شرايين القلب وأكثر الأمراض تسببًا في الوفاة

القلب هو العضو المغذي لجميع أعضاء الجسم الأخرى، بالإضافة إلى تغذيته نفسه، وهذا سيكون محور حديثنا اليوم ألا وهو شرايين القلب. يمكننا وصف القلب بموتور أو محرك الجسم حيث يقوم بضخ الدم اللازم لتغذية كل خلية من خلايا الجسم فيمنحها الحياة، ويجعلها تؤدي دورها بشكل سليم.

وكسائر أجزاء الجسم فإن القلب يعد أحد أهم أعضاء الجسم حيث لا يقوم الإنسان بدونه لذا فإنه لابد من تغذيته أيضًا تغذية سليمة تمكنه من ضخ الدم بسرعة وكفاءة منتظمة. فهيا نتعرف معًا على شرايين القلب وكيفية عملها.

مما يتكون القلب؟

عزيزي القارئ، قبل الحديث عن شرايين القلب دعنا نتعرف معًا بشكل سريع عن تركيب القلب. القلب عضو في حجم قبضة اليد، يتكون من أربع حجرات: أذين وبطين، يمينًا ويسارًا ويفصلهما جدار، وصمامات بين كل أذين وبطين بحيث تكون ثنائية يسارًا وثلاثية يمينًا، وله رأس وقاعدة.

يخرج من هذا القلب الأوردة والشرايين المسؤولة تغذية الجسم حيث يخرج من الشريان الأورطي من البطين الأيسر والوريد الرئوي من البطين الأيمن، ويصب به كلًا من الوريد الأعظم العلوي والوريد الأعظم السفلي في الأذين الأيمن وأربعة أوردة رئوية تصب في الأذين الأيسر.

ما هي شرايين القلب؟

في الطبيعي أن لقلب كل إنسان ثلاثة شرايين تاجية رئيسية: الشريان التاجي الأيمن والشريان التاجي المنعطف الأيسر والشريان التاجي الهابط الأمامي الأيسر، وتتفرع هذه الشرايين بحيث تحيط بالقلب ويمكنها تغذية جميع أجزائه، لذا سميت شرايين القلب بالشرايين التاجية.

فالشريان التاجي الأيمن ويبلغ من الطول ما بين 12 إلى 14 سم، وينقسم إلى ثلاثة أجزاء جزء قريب ومتوسط وجزء بعيد. كما يقوم بتغذية الجانب الأيمن من القلب عن طريق تغذية كلًا من الأذين الأيمن والبطين الأيمن والحاجز بين الأذينين الأيمن والأيسر بالإضافة إلى جزء من الأذين الأيسر والثلث الخلفي السفلي من الحاجز بين البطينين وجزء من الجانب الخلفي للبطين الأيسر.

أما الشريان التاجي الأيسر: فطوله لا يتعدى من 2 سم إلى 4 سم وسرعان ما ينقسم إلى الشريان التاجي المنعطف الأيسر والشريان التاجي الهابط الأمامي الأيسر.

الشريان التاجي الهابط الأمامي الأيسر يبلغ طوله من 10 إلى 13 سم ويتفرع ليغذي أغلب الحاجز بين البطينين.

الشريان التاجي المنعطف الأيسر يبلغ طوله من 5 إلى 8 سم ويتفرع حيث يغذي السطح السفلي للقلب.

وهذا هو التركيب الطبيعي لأغلب البشر حيث تكون الغالبية و الهيمنة للشريان التاجي الأيمن، وقد تكون الهيمنة للشريان التاجي الأيسر لدى بعض الناس، وقد تكون بالتساوي بين الاثنين.

أمراض شرايين القلب

تعد أمراض شرايين القلب هي السبب الأشهر لحالات الوفيات على مستوى العالم، لذا فالحديث عنها يحصل على قدر كبير من الأهمية للحفاظ على الأشخاص المعرضين لها للتأكد من سلامتهم الصحية.

أعراض أمراض شرايين القلب التاجية

تتمثل الأعراض الأساسية لأمراض شرايين القلب التاجية في الآتي:

  • آلام في الصدر أو كما يعرف بالذبحة الصدرية.
  • صعوبة في التنفس.
  • آلام في جميع الجسم.
  • شعور بهمدان في الجسم.
  • التعرق.
  • غثيان وشعور بالدوار.

جدير بالذكر أن هذه الأعراض قد تختلف درجة حدتها من شخص لآخر، وليس من الضروري ظهور جميع الأعراض على الشخص بل قد لا تظهر عليه أية أعراض.

أسباب أمراض شرايين القلب التاجية

عندما يقال أن شخصًا ما مصاب بأحد أمراض شرايين القلب التاجية، فهذا معناه أن قلب هذا الشخص تعرض لقلة أو انقطاع الإمداد الدموي للقلب الذي يحصل عليه من الشرايين التاجية نتيجة ترسب وتراكم الدهون في هذه الشرايين مما يؤدي إلى تضيقها أو انسدادها. ومع مرور الوقت وترسب الدهون بغير علاج يمكن أن تصاب هذه الشرايين بما يعرف بتصلب الشرايين وفي هذه الحالة تصبح غير قادرة على أداء وظيفتها مما قد يؤدي إلى حدوث قصور في عضلة القلب. وإن كنت تتساءل عزيزي القارئ عما قد يسبب هذه الحالة من ترسب الدهون في شرايين القلب فإليك بعض الأسباب:

  • بعض الأنماط الحياتية للشخص كالتدخين والأكل الغير صحي والحياة المفتقرة للحركة وشرب الكحوليات بكميات كبيرة.
  • تصلب الشرايين.
  • أمراض السمنة.
  • ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • مرض السكري.
  • بالإضافة إلى العوامل الوراثية وعامل السن حيث أن هذه الأمراض تكون أكثر شيوعًا في كبار السن.

واعلم عزيزي القارئ أن هذه الأشياء تجعل صاحبها أكثر عرضة لأمراض شرايين القلب من غيره، ولكن ليس بالضرورة أن من لديه أحد هذه الأسباب يصاب بأمراض شرايين القلب، كما يمكن أن يصاب بها شخص ليس لديه أي من هذه الأسباب.

تشخيص أمراض شرايين القلب التاجية

إذا شعرت بأيٍ من الأعراض السابق ذكرها فعليك التوجه للطبيب للتأكد من سلامة قلبك، وإذا كان من الطبيب شك في أحد أمراض شرايين القلب التاجية فسيطلب منك إجراء بعض الفحوصات اللازمة للتأكد من حالتك الصحية، وقبل ذلك سيقوم بسؤالك عن حالتك الصحية الحالية وتاريخك المرضي وتاريخ عائلتك المرضي، أما الفحوصات فستكون كالتالي:

  • فحص الدم وبصفة خاصة نسبة الكوليسترول به.
  • رسم القلب ECG.
  • مخطط صدس القلب echocardiogram.
  • اختبار الإجهاد.
  • مسح النويدات المشعة.
  • الأشعة المقطعية.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي.
  • تصوير الأوعية التاجية بالصبغة.

ولا تقلق عزيزي القارئ فلن يطلب منك الطبيب كل هذه الفحوصات، ولكن سيطلب فقط ما تستلزمه حالتك.

علاج أمراض شرايين القلب التاجية

علاج أمراض شرايين القلب التاجية ليس الغرض منه الشفاء من هذه الأمراض ولكنه يعمل على تخفيف الأعراض والتقليل من احتمالية حدوث مضاعفات وفي التالي سوف نتعرف على طرق العلاج المختلفة:

  • إحداث تغييرات في نمط الحياة، مثل:
    • ممارسة الرياضة بانتظام، حيث تعمل الرياضة على تقوية عضلة القلب وتجعلها تضخ الدم بجهد أقل.
    • الأكل الصحي: فعلى هؤلاء الأشخاص الإكثار من الألياف كالفاكهة والخضروات، والابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على دهون مشبعة كالسمن والكعك واستبدالها بأخرى تحتوي على دهون غير مشبعة كالأسماك والأفوكادو وزيت الزيتون، وعليهم أيضًا تقليل ملح الطعام بحيث لايزيد عن 6 جرامات في اليوم للحفاظ على ضغط الدم، وتقليل السكريات للحفاظ على مستوى السكر في الدم.
    • الإقلاع عن التدخين.
    • تجنب التعرض لمواقف الضغط النفسي.
    • الحفاظ على وزن صحي.
    • التحكم في مستوى السكر والكوليسترول في الدم.
    • التقليل من الكحوليات.
  • استخدام بعض الأدوية تحت إشراف الطبيب، حيث يختلف الدواء المستخدم باختلاف الحالة، مثل:
    • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACEIs)، وهذا الدواء يستخدم مع أصحاب الضغط المرتفع حيث يمنع اختناق الأوعية الدموية وينظم تدفق الدم في الجسم.
    • أدوية سيولة الدم كالأسبرين حيث تعمل على تقليل تجلط الدم وبالتالي تحمي الشرايين من الانسداد.
    • حاصرات مستقبلات بيتا (beta blockers).
    • حاصرات قنوات الكالسيوم (calcium channel blockers).
    • النيترات (nitrates)، وتعمل هذه الأدوية على توسيع الأوعية الدموية.
    • مدرات البول (diuretics)، وتقوم بتخليص الجسم من الماء والأملاح الزائدة عن حاجته.
    • العقاقير المخفضة للكوليسترول (statins)، وتعمل هذه الأدوية على تقليل نسب الكوليسترول عن طريق منع تكونه في الكبد.
  • التدخل الجراحي، مثل:
    • عملية قسطرة الشريان التاجي: حيث تكون باستخدام بالون أو دعامات تقوم بتوسيع الأوعية المسدودة أو المختنقة. 
    • عملية زرع القلب: وهذا الحل يتم اللجوء إليه عندما يكون القلب غير قادر على أداء وظيفته في ضخ الدم، ويكون الدواء غير فعال في علاجه.

الأسئلة الشائعة

هل يتسبب الضغط النفسي في انسداد شرايين القلب؟

الضغط والتوتر العصبي يمكن أن يتسببا في أمراض شرايين القلب حيث يؤدي كلًا منهما إلى زيادة لذوجة الصفائح الدموية وبالتالي تصبح قابلة لتكون الجلطات التي قد تتسبب في انسداد شرايين القلب أو قد يسببا إفراز المواد الكيميائية المسببة لتضيق واتقباض الشرايين وبالتالي تحدث قلة أو انقطاع في الإمداد الدموي للقلب.

ما هي السن الأكثر عرضة لأمراض شرايين القلب؟

كبار السن من 60 عاماً فأكثر يعتبرون أكثر الفئات العمرية عرضة لأمراض القلب وأمراض الشرايين التاجية وخاصةً عندما يكونون مصابين بأحد الأمراض التي تجعلهم عرضة لذلك مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري.

وفي الختام عزيزي القارئ دعني أخبرك أن عليك المحافظة على أنماط حياة صحية من حيث الرياضة، والأكل الصحي، والابتعاد عن التدخين والكحوليات؛ حتى تنعم بصحة جيدة خالية من أمراض شرايين القلب وغيرها من الأمراض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى