سرطان عنق الرحم – الأسباب والأعراض والوقاية والعلاج

سرطان عنق الرحم, واحد من أشيع الأورام السرطانية على الإطلاق, حيث يعد الأشيع فى حالات السرطان بين النساء بعد سرطان الثدى وسرطان الأمعاء, كما يتسبب فى نسبة مرتفعة من الوفيات بين النساء, بسبب التأخر فى التشخيص, وبالتالى صعوبة العلاج, وبخاصة فى بعض البلدان والمجتمعات الفقيرة التى تفتقر إلى الوعى الصحى وإلى جودة نظم الرعاية الصحية وسبل التشخيص والعلاج, ولهذا يشكل فيها هذا النوع من السرطان, ألسبب الرئيسى للوفيات بين النساء.

ما هو عنق الرحم؟

عنق الرحم ببساطة هو قناة تقع فى الجزء الأخير من الرحم, يفتح فى قمة المهبل, له فتحتان بالطبع, إحداهما تفتح فى المهبل, فى قمة المهبل من أعلى, والطرف الآخر يفتح فى داخل تجويف الرحم.

يتراوح طول عنق الرحم فى النساء غير الحوامل, من 2-3 سم, بينما يقل طوله عن ذلك أثناء الحمل نتيجة تمدد الرحم, ويقصر طوله كلما تقدم الحمل وزاد حجم الرحم.

منه يدخل السائل المنوى إلى الرحم للقيام بتخصيب البويضات لحدوث الحمل, ومنه تخرج إفرازاته (مخاط عنق الرحم), ودماء الحيض, والجنين عند الولادة أو الإجهاض.

سرطان عنق الرحم

ينتج هذا النوع من السرطان عن الإصابة بنوع من الفيروسات يعرف بفيروس الورم الحليمى البشرى, وهى عدوى فيروسية تنتقل عادة بالإتصال الجنسى, أو التلامس المباشر مع الجلد المصاب.

لا يسبب فيروس الورم الحليمى البشرى السرطانات عادة, وإنما يتسبب فى ظهور بثورعلى الجلد والأغشية المخاطية, وقد لا يتسبب فى أية مشكلات بالمرة ولا يلحظ المريض أنه أصيب به.

إلا أنه نظرا لتعدد سلالات الفيروس, فإن بعض سلالاته تتسبب فى سرطانات بالجزء الخلفى من الحلق, والجزء السفلى من الجسم, كسرطانات الشرج والقضيب والمهبل, وعنق الرحم.

توجد لقاحات يمكن التطعيم بها للوقاية من الفيروس, فى بعض البلدان يتم تطعيم الأطفال بها بشكل روتينى قبل بلوغهم الجنسى وتعرضهم لمسببات العدوى به, بهدف الوقاية من أنواع السرطان التى قد يتسبب فيها.

العوامل التى تزيد الأستعداد لسرطان عنق الرحم

  • الإتصال الجنسى المبكر قبل سن 16عام.
  • تعدد العلاقات الجنسية لأحد الشريكين أو كليهما.
  • زيادة عدد مرات الحمل والولادة عن مرتين.
  • التدخين سواء كان سلبيا أو إيجابيا.
  • إتباع نظام غذائى خاطىء يفتقر إلى الخضروات والفواكه.
  • زيادة الوزن.
  • طول إستعمال موانع الحمل عن طريق الفم وخاصة مع زيادة سن المرأة.
  • الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرى (الإيدز).
  • وجود عوامل صحية تتسبب فى ضعف المناعة لدى المرأة , كالإصابة بالسكر وأمراض سؤ التغذية أو العلاج بمثبطات المناعة أو المعالجة الكيماوية والإشعاعية للسرطان.
  • إنخفاض مستوى الوعى الصحى وتدنى الخدمات الصحية.

أعراض سرطان عنق الرحم

  • فى البداية من نمو خلايا السرطان, لا توجد أية أعراض, ولا سبيل لأكتشاف المرض إلا بفحص دورى يشتمل على عينة من بطانة عنق الرحم تؤخذ من المرأة عن طريق فرشاة مهبلية خاصة أثناء الفحص النسائى الروتينى.
  • ألام فى منطقة الحوض بدون تبين أسباب واضحة لدى المرأة, كالحيض مثلا أو الإفراط فى التدريب الرياضى, أى أنها ألام مجهولة السبب.
  • إفرازات مهبلية مستديمة لها رائحة كريهة, وقد تتلون باللون الأصفر أو الرمادى أو البنى أو المدمم أو الأحمر القاتم.
  • ألم أثناء الجماع.
  • نزف بسيط بين الدورات الشهرية فى صورة قطرات قليلة, وخاصة بعد الجماع.
  • ظهور الدم فى البول أو البراز, وذلك فى المراحل المتقدمة من المرض حيث ينتشر السرطان إلى المثانة البولية أو المستقيم.

تشخيص سرطان عنق الرحم

  • سماع الأعراض وأخذ التاريخ المرضى والعائلى للمريضة.
  • أخذ عينة من بطانة عنق الرحم , عبر فرشاة خاصة يتم إداخلها عن طريق المهبل.
  • فحص الخلايا العالقة بالفرشاة المهبلية باثولوجيا عن طريق مختص المسببات المرضية (أخصائى الباثولوجيا والأورام).
  • عند ثبوت وجود خلايا سرطانية فى العينة, أو الإشتباه فى ذلك يتم فحص المرأة عن طريق التنظير المهبلى (منظار المهبل) ويتم من خلاله أخذ عينة للفحص لتحديد مدى انتشار الخلايا, وبالتالى تحديد الإجراء الواجب اتباعه للعلاج .

مراحل سرطان عنق الرحم

  • المرحلة الأولى:

وفيها يكون الورم ما يزال منحصرا فى منطقة عنق الرحم, وتنقسم تلك المرحلة بدورها إلى 4مراحل:

  1. المرحلة الأولية وفيها لا يمكن رؤية الخلايا السرطانية بالعين المجردة, ولا ترى إلا تحت المجهر.
  2. المرحلة التالية يمكن من خلالها لطبيب النساء رؤية الخلايا بالعين المجردة أثناء الفحص.
  3. المرحلة التى تليها يكون فيها حجم كتلة السرطان أقل من 4سم.
  4. المرحلة الأخيرة من المرحلة الأولى, وفيها يتجاوز حجم كتلة السرطان 4سم.

ولكن فى جميع تلك المراحل, لا يكون الورم قد تجاوز عنق الرحم نفسه إلى أية أنسجة أخرى.

  • المرحلة الثانية:

حيث يتجاوز السرطان عنق الرحم, وينتشر إلى الأنسجة القريبة منه, أو إلى الجزء العلوى من المهبل المجاور لعنق الرحم.

  • المرحلة الثالثة:

ينتشر السرطان إلى أنسجة عنق الرحم كاملة, وكذلك إلى الجدران الجانبية لتجويف الحوض, وإلى المهبل كاملا.

  • المرحلة الرابعة:

يمتد السرطان إلى الأعضاء المحيطة بالمهبل فى تجويف الحوض, فيشمل المثانة والمستقيم والشرج , وقد ينتقل إلى أعضاء بعيدة عن تجويف الحوض كالرئتين والكبد.

علاج سرطان عنق الرحم

يختلف العلاج وطريقته, تبعا لسن المريضة وحالتها العامة وتبعا لمرحلة السرطان ومدى انتشاره أو انتقاله:

  • العلاج الجراحي:

يعتبر خيارا مثاليا فى حالة اقتصار السرطان على مناطق محددة, فيتم استئصالها لمنع الإنتشار منها إلى مواضع أخرى, كإستئصال مخروط عنق الرحم , أو استئصال مخروط عنق الرحم مع أعلى المهبل أو كامل المهبل, مع ما يتصل بهما من غدد لمفاوية ومصادر إمداد دموى, كل ذلك على سبيل المثال لاالحصر.

  • العلاج الإشعاعي:

يتم بتوجيه حزم إشعاعية مركزة, تستهدف منطقة الخلايا السرطانية بهدف القضاء عليها, وهو خيار مثالى إذا كانت خلايا حدود الورم منتشرة بشكل يصعب معه حصرها وإزالتها جراحيا, فيكون العلاج الإشعاعى هنا بديلا للجراحة سواء بشكل مؤقت أو بكش نهائى تبعا للحالة.

  • العلاج الكيميائي:

يتم بإستخدام أدوية تندرج تحت العقاقير السامة للخلايا بهدف القضاء على خلايا السرطان , قد يجمع بين الخواص الكيماوية والإشعاعية معا ويستعمل بشكل موضعى لإستهداف الخلايا فى منطقة بعينها.

قد يستعمل أى من العلاجات السابقة وحده, وقد يستعمل مع علاج آخر, وقد تستعمل جميعها معا, تبعا لحالة المريضة ومدى انتشار خلايا السرطان, وكذلك حالتها الصحية العامة وسنها.

الوقاية من سرطان عنق الرحم

  • تجنب الزواج المبكر قبل سن 16عام.
  • إتباع نظام غذائي صحى غنى بالخضروات والفواكه والأغذية الطبيعية غير المصنعة.
  • الحفاظ على الوزن المثالى من خلال النظام الغذائى وممارسة الرياضة البدنية.
  • تجنب العادات السيئة كالتدخين الإيجابى والسلبى وشرب الكحوليات.
  • تنظيم النسل بالحد من تكرار مرات الحمل والولادة والمباعدة بين الولادات.
  • عدم استعمال وسائل تحديد النسل بدون استشارة طبية وبلا متابعة دورية.
  • العفة وقصر الممارسة الجنسية على شريك جنسى واحد.
  • الفحص الدورى لدى طبيب أمراض النساء خاصة بعد سن 35.
  • إستشارة الطبيب فى حالة ظهور أية عوارض غريبة وعدم إهمالها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى