سرطان المثانة .. الأعراض والأسباب والعلاج
يحدث سرطان المثانة عندما تنقسم الخلايا الموجودة في أنسجة المثانة بشكل لا يمكن السيطرة عليه، ووفقًا للمعاهد الوطنية للصحة يتم تشخيص 45000 رجل و17000 امرأة سنويًا بسرطان المثانة، فهو يعد رابع أكثر أنواع السرطانات انتشارًا بين الرجال، ومن الممكن أن يكون حميدًا أو خبيثًا، وقد يكون سرطان المثانة الخبيث مهددًا للحياة حيث ينتشر بسرعة ويُتلف الأنسجة والأعضاء إذا تُرك بدون علاج.
تجمع المثانة البول من الكليتين وتحتجزه قبل إخراجه من الجسم عن طريق التبول.
اعراض سرطان المثانة
تتشابه اعراض سرطان المثانة مع أعراض التهاب المثانة لذلك ينبغي على المريض الذهاب إلى الطبيب إذا استمرت الأعراض، ومن اعراض سرطان المثانة ما يلي:
- وجود دم في البول.
- ألم أثناء التبول.
- الرغبة في التبول بشكل متكرر أكثر من المعتاد.
وتزداد الأعراض حدة في المراحل المتأخرة من المرض وتتمثل هذه الأعراض في:
- ألم في الظهر.
- ألم في العظام.
- عدم القدرة على التبول.
- تورم في القدم.
- فقدان الوزن.
سرطان المثانة الحميد
لا ينتشر سرطان المثانة الحميد إلى أجزاء الجسم الأخرى، وهذا على عكس الورم الخبيث، ولكن تتشابه أعراضه مع أعراض الورم الخبيث، وأحيانًا يلجأ الطبيب إلى الجراحة لإزالة الورم الحميد إذا كانت الجراحة لا تمثل أي ضرر بالمريض ولا تُلحق أي أذى بالأوعية الدموية أو الأعصاب لدى المريض، أما إذا كان الورم لا يُشكل تهديدًا ولا يسبب مشاكل فيكتفي الطبيب بمتابعة الورم كل فترة دون إزالته.
سرطان المثانة السطحي
يتواجد سرطان المثانة السطحي في بطانة المثانة، ولا ينتشر خارجها، وهو أكثر أنواع سرطان المثانة شيوعًا حيث يمثل حوالي 75% من الحالات، ويُسمى أيضًا سرطان المثانة غير الغازي للعضلات.
أسباب سرطان المثانه
إن سبب الإصابة بسرطان المثانة غير معلوم، ولكن هناك عوامل خطر قد تُزيد من احتمالية الإصابة ومنها:
- التدخين: حيث أن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بثلاث مرات على الأقل من الأشخاص غير المدخنين.
- التعرض للمواد الكيميائية في البيئة مثل الزرنيخ في مياه الشرب، والمواد الكيميائية الصناعية مثل بعض المواد المستخدمة في الطباعة والطلاء.
- العمر: حيث يزداد خطر الإصابة مع التقدم في العمر، حوالي 90% من المصابين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا، ومتوسط عمر التشخيص 73 عامًا.
- التشوهات الخلقية في المثانة.
- التهابات المثانة المزمنة.
- الذكور أكثر عرضة من الإناث.
- التاريخ العائلي: وهو إصابة أحد أفراد العائلة بالمرض.
- عدم شرب السوائل بكثرة.
- تناول نظام غذائي عالي الدهون.
- الأشخاص البيض لديهم ضعف خطر الإصابة من غيرهم.
- بعض الأدوية مثل: بيوجليتازون Pioglitazone الذي يستخدم لعلاج السكري من النوع الثاني، وحمض الأرستولوشيك Aristolochic الذي يوجد في الغليون الهولندي والقسط الهندي ويشاع استخدامهم في العديد من العلاجات الطبية، ووفقًا لجامعة أكسفورد فقد يكون استعمال النباتات التي تحتوي على حمض الأرستولوشيك له علاقة بمشاكل الكلى والسرطان على المدى الطويل.
تشخيص سرطان المثانه
يتم تشخيص سرطان المثانة باستخدام واحد أو أكثر من الطرق التالية:
- تحاليل البول ومنها: فحص البول urine cytology يفحص الطبيب عينة البول بحثًا عن الخلايا السرطانية ولكن النتيجة السلبية لا تضمن دائمًا عدم وجود السرطان، ومن تحاليل البول أيضًا فحص زراعة البول urine culture للكشف عن وجود عدوى بكتيريا أم لا، واختبارات مؤشرات الورم في البول urine tumor marker tests يفحص فني المختبر عينة البول بحثًا عن مواد محددة تطلقها خلايا سرطان المثانه.
- تنظير المثانة cystoscopy: وهو إدخال أنبوب ضيق به كاميرا صغيرة من خلال مجرى البول لرؤية ما بداخل المثانة.
- خزعة Biopsy: يأخذ الطبيب عينة صغيرة من أنسجة المثانة وتحليلها.
- الأشعة المقطعية CT scan.
- الأشعة السينية X-ray كذلك أيضًا من الممكن استخدام pyelogram أو مخطط الحويضة حيث يحقن الطبيب صبغة تباين في المثانة وذلك عن طريق الوريد أو باستخدام قسطرة مما يعطي صورًا أوضح للمثانة والأعضاء المرتبطة بها وإظهار أي أورام في الأشعة السينية.
ويستطيع الطبيب من خلال التشخيص أن يحدد مدى انتشار المرض، فقد يتدرج المرض من المرحلة 0 إلى 4.
- المرحلة 0: يقتصر وجود سرطان المثانه في بطانة المثانه فقط.
- المرحلة الأولى: ينتشر المرض خارج البطانة ولكنه لم يصل إلى طبقة العضلات في المثانة.
- المرحلة الثانية: وصول المرض إلى طبقة العضلات في المثانة.
- المرحلة الثالثة: انتشار المرض في الأنسجة المحيطة بالمثانة.
- المرحلة الرابعة: انتشار المرض إلى الأعضاء المجاورة للمثانة.
علاج سرطان المثانة
يعتمد علاج سرطان المثانة على الصحة العامة للمريض، وعمر المريض، ومرحلة المرض، وتشتمل الطرق الرئيسية للعلاج على ما يلي:
- الجراحة لإزالة الورم ثم كي ما تبقى من الخلايا السرطانية، وأحيانًا يلجأ الطبيب لاستئصال المثانة بالكامل إذا انتشر انتشارًا كبيرا في المثانة مع توفير طريقة جديدة للجسم لتخزين البول وإزالته حيث يمكن للجراح استخدام أنسجة الأمعاء لإعادة بناء المثانة.
- العلاج الكيميائي: لقتل الخلايا السرطانية أو لتقليص الأورام فهو يستخدم قبل الجراحة أو بعدها، ويتناول المريض العلاج الكيميائي إما عن طريق الفم أو الوريد أو عن طريق الحقن في المثانة باستخدام القسطرة.
- العلاج الإشعاعي: يوصي الأطباء به مع العلاج الكيميائي فيعد استخدامه أقل شيوعًا لعلاج سرطان المثانه، وقد يساعد في قتل الخلايا السرطانية المنتشرة في الجدار العضلي للمثانه، فهو مفيد للأشخاص الذين لا يستطيعون إجراء الجراحة.
- العلاج البيولوجي: يتمثل في تحفيز جهاز المناعة لمحاربة الخلايا السرطانية في المراحل المبكرة للمرض، من أكثر أشكال العلاج البيولوجي شيوعًا هو BCG) Bacillus-Calmette-Guerin) وهي بكتيريا يُدخلها الطبيب في المثانة عن طريق القسطرة، مما يؤدي إلى تنشيط الجهاز المناعي ليصبح قادرًا على محاربة الخلايا السرطانية، ويتم العلاج أسبوعيًا ويستمر لمدة 6 أسابيع، ومن الآثار الجانبية للعلاج الحمى، والتعب، وإحساس حارق في المثانة.
وهناك خيار آخر للعلاج البيولوجي يُسمى الإنترفيرون وهو عبارة عن بروتين يصنعه الجهاز المناعي لمحاربة السرطان.
يوصي الأطباء عادة بالمتابعة المنتظمة بعد العلاج لأن خطر تكرار الإصابة بسرطان المثانة مرتفع ومن الممكن أن يصبح حالة مزمنة، لذلك يفضل العلاج المنتظم للسيطرة على السرطان.
هل سرطان المثانة مميت؟
وفقًا لجمعية السرطان الأمريكية فإن فرص البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات أو أكثر بعد تشخيص المرض تختلف تبعًا لاختلاف مرحلة المرض كما يلي:
إذا كان المريض في مرحلة 0 فإن فرص البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات بعد التشخيص هي 95%، أما إذا كان المريض في المرحلة الأولي فتقل النسبة إلى 88%، وتقل النسبة أكثر مع انتشار المرض في أجزاء أخرى من الجسم لتصبح 15% إذا تم تشخيص المريض وهو في المرحلة الرابعة، ولكن لا تخبرنا معدلات النجاة القصة كاملة دائمًا ولا يمكن التنبؤ بالمستقبل، ولكن مما لاشك فيه أن التشخيص المبكر يُحسن من فرص نجاح العلاج.