سوء التغذية عند الأطفال | أسبابها وأعراضها وطرق العلاج

سوء التغذية عند الأطفال ظاهرة تؤدي إلى وفاة عدد كبير من البشر وخصوصًا في الدول النامية. فبحسب الإحصاءات فإن 53% من إجمالي وفيات الأطفال ناجمة عن سوء التغذية ويعاني حوالي ربع أطفال العالم من سوء التغذية. وتزداد أعدد الوفيات بسبب عدم استخدام الأنظمة الغذائية وغياب التثقيف والحروب والصراعات وغيرها من الأسباب.
في هذا المقال نسترسل في شرح الظاهرة من حيث أعراضها وأسبابها وكيفية التشخيص والأمراض التي تتسبب فيها وطرق العلاج وأهم خطوات الوقاية من الإصابة.
تعريف سوء التغذية عند الأطفال
تعريف سوء التغذية لا يشتمل على كمية الغذاء التي يحصل عليها الطفل، وإنما المقصود به: عدم إتباع نظام صحي منظم لدى الأطفال، وافتقار جسم الطفل لنسبة كبيرة من السعرات الحرارية اللازمة. بالإضافة إلى استهلاك الأطعمة غير الصحية التي يقل بها نسبة البروتينات والطاقة التي يحتاجها جسم الطفل.
الأعراض
يظهر على الأطفال المصابين بسوء التغذية عدة أعراض منها:
- الضعف.
- الإرهاق.
- التعب من أقل مجهود.
- النقص في الوزن.
- توقف النمو.
- صعوبات التعلم.
- الإصابة بالدوار
- اللامبالاة
- تقلص حجم العضلات
وينبغي عند ملاحظة هذه الأعراض على طفلك سرعة التوجه لأقرب عيادة أو مستشفى حفاظاً على صحته وتفاديًا للأضرار المحتمل حدوثها عند تأخر الكشف.
أسباب سوء التغذية عند الأطفال
تتنوع الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الأطفال بسوء التغذية دعونا نذكرها:
- ضعف النظام الغذائي المتبع لدى الطفل ولا يتم تصنيف قوة أو ضعف النظام على حسب كمية الطعام أو زيادته، إنما في فعالية المواد التي يحتوي عليها.
- تدهور الحالة الاجتماعية مثل الخلافات الأسري.
- ضعف صحة الأم أو وجود مشاكل صحية مثل ضعف المناعة أو مشكلة في لبن الطفل.
- الظروف الاقتصادية مثل ضعف العائد المادي.
- نشوب الحروب والصراعات التي تؤدي إلى نزوح عدد كبير من السكان وفي مقدمتهم الأطفال.
هذه أهم وأكثر الأسباب انتشارًا في عالمنا الحالي.
التشخيص
قد تكون في بعض الأحيان عملية التشخيص معقدة خاصة في الدول النامية. ويتم التشخيص بواسطة شريط القياس الورقي “MUAC ” مصنوع من مادة PP (نوع من أنواع البلاستيك) وهو شريط بعرض 20 ملم.
يمكن استخدام اختبار MUCA على الأطفال من سن 12 شهر حتى سن 59 شهر، ويمكن استخدام أيضاً لدى الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم ستة أشهر ويكون طولهم 65 سم. معظم أشرطة القياس الورقية ” MUAC ” بها ثلاث أماكن ملونة وعن طريقها يتم تحديد حالة الطفل الغذائية.
عند الاستخدام يتم وضع الشريط حول منتصف ذراع الطفل فإذا كان قياس الشريط:
- في المنطقة الخضراء (من 12سم إلى 21سم) يعني أن تغذية الطفل تغذية سليمة.
- المنطقة الصفراء (من11سم إلى 12.5سم) يعني أن الطفل معرض لخطر سوء التغذية.
- المنطقة الحمراء (أقل من 11سم) يعني أن الطفل يعاني من سوء التغذية الحاد.
حاليًا يتم العمل على تطوير نموذج آخر من شريط القياس للأطفال والبالغين الأكبر سنًا.
أمراض مرتبطة بسوء التغذية عند الأطفال
من الطبيعي أن هؤلاء الأطفال يصابوا بالأمراض أو عند تناول الأطعمة غير الصحية، ومن هذه الأمراض:
- مرض ماراسموس (مرض نقص البروتين والطاقة) ويصيب الأطفال دون سن الخامسة.
- كواشيوركور: مرض نقص حاد للبروتين في الجسم.
- ويمكن الإصابة بمرض السُل في بعض الأحيان.
- إصابة الطفل بالأمراض المناعية.
- الإصابة بالتقزم.
- النكاف ومن أعراضه الشعور بالضعف.
- فقر الدم.
أهم خطوات علاج سوء التغذية عند الأطفال
تتعدد طرق العلاج ولكن أهمها:
- العلاج باستخدام عجينة RUTF وهو عجينة تستخدم في علاج الحالات البسيطة والشديدة المصابة بسوء التغذية والعلاج عباره عن خليط من السكر والزيت النباتي ومسحوق الحليب خالي الدسم مع بعض الفيتامينات والمعادن.
- علاج انخفاض نسبة الجلوكوز في الدم عن طريق تناول الأطعمة التي تحتوي على الجلوكوز، مثل : العنب والتين والبرتقال، ومن المهم جدًا متابعة نسبة السكر لدى الطفل المصاب بانخفاض نسبة السكر.
- حصول الطفل على المضادات الحيوية
- تناول الأطعمة الغنية بالطاقة والبروتينات وذات السعرات الحرارية الكافية.
- استخدام الإماهة و تعرف الإماهة أنها عملية إرجاع المياه التي فقدتها أنسجة الجسم وعلي سبيل المثال تستخدم عند حدوث جفاف لدى الطفل بسبب التعرض للإسهال وتكون الإماهة عن طريق الفم أو عن طريق الحقن الوريدي، وتستخدم بنسب معينة لتجنب الأعراض الجانبية، من هذه الأعراض تضرر القلب.
- تحصين الأطفال ضد مرض الحصبة.
- مد الطفل بالفيتامينات اللازمة خاصة فيتامين ألف والزنك وحمض الفوليك والحديد.
- ولدى الأطفال قليلي الوزن يتم زيادة الوزن عن طريق التأهيل وإتباع نظام صحي.
من المهم جدًا عند إصابة طفلك بمرض سوء التغذية الالتزام بالطرق المضمونة في العلاج.
الوقاية
الوقاية والحذر من الممكن أن توفر علينا المجهود والتكاليف وهناك طرق عدة للوقاية هي:
- الاهتمام ببرامج التثقيف الأسري خاصة للأمهات.
- تغذية الأمهات بشكل صحيح ومضمون.
- تناول الفواكه والخضروات.
- تناول الأطعمة الغنية بالطاقة والبروتين.
وفي النهاية وجب التذكير أن الوقاية خير من العلاج، فعلى المعنيين بالأمر التشديد بشكل أكبر وبقوة على أهمية الالتفات إلى ظاهرة سوء التغذية عند الأطفال. والنظر بعين الحكمة إلى أعداد الوفيات المرتفعة لدى الأطفال والعمل على خفض النسب وإيجاد حلول أكثر.