سرطان الشفاه: أعراضه، أسبابه وطرق علاجه

يعد سرطان الشفاه أحد أنواع السرطانات المنتشرة مؤخرًا وهو من الأنواع المؤرقة للبعض؛ خاصة وإنه في الوجه فالبعض يتملكه العديد من التساؤلات والمخاوف حول ما سيشكله المرض في حياته. وكيف سيؤثر على شكل الوجه؟ وما معدل الشفاء وطرق العلاج؟ والمزيد الذي سنعرفه من خلال هذا المقال.

سرطان الشفاه

سرطان الشفاه هو أحد أنواع السرطانات الفموية وهو يصيب خلايا تدعى الخلايا الحرشفية (squamous cells)، وهي الخلايا التي تشكل نسيج الوجه واللسان والشفتين والخدين وأيضاً الحلق.

ويحدث السرطان عندما تنقسم الخلايا بشكل غير طبيعي وسريع جدًا فيؤدي ذلك لظهور ورم في جزء من الشفاه.

معدل الشفاء من سرطان الشفاه

على الرغم من أنه قد يبدو ظهور السرطان في الوجه هو أمر محزن ولكن الحقيقة غير ذلك لأن بسبب ظهوره في الوجه فذلك يعمل على سرعة اكتشافه وتشخيصه وعلاجه في مراحل مبكرة تزيد من معدل الشفاء مقارنة بباقي أنواع السرطانات.

أعراض سرطان الشفاه

  • تغير لون الشفاه إلى الأحمر الداكن أو البني أو الرمادي قليلًا حسب لون البشرة.
  •  ظهور بقعة بيضاء متورمة قليلًا على إحدى الشفتين أو كليهما.
  • الشعور بألم ووخز وأحيانًا بخدر في منطقة الشفاه و الفم و ماحولها.
  • تورم الفك.
  • وجود قرحة على الشفاه لا تختفي.

الفرق بين قرحة البرد والقرحة المميزة لسرطان الشفاه

عادة ما تظهر بقعة متغيرة اللون تؤلم ومتورمة قليلًا على الشفاه أثناء الانفلونزا والبرد.

وذلك يتداخل مع عرض من أعراض سرطان الشفاه ولكن الفرق المميز لقرحة السرطان هي أنها لا تزول بمرور الوقت أو الشفاء من الانفلونزا.

عادة ما تختفي قرحة البرد | الانفلونزا بعد ١٠ أيام ولكن قرحة سرطان الشفاه لا تزول.

متى يجب زيارة الطبيب؟

عند ملاحظتك أي تغييرات دائمة على الشفاه ولا تزول بالوقت أو العلاج فيجب عليك فورًا مراجعة طبيبك حتى تطمئن على أسباب هذه التغييرات.

أسباب سرطان الشفاه

حتى الآن لم يتوصل العلم إلى أسباب معينة لمرض سرطان الشفاه ولكن لاحظوا معدل إصابة أعلى لدى فئات عن غيرهم.

ما هي الفئات المعرضة أكثر للإصابة؟

قد يصاب أي شخص بسرطان الشفاه ولكن هناك فئات أكثر عرضة لذلك ومنها: 

  • الرجال ذوي البشرة الفاتحة معدل إصابتهم يكون أعلى من الرجال ذوي البشرة الداكنة.
  • من هم فوق عمر ال٥٠ أكثر عرضة للإصابة.
  • المدخنون يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
  • متعاطي الكحول.
  • المعرضون لأشعة الشمس لفترات زمنية طويلة يزيد احتمال إصابتهم.
  • من يعانون من أمراض مناعية خطيرة مثل مرض نقص المناعة الشديد HPV.

تشخيص سرطان الشفاه

عادة ما يكتشف الطبيب المرض أثناء القيام بالفحوصات الدورية للمريض أو أثناء الكشف على الفم لأي سبب وحينها يقوم الطبيب بتحويلك لطرق التشخيص المعروفة ومنها: 

  • الفحص الفيزيائي: وفيه يقوم الطبيب بملاحظة جميع التغييرات على شفتيك وتقييمها، ويفحص أيضًا الفم والعنق والحلق.
  • طلب صورة دم كاملة: يطلب الطبيب بعض التحاليل التي تحدد نسبة خلايا الدم الحمراء وغيرها من مكونات الدم التي تشير إلى دلائل معينة لمرحلة المرض.
  • أخذ عينة (biopsy): يقوم الطبيب بأخذ شريحة بسيطة من النسيج المصاب عن طريق السحب بسرنجة أو الكشط بمشرط ومن ثم تحليلها تحت الميكروسكوب لتبيّن التغيرات فيها.
  • استخدام الأشعة: يطلب منك الطبيب عمل أشعة مقطعية على الجزء المصاب أو التصوير البويزتروني (PET). أو عن طريق استخدام التصوير الرنيني المغناطيسي لتحديد إذا ما كان انتشر الورم خارج الشفاه أم لا.
  • التنظير الداخلي: في حالة انتشار المرض خارج حدود الشفاه فيلجأ الطبيب لهذا الفحص عن طريق إدخال كاميرا صغيرة داخل الحلق وما بعدها لتبين مدى انتشار المرض.

علاج سرطان الشفاه

  1. العلاج الكيميائي: يعمل العلاج الكيميائي على تدمير خلايا السرطان والتقليل من سرعة انتشارها، وأيضًا تقليص حجم الورم قبل التدخل الجراحي لاستئصال الورم مما يزيد من نسب نجاح العملية. وإذا ما كان الورم قد انتشر فيعمل هذا العلاج أيضًا على التخفيف من حدة الأعراض.
    ويكون العلاج عن طريق:
    • الوريد.
    • تناوله في صورة حبوب.
    • العلاج بالعقاقير الطبية.
  2. العلاج بالإشعاع: عن طريق تسليط أشعة ذات طاقة عالية على الجزء المصاب فتعمل على قتل الخلايا السرطانية.
    يمكن استخدام هذه الطريقة أيضًا بعد التدخل الجراحي للتأكد من القضاء على أي خلايا سرطانية محتملة بعد الجراحة وذلك للتقليل من فرصة عودة المرض.
  3. العلاج المناعي: يعتمد هذا النوع من العلاج على الجهاز المناعي للمريض حيث يقوم الطبيب بتعزيز جهازك المناعي ليكون أكثر مقاومةّ للمرض.
    يمكن ان يستخدم العلاج المناعي منفردًا أو بالدمج مع طرق أخرى، وغالبًا في حالة سرطان الشفاه فهو يستخدم وحده في حالة عدم إتاحة الطرق العلاجية الأخرى بالنسبة لحالتك.
  4. التدخل الجراحي: وذلك عن طريق استئصال الورم من النسيج المصاب بعملية جراحية، ثم بعد ذلك يقوم الطبيب بإجراء تجميلي للمحافظة على مظهر الشفاه طبيعي.

بعض المخاوف حول جراحة سرطان الشفاه

قد يراود البعض مخاوف عديدة تجاه التدخل الجراحي في حالة سرطان الشفاه أكثر من أي حالة أخرى.

وذلك لأن التدخل يكون في منطقة مكشوفة ومباشرة وهي الوجه، فمن منا لا يهتم بمظهر وجهه؟

ولكن لا داعي للخوف لأن -بفضل الله- الطب قد تقدم وقدم حلولًا رائعا في هذا المجال طبقًا لحجم الورم وموضعه ومنها:

  • الجراحة التجميلية: وهي تتم بعد استئصال الورم. وتعمل هذه الجراحة على عودة مظهر الشفاه طبيعيًا قدر الإمكان ولا يمكن ملاحظة الفرق إلا في حالات قليلة.
  • زراعة الأنسجة: وتستخدم في حالات الورم ذو الحجم الكبير وتقوم بأخذ خلايا من أنسجة مشابهة لنسيج الشفاه وإعادة زرعها في منطقة الشفاه فيعود المظهر طبيعي.

ملاحظة هامة: في حالة تأثر الفم وحركة الفك بالعملية الجراحية فيؤثر ذلك على مخارج الحروف أو النطق بشكل سلبي فهذا أيضًا لا يشكل خطرًا ويمكن لطبيب التخاطب مساعدتك في هذا الأمر وتكون الأمور على خير ما يرام.

الأثار الجانبية للعلاج

  • الشعور بالإعياء.
  • الغثيان.
  • القيء.
  • تساقط الشعر في بعض الحالات.
  • فقدان الوزن التابع لفقدان الشهية.
  • جفاف الجلد أحيانًا.
  • ضعف الجهاز المناعي.

متى يمكن الشعور بالتحسن بعد العلاج؟

يعتمد ذلك على مرحلة المرض وتقدمها وطريقة العلاج المتبعة، ولكن عادة ما يشعر المريض بالتحسن بعد ثلاثة أسابيع في حالة العلاج بالتدخل الجراحي.

وقد يأخذ العلاج عدة أشهر حتى تلاحظ التحسن المرجو في حالة العلاج الكيميائي والإشعاعي والطرق الأخرى.

نصائح للوقاية من الإصابة بسرطان الشفاه

  • الإبتعاد عن التدخين.
  • عدم شرب الكحول (الخمور).
  • تجنب التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة.
  • استخدام واقي شمس في حالة التعرض لها.
  • الإهتمام بالفحوصات الطبية الدورية للفم.

نصائح تساعدك على التعامل مع هذه المرحلة

في أغلب الأحوال قد نصاب بالذعر في حالة معرفتنا بالمرض، ولكن هوّن عليك الأمر بالسعي تزول الشدائد، إليك بعض النصائح السريعة للتغلب على خوفك واجتياز تلك المرحلة ومنها:

  • زيادة وعيك بالمرض.

وذلك عن طريق سؤال طبيبك عن المصادر الموثوقة التي يمكنك منها الحصول على المعلومات.

  • عليك سؤال طبيبك عن ماهية حالتك بالتفصيل وكل ما يدور في ذهنك.
  • من المرجح في بداية علاجك أن تكون مضطرب ولديك كثير من التساؤلات لذلك فننصحك بمشاركة هذا مع شخص مقرب منك يمكنه تفهم مشاعرك وأسئلتك.
  • إذا لم تستطيع تنفيذ النصيحة السابقة، فيمكنك سؤال طبيبك عن مستشار يعمل على دعم مرضى السرطان.
  • التواصل مع أحد متعافي السرطان؛ فعادة ما يكون أفضل مصادر الدعم في هذه الحالة هي اللجوء إلى أحد المشابهين لحالتك فهم من يفهمون حالتك وشعورك وتفكيرك حول تلك المرحلة.

لذلك أسأل طبيبك عن جروبات الدعم القريبة منك وانضم لها واطرح تساؤلاتك ومشاعرك بكل وضوح.

الاستعداد لمقابلة الطبيب المختص

وقت الكشف هو وقت ثمين بالنسبة عليك فعليك استغلاله لتوضيح جميع الأمور التي تدور في بالك؛ لذلك يجب أن تحصر لهذا اللقاء.

إليك بعض نصائح المقابلة:

  • قم بتدوين أي أعراض تعاني منها، حتى وإن كنت تراها بسيطة أو غير مهمة.
  • اكتب المعلومات الرئيسية عن حالتك بوضوح، خاصة إذا كنت تعاني من أي ضغوط نفسية أو تغييرات في الفترات الأخيرة من حياتك.
  • اسأل عن ما إذا كان عليك الإلتزام بأي شرط قبل الذهاب للموعد، مثل تعديل نظام تغذيتك أو إجراء تحاليل وأشعة معينة أو تلتزم بصيام أوقات بعينها قبل الكشف.
  • أذكر جميع الأدوية والمكملات الغذائية التي تتناولها.
  • اصطحب معك أحد المقربين؛ لأنه أحيانًا يكون من الصعب تذكر جميع المعلومات اللازمة أثناء الكشف، ولكن الشخص الذي معك قد يتذكر شيئًا فاتك.
  • أطلب من طبيبك طريقة تواصل إذا ما راودتك تساؤلات في وقت لاحق.
  • اكتب بوضوح الأسئلة التي تود معرفتها من طبيبك.
  • تأكد من الإجابة على أسئلة الطبيب لك بكل وضوح ودقة.

بعض الأسئلة التي قد يطرحها عليك طبيبك

  1. متى كانت أول مرة لظهور الأعراض؟
  2. هل تعاني من أعراض شديدة أم بسيطة؟
  3. هل تكون الأعراض مصاحبة لظروف أو أوقات معينة؟
  4. هل هناك ما يعمل على تحسين تلك الأعراض أو زيادتها سوءاً؟
  5. هل الأعراض لديك مستمرة أم عرضية؟
  6. هل لديك أي تاريخ مرضي وراثي لهذا المرض؟
  7. ما هي الأمراض الأخرى التي تعاني منها؟

وبعد الانتهاء من إجابتك يمكن طرح بعض الأسئلة أيضًا على الطبيب مثل:

أسئلة هامة يمكنك طرحها على الطبيب

  1. ما هي مرحلة المرض بالنسبة لحالتك؟
  2. ما هي الفحوصات اللازمة؟
  3. هل هناك كتب معينة يمكنك قراءتها لزيادة معلوماتك عن المرض وطرق التعامل معه؟
  4. متى يمكنك البدء في العلاج؟
  5. ما طرق العلاج المتوقعة والخيارات المتاحة؟
  6. ما هي مخاطر الطرق العلاجية المقترحة؟
  7. ما هو العلاج الأفضل لحالتك؟ ولماذا؟
  8. ما المدة المتاحة لاتخاذ قرار كيفية العلاج؟
  9. ما هي المدة والنتائج المتوقعة؟
  10. كم تكون تكلفة العلاج ؟
  11. ما هو تأثير هذا المرض على أنشطة الحياة اليومية؟
  12. هل يوجد مواقع معينة لمرض سرطان الشفاه؟
  13. كيف يمكنك التواصل مع مجموعات الدعم؟

في النهاية نؤكد لك أن الأمر كله بيدك؛ إما أن تكون ضحية السرطان، أو بطل الحكاية.

حيث أنه لا يوجد عقبة تواجهك في الحياة دونما تشكل فيك شيئًا جديدًا وهنا يأتي دورك، إمّا أن تدع سرطان الشفاه يهزمك ويضعفك ويأخذ ما فيك من مقاومة وقوة.

وإما أن تكون محارب قوي وتستغل هذه الفترة وتتأمل في الحكمة الإلهية وتصبر وتحتسب الأجر.

وأيضًا تزيد من ثقافتك وتنشرها فينتفع بها غيرك وتطمئن قلوبهم.

وختامًا أسرة دكتور كشكول تتمنى لك أن تكون بطل الحكاية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى