رهاب الأماكن المغلقة Claustrophobia .. أسبابه وأعراضه وطرق علاجه
هل انتابتك يومًا نوبة هلع أثناء تواجدك في مكان مغلق؟ هل شعرت من قبل بضيق تنفس وعدم اتزان لتواجدك في مكان مغلق؟ هل سمعت يومًا عن رهاب الأماكن المغلقة؟ لاتقلق يا صديقي سنسرد في هذا المقال كل ما يتعلق برهاب الأماكن المغلقة أو ما يعرف برهاب الاحتجاز، فتابع معنا هذا المقال.
ما هو رهاب الأماكن المغلقة؟
هو الخوف الشديد وغير المبرر من الأماكن المغلقة، وهو يعد نوعًا من أنواع الفوبيا وأحيانًا يتسبب في نوبات ذعر والشعور بعدم الارتياح، كما يطلق علماء النفس على الخوف من الأماكن المغلقة (رهاب محدد).
فإذا كنت تعاني من أيًا من تلك الأنواع فإن اللوزة الدماغية والمسؤولة عن الاستجابة للخوف تكون مفرطة النشاط.
حيث تشير الدراسات إلى أن حوالي ٢-٥% من سكان العالم يعانون من نوع شديد من رهاب الأماكن المغلقة أو ما يعرف برهاب الاحتجاز، ولكن لا يتلقى العلاج إلا نسبة ضئيلة جدًا.
ما هي محفزات رهاب الأماكن المغلقة؟
هناك العديد من المحفزات التي تتسبب في الشعور بالخوف من الأماكن المغلقة، ومن أشهر هذه المسببات ما يلي:
- استخدام المراحيض العامة.
- ركوب المصاعد.
- التواجد داخل السيارة أثناء غسيلها.
- أثناء إجراء فحص الرنين المغناطيسي.
- التواجد داخل الأنفاق.
- التواجد بداخل القطارات والطائرات.
أسباب الإصابة برهاب الأماكن المغلقة
الإصابة بهذا النوع من الرهاب المحدد يمكن أن نتيجة للأسباب الآتية:
- التعرض لصدمة نفسية أو حادث في الصغر في مكان مغلق، ولم تتح للمريض فرصة التحدث عما مر به فيُحدث عقله الباطن حالة من التعميم على كل الأماكن المغلقة نتيجة التعرض لهذا الحادث.
- الاحتجاز في مكان مغلق.
- التعرض للإرهاب أو الإساءة.
- إصابة أحد الوالدين برهاب الاحتجاز قد يتسبب في انتقال المرض إلى الأبناء.
أقرأ أيضًا: رهاب الماء – فوبيا الماء – أكوا فوبيا
هل رهاب الأماكن المغلقة مرضًا وراثيًا؟
بالتأكيد قد تلعب الجينات دورًأ هامًا في الإصابة برهاب الأماكن المغلقة، حيث اكتشف العلماء خللًا جينيًا في جين يعرف باسم GPM6A والذي يشتبه في أن يكون السبب في المعاناة من رهاب الأماكن المغلقة.
يعتقد أنه إذا كان أحد والديك يعاني من رهاب الاحتجاز فمن المرجح أن تصاب به أيضًا.
أقرأ أيضًا: اضطراب القلق الاجتماعي | الرهاب الاجتماعي – أعراضه وكيفية علاجه
ما هي أعراض رهاب الأماكن المغلقة؟
تتراوح حدة الخوف من الأماكن المغلقة من شخص لآخر، حيث من الممكن أن تتراوح من قلق وعصبية خفيفة إلى نوبة هلع وذعر كاملة، إذ أنه من الممكن أن يتسبب التواجد في مكان مغلق إلى ظهور أعراض مثل:
- زيادة ضربات القلب.
- التعرق.
- ضيق التنفس.
- ارتجاف.
- عدم اتزان ودوخة.
- غثيان.
- ارتباك.
- جفاف الفم.
- الشعور بالخدر والاختناق.
- زيادة الحاجة لاستخدام دورة المياه.
- الأرق.
- الخوف من الإصابة بأذى.
- من الأعراض الشائعة أيضًا شعور الشخص بالهلاك وكأن العالم سينتهي في هذه اللحظة.
ملحوظة: يمكن أن تكون نوبات الهلع شديدة وتستمر من ٥ إلى ٣٠ دقيقة مع الشعور بضيق التنفس والتعرق، بالإضافة للإحساس بضيق وألم في الصدر، ولكن يجب طلب المشورة الطبية لأن هذه الأعراض تتشابه مع أعراض النوبة القلبية.
المضاعفات
قد تحدث بعض المضاعفات نتيجة المعاناة من هذا الرهاب وأبرزها:
- الخوف الشديد من التواجد في مكان مغلق.
- الخوف من التعرض لفقدان السيطرة أو التعرض للإغماء.
- سيطرة فكرة الموت أثناء التواجد في مكان مغلق على المريض.
- تجنب أداء الأنشطة التي قد تجعلك تشعر بالانغلاق.
ما هي طرق تشخيص رهاب الأماكن المغلقة؟
يقوم الطبيب بالتشخيص من خلال سؤالك عن الأعراض والتاريخ الطبي السابق والحالي، وما إذا كان هناك تاريخ عائلي لنفس المرض أو اضطرابات نفسية أخرى، وإجراء فحص بدني، كما سوف يأخذ في الاعتبار المخاوف التي قد تؤدي إلى:
- إصابة المريض بنوبات هلع شديدة.
- استبعاد وجود اضطرابات أخرى والتي قد تتداخل في تشخيصها مع رهاب الاحتجاز.
- تعيق قدرة المريض على أداء مهامه اليومية بشكل طبيعي.
ما هي طرق علاج رهاب الأماكن المغلقة؟
قد يحاول المصاب برهاب الأماكن المغلقة تجنب مواجهة مخاوفه من خلال الابتعاد عن التواجد في الأماكن الضيقة، مثل تفضيل المشي على ركوب المترو، أو استخدام الدرج بدلًا من المصعد، أو التواجد بالقرب من الباب، وقد تصل في بعض الحالات الشديدة إلى الخوف من مغادرة المنزل.
لكن تجنب الأماكن الضيقة وعدم مواجهة مخاوفك لا يعد علاجًا ولن يساعدك على التخلص من رهابك، حيث تعد أول خطوة للعلاج هي الاعتراف بوجود مشكلة تستدعي زيارة الطبيب النفسي، وتشمل طرق العلاج ما يلي:
- العلاج بوضع المريض أمام مسببات الخوف (Exposure Therapy)
حيث يتضمن العلاج تعريض المريض للمواقف التي تسبب له الخوف تدريجيًا لمساعدته في التغلب على خوفه، وذلك لإدراكه عدم تعرضه للأذي عند التعرض لما يخيفه.
- العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavioral Therapy – CBT)
يعتمد هذا النوع من العلاج على التحدث مباشرة مع معالج نفسي مدرب وإخباره عن الأفكار التي تدفعك للخوف، وتعلم طرق لكيفية التغلب على تلك المخاوف، من الممكن أن يكفي العلاج المعرفي السلوكي ومن الممكن أن تحتاج معه العلاج بالتعرض لمسببات الخوف.
- الواقع الافتراضي
تستخدم هذه الطريقة لمحاكاة المساحات الضيقة مثل المصاعد أو أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي.
- التخيل والاسترخاء (Relaxation and Visualization)
التوصل لتعلم طرق لتستطيع تهدئة خوفك والتغلب عليه عندما تتعرض لمواقف قد تخيفك.
- العلاج الدوائي
من الممكن أن تكون الطرق السابقة غير مجدية، ففي هذه الحالة يمكن أن يلجأ الطبيب لوصف أدوية القلق أو مضادات الاكتئاب للمساعدة في التعامل مع المواقف التي تسبب لك الخوف.
مع الأسف لا يوجد طرق للوقاية من الإصابة برهاب الأماكن المغلقة وخاصة الناتج عن عوامل وراثية، ولا يرتبط بخبرات سيئة حول التواجد في الأماكن المغلقة.
اقرأ أيضًا: النوموفوبيا – الخوف من فقدان الهاتف المحمول
المدة اللازمة لعلاج رهاب الأماكن المغلقة
يمكن أن يكون العلاج عن طريق زيارات محددة للطبيب النفسي، ولكن قد يحتاج المريض في بعض الحالات الشديدة للعناية بالمستشفى، وبشكل عام قد تستمر فترة العلاج من ٨ إلى١٠ أسابيع بمعدل مرتين أسبوعيًا.
متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا كنت تعاني من خوف زائد من الأماكن المغلقة بحيث يؤثر على روتين يومك، فيجب طلب المساعدة من طبيبك النفسي لارشادك للطرق الصحيحة التي يمكن أن تساعدك في التغلب على تلك المخاوف والسيطرة عليها.
نصائح للتعامل مع نوبات رهاب الاحتجاز
هناك طرق للتعامل مع نوبات الرهاب المفاجئة والتي قد تتضمن الآتي:
- خذ نفسًا عميقًا وببطء أثناء العد إلى ثلاثة مع كل نفس.
- ذكر نفسك دومًا بقدر المستطاع بأن هذا الخوف والقلق شعور عابر وسيمر سريعًا.
- ركز على التفكير في شيء آمن يشعرك بالاطمئنان.
- كرر بداخلك أن هذا الخوف غير منطقي.
- طمئن نفسك بأن شعور الخوف هذا لن يدوم ولا يهدد حياتك.
حاول دائمًا مواجهة مخاوفك بدلًا من الهروب منها، فأسهل وأيسر الطرق دومًا لحل المشكلات هي مواجهتها وتذكر بأنه لا بأس من تجربة شعور الخوف وأنه شعور عابر سرعان ما سيزول، وردد دائمًا بداخلك أنك قوي وتستطيع مواجهة كل مخاوفك بالعزيمة والإصرار.