سرطان الأمعاء الدقيقة: أعراضه،علاجه وكيفية تجاوز المرحلة
سرطان الأمعاء الدقيقة هو نوع من أنواع السرطانات المعروفة ولكن تكمن خطورته في أن أعراضه قد تتداخل مع بعض مشاكل الجهاز الهضمي. لذا قد يكتشف المريض الأمر متأخرًا مما قد يزيد من هلعه ولكن لا عليك ففي هذا المقال بإذن الله نستعرض الكثير من المعلومات لعلها تجيب تساؤلاتك بأكملها.
ما هو سرطان الأمعاء الدقيقة؟
هو نوع من أنواع سرطانات الجهاز الهضمي، يحدث عندما تبدأ الخلايا في النمو بشكل غير طبيعي سريع ومتزايد مما يجعل انقسامها يشكل ورمًا في الأمعاء الدقيقة فيعرف باسم سرطان الأمعاء الدقيقة ويتم تحديد نوع سرطان الأمعاء الدقيقة تبعًا لنوع الخلايا المصابة.
أنواع سرطان الأمعاء الدقيقة
لسرطان الأمعاء الدقيقة أنواع عديدة، منها:
- السرطان الغدي: يحدث في الخلايا المخاطية المبطنة للأمعاء الدقيقة في الإثنى عشر.
- أورام الغدد الصماء العصبية: يتشكل هذا الورم في اللفائفي داخل الأمعاء الدقيقة وبالتحديد في نظام الغدد الصماء العصبية، ونظام الغدد الصماء العصبية هو عبارة عن شبكة من الغدد والخلايا العصبية التي تفرز الهرمونات في مجرى الدم حيث تساعد في التحكم في وظائف الجسم.
- ساركوما: يحدث هذا السرطان عندما تبدأ الخلايا في الانقسام بشكل غير طبيعي في النسيج الضام وهو النسيج الذي يدعم ويربط جميع الأجهزة ببعضها، وغالبًا ما تبدأ سرطانات الأمعاء والمعدة في الخلايا العصبية، ولكن تبدأ الساركوما في الخلايا العضلية في جدار الأمعاء الدقيقة في اللفائفي.
- سرطان الغدد الليمفاوية: يبدأ في الأجزاء الليمفاوية من الجسم وهي جزء من الجهاز المناعي الذي يحمي الجسم في الأمعاء الدقيقة.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الأمعاء الدقيقة
يعد سرطان الأمعاء الدقيقة من السرطانات النادرة ولكن حسب الإحصاءات فإن نسب الإصابة به تزداد لدى:
- الرجال.
- كبار السن، عادة فوق 60 عام.
أعراض سرطان الأمعاء الدقيقة
تعد معظم أعراض هذا السرطان متداخلة مع أمراض أخرى مما يزيد من صعوبة تشخيص هذا المرض ولكن الأعراض تتفاوت ما بين:
- فقدان الوزن بشكل سريع وغير مبرر.
- ألم مستمر في البطن.
- اختلاف في عادة الأمعاء يظهر في الإسهال، الإمساك أو الشعور بالرغبة المستمرة في التفريغ.
- الشعور بالغثيان و القيء بكثرة.
- ظهور دم في البراز.
- الإعياء والإرهاق الناتج عن فقر الدم.
- اصفرار وشحوب الجلد والعينين.
أسباب سرطان الأمعاء الدقيقة
كمعظم أنواع السرطانات فإن سرطان الأمعاء الدقيقة غير معروف أسباب واضحة للإصابة به ولكن توجد عوامل خطورة تزيد من نسب الإصابة بهذا المرض مثل:
- عوامل وراثية، إذ إن وجود بعض الأمراض الوراثية النادرة قد يشكل خطر يزيد من نسب الإصابة.
- عوامل أخرى، بعض العوامل قد ترتبط بمرض crohn ومرض الاضطرابات الهضمية.
- تناول كميات كبيرة من الدهون والبروتين الحيواني وخاصة عند تناول اللحوم المصنعة واللحوم الحمراء بشكل كبير، يؤدي ذلك إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الأمعاء الدقيقة.
طرق تشخيص سرطان الأمعاء الدقيقة
عندما يعتقد طبيبك أنك قد تكون مصاب بالمرض فسيقوم بإجراء بعض الفحوصات الفيزيائية البسيطة وعند التأكد منها سيقوم بتحويلك إلى طبيب أكثر تخصصًا حيث يجري لك بعض الفحوصات الهامة للتأكد، ومنها:
- اختبار الدم، في هذا الاختبار يقوم الطبيب بعمل تحليل صورة دم كاملة لجميع مكونات الدم من خلايا دم حمراء، خلايا دم بيضاء، والصفائح الدموية، وأيضًا تحليل لوظائف الكبد لتحديد نسب المركبات الكيميائية التي يحتويها ويفرزها الكبد.
- المنظار الكبسولي، عبارة عن كبسولة تحتوي على كاميرا دقيقة يتم ابتلاع الكبسولة وتقوم بتصوير المعدة والأمعاء ويتم عرض الصور على جهاز يتم تثبيته على خصر المريض، ثم تخرج الكبسولة من الجسم مع البراز بعد 24 ساعة.
- أشعة مقطعية، التصوير المقطعي يتم عن طريق جهاز كبير يقوم بتصوير أجزاء جسمك الداخلية للبحث عن الأورام وغيرها، ويمكن أن يتم حقن الجسم بالصيغة عن طريق الوريد قبل التصوير وذلك لجعل الصور أوضح، ويتم ذلك عن طريق الاستلقاء على منضدة كبيرة حيث تدخل المنضدة الى جهاز التصوير المقطعي بكامل الجسد ثم تخرج منه بنفس الطريقة، عادة ما يأخذ التصوير المقطعي من 10 دقائق إلى 30 دقيقة.
- أشعة الرنين المغناطيسي (MRI)، يعد هذا الفحص أكثر دقة حيث أنه يظهر أبعاد ومدى الورم، ويتم عن طريق إدخال المريض في أنبوب معدني مفتوح الطرفين وتعريضه للأشعة وعادة ما يستغرق الفحص من 30 إلى 90 دقيقة.
- أشعة الإشعاع البوزيتروني (PET)، في إجراء الفحص بالتصوير المقطعي البوزيتروني، سيتم حقنك بكمية دقيقة من المحاليل المشعة، سيطلب منك الجلوس لمدة تتراوح ما بين 30 إلى 90 دقيقة حتى يتمكن المحلول من الوصول إلى أجزاء جسمك. ثم ستظهر العديد من الخلايا السرطانية أكثر إشراقًا في الفحص، وعادةً يستغرق الفحص حوالي 30 دقيقة.
- تحليل عينة من النسيج (Biopsy)، يتم في هذا التحليل أخذ جزء بسيط من النسيج المصاب وهو ما يسمى بالخزعة ثم تؤخذ العينة إلى المختبر حيث يتم فحصها بدقة وتحديد نسب مكوناتها وأي نشاط غير طبيعي فيها.
- أشعة الباريوم السينية ، في هذا الفحص سيتم إعطاؤك سائل باريوم معلق لتشربه وبعد تناولك الباريوم سيغطي الجزء الداخلي من الأمعاء وحينها يمكن أن يظهر أي علامات للسرطان عند إجراء الأشعة السينية.
متى يجب زيارة الطبيب؟
عند الشعور بأي أعراض غريبة في الجهاز الهضمي يجب فوراً الذهاب إلى الطبيب حيث أن معظم أعراض المرض قد تتداخل مع أعراض أخرى شائعة؛ لذلك يجب الاهتمام بالأمر والذهاب للطبيب للتأكد من أسباب هذه الأعراض.
أنواع العلاج
هناك العديد من طرق العلاج والتي تشمل الجراحة والعلاج الكيميائي والأدوية وغيرها، ويتم تحديد الطريقة الأمثل لحالتك من خلال مناقشتك مع الطبيب وبناء على حالتك الصحية وعمرك وبعض التفاصيل الأخرى. ويتم إختيار أفضل نوع علاج من الأنواع الآتية:
الجراحة
العلاج بالتدخل الجراحي هو أفضل طرق العلاج وأكثرها شيوعًا لحالات سرطان الأمعاء الدقيقة كما أنه موصى به لمن هم في المراحل الأولى من المراحل و في حالة صحية تسمح بالتدخل، ولكن لا ينصح به في حالات الإصابة بالورم في العقد الليمفاوية فهنا يلجأ الطبيب إلى نوع آخر من العلاج.
العلاج الكيميائي
هو علاج يستخدم لقتل الخلايا السرطانية أو على الأقل إبطاء نموها ويمكن أن يتم بنوع واحد من الدواء الكيميائي أو دمج أكثر من نوع معًا، يعتمد هذا النوع من العلاج على حالتك الصحية ومدى استجابة الجسم له ويمكن أن يعالج به السرطان في العقد الليمفاوية والطبيب هو من يحدد الاستمرار في العلاج الكيميائي أو التوقف عنه تبعًا لحالتك واستجابة الخلايا السرطانية له.
العلاج الإشعاعي
يستخدم فيه نوع من الإشعاع ذو طاقة عالية ويتم توجيه الجهاز تجاه جسد المريض فيعمل على تدمير الخلايا السرطانية الموجه إليها.
العلاج المناعي
وأحيانًا يسمى العلاج البيولوچي وهو يعتمد على الجهاز المناعي للمريض لمواجهة السرطان ويستخدم فيه مواد مناعية من داخل الجسم أو تم تخليقها بالمعمل وحقنها للمريض لتزيد من مقاومة جسده للخلايا السرطانية. هناك العديد من طرق العلاج المناعي لذا يجب مناقشة الطبيب حول إختيار النوع المناسب.
متى يستخدم العلاج الإشعاعي لعلاج سرطان الأمعاء الدقيقة؟
يمكن أن يتم استخدام العلاج الإشعاعي كعلاج مساعد في أكثر من حالة وأشهرهم:
- قبل اللجوء إلى العلاج الجراحي وذلك للتقليل من حجم الورم.
- بعد الجراحة مباشرة للتأكد من زوال أي بقايا سرطانية قد تعمل على عودة المرض مرة أخرى.
- يمكن أيضًا أن يستخدم بدلًا من الجراحة في حالة عدم مناسبة الحالة للتدخل الجراحي.
- يستخدم في حالة عودة المرض مرة أخرى بعد فترة من العلاج فيعمل التدخل الإشعاعي على قتل الخلايا السرطانية المهاجمة مرة أخرى.
كيف تستعد لمقابلة طبيب الأورام؟
من المعروف أن وقت مقابلتك للطبيب هو وقت غال وثمين فهو ما سيوضح لك الأمور لذلك عليك تحضير نفسك لتلك المقابلة لكي تحصل على الفائدة القصوى منها. ومن النصائح لمقابلة الطبيب:
- اسأل عن ما إذا كان عليك الإلتزام بأي شرط قبل الذهاب للموعد، مثل تعديل نظامك الغذائي.
- قم بتدوين أي أعراض تعاني منها، حتى وإن كانت لا تخص نفس المرض.
- اكتب المعلومات الرئيسية عنك، خاصة إذا كنت تعاني من أي ضغوط كبيرة أو تغييرات في الفترة الأخيرة.
- أذكر جميع الأدوية أو الفيتامينات والمكملات الغذائية التي تتناولها.
- اصطحب معك أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء فأحيانًا يبدو من الصعب تذكر جميع المعلومات اللازمة أثناء الموعد. ولكن الشخص الذي يرافقك قد يتذكر شيئًا فاتك أو نسيته.
- اكتب أسئلة تود معرفة إجابتها من طبيبك.
ما الأسئلة التي سيوجها لك طبيبك أثناء الزيارة؟
إليك بعض الأسئلة التي قد يسألها الطبيب لك:
- ما هو موعد أول ظهور للأعراض؟
- ما هي درجة شدة الأعراض لديك؟
- هل هناك ما يعمل على تحسين تلك الأعراض أو زيادتها سوءاً؟
- هل الأعراض لديك مستمرة أم تحدث في أوقات متفرقة؟
- هل لديك أي تاريخ مرضي وراثي لهذا المرض؟
- ما هي الأمراض الأخرى التي تعاني منها؟
- ما هي العقاقير الطبية والمكملات الغذائية التي تتناولها؟
- هل تتبع أي حمية غذائية معينة؟ ولماذا؟
أسئلة يمكنك الاستفسار عنها من الطبيب
- ما هي مرحلة المرض لديك؟
- ما هي طرق العلاج المناسبة؟
- ما هي مخاطر الطرق العلاجية المختلفة وكيفية تجنبها؟
- ما هو العلاج المناسب لحالتك من وجهة نظر الطبيب؟
- ما المدة المتوقعة لعلاج مرض سرطان الأمعاء الدقيقة في حالتك؟
- ما هو تأثير هذا المرض على حياتك اليومية ونشاطاتك؟
- ما الاحتياطات اللازم اتخاذها أثناء فترة العلاج؟
- كيف يمكنك زيادة الوعي بهذا المرض؟
- هل يوجد مواقع معينة لمرض سرطان الأمعاء الدقيقة ومجموعات الدعم؟
- ما هي تكلفة العلاج المتوقعة؟
نصائح تساعدك على التعامل مع مرض السرطان
في أغلب الأحوال في حالة الإصابة بمرض السرطان قد لا يتوفر وقت كافي التفكير في الأمور بتأني لذلك عليك اتباع بعض النصائح لتهدئة نفسك وتهيئتها لاستقبال العلاج. إليك بعض النصائح:
- زيادة وعيك بمرض سرطان الأمعاء الدقيقة. وذلك عن طريق سؤال طبيبك عن ماهية المرض وكيفية التعامل معه؛ حتى لا يزداد خوفك من الأمور يجب أن تكون على دراية بها.
- البحث عن الدعم النفسي. ربما في بداية علاجك قد تتعرض للاضطراب والتشويش بكثير من التساؤلات والتخوفات لذلك فيجب عليك مشاركة هذا مع شخص يمكنه فهم مشاعرك ربما يكون من أصدقائك أو أفراد العائلة وإذا لم يكن ذلك متاحًا لك فيمكنك سؤال طبيبك عن مستشار يعمل على دعم مرضى السرطان.
- التواصل مع متعافي السرطان.عادة ما يكون أفضل مصادر الدعم في هذه الحالة هي اللجوء إلى أحد المتعافين من السرطان فهم أكثر دراية بك وبكل مشاعرك وتفكيرك حينها. لذلك أسأل طبيبك عن مجموعات الدعم القريبة منك وانضم لها واطرح تساؤلاتك ومشاعرك بكل وضوح.
والآن هل مازلت ترى مرض سرطان الأمعاء الدقيقة كما كنت تراه من قبل؟
مهما كانت إجابتك فأود أن أبلغك أنه لا داعي للقلق، لم يخلق الله مرضًا ليعذبنا إنما هي مرحلة من حياة مدروسة بعناية قد رسمها الله لك.
فلتستعن بالله في مراحل علاجك ولتلتمس حكمته من الأمور علّك تؤجر عن صبرك واحتسابك ولعلّك أيضًا تنال الطمأنينة المرادة، ونرجو لك جسد مُعافى وقلب هادئ مطمئن.