سلائل القولون | أهم أسباب الإصابة وطرق تشخيصها وعلاجها

القولون هو جزء من الأمعاء الغليظة، وأكبر أجزاء الجهاز الهضمي. ويصاب القولون بالعديد من الأمراض منها سلائل القولون (colon polyps)، والتي تعرف أيضًا ببوليبات القولون، أو زوائد القولون، أو اللحمية في القولون. وتتكون هذه السلائل عند حدوث خلل في النمو الطبيعي للخلايا. ويرجع الاهتمام بسلائل القولون إلى ارتباطها بالإصابة بسرطان القولون، وهو ثاني أنواع السرطان المهدد للحياة.

ما هي سلائل القولون؟

هي مجموعة من الخلايا التي تتكون على الطبقة الداخلية المبطنة للقولون. وقد تنتشر في شتى أنحائه. وتتباين زوائد القولون في الحجم فمنها الصغيرة التي لا تتجاوز بضع ملليمترات، والكبيرة التي قد تصل إلى عدة سنتيمترات.

تتخذ السلائل عدة أشكال، فقد تكون مسطحة، أو بارزة تشبه المطب وتدعى سليلة لاطئة، أو على ساق قصيرة وتدعى سليلة مُسوقة (تشبه الفطر أو القرنبيط). ومعظم هذه السلائل لا تسبب خطرًا على الحياة. ولكن بمرور الوقت قد تتحول بعضها إلى خلايا سرطانية. وقد تهدد الحياة إذا اكتشفت في مراحل متأخرة.

أنواع سلائل القولون

تختلف سلائل القولون في أحجامها وأعدادها وطبيعتها. وتنقسم إلى ثلاثة أنواع:

  • سلائل مفرطة التنسج: وهي سلائل غير ضارة ولا تتحول إلى خلايا سرطانية.
  • سلائل غدية: وهي الأكثر شيوعًا للتسبب بسرطان القولون. وليس جميعها سرطانيًا، ولكن يوجد احتمال لتحولها. وتختلف في الشكل بناءً على طريقة نموها. ويقسمها الأطباء إلى أنواع فرعية بناءً على أنماط نموها كالتالي:
    • سلائل غدية أنبوبية.
    • سلائل غدية زغابية.
    • سلائل غدية مقعدة.
    • سلائل غدية مسننة.
    • السلائل الخبيثة: بفحصها تحت المجهر يتبين وجود خلايا سرطانية.

أعراض سلائل القولون

لا تسبب سلائل القولون الشعور بأي أعراض، لذلك يعد تنظير القولون دوريا أمرًا هامًا. ولكن قد تظهر بعض الأعراض التي تتشابه مع أعراض حالات مرضية أخرى، لذلك يجب استشارة الطبيب في حالة الشعور بأي عرض من الأعراض التالية:

  • نزف شرجي: قد يكون بسبب وجود السلائل، أو الإصابة بسرطان القولون. وقد يكون بسبب حالات أخرى مثل البواسير أو الشق الشرجي.
  • تغير لون البراز: قد يؤدي وجود الدم في البراز إلى تغير لونه للون القاتم. وقد يظهر على شكل خطوط حمراء، أو يتغير لونه إلى اللون الأسود. ولكن قد يرجع سبب التغير لون البراز أيضًا إلى تناول أدوية معينة، أو طعام، أو مكملات غذائية.
  • تغير عادة التبرز المعتادة: قد يصاب المريض بإمساك أو إسهال لمدة تزيد عن أسبوع. ويكون ذلك بسبب وجود سلائل كبيرة الحجم في القولون، أو الإصابة بسرطان القولون. ولكن قد يكون ذلك لأسباب أخرى.
  • الشعور بالألم: إذا وُجدت سليلة كبيرة الحجم، قد تعرقل حركة الأمعاء مما يؤدي إلى الشعور بالألم والتشنجات في القولون.
  • فقر الدم بسبب نقص الحديد: من الممكن أن تسبب السلائل حدوث نزف بسيط مزمن غير ملحوظ مما يؤدي إلى نقص الهيموجلوبين. وبالتالي الإصابة بفقر الدم والشعور بقصر النفس.
  • غثيان وقيء: في حالة الإصابة بسلائل كبيرة الحجم.
  • نقص الوزن في بعض الأحيان.

هل جميع سلائل القولون سرطانية؟

ثبت أن معظم سرطانات القولون يكون بسبب السلائل. ولكن الغالبية العظمى من زوائد القولون ليست سرطانية أو مرحلة ما قبل سرطانية.

السلائل التي لا تتحول غالبًا إلى سرطان هي السلائل الصغيرة مفرطة التنسج، والسلائل الالتهابية، وسلائل الأورام العابية. والسلائل التي قد تتحول إلى أورام تدعى سلائل غدية. وهي أكثر أنواع السلائل التي تتسبب في الإصابة بسرطان القولون. وكلما زاد حجم السليلة الغدية، كلما زادت فرصة تحولها إلى سرطان أو مرحلة قبل السرطان. وتُزال هذه البوليبات بالتنظير لصعوبة معرفة نوعها خلال الفحص، ثم تُرسل إلى المختبر لفحصها.

وتشير النظريات الحديثة إلى أن السلائل الغدية الصغيرة قد تستغرق نحو عشر سنوات لتتحول إلى أورام خبيثة. لذلك ينصح الأطباء بالخضوع لتنظير القولون بانتظام كل عشر سنوات. ويجب أن يكون التنظير على فترات أقصر لبعض الفئات مثل الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بأحد أمراض الأمعاء الالتهابية، أو سرطان القولون سواءً كان السرطان بسبب السلائل أم لا.

أسباب الإصابة بسلائل القولون

في الحالات الطبيعية، تنمو الخلايا وتنقسم بطريقة منتظمة. ولكن قد تحدث بعض الطفرات التي تؤدي إلى استمرار انقسام الخلايا، وبالتالي وجود خلايا زائدة عن الحاجة. ويؤدي هذا النمو غير المنتظم إلى تكون سلائل القولون. ويمكن أن تتكون هذه السلائل في أي مكان في الأمعاء الغليظة والمستقيم.

لا يوجد سبب محدد للإصابة بسلائل القولون. ولكن توجد عدة عوامل تزيد من فرصة تكونها. ومن هذه العوامل:

  • العمر: حيث يصاب نحو 30% من الأشخاص الذين تجاوزوا عمر 45 أو 50 عامًا.
  • المصابون بأمراض الأمعاء الالتهابية: مثل التهاب القولون التقرحي، أو داء كرون.
  • التاريخ العائلي: إصابة أحد أفراد العائلة أو أكثر من فرد بالسلائل أو سرطان القولون، تزيد من فرصة تحول السلائل إلى أورام سرطانية.
  • التدخين وتناول الكحول بكثرة: أوضحت الدراسات أن تدخين السجائر وتناول الكحول بكثرة يزيدان من فرص تكونها، وأورام القولون.
  • السمنة: أثبتت الدراسات أن السمنة وتناول الدهون بكثرة، مع عدم ممارسة الرياضة تزيد من فرص تكون اللحمية في القولون.
  • العِرق: تبين أن السلائل تتكون عند أصحاب البشرة السمراء أكثر من غيرهم.
  • إصابة سابقة بالسلائل، أو سرطان القولون، تزيد من احتمالية الإصابة.
  • المعاناة من سرطان المبايض أو الرحم قبل عمر الخمسين.
  • الإصابة بداء السكري النوع الثاني.
  • تاريخ عائلي للإصابة بمتلازمة غاردنر، أو متلازمة لينش.
  • تناول الأطعمة المصنعة بكثرة.

هل سلائل القولون وراثية؟

نادرًا ما تكون سلائل القولون وراثية. ولكن بعض الطفرات الجينية الوراثية تتسبب في الإصابة بالسلائل. وإذا كنت تعاني من أحد هذه الطفرات الجينية، فستزيد احتمالية خطر الإصابة بسرطان القولون. وتتضمن هذه الطفرات:

متلازمة لينش

وتعرف أيضًا باسم سرطان القولون والمستقيم غير السلائلي الوراثي (HNPCC). ويظهر لدى المرضى عدد قليل نسبيًا من السلائل ولكنها تتحول بسرعة إلى أورام خبيثة. وتعد متلازمة لينش أكثر الأسباب الوراثية شيوعًا للإصابة بسرطان القولون. كما إنها ترتبط بعدة أنواع من الأورام مثل سرطان الثدي، والمعدة، والأمعاء الدقيقة، والجهاز البولي، والمبايض.

داء السلائل الورمي الغدي العائلي (FAP)

هو مرض نادر ولكنه يسبب تكون المئات أو الآلاف من السلائل في القولون لدى المراهقين. وإذا لم يعالج، فمن المرجح بنسبة تصل إلى 100% أن يصاب المريض بسرطان القولون قبل سن 40 عامًا. ويمكن للفحص الجيني أن يحدد وجود الجين من عدمه.

متلازمة غاردنر

صورة مختلفة لداء السلائل الورمي الغدي العائلي. حيث يساهم في تكون السلائل عبر القولون والأمعاء الغليظة. بالإضافة إلى تكون أورام غير سرطانية في أماكن متفرقة في الجسم مثل الجلد، والعظام، والبطن.

متلازمة بوتز جيغرز

تبدأ هذه المتلازمة بتكون نمش في كل أنحاء الجسم مثل الشفة، واللثة، والقدم. ويلي ذلك ظهور سلائل غير سرطانية في كافة أنحاء الأمعاء. ويمكن لهذه السلائل أن تتحول إلى أورام سرطانية. لذلك يرتفع خطر الإصابة بسرطان القولون عند الأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة.

متلازمة السلائل المسننة

تؤدي هذه المتلازمة إلى تكون العديد من السلائل الغدية المسننة في الجانب الأيمن للجزء العلوي للقولون. وهذا النوع مع السلائل قد يتحول إلى ورم خبيث، لذلك يجب إزالته.

داء السلائل المرتبطة بجين (MUTYH)

يتسبب هذا المرض في تكون العديد من السلائل في القولون في سن صغيرة. وقد يسبب السرطان أيضًا.

تشخيص بوليبات القولون

تلعب الاختبارات التشخيصية دورًا هامًا في الكشف عن وجود البوليبات من عدمه. حيث إن التشخيص المبكر يحمي من الإصابة بسرطان القولون، أو اكتشافه في المراحل المبكرة مما يسمح بعلاجه وارتفاع فرص الشفاء منه. وتتضمن هذه الاختبارات:

1. تنظير القولون

هو أهم الوسائل المستخدمة، والأكثر دقة لتشخيص سلائل القولون وأورامه. حيث يُدخل الطبيب أنبوب مرن مزود بضوء وآلة تصوير عبر فتحة الشرج. وفي حالة اكتشاف وجود سلائل في القولون، يزيلها الطبيب فورًا أو يأخذ عينة منها ويرسلها للفحص.

يجب الاستعداد جيدًا لهذا الإجراء. حيث يجب تنظيف القولون بالكامل. حيث إن وجود البراز في القولون يمنع الطبيب من الرؤية الواضحة للزوائد الموجودة على جدار القولون. وبعد تنظيف القولون، سيظهر به سائل فقط لونه أصفر فاتح أو يميل للون الأخضر.

عليك مناقشة طبيبك قبل الخضوع لتنظير القولون إذا واجهتك أي مشكلة خلال التنظيف.

2. التنظير السيني المرن

تتماثل طريقة التنظير السيني المرن مع تنظير القولون. ولكن يمكن لهذا النوع من التنظير فحص المستقيم والجزء الأخير من القولون فقط. بالإضافة إلى عدم التمكن من أخذ خزعة من السليلة إن وجدت. وبالتالي سيحدد لك الطبيب موعدًا للخضوع لتنظير القولون لإزالة السلائل المكتشفة أو لأخذ عينة منها.

3. تنظير القولون الافتراضي

هو فحص القولون بتدخل محدود باستخدام الفحص المقطعي المحوسب (الأشعة المقطعية). والاستعداد له يكون بنفس طريقة الاستعداد للخضوع لتنظير القولون. وفي حالة اكتشاف السلائل خلال الفحص، ستخضع لإجراء تنظير القولون لفحص هذه الزائدة وإزالتها. ويُظهر هذا النوع من التنظير أيضًا الأنسجة المتورمة، والكتل، والقرح، بالإضافة إلى السلائل.

4. حقنة الباريوم الشرجية

يحقن الطبيب سائل الباريوم عبر فتحة الشرج، ثم يصور القولون باستخدام أشعة سينية خاصة. ويعتمد هذا الفحص على تباين الألوان، حيث يظهر السائل في القولون باللون الأبيض والسلائل بلون قاتم، مما يسمح للطبيب بتمييز وجودها بسهولة.

5. اختبارات تستند على فحص البراز

يستند هذا الاختبار على فحص وجود دم في البراز من عدمه، أو اختبار الحمض النووي في البراز للكشف عن السلائل أو الأورام. وإذا كانت النتيجة إيجابية، يجب الخضوع لتنظير القولون.

علاج سلائل القولون

من المرجح أن يزيل طبيبك السلائل من القولون خلال الفحص، أو قد يأخذ منها عينة ويرسلها للفحص المعملي. وتوجد عدة وسائل لإزالة هذه السلائل منها:

  • استئصال السليلة: باستخدام ملقط أو حلقة سلكية. ويمكن استخدام سائل في حالة السلائل الكبيرة صعبة الإزالة، حيث يعمل على رفعها وعزلها عن الأنسجة المحيطة بها، وبالتالي سهولة إزالتها.
  • تدخل جراحي محدود: يلجأ الطبيب لهذه الجراحة في حالة صعوبة إزالة السلائل وخاصة الكبيرة خلال الفحص الاعتيادي. وتكون بتنظير البطن وإزالة الجزء المصاب.
  • استئصال القولون والمستقيم: يتم ذلك في حالة الإصابة بأحد الجينات الوراثية كما في حالة الإصابة بداء السلائل الورمي الغدي العائلي، حيث قد يلزم الخضوع لعملية جراحية لإزالة القولون والمستقيم لتجنب الإصابة بسرطان مهدد للحياة.

المتابعة الطبية بعد إزالة سلائل القولون

يرتفع خطر الإصابة بسرطان القولون في حالة إصابتك بسلائل غدية أو مسننة. وتعتمد نسبة زيادة الخطر على عدة عوامل منها حجم السليلة المزالة، وعددها، وخصائصها. وتختلف الفترة الزمنية بين كل فحص وآخر بعد إزالة السلائل كالتالي:

  • خلال 5-10 سنوات في حالة وجود سليلة واحدة أو اثنتين غديتين صغيرتي الحجم.
  • خلال 3-5 سنوات في حالة وجود ثلاث أو أربع سلائل غدية.
  • خلال 3 سنوات في حالة في حالة وجود من 5 إلى 10 سلائل غدية، أو وجود سلائل غدية أكبر من 10 ملليميتر، أو أنواع أخرى من السلائل الغدية.
  • خلال ستة أشهر في حالة الإصابة بالعديد من السلائل الغدية، أو سليلة غدية كبيرة الحجم، أو سليلة غدية أزيلت على عدة مراحل.

كيفية تجنب الإصابة بسلائل القولون؟

  • الخضوع لفحص القولون بانتظام: حيث يساعد الفحص الدوري المنتظم للقولون على الاكتشاف المبكر عن السلائل وإزالتها، وبالتالي تجنب مضاعفاتها.
  • إذا كان لديك تاريخ مرضي عائلي للإصابة بالسلائل عليك الخضوع لفحص القولون دوريًا لتجنب الإصابة بها أو بسرطان القولون.
  • تناول طعام صحي ومتوازن يساعد على تجنب الإصابة بسلائل القولون. كما ثبت في بعض الدراسات أن الأطعمة التي تحتوي على فيتامين د وكالسيوم تساهم في تقليل خطر الإصابة بها. إليك بعض هذه الأطعمة:
    • القرنبيط الأخضر (البروكلي).
    • الزبادي.
    • الحليب والأجبان.
    • البيض.
    • الأسماك.
    • الفاكهة والخضروات.
    • الحبوب الكاملة.
    • اللحوم الخالية من الدهون.
  • تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الدهون، واللحوم الحمراء، والأطعمة المصنعة والمعالجة كالنقانق. كما يجب عليك الإقلاع عن التدخين، حيث إنها خطوة مهمة لتجنب الإصابة بالسلائل.
  • وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن تناول الأسبرين بكميات صغيرة يوميًا يمنع تحول السلائل إلى أورام سرطانية. ولكن يجب عليك استشارة الطبيب أولًا قبل البدء في تناوله لأنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية مثل النزيف في المعدة والقولون.
  • التمارين الرياضية: ممارسة التمارين الهوائية (الكارديو) لمدة 150 دقيقة أسبوعيا، وتمارين تقوية العضلات مرتين أسبوعيًا على الأقل.

عليك الحفاظ على صحتك بوجه عام، والاهتمام بالكشف الدوري. حيث يساعد ذلك على الاكتشاف المبكر للأمراض التي تصيب القولون مثل سلائل القولون، مما يساهم في العلاج المبكر لها وتجنب مضاعفاتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى