روماتيزم القلب.. هل يؤدي إلى الوفاة؟

يتأثر الإنسان بأي جراثيم أو بكتيريا تهاجم الجسم بشكل أو بآخر خاصةً إذا كان صغيرًا في السن أو مصابًا بأمراض مزمنة، وإن أكثر ما يتأثر في الجسم هو عضلة القلب مما يسبب اختلال في ضرباته ووظائفه، وقد يصل الاختلال إلى حد الإصابة بأمراض قد تؤدي إلى الوفاة ومن ضمن تلك الأمراض هو روماتيزم القلب، لكن هل روماتيزم القلب مرض خطير؟ وهل يمكن أن يؤدي إلى الوفاة؟

تابعنا في هذا المقال من دكتور كشكول لنجيب عن تلك التساؤلات ونتعرف أكثر على هذا المرض ومضاعفاته عن قرب.

ما هو روماتيزم القلب

هو عبارة عن تلف يحدث في أحد أو كل صمامات القلب نتيجة للإصابة بالحمى الروماتيزمية، التي تحدث كنتيجة لتفاعل مناعة الجسم بشكل دفاعي ضد الإصابة بعدوى بكتيريا المكورات العنقودية، مما يسبب التهاب عام بالجسم وبالأخص في القلب، وعند عدم علاجه تحدث الحمى الروماتيزمية.

أسباب الإصابة بروماتيزم القلب

تعد الحمى الروماتيزمية هى السبب الرئيسي للإصابة بروماتيزم القلب، فهي تسبب التهابًا في الأنسجة الضامة للجلد والمخ والمفاصل وضيق صمامات القلب، وقد ينتج بعد حدوث أول إصابة بالحمى أو بعد تكرار الإصابة بها على مدار عدة سنوات.

عادةً ما يصاب الأطفال من عمر 5 إلى 15 عامًا بالحمي الروماتيزمية نظرًا لشيوع الإصابة بالتهاب الحلق واللوزتين في هذه الفئة العمرية؛ لذلك فهم الأكثر عرضة للإصابة.

روماتيزم القلب عند النساء

تزيد نسبة الإصابة بروماتيزم القلب عند النساء وهو أمر طبيعي نظرًا لأنهن يلازمن أطفالهن أثناء إصابتهم بالتهاب الحلق واللوزتين أو الحمى الروماتيزمية؛ مما يعرضهم لالتقاط العدوى ومضاعفاتها، أيضًا تزداد نسبة الإصابة بشكل ملحوظ لدى النساء الحوامل، فمع الحمل وزيادة ضخ الدم يعمل القلب بجهد إضافي مما قد يعرضه للإصابة بتلف جزئي في أحد الصمامات.

ومن الجدير بالذكر أنه: يجب على النساء المصابات بأحد أمراض القلب مراجعة الطبيب المختص قبل وفي أثناء الحمل والولادة، نظرًا لما يسببه تلف صمامات القلب من خطر جسيم على صحتها وحياتها وحياة جنينها أيضًا.

أعراض روماتيزم القلب

في أغلب الأحوال تظهر الأعراض بعد عدة سنوات من تكرار الإصابة بالحمى الروماتيزمية أو البكتيريا العقدية، وتعتمد شدة الأعراض على مدى تلف صمامات القلب وتشمل:

  • ألم في الصدر.
  • تعب عام.
  • ضيق في التنفس.
  • تورم المعدة أو اليدين أو القدمين.
  • عدم انتظام ضربات القلب فهي قد تكون سريعة تارة وبطيئة تارةً أخرى.

طرق التشخيص

يمكن تشخيص المرض عند ظهور أيًا من الأعراض السابقة ثم يفحص طبيب القلب المريض فحصًا جسديًا كاملًا ليقيم شدة الأعراض، ويسأله عن تاريخه المرضي مع الحمى الروماتيزمية أو الإلتهابات البكتيرية، وللتأكد من التشخيص الصحيح سوف يطلب الطبيب من المريض إجراء بعض الفحوصات التالية:

  • اختبار الدم: لمعرفة هل يوجد أي التهابات أو أي استجابة مناعية لها.
  • مخطط صدى القلب أو ما يعرف بالموجات فوق الصوتية: لفحص الصمامات التالفة وتحديد مدى الضرر الحادث بها.
  • مخطط كهربية القلب أو ما يعرف بالنشاط الكهربائي للقلب: لفحص مدى انتظام ضربات القلب.
  • التصوير بالأشعة السينية: لفحص الرئتين ورؤية ما إذا كان القلب متضخمًا.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: لالتقاط صورة مفصلة للقلب وصماماته.

علاج روماتيزم القلب

لم يتوصل العلماء لعلاج روماتيزم القلب حتى الآن، لكن يمكن لبعض طرق العلاج أن تساعد في تخفيف الأعراض والتحكم في مدى تطورها، مثل:

  • العلاج بالعقاقير الطبية: مثل مضادات التخثر التي تقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وجلطات الدم، والمضادات الحيوية التي تعالج الالتهابات العقدية والبكتيرية، وكذلك الأدوية التي تعالج قصور القلب وتنظم ضربات القلب.
  • الجراحة: تكون جراحة تغيير صمام القلب مفيدة جدًا في حالة تلف الصمام تلفًا كاملًا.

المضاعفات

قد تتطور الإصابة بروماتيزم القلب لمضاعفات خطيرة مثل:

  • السكتة القلبية: قد يحدث ذلك نتيجة لضيق الصمام الشديد أو حدوث تسريب في أحد صمامات القلب.
  • التهاب الشغاف الجرثومي: هي عدوى تحدث عندما تُتلف الحمى الروماتيزمية صمامات القلب وتصيب البطانة الداخلية له.
  • تمزق صمام القلب: هي حالة طبية خطيرة وطارئة يجب معالجتها بالجراحة على الفور.

الوقاية من الإصابة بروماتيزم القلب

من السهل أن نقي أنفسنا وأطفالنا خطر الإصابة بروماتيزم القلب وذلك بعدم إهمال أي عرض من أعراض الحمى الروماتيزمية وزيارة الطبيب المختص فور ظهورها، مع الالتزام بخطة ومدة العلاج التي يحددها.

مما سبق يتضح لنا أن القلب رغم أنه عضلة قوية تضخ الدم وتحافظ على جميع أعضاء الجسم وتحميهم إلا أنه رقيق ويتأثر بأي عدوى مهما كانت بسيطة، وتتطور المضاعفات بسرعة مخيفة في حالة الإهمال لذلك لابد من مراقبة حالتنا الصحية بوجه عام وحالة القلب بوجه خاص، وزيارة الطبيب عند الشعور بأي توعك مهما بدى بسيطًا، يتمني لكم فريق دكتور كشكول وافر الصحة والعافية.

المصدر
clevelandclinicwhohopkinsmedicine

سمر النجار

باحثة شغوفة في مجالات كتابة المحتوى الطبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى