سرطان البنكرياس .. الأسباب والأعراض والوقاية والعلاج

سرطان البنكرياس, من الأمراض المهددة للحياة, خاصة وأنه قد لا توجد أعراض واضحة للمرض فى المراحل الأولى من الإصابة, وقد لا تظهر الأعراض إلا عندما يكون السرطان قد امتد الى أعضاء أخرى واصبح مستعصيا على العلاج.

نتعرف من خلال هذا الموضوع على المرض, والأسباب التى يمكن أن تؤدى إليه, وطرق الوقاية, وطرق العلاج المختلفة التى قد يطرحها الطبيب على المريض تبعا لمرحلة المرض.

ما هو البنكرياس؟

البنكرياس هو غدة كبيرة الحجم تقع فى أعلى تجويف البطن من جهة العمود الفقرى, خلف المعدة, إلا أن الجزء الأكبر منه يقع فى الجانب الأيسر من البطن, طوله حوالى 13سم, وعرضه يتراوح من 2-7سم تبعا للمنطقة منه التى يقاس عرضها, حيث أنه يمتد عرضيا عبر البطن فى شكل يشبه ورقة شجر موضوعة بالعرض, عريض فى أوله, قليل العرض فى آخره.

يفرز عددا من الإنزيمات الهاضمة تعمل على هضم الطعام فى الأمعاء الدقيقة, و يصب إفرازاته الهضمية عبر قناة تعرف بقناة البنكرياس.

كما يفرز أيضا هرمونى الإنسولين والجلوكاجون, الذان يتحكمان فى التمثيل الغذائى لسكر الدم, فهرمون الإنسولين يعمل على الإستفادة من سكر الدم بنقله إلى داخل الخلايا, فلا يزيد منسوبه فى الدم, وهرمون الجلوكاجون الذى يعمل على تفكيك الدهون المخزونة فى الجسم وتحويلها إلى سكر, لرفع سكر الدم حال انخفاضه عن المنسوب الطبيعى له, وبذلك يحافظ الهرمونان على منسوب معتدل لسكر الدم, لا هو مرتفع ولا منخفض.

وهو يضخ هرموناته تلك فى الدم مباشرة بلا قنوات توصيل, وبذلك فهو يجمع بين كونه غدة صماء وقنوية فى ذات الوقت.

ما هو سرطان البنكرياس؟

سرطان البنكرياس هو طفرة چينية تحدث فى بعض خلاياه, چينات الخلايا هى الرسالة المسجلة فى كل خلية من خلايا الجسم, والتى تحمل مواصفاتها وطريقة عملها, والتى تتحكم فى نمو هذه الخلية, وحياتها ووظائفها, ثم موتها وتحللها بعد ذلك لتستبدل بغيرها.

عندما تحدث طفرة فى الينات, تفقد الخلايا خريطة العمل, فتستمر فى النمو بلا توقف, بمعنى أنها لا تموت, وتشكل ورما, وتؤثر على الخلايا السليمة المحيطة بها فتعطل وظائفها وتقتلها وتستمر هى فى الحياة والنمو بشكل لا يمكن السيطرة عليه, وتستمر فى التكاثر والأنتشار عبر النسيج نفسه, ثم عند تركها بلا علاج تنتقل إلى أنسجة ومناطق أخرى من الجسم, فيحدث بها نفس الشىء.

وقد يحدث السرطان فى الخلايا المفرزة للهرمونات, أو المفرزة للإنزيمات الهاضمة أو فيهما معا, أو فى الخلايا المبطنة لقنوات الإفراز أو الخلايا العصبية التى تنقل إشارات إفراز الهرمونات من المخ إلى الغدد المعنية بالإفراز.

أعراض سرطان البنكرياس

فى بداية المرض, لا يسبب أعراضا بالمرة, ولا تظهر أعراضه إلا عندما يكبر حجم الورم, ويبدأ بالإنتشار إلى مناطق أخرى, ولهذا فهذا النوع من السرطان, من أخطر أنواع السرطان واصعبها علاجا.

وعندما تظهر له أعراض, فإنها تتمثل فى المشكلات الآتية:

  • ألم البطن: يشكو المريض من ألم فى البطن يمتد من البطن إلى الظهر, يستجيب فى بدايته للمسكنات ومضادات التقلص, ثم لا يستجيب لها بمرور الوقت وتزداد شدته كلما تقدمت مرحلة المرض.
  • فقدان الشهية.
  • نقص الوزن غير المبرر.
  • شعور بالتعب والإرهاق.
  • إصفرار الجلد وبياض العينين: ذلك لأن البنكرياس يشترك مع الكبد فى قناة مشتركة يصبان إفرزاتهما فيها, وعند حدوث سرطان البنكرياس, فإنه يغلق القناة التى يصب فيها الكبد إفرازه فيمنع الصفراء من التصريف الى القناة الهضمية, فترتفع فى الدم وتظهر أعراض زيادة الصفراء فى الدم, كما قد ينتشر السرطان الى القنوات المرارية نفسها أيضا فيغلقها فيحدث نفس الأثر.
  • دكانة لون البول.
  • إبيضاض لون البراز أو تحوله إلى اللون الفاتح (الأبيض المائل إلى الصفرة).
  • حكة جلدية.
  • ظهور مرض السكر, أو صعوبة السيطرة عليه فى حالة وجوده سابقا.
  • حدوث الجلطات الدموية وظهور الكدمات غير المبررة على الجلد.

أسباب سرطان البنكرياس

لا توجد أسباب محددة لظهور المرض, ولكن هناك عوامل ترفع من خطر الإصابة به عند بعض الأشخاص:

  • السمنة.
  • التدخين.
  • التاريخ العائلى للإصابة به أو بسرطان الثدى أو الجلد.
  • السن, حيث أنه أشيع حدوثا فى المسنين فوق 65 عاما.
  • الإصابة بمرض السكر.
  • إلتهاب البنكرياس المزمن.

الوقاية من سرطان البنكرياس

  • تجنب التدخين.
  • الحفاظ على الوزن الصحى.
  • إتباع نظام غذائي غنى بالخضروات والفواكه والأطعمة الغنية بالألياف الطبيعية.
  • تجنب اللحوم المصنعة.
  • تجنب الدهون المتحولة.
  • الفحوص الطبية الدورية إذا كان هناك تاريخ عائلى للإصابة بالسرطان عموما.

علاج سرطان البنكرياس

تتوقف الخطة العلاجية للمرض على المرحلة التى وصل إليها, فقد يستعمل خيار علاجى واحد وقد يستعمل أكثر من أسلوب علاجى فى وقت واحد, وقد يكتفى بالعلاج التلطيفى وحده فى المراحل المتأخرة من المرض, وفى العموم يعتمد العلاج على:

  • العلاج الجراحي:

للعلاج الجراحي خيارات متعددة, تعتمد على مكان الورم ومدى انتشاره, ومن هذه الخيارات:

  1. جراحة (ويبل): وتتم فى الأورام الموجودة فى رأس البنكرياس, حيث يتم فيها استئصال رأسه مع الإثنى عشرى والمرارة وجزء من القنوات المرارية, وقد يضطر الجراح لإستئصال جزء من المعدة وجزء من الأمعاء الغليظة (القولون), مع اسئصال العقد اللمفاوية القريبة من هذه الأعضاء, للحد من انتشار الورم عبرها.
  2. جراحة استصال الجانب الأيسر: وتسمى بالأستئصال البعيد, حيث يقوم الجراح فيها باستئصال جسم وذيل البنكرياس, وقد يضطر لإستئصال الطحال أيضا.
  3. الأستئصال الكامل: ويتم فيها إزالة البنكرياس كاملاً, وفى هذه الحالة سيعتمد المريض على الإنسولين الدوائى مدى الحياة, ولكن معظم المرضى يستطيعون العيش بشكل طبيعى كمرضى سكر من النوع الأول ليس إلا.
  4. استئصال الأوعية الدموية: تتم فى الأورام التى تؤثر على الأوعية الدموية, ويتم فيها اسئصال الأوعية الدموية وإعادة بنائها, وقد تجرى بمفردها, أو مع إحدى الجراحات السابقة, تبعا لموضع الورم.
  5. العلاج الإشعاعى:-

يتم فيها توجيه نوع من الأشعة فى شكل حزم مرتفعة من الطاقة, للخلايا السرطانية بهدف تدميرها والقضاء عليها, وقد يتم استعمالها أثناء الجراحة, وقد تتم بعدها, وقد تستعمل مع العلاج الكيميائى بدون جراحة إذا كانت حالة المريض لا يمكن علاجها جراحيا.

  • العلاج الكيميائى:

يتم بإستعمال أدوية تندرج تحت ما يعرف بالأدوية السامة للخلايا, تستهدف القضاء على الخلايا السرطانية, يتم حقنها وريديا أو تناولها عن طريق الفم أو بالطرقيتين معا.

وقد يستعمل العلاج الكيميائى بمفرده أو مترافقا مع العلاج الإشعاعى والجراحى, تبعا لمرحلة الورم ومدى انتشاره, كما قد يستعمل بشكل تحفظى بهدف السيطرة على نمو السرطان وتخفيف أعراضه وإطالة فترة بقاء المريض على قيد الحياة, وفى تلك الحالة يتم علاج المريض به فى جرعات دورية بالحقن الوريدى أوعن طريق أدوية بالفم مع استمرار متابعة المريض للوقوف على ما قد يستجد من تطورات فى حالته والتعامل معها.

  • العلاج التلطيفى:

الرعاية أو العلاج التلطيفى, لا يقصد به علاج المرضى الميئوس من شفائهم كما يعتقد معظم الناس, وإنما يقصد بها الدعم النفسى والمعنوى للمريض, وكذلك تخفيف ما قد يتعرض له من ألم نتيجة المرض أو نتيجة طرق العلاج المتبعة, التى قد تكون لها بعض الآثار الجانبية الشديدة المؤلمة للمريض نفسيا وجسمانيا.

أى أن العلاج التلطيفى يستهدف بالأساس تخفيف ما يتعرض له المرضى بالأمراض الخطيرة كالسرطان, من ضيق, وألم نفسى وجسمانى, لمساعدتهم على التكيف مع حالاتهم المرضية والحياة بشكل أكثر راحة ومتعة.

ومن الوسائل المستعملة لهذا النوع من العلاج:

  • العلاج الجماعى:

العلاج الجماعى نوع من العلاج النفسى, يستهدف الجمع بين عدد من المرضى, فى جلسات يتحاورون فيها فيما بينهم, ويتحدثون بشكل صريح عن مخاوفهم ومشاعرهم السلبية تجاه ألامهم, وخبراتهم فى التعامل معها والتغلب عليها, ويساعد هذا فى إشعار المريض أنه ليس وحده من يمر بهذه التجربة, وأن مخاوفه وألامه ليست الأعظم على مستوى العالم كما قد يعتقد, فهناك من هم مثله وربما اشد ألما منه, كما يستفيد من تجارب قد تكون أتت بنتائج إيجابية مع من هم فى مثل حالته فيمكنه التفكير فى تجربتها ايضا, كما أن تفريغ الشحنات النفسية السلبية لا شك يشعر المريض براحة أكثر خاصة عندما تكون مع من يتفهمون حالته ويشعرون بمثل بمشاعره.

  • العلاج الروحانى:

وهو الجانب الدينى, الذى يتم فيه التخفيف عن المريض بتذكيره بأن لله حكمة فى كل شىء, وأن الله لا شك يريد له الخير حتى وإن لم يعلم هو ذلك, وتذكيره بوعد الله للصابرين بحسن الجزاء فى الدنيا والآخرة.

  • العلاج بالفنون والآداب:

وذلك من خلال المواهب الفنية التى قد تكون لدى المريض, كالرسم والغناء والتمثيل والعزف والتأليف ونظم الشعر ونحوه, مما يساعد المريض على تمضية وقته بشكل ممتع له ولغيره.

كما قد يستمتع المريض بمشاهدة الأعمال الفنية, كمعارض الفن التشكيلى, وحفلات الموسيقى, والندوات الفنية والشعرية والأدبية وغيرها.

  • العلاج بالموسيقى:

إذا كان المريض من محبى الأستماع الى الموسيقى, فإن سماعه لها يحفز إفراز هرمونات فى الدماغ, تحسن الحالة المزاجية, وتقاوم الشعور بالضيق والألم.

  • العلاج بالتمارين:

وذلك بممارسة المريض لبعض التمارين التى يتعلمها بمعرفة متخصص, فتساعده على تحسين لياقته, وتحسين حالته المزاجية وتقليل شعوره بالألم.

وإذا كان يحب ممارسة أنواع من الرياضات, ورأى طبيبه أنها لا تتعارض مع حالته المرضية, فسوف يخبره بما يجب عليه من احتياطات حال ممارسته لها.

  • العلاج بالأسترخاء:

كتمارين اليوجا والتنفس العميق والتأمل التى يمكن للمريض أن يتدرب عليها بمعرفة متخصص.

  • العلاج بالطب البديل:

بوسائل العلاج الطبي البديل كالوخز بالأبر والتدليك والحمامات والأعشاب الطبية المهدئة ونحوها.

فإذا كنت تحتاج الى علاج تلطيفي من أى نوع لمعاونتك على التعايش مع حالتك المرضية سواء نفسيا أو جسمانيا, فلا تخجل من التحدث مع طبيبك فى مثل هذه الخيارات العلاجية, فهى متوافرة ولكن لابد أن تبدى أهتمامك بها ليتم توجيهك إليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى