سحب الدم من الوريد كيف يحدث؟ | ١٠ نصائح للتعامل معه

سحب الدم من الوريد عملية يلجأ لها لعمل اختبارات الدم المختلفة، بالإضافة إلى التبرع بالدم. وتتمثل فوائد سحب الدم في أخذ العينات اللازمة لتلك الفحوصات من أجل تشخيص جيد خالٍ من الأخطاء الطبية.

وسيعرض هذا المقال كيف يحدث سحب الدم؟، وكذلك كل ما يهمك كمريض أو كمتبرع، وكذلك الدراسات الحديثة لك كأخصائي لعملية السحب نفسها وتعاملك مع الأخطاء بطريقة سليمة.

أنواع سحب الدم

إن سحب الدم يكون من الوريد والشريان أيًا منهما، هذا يعتمد على الاختبارات المطلوبة وكذلك الحالة المعرضة له، وتنقسم أنواعه إلى:

  1. سحب الدم الوريدي أو بزل الوريد (Venipuncture)

وهي أكثر الطرق شيوعًا لإجراء فحص الدم، لذا سنتناوله تفصيليًا في هذا المقال.

  1. سحب الدم الشرياني (Arterial)

 يستخدم هذا النوع في اختبارات قياس مستوى الأكسجين أو ما يسمى تحليل غازات الدم؛ حيث يحتوي الدم من الشرايين على مستويات أكسجين أعلى من الوريد.

  1. وخز الأصبع (Finger stick)

عادةً يُجرى في الاختبارات البسيطة مثل فحص فصيلة الدم والأجهزة المنزلية السريعة مثل جهاز فحص السكر.

  1. اختبار عصا الكعب (Heel stick)

غالبًا تستخدم في حالات حديثي الولادة التي تواجه صعوبة في تحديد الوريد، ويتم عن طريق وخز الكعب.

أماكن الأوردة الرئيسية للسحب

الأوردة عبارة عن جزء من شبكة معقدة من الأوعية الدموية التي تحمل الدم في جميع أنحاء الجسم. ويلجأ المختص لمنطقة الذراع (الجزء الداخلي من الساعد) لوجود العديد من العروق الكبيرة به وتأتي بعدها منطقة ظهر كف اليد. ويشمل النظام الوريدي بصورة مبسطة ٣ أنواع من الأوردة، وهي:

  1. الأوردة العميقة: وتتواجد في العضلات وعلى طول العظام.
  2. الأوردة السطحية: يمكن العثور عليها تحت الجلد وتسهل رؤيتها وهي أصغر من العميقة. ومع ذلك أكبر وريد في الجسم هو وريد سطحي يسمى الوريد الصافن العظيم (يمتد من الكاحل إلى الفخذ في كل ساق).
  3. الأوردة المثقبة (المتصلة): وهي عروق قصيرة تحمل الدم من الوريد السطحي للأعمق.

إليك فيديو قصير يوضح نبذة عن شكل تشريح الأوردة بجسمك

خطوات سحب الدم من الوريد بالصور

طريقة سحب الدم من العمليات التي تتعدد حولها التساؤلات وتسبب حالة من التوتر. وتلك الخطوات هي الأدق تبعًا للدراسات العالمية. هذا من حيث مكافحة العدوى وكذلك سحب عينة خالية من الأخطاء سواء للعينة نفسها أو للمريض وأيضًا لأخصائي السحب، وتتمثل فيما يلي:

  1. أولًا يجب عليك غسل يديك بالماء والصابون جيدًا وتحضير أدوات سحب الدم.
  2. تحديد الأنابيب المناسبة للتحاليل المطلوبة ويُفرق بينهم بلون غطاء الأنابيب وتسميتها بإسم المريض عن طريق وضع بطاقة لاصقة باسم المريض على الأنبوب.
  3. تعقيم اليدين وارتداء القفازات.
  4. إزالة أكمام ذراع السحب وربطه بشريط مطاطي (عاصبة) أو ما يسمى تورنكيت على بعد من ٣ـ٤ بوصة من مكان ثقب الوريد.
  5. قبض كف اليد ليساهم في وضوح الوريد، دون ضخها فهذا من الاعتقادات الخاطئة، وعدم إحكامها لأكثر من دقيقتين.
  6. تحديد الوريد الأكبر والمرئي والأسهل في الوصول إليه أكثر من غيره.
  7. تطهير الوريد المستهدف بمسحة كحولية وتركها تجف لمدة ٣٠ ثانية ولا تجففها بالشاش.
  8. إدخال إبرة سحب الدم من الناحية المشطوفة في الجلد بزاوية من ١٠ـ٣٠ درجة وعلى حسب عمق الوريد. يجب حدوث تلك الخطوة بطريقة سلسة وسريعة. قد تصل إبرة السحب بحقنة جمع الدم أو الأنابيب الخاصة بالعينات مباشرة عن طريق ما يسمى (Vacutainer).
  9. إزالة العاصبة مع آخر نقطة دم وإزالة الإبرة من الجلد مع الضغط اللطيف بالقطن أو الشاش ثم وضع الضمادة اللاصقة.

أماكن يجب تجنب سحب الدم منها

  1. المناطق المشوهة أو المحترقة.
  2. الأماكن المتورمة.
  3. ذراع به جلطة دموية سابقًا أو في الوقت الحالي.
  4. الجانب الذي به استئصال للثدي أو عمليات جراحية.
  5. الجهة التي حدث بها عملية نقل الدم.

مخاطر سحب الدم

تتفق أخطاء سحب الدم من الوريد مع طرق السحب الأخرى. وبالرغم أن معظم تلك العمليات تسبب حدًا أدنى من الآثار الجانبية، إلا أن بعض الحالات قد تواجه ما يلي:

  • نزيف.
  • كدمات أو أورام دموية أو طفح جلدي، تنتج عن تراكم النزيف من تمزق الوريد أو ثقب الشريان وتلون الدم المحاصر خارج الأوعية الدموية تحت سطح الجلد، وغالبًا تختفي بعد بضعة أيام.
  • التهاب وتهيج الجلد في حالات الحساسية من الكحول والضمادات اللاصقة.
  • دوار وغثيان وأحيانًا قيء في حالات الرهبة الشديدة فهذا يرجع للعامل النفسي بشكل كبير.
  • وخز الأعصاب (يشعر المريض في تلك الحالة بوخز يشبه الكهرباء).

ومع أن معظم تلك الأعراض تهدأ مع مرور الوقت إلا أن منظمة الصحة العالمية أوصت بالعناية الطبية في الحالات الآتية:

  1. وخز أو خدر في الذراع يدوم لفترة أطول من ست ساعات.
  2. زيادة الاحمرار حول الثقب.
  3. ألم شديد لا يهدأ.
  4. أورام دموية تصل لأكثر من ١٠ سنتيمترات حول موقع السحب في تلك الحالة تواصل سريعًا مع طبيبك؛ فهذا قد يمنع تدفق الدم إلى الأنسجة.

التعامل مع أخطاء سحب الدم

  • لعلاج الدوار: يساعدك تناول وجبة خفيفة معززة للطاقة، مثل الجبن والبسكويت والمكسرات، بالإضافة إلى تناول الأطعمة الغنية بالحديد كالخضراوات والحبوب الغنية بالحديد.
  • لتهدئة الآلام والكدمات الدموية الخفيفة: يمكنك وضع كيس ثلجي مغطى بالقماش مكان الثقب في التخفيف منها.
  • لتجنب التهيج الجلدي: يساعدك سؤال المريض قبل عملية السحب عن وجود حساسية من اللاتكس والمعقمات والضمادات اللاصقة في تجنب حدوثه.
  • في حالة وخز الأعصاب أو الشرايين: أخرج الإبرة على الفور واضغط بالشاش ضغطًا مباشرًا وقويًا ولا تتوقف عن الضغط لمدة لا تقل عن ٥ دقائق خاصًة في حال وجود نزيف.

مواقف قد تتعرض لها أثناء سحب الدم ومدى خطورتها

  • وجود فقاعات عند سحب الدم.

لا تقلق من هذا فمصدر تلك الفقاعات الهواء المحيط بالجسم ولا تضر بالمريض أو نتيجة الفحوصات المطلوبة.

  • لا يوجد دمًا عند سحب الدم من الوريد ودفع السرنجة ثم إدخال الهواء.

في تلك الحالة أنت أمام أمرين أما أن الحقنة لم تدخل إلى الوعاء الدموي، فدخول الإبرة عبر الجلد لا يعني دخولها لوريدك أو شريانك.

أما الاحتمال الآخر أن تكون الإبرة قبل دخولها بالوريد بها هواء، وهذا أيضًا لا يدعو للقلق حيث إنه يلزم دخول جسمك أكثر من ١٠٠ مللي هواء ليحدث خطرًا على الحياة.

١٠ نصائح لإخصائي سحب الدم

  1. تعلم حول تشريح الذراع واليد وأماكن السحب بوجه عام، فهذا يساعدك في سحب عينة دم بطريقة سليمة متجنبًا الأخطاء.
  2. إفحص الذراع جيدًا قبل وضع العاصبة لمعرفة إذا كانت أي عروق واضحة بالفعل وأكثر استقامة، حتى تتفادى ربطها لأكثر من دقيقتين مما يسبب خدرًا ووخزًا بالذراع.
  3. اجعل الجلد مشدودًا حول الوريد؛ فهذا يساهم في تثبيته وعدم التدحرج أثناء دخول حقنة سحب الدم به.
  4. لا تجعل المريض يثني ذراعه بعد السحب، هذا يؤخر من توقف النزيف وهو من الأخطاء الشائعة.
  5. إزالة العاصبة قبل الإبرة و الضغط الجيد مكان الثقب كلاهما يقلل من فرصة حدوث ورم دموي.
  6. لا تدلك أو تحرك مكان الإبرة بعد خروجها واكتفي بالضغط اللطيف عليه؛ حتى لا تتسبب في تورمه.
  7. تجنب الاختراق الجزئي للوريد حيث يساهم في تسرب الدم للأنسجة المحيطة به وظهور بقع الدم الملونة مكان الثقب.
  8. تيقن من عدم وجود تاريخ مرضي في جهة الذراع المستهدف.
  9. تأكد أن المريض لا يعاني من رد فعل تحسسي لمواد التعقيم المستخدمة.
  10. لا مشكلة من استخدام مخدر موضعي لتخفيف ألم السحب في حالة الرهبة من سحب العينات.

١٠ نصائح للمريض والمتبرع قبل وبعد سحب الدم

  1. عليك التواصل مع المختبر أو سؤال طبيبك في الاستعدادات الخاصة ببعض التحاليل الطبية، من صيام (مثل تحليل الدهون الكاملة الذي يتطلب صيامًا من ١٠-١٢ ساعة مع إمكانية شرب الماء). وأحيانًا مواعيد معينة لبعض العينات (مثل الكورتيزول الذي يشترط في الساعة ٩ صباحًا ومساءً)، وغيرها من الاشتراطات.
  2. اشرب كمية وفيرة من الماء قبل موعدك؛ هذا يساعد في ارتفاع حجم الدم وجعل عروقك ممتلئة مما يسهل الوصول إليها.
  3. تناولك وجبة صحية غنية بالبروتين والكربوهيدرات قبل تلك العملية يساعد في تعزيز الطاقة لديك للتخلص من دوار ما بعد السحب.
  4. ارتداء قميص أكثر اتساعًا يجعل الوصول إلى عروقك أسهل.
  5. توقف عن تناول الأسبرين قبل يومين على الأقل من سحبك في حالة التبرع بالدم (يفضل استشارة الطبيب).
  6. أخبر فني السحب أو الإخصائي إن كنت تعاني مشكلة في أحد الأوردة أو ممنوع من السحب في بعض المناطق كما ذكرناها.
  7. أبق هادئًا أثناء السحب، ويساعدك في هذا:
    • أخذ نفس عميق وتركيزك على تنفسك؛ لتساعد جسمك في الاسترخاء بشكل طبيعي.
    • النظر بعيدًا عن موقع الوخز حتى الانتهاء.
  8. حافظ على الضمادة اللاصقة لمدة ٤-٦ ساعات على الأقل أو أطول إذا كنت تتناول أدوية مميعة للدم.
  9. أمتنع عن التمارين القوية والمجهود البدني بعده كي لا تحفز تدفق الدم.
  10. لا مشكلة في مسكنات تخفيف الألم مثل الباراسيتامول، ولكن أبتعد عن الأسبرين والإيبوبروفين.

أسباب اختفاء الأوردة عند سحب الدم 

تتسائل أحيانًا عن ما سبب اختفاء العروق عند سحب الدم؟ ولماذا عند سحب الدم لا يخرج؟ 

كل أسئلتك عن هذا الموضوع تتلخص إجابتها في النقاط الآتية:

  1. الأوردة الدموية الصغيرة أو العميقة، وهي عرضة للحركة أو تحديدها بصورة خاطئة وخاصًة عند الأشخاص ذوي الوزن الزائد.
  2. الجفاف، قد يؤدي إلى ما يسمى صدمة انخفاض كمية الدم (صدمة نقص حجم الدم) والذي يتسبب بدوره في انخفاض ضغط الدم وانخفاض كمية الأكسجين في جسمك.
  3. تلف الأوردة، على سبيل المثال الوريد الممزق ويعرف أيضًا بالوريد المنفوخ وقد تؤدي محاولات السحب منه قبل عملية شفائه إلى الوريد المنهار، وهي حالة تحدث إعاقة لتدفق الدم بها فتصعب من خروج الدم. وكلها حالات تلف مؤقتة إلا إذا تعرضت للاستخدام المستمر قبل الشفاء التام بالإضافة إلى تكون الجلطات الدموية وعدم التعامل معها بشكل صحيح فتتحول إلى أنسجة ندبه تتسبب في ضيق الأوردة وتباطؤ الدورة الدموية بشكل عام والأوردة الندبة هي أشد إصابات الأوردة ودائمة. وأكثر الأسباب المؤدية للتلف الوريدي هي تعاطي المخدرات بواسطة الحقن.
  4. بعض مشاكل القلب.
  5. فني عديم الخبرة.

الأسئلة الشائعة

هل سحب الدم يسبب دوخة؟

أحيانًا تتعرض للدوار في حالة الصيام والأنيميا وضعف الجسم بشكل عام. وأحيانًا أخرى الشعور بها ينتج من الرهبة من تلك العملية.

لماذا يدي تؤلمني بعد سحب الدم؟

الألم الخفيف مكان الثقب غير مقلق، وإذا زاد الوخز على طول ذراعك ولم يهدأ لأكثر من ٦ ساعات يفضل التوجه للطبيب.

هل يجوز سحب الدم أثناء الدورة الشهرية للمرأة؟

تتأثر المؤشرات الحيوية للدم بالدورة الشهرية حيث تظهر الأبحاث اختلاف مستويات بعض الاختبارات، مثل الحديد والدهون والالتهابات، وأيضًا مستوى فيتامين د، جميعها يمكن أن تختلف وفقًا للمرحلة التي تمر بها. بالإضافة للهرمونات الجنسية تتقلب بشكل كبير خلالها.

هل يجوز سحب الدم من الصائم؟

لا يتأثر المريض نفسه بسحب الدم وقت الصيام؛ فبضعة سنتيمترات لا تؤثر، ولكن إذا كانت فحوصاتك ليست بحاجة له من الأفضل لك تناول وجبة. مع ذلك بعض التحاليل بحاجة لعدد محدد من ساعات الصيام.

ما الفرق بين لون الدم الفاتح والغامق أثناء سحب عينات الدم؟

اللون الأحمر الداكن للدم الذي يبدو مائلًا للأسود في نظرك هو أمر طبيعي لدم الوريد، ويرجع لتركيز الأكسجين القليل به على عكس للون الدم الشرياني الفاتح لتركيز الأكسجين الأعلى به.

في النهاية، بعد تناول موضوع سحب الدم وبالأخص كل ما يشمل السحب الوريدي والتعامل معه، ندعو الله أن نكون أجبنا عن ما يدور في ذهنك من أسئلة، وإن كان ما يزال لديك استفسار ما اترك لنا تعليقك ودعنا نساعدك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى