثة أيام.
ختامًا، تُعد اللوزتان هما خط الدفاع الأول أمام البكتريا والفيروسات التى تدخل الجسم من الفم، وتكون الوظيفة المناعية لهما أهم في فترة الطفولة وتقل تدريجيًا كما ذكرنا سابقًا عند سن البلوغ، وقد يُفسر ذلك كثرة إصابة الأطفال بالتهاب اللوز أكثر من الكبار، وتكمن خطورة التهاب وصديد اللوز في المضاعفات التي تنتج إذا لم تُعالج في بداية المرض، لذلك يجب الاهتمام بعلاج المرض مبكرًا.